لماذا ازدواجية المعايير ايتها القيادة الكوردية

 صفوت جلال الجباري

   

لاشك ان الشعب الكوردي في العراق بمجمله قد تعرض الى شتى صنوف الاضطهاد ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة .... وقد بلغ هذا الاضطهاد ذروته في عهد البعث المقبور, من حملات قسرية للتهجير و القصف بالاسلحة الكيماوية وحملات الانفال  البشعة.

القيادة الكوردية التي تستمد شرعيتها ووجودها من خندق الدفاع عن هذا الشعب المظلوم, والتي والحق يقال لم تألوا جهدا في توعية واستنهاض وتنظيم جماهير هذا الشعب في ايجاد الآليات المناسبة لخوض غمار الحرب الدفاعية لشعب كوردستان مضحية بخيرة ابناء هذا الشعب وصولا الى حقوقه المشروعة , هذه القيادة التأريخية لم تكن امتداتها محصورة  في جهود شخص او مجموعة ضيقة من ابناء هذا الشعب بل ان كل شرائح شعبنا قد اشتركت في اتون المعارك النضالية الضارية التي خاضتها وبمختلف الوسائل وفي احلك الظروف.

ان الشريحة الفيلية من ابناء شعبنا الكوردي كانت في مقدمة من ناضلوا في صفوف كل الحركات السياسية الكوردية ولم تتأخر ابدا في رفدها بخيرة شبابها ومثقفيها اضافة الى التضحيات المادية السخية التي كانت تجمع من كل بيت فيلي في بغداد ومدن الجنوب العراقي لنصرة قضية شعب كوردستان,( رغم ان اتون الحرب الفاشية ضد شعب كوردستان كانت بعيدة كل البعد عن ديارهم) , وانا لا اريد ان اسهب في مجال كم ونوع هذه التضحيات فالمنصفون من ابناء شعبنا الكوردي هم من يعرفون جيدا  مدىجسامة تلك التضحيات.

اذا كان هناك من ضحوا واصبحوا هدفا مباشرا للحملات القمعية للنظام البعثي المباد اكثر من غيرهم فهم كورد كركوك والشريحة الفيلية من ابناء شعبنا الكوردي بل وتكاد وسائل الابادة والتنكيل ضد هاتين الشريحتين تتماثل والى حد بعيد في قساوتها وضراوتها, ولو ان الكورد الفيلية قد تحملوا مضالم  لايمكن وصفها وادراكها الا من عاشها وتلضى بنارها فعلا, فالذين هجروا بين ليلة وضحاها من ديارهم واملاكهم وتم رميهم في حقول الالغام بين الحدود العراقية الايرانية واحتجز الآلاف من شبابهم واللذين اصبحوا فيما بعد مادة للتجارب الكيماوية والجرثومية ادرى من غيرهم في وصف هذه المعاناة والتراجيديا الانسانية والتي لاتضاهيها في التأريخ الا مأساة الانفال وحلبجة والهلوكوست اليهودي في المانيا, اضافة الى تهجيرهم الى بلد غريب عنهم لم تنصفهم هي الاخرى ولم تعاملهم  كاناس مظلومين يستحقون ابسط  الحقوق.

ان الذي يدعو للاستغراب والاحباط هو لماذا تجاهل او نسيان كل هذه المعاناة التي اصابت شعبنا الكوردي الفيلي, من قبل قياداتنا الكوردية بعد سقوط النظام وعدم السعي من اجل تبني قضيتهم و ازالة اثار الظلم الذي لحق بهم, بنفس الحماس والجدية التي تتبارى فيها القيادات الكوردية في مسألة كركوك, رغم ان المسألتين متماثلتين في الاهداف والاسباب والنتائج ايضا, والتي جعلت الانظمة البائدة تصب جام غضبها عليهم, فلو لم  يكن الكورد الفيلين كوردا اقحاح بل ومن اشد المخلصين لقضية (الكوردايه تي) لما كانوا وقودا للحقد العروبي الشوفيني ضدهم , فهل هم الوحيدين في العراق اللذين يفتقدون الى اوراق ثبوتية تثبت عراقيتهم , الم يكن الآلاف من الفلسطينين والسوريين بل وحتى من اخوتنا الكلدو اشوريين يفتقدون الى مثل هذه الاوراق والتي كانت تمنح للكثيرين منهم دون ان يمضي على وجودهم في العراق اكثر من عشرة سنين؟؟... ومن ثم ما ذنبهم اذا كانوا يسكنون خارج كوردستان .. وهل ان مهمة القادة الكورد واحزابهم ينحصر في الدفاع عن الكورد كشعب ام الكورد كأرض وهل يتوجب على الكورد الفيلية  ان يمتلكوا اراضي وحقول غنية للنفط  حتى يسمع صوتهم ايضا؟؟؟؟ ولماذا لا تصبح قضية ارجاع الحقوق كل الحقوق الى الكورد الفيليين ايضا خطا احمر او مجرد خط حتى بدون الوان امام انظار القيادة الكوردية؟؟؟؟؟ اسئلة موجهة  للقيادات الكوردية عسى ان القى الجواب الشافي.....