محطات كوردية مع الحزب الإسلامی العراقي

علی هامش الذکريات
محسن جوامير ـ کاتب کوردستاني

   

 

 

  کان 1988 عام مأساة أو قل هيروشيما الکورد... وبفعل ضربة حلبجة بالأسلحة الکيمياوية ـ لا أعادها الله حتی علی الأعداء ـ کان ربيعه‌ وصيفه‌ موسمي حصاد رؤوس الکورد وأرواحهم... لقد کان هذا العام عام الرمادة بل أشد وطأة منه بالنسبة لشعب کوردستان... وصاعقة لمن کان يملک أدنی ذرة من الضمير، ناهيکم عن أصحاب الضمائر الحية الذين کانوا قريبين من الکورد أرضا وتأريخا وجغرافية وعقيدة ودينا ورافضين للدکتاتورية حتی النخاع...

 

 واعجب العجب ، ما أن خرج غول بغداد منتصرا في حرب الخليج أو بالأحری أخرج " بضم الألف و سکون الخاء" منها، حتی تحول في الوسط العربي إلی آلهة، وکاد أن يعبد ... وکادت هذه العبودية تطغی علی کل جرائمه التي رافقت الانتصارالمزعوم، والتي تمثلت في تکملة حماقة الأنفالات بحق الكورد، بتدمير ما لم يتم تدميرها  من القری والمدن الکوردستانية وتشريد من لم يتم بعد تشريدهم إلی مناحي شتی لقطع وتفتيت أواصر ومفاصل القرابة، بل حتی صلات الأخوة...!

 

وکان جل العراقيين في بريطانيا، واغلب الکوردستانيين في إيران وترکيا و بالذات في السويد، أصبحوا بعد فعلة الطاغية يترحمون علی" حکم عثمنلي لا يترک ولا يخلي "..!

 

 الکل ـ خاصة الکورد ـ کانوا يضربون الأخماس بالأسداس، وذلک بفعل الهجرة الجماعية والحالة المأساوية التي کان المهاجرون يعانون منها... والطامة الکبری کانت في العيون البعثية التي إزدادت حدة وشدة وهولا علی من کان ينبس حتی ببنت شفة ضد الطاغية في المهجر... وأذياله من الطلبة أصحاب الزمالات تحولوا إلی جواسيس في مساجد أوروبا وجاسوا خلالها... وکنا نسمع ونشاهد الحرب الکلامية والمشادات بين البعثيين والمعارضين للنظام... ويد النظام طالت إلی درجة وعن طريق سفاراتها ومخابراته، أن قامت بتصفية من شاءت من المعارضين، کما حدث في السويد وباساليب شبيهة بما قامت بها عصابة الشيخ زانا..!

 

 ومن المعارضين العراقيين الذين تعرفت عليهم في بريطانيا ، کان من بينهم الأساتذة الدکتور أحمد الراوي وأياد السامرائی والمرحوم عادل الشويخ(1) وأسامةالتکريتي الذي کان مطلوبا من صدام شخصيا، والمرحوم فاروق  وباسم الأعظمي الذين کانوا علی قناعة من ان عنتر بغداد " يا تاخذ قوتهم يا ناوی علی موتهم"... ومن الکوردستانيين النشطاء لقضيتهم، کان الأساتذة سرنج وسرود وإخوته‌ والمرحوم مؤيد البريفکاني دائما علی الخط في الشأن الکوردستاني.

 

 وکان هؤلاء ومجموعة أخری من المتحمسين علی اتصال، يتشاورون ويتساءلون، وبعضهم کانت دموعهم تنهمروتستبد بهم الحسرة والألم، ويتساءلون علی الدوام: طيب ماذا نعمل للکورد المهاجرين من ديارهم وکيف نسعفهم ونوصل قضيتهم إلی الرأي العام الاسلامي، لتتعری حماقات هذا الطاغية، بالکتابات والمعارض وتشجيع بعض خطباء يوم الجمعة للتصدي للقضية..؟!

 

 حتی أن الأستاذ مصطفی طحان لبناني الأصل والمقيم في الکويت وکان أمينا عاما للإتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الإسلامية وقتئذ، عاتبنا لکوننا لا نستعجل في أمر إيصال صوت کوردستان وحلبجة إلی العرب والمسلمين عن طريق إصدار مجلة أو منشورات.

