وقفة حزن على كارثة جسر الكاظمية
عبد الحكيم نديم الداوودي
1
قال لنا معلم الوطنيّة في مدرسة قريتنا النائية والنائمة على تلال التخلف والإهمال! يا أولاد الفقراء! مساءنا لا يشبه أبداً مساءَ الغرب ولا حذائنا البلاستيكي المغرز حد الكعب في الوحل و إذا نمتم ليلة العيد كأولاد الغرب تحت ضوء الشموع فحلمكم ليس إلا دعاء سجين بانتظارعفو عرس السجّان أو يحفظ رقم قبره الدارس سطور قلب الدّفان...
2
انتبهت الحارة المسكونة بالصمت ليافطة معلقة أمام مدرسة خربه! وتحتها كومة من أنامل طرّية نحن ارواح الذين خدعونا منذ عقود بالجمهورية الفاضلة بالحرية والاشتراكية نادتهم الضمائرالحيّة تحث الثرى اهذه منجزاتكم الموثقة بالمقابر الجماعية وبالأدلة