خليل زاد يدافع عن تعريب کرکوک

محسن جوامير ـ کاتب کوردستاني

   

بعد لقاء السيد زالماي زاد السفير الأمريکي في العراق بمجلس إدارة کرکوک لبحث أوضاع المدينة، وردا علی سؤال أحد الصحفيين حول تطبيق المادة (58) بخصوص العرب المستوردين، قال: إن العرب الوافدين الذين يريدون العودة إلی مناطقهم يجب تعويضهم، والذين لا يريدون العودة يمکنهم البقاء في المدينة، مؤکدا علی ضرورة مراعاة الامور الإنسانية عند تطبيق المادة (58) من قانون الدولة...                        

وأضاف زالمای: إن العوائل العربية التي جلبها صدام ضمن سياسة التعريب إلی کرکوک، فإن هؤلاء لا ذنب لهم، ومن حق أي عراقي العيش في أي مکان في العراق وإنهم أحرار في الرحيل أو البقاء..!                                             

إن هذا التصريح يأتي وبهذه الصراحة، بعد ان تسنم الممثل الامريکي منصبه‌ کسفير لأمريکا، وفي وقت تمر کوردستان والعراق بأشد الأوقات حرجا وحساسية، بسبب الخلافات حول بعض البنود الأساسية التي تشکل عصب العلاقات الکوردية العراقية، والتي من شأنها إعادة الأوضاع إلی ما بعد قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية التي شهدها العراق وخلق حالة فوضی إدارية جديدة. وکذلک يأتي تماما مخالفا لما ورد في المادة (58) بشأن اعادة المستوطنين العرب إلی مناطقهم وتهيئة السبل الکفيلة بتوطينهم في أماکنهم التي جاؤوا منها، وبالأحری بعد ما کادت هيئة تطبيع الأوضاع في کرکوک برئاسة السيد حميد موسی، تبدأ بعملها.                                 

إن مثل هذه التصريحات التي لم يسبق أن أطلق مثيلها من مسؤول أمريکي کبيرسابقا، تثير شکوکا کثيرة لدی المواطن الکوردستاني وفي هذا الظرف بالذات حيث الحرب الدستورية علی أشدها، حول مدی حيادية الطرف الأمريکي في التدخل في الأمور التي سبق وأن وضعت الأطراف المتصارعة آليات لحلها.

إن هذا الموقف اللامسؤول من زالمای والذي يخالف ما اتفقت عليها الأطراف، ما کان يجب أن يمر هكذا مرور الکرام من طرف إدارة کرکوک والتي تقف قائمة التآخي في قمة هرمها، لأن السکوت لا تستتبعها إلا تصريحات أشد وأجراءات لا تحمد عقباها..!                                              

وعلی حکومة کوردستان وبرلمانها إبداء موقفها من هذا الأمر، قبل أن تستفحل الامور بقرب الإنتخابات التي قد تکون علی الأبواب... حينئذ يکون العرب المستوردون سادة المدينة ومدرائها، والکورد يضربون الاخماس بالأسداس أمام السادة البعثيين القدماء..!                                             

فهل من سامع ومجيب..؟!                                      

 

mohsinjwamir@hotmail.com