 

 وفعلا آتت هذه‌ المحاولات أکلها وأفادت في إطلاع قطاعات واسعة من العرب والمسلمين وبالتعاون مع الرابطة الإسلامية الکوردية... وأذکر أن أول مقالة کتبتها مجلة اسلامية عن حلبجة کانت بإسم " الغرباء " وکانت تصدر في لندن، کان أحد محرريها حينئذ الدکتور مصطفی عثمان وزير خارجية السودان الحالی، کان شابا ذکيا، وکان دائما ـ ولفرط ذکاءه ـ جاهزا وحاضرا لکتابة المقالة في أي وقت طلب منه...

 

وقد نشرت مجلة الغرباء التي کان الأستاذ صلاح أرقدان رئيس تحريرها آنذاک، مقالة مؤثرة في زاوية " رؤية سياسية" تحت عنوان:" مجزرة حلبجة ... عار علی جبين الأمة" تصف وتدين الجاني ، جاء فيها:

" کان الموت يمر علی أکراد حلبجة ويصعقهم في لحظات خاطفة.. فتراهم صرعی علی الطرقات وخلفيات المنازل وفي غرف النوم.. أدرک الموت بعضهم وهو يحاول الهرب بلا فائدة.. مات بعضهم تحت إطارات السيارات، والبعض علی عتبات الدور.. إمرأة قضت نحبها وهي تسعی لاحتضان طفلها الذی أدرکه الموت بالمثل.. وأب توفی وهو يحمي بذراعيه‌ وجسمه‌ طفله‌ الصغير.. واسرة کاملة تجمعت لتختفي في قبو الدار لتصبح ضحية لغاز الخردل السام الأثقل من الهواء ويتحرک إلی المناطق السفلية بالموت والدمار.. أصبح کل مرمی للبصر في "حلبجة " مليئا بالجثث التي بدأت في التحلل...

 

وأردفت قائلة: وليحذر المسلمون من الإعتذار عن تغطية هذه‌ الأحداث وإدانتها بحجة أن ضحاياها من " الأکراد "... إنها والله‌ حينئذ ستکون ندامة يوم القيامة... ولا يغرننا ما يطفو حولنا من زبد السياسة في بحور الحياة.. ولا ننسی واجباتنا الدينية " القطعية " حيال الاحداث... احداث تحکمها أم الکتاب وتحکمها السنة الماضية...

 

وأخيرا ذکرت: ولنتذکر أن جريمة " حلبجة " من وجهة النظر الإسلامية جريمة مرکبة مضاعفة:

ـ ففي الإسلام جريمة أن يقتل الإنسان البرئ الأعزل...

ـ وفي الإسلام جريمة أکبر أن يقتل أي کائن حي قتلا قاسيا بشعا: حتی في ذبح الحيوان يحرص الإسلام علی تحديد المدية وإراحة الذبيحة!!

ـ وفي الاسلام دخلت إمرأة النار في هرة : لا هي أطعمتها ولا ترکتها تأکل من خشاش الأرض.

وخلص الکاتب القول في النهاية: " ولکأني بمرتکب جريمة حلبجة ومجزرة الإنسان فيها يعرض نفسه‌ لمواجهة مع امور الله القطعية الواضحة، فيأخذه‌ أخذ عزيزمقتدر.. إن الله لقوي عزيز .

وجل من يمهل ولا يهمل ولا أحد ينازعه في جبروته..! الغرباء 4 \1988 ـ لندن،واعيد نشرها في العدد الأول من مجلة حلبجة.

 

وعندما تناهی إلخبر إلی اسماع الکاتب المصري الغيور صلاح شادی إنبری ليکتب مقالة " حلبجة.. جريمة حرب " في مجلة " لواء الإسلام " والتي أثارت زوبعة کادت تقصف بالعلاقات المصرية العراقية، بسبب إثارة السفير العراقي البعثی... جاء في المقالة:

"مأساة جديدة من مآسي الحرب العراقية الإيرانية المستعرة. أکثر من أربعة آلاف من سکان مدينة حلبجة الکوردية العراقية وبعض المناطق المحيطة بها لقوا مصرعهم بعد أن ألقت الطائرات العراقية الغازات السامة علی المدينة..

أسوأ حرب کيماوية منذ الحرب العالمية الأولی. آثار إستخدام غازات الخردل والسيانيد وغاز الأعصاب.. حتی من کتب له الحياة سيظل يعاني من أثر الغازات لسنوات طويلة. لواء الأسلام 17\4\1988

 

هذا وقد کتب الشاعر السوداني الدکتور مصطفی أبو أحمد قصيدة طويلة في شهر مايو نفس العام لرثاء حلبجة، وقد نشرت في العدد الأول من مجلة حلبجة الصادرة حينئذ في السويد، وأکتفي بثلاثة أبيات منها:

ياويحهم

 

ياويح من قذفوا حلبجة بالسمـــــــوم         ياويحهم   ياويحهم 

ياويح من زادوا جراحاتي دمـــــــــــــــــــــوم                 "            "        
يا بلدة بالليل تذکر ربها وغدا تصـــــــــــــــوم                 "            "    

قد کنت فيضا للمعارف، أنت بحر للعــــــــــلوم                 "            " 

يارب أهلک آل عفلق أصلهم نار السمــــــوم                "            "

قد ساد حکم الغاب في وطني،توطنت الهمــوم                "            "

 

 

نعم،  وفي صيف1988 أعلمني بعض الأصدقاء بأن مؤتمرا سوف يعقد في بلد ما، يجمع بعض المهتمين بالقضية الکوردية من کورد وعرب عراقيين، وسيکون حضور الکورد من ممثلين من الأقاليم الکوردستانية الأربعة، لدراسة الوضع الکوردي الراهن... وفعلا سافرت وشارکت کصحفي، وکان مدار البحث هو القضية الکوردية وفق التصور الإسلامي ودام يومين... وکان عدد المشترکين حوالي عشرين من الکتاب والباحثين والمفکرين، والسياسة جمعت الکل... من الأساتذة العراقيين والعرب الذين أذکرهم أياد السامرائی " الأمين العام المساعد للحزب الإسلامي العراقي الحالي "، اسامة التکريتي، صباح الأعظمي، علي بابان، نعمان السامرائي و المرحوم عادل الشويخ... ومن الجانب الکوردستاني الأساتذة ، صلاح الدين محمد بهاءالدين "  أمين عام الإتحاد الإسلامي الکوردستاني الحالي" ، الدکتور علي القرداغي، عمر عبدالعزيز، حسن شميراني،علي أحمد، ناصر سبحاني، برايم مردوخي والحاج شوان.. وأعتذر لعدم ذکرأسماء بقية الأفاضل، لأن الذاکرة لا تسعفني.

 

کانت الجلسات حافلة بالمناقشات الساخنة، شملت جميع أوجه‌ القضية من الوجهة التأريخية والجغرافية والسياسية والثقافية والإنسانية، وکذلک شملت الوضع المزري للکورد المهاجرين من جنوب کوردستان بفعل جرائم النظام.

 

فيما يخص الوضع السياسي والأطروحات بصدد تقديم الحلول اللازمة للقضية الکوردية، بحثت الدولة والحکم الذاتي والفيدرالية والکونفيدرالية والولاية، والعلاقات بين العرب والکورد خاصة، وکلها کانت تبحث وتمحص علی ضوء القواعد الشرعية والفقهية لتأصيلها وتوثيقها... وکانت الولاية لصلتها بالتاريخ الإسلامي، هي الجرعة التي کان الإتفاق عليها منصبا...

 

 والطريف أن الإجتماع کان في مکان، الکورد فيه ممنوع لغة وثقافة ووجودا وسياسة... وقد إتفقنا في حالة کشف أمرنا، أن نقول اننا نقيم المولد النبوي الشريف بمناسبة زواج أحد الأصدقاء..! هذا واتفقنا أن يکون لنا لقاء آخرلاحقا في مکان ما، وقد تم فعلا ولم أتمکن من الحضور شخصيا... ولکن أعتقد أن هذا المؤتمر الذي حضرته‌ في العام1988 کان أول وأوسع لقاء وتفاهم عراقي وکوردستاني إسلامي بعد إلحاق کوردستان بالعراق... ومازالت تلکم البحوث والتوصيات باقية لحد اليوم...

 

 يبدو أن الموقف السياسي الإسلامي الحالي لجماعة الحزب الإسلامي اليوم المتمثل في شخصية الأستاذ أياد السامرائي الذي أعرفه‌ شخصيا وأراه‌ من علی شاشات التلفزة يصرح، کان صاحب موقف ثابت وايجابي تجاه القضية الکوردية ، ينبع من نفس المواقف السابقة... وکذلک منسجم  مع مقررات وتوصيات البيان الختامي عن المؤتمر الإسلامي الأول ( علنا ) عن " القضية الکوردية من رؤية إسلامية " الذي إنعقد بين 19-20\1\1990 بمدينة کولن بألمانيا الغربية الذي قام علی جهود مجموعة من الباحثين المسلمين الکورد وعلی رأسهم الدکتور علي القرداغي الذي لعب دورا رئيسيا، ودعيت إليه‌ نخبة من العلماء والدعاة والمفکرين والسياسيين من مختلف الإتجاهات ومنهم شخصيات من الحزب الإسلامي العراقي، حتی أن الأستاذ الراحل إبراهيم أحمد الذي کان من ضمن الحاضرين أثنی علی موقف المؤتمرين ومقررات المؤتمرالتي تلخصت في:

 

ـ إعتراف الإسلام بحق کل شعب في التعبير بلغته‌ في کل المجالات، باعتبار أن اللغة آية من آيات الله‌ تعالی.

ـ التطبيقات العملية للإسلام کانت قائمة مند الصدر الأول للخلافة علی الولايات التي کانت تتمتع بسلطات واسعة وإن کانت مرتبطة بدار الخلافة. وإن لکل واحدة منها ميزانية تکمل منها حاجياتها ثم يرسل ما تحتاج إليه‌ دار الخلافة إليها

ـ إن الشعب الکوردي مسلم بنسبة قد تصل إلی99%، وهذه‌ الأرضية المشترکة تساعد علی توحيد الأکراد علی أرض کوردستان، والتأليف بين قلوبهم ليصبحوا مع بقية الشعوب الإسلامية الأخری أمة واحدة متماسکة.(العدد 5 من مجلة حلبجة1990)

 

في اللقاء الثاني للرابطة الاسلامية الکوردية للدول الأسکندنافية بين 25 ـ 26/نيسان 1992 وتحت شعار " کوردستان واصالتها الاسلامية " الذي عقد في السويد وحضره‌ أعضاء من الحزب الإسلامي العراقي ، خرج اللقاء ببعض المقررات والتوصيات ، منها فيما يخص القضية الکوردية:

ـ تستنکر الرابطة وبشدة کل الأعمال الإجرامية التي  تطبق بحق الشعب الکوردي في أجزاء کثيرة من کوردستان وخاصة کوردستان ترکيا والعراق، وترفض کل أنواع التذويب والقهر القومي. وکل المحاولات الرامية إلی إبادته‌ والقضاء عليه‌.

ـ تری الرابطة أن حل القضية الکوردية لا يمکن أن يتم إلا من خلال نظام الولايات الإسلامية التابعة لدولة الخلافة الشاملة، وأن هذا هو الذي يضمن حق کل شعب علی حدی من دون أن يکون ذلک علی حساب الآخرين، وهو يعمل علی إعادة اللحمة بين جسد الأمة الإسلامية التي مزقت أوصالها إتفاقية سايکس ـ بيکو.

وفي حال تعذر قيام دولة الخلافة الإسلامية، وقيام کيان کوردي مستقل في الوقت الحاضر، تری الرابطة إمکانية الحل المرحلي بإقامة إتحاد فيدرالي أو کونفيدرالی بين مناطق کوردستان وبين الأنظمة القائمة والحاکمة لها.(العدد7 من مجلة حلبجة1992).

 

کلمة أخيرة :

 

ما کان بودي أن أنشر هذه‌ الباقة الصغيرة  جدا من الذکريات الصحفية التي تشکل مساهمة الحزب الإسلامي العراقي بعض زهورها وألوانها التي تبدو وکأنها في هذه‌ اللحظات التأريخية الحساسة والعصيبة التي يمر بها شعب العراق وکوردستان، مازالت علی  بهاءها برغم التأثيرات التي اسمع أنه‌ واقع تحته‌، مجاراة ليس إلا... وذلک  بسبب الملابسات الحاصلة في المواقف وفق المصالح وعلی حساب المبادئ، وکما ألمسها من بعض الأطراف الأخری التي کانت إلی الأمس تعد الکورد بأنواع الوعود البراقة، وکانت مستعدة لتنقش وتحفر إمضاءه حتی علی الحجر، ولکن يبدو أن هذا الموقف المرحلي( باستثناء موقف الحزب الشيوعي العراقي الثابت تجاه‌ الحق الکوردي أيضا وموقف الأستاذ عدنان الباچچي ) لم يکن إلا من أجل أن يفسح لها الکورد منفذا لعلها تستطيع أن تتنفس الصعداء من خلاله...  وما أن بلغت رشدها واستوت علی سوقها، حتی قلبت للکورد ظهر المجن واصبحت وکأنها لم تعرفه‌ ولم تعقد معه حلفا، ناهيکم عن إلقاء التهم ومحاولة نسج الأباطيل ضده‌...

 

 ولکن الذي دفعني أن أمر علی عجل علی بعض الأطلال الصحفية التي لن تبرح الذاکرة ما بقي لي من نفس في الصدر، هو  شهادة  الأستاذ الملا بختيار ( علی شاشة کوردسات ) والأستاذ فؤاد حسين ( علی شاشة كوردستان تيڤي ) وعلی رؤوس الأشهاد والمشاهدين لموقف الحزب الإسلامي العراقي الثابت ـ مقارنة بالأطياف الأخری ـ والمؤکد( بکسر الکاف ) علی الحق الکوردي، والمختلف عن الأطراف التي غيرها التهافت علی متاع وسقط الدنيا ولو علی حساب وعودها ودينها ومبادئها...

 

 ولعل دور الدکتور محسن عبدالحميد في مجلس الحکم وبشهادة الزعماء الکورد، تجاه‌ القضية الکوردية، يقوي ما ذهبنا إليه، أو قل هو حلقة من الحلقات التي تميزت بالثبات لحد الآن... ولعله من الممتع للقارئ الکريم أن أذکر أن محسن عبدالحميد  أول إسلامي کرکوکي ضمن رسالته‌ الموجهة إلی مجلة (المسلمون) التي کانت تصدر في سويسرا، إسم کوردستان، باعتباره‌ من شبابها ومن أحفاد صلاح الدين الأيوبي، وکان ‌‌هذا في الستينيات.

 

لا أدري کيف تسير الأمور ولا کيف تتغير المواقف والإلتفاتات، ولا أريد أن أستبق الأحداث اوأتنبأ أو أحکم... ولکن لابد أن يقال للمنصف إذا أنصف: أنصفت !... وأن يقال لإبن اليوم : وا أسفاه‌ لقد تغيرت يا رجل وما کان ينبغي هذا!

 

" وألو إستقاموا علی الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا" صدق الله‌ العظيم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

1ـ الأستاذ عادل الشويخ، من الأساتذة العلماء، کان استاذا في الفيزياء وکان بحرا من العلوم، وافاه‌ الأجل إثر حادثة سيارة في کوردستان، وقد ذکر الإخوة الذين کانوا معه أثناء الحادثة، أنه  ـ وقبل لحظات من إنتقال روحه‌ الطاهرة إلی الباري تعالی ـ أخرج من جيبه مبلغ 100 دولار قائلا : هذه‌ أمانة سلموها للعائلة الفلانية في السليمانية... ويذکر أن زوجته‌ الفاضلة، عندما کانت قادمة من الإمارات بعد أيام من وفاة زوجها الفاضل، لنقل جثمانه‌، أطلعوها علی الشريط الذي إحتوی علی مراسيم توديعه‌  ودفنه‌ وبکل تکريم من قبل أحبائه‌ في السليمانية، تراجعت عن قرارها وقالت : فليکن زوجي هدية لکوردستان..!

 

ملاحظة! أعتذر عن أي هفوة أو خطأ وقعت فيه‌ بخصوص معلومة أو إسم ما، وأکون شاکرا لکل تصحيح.

 

 

17 –08 - 2005

 mohsinjwamir@hotmail.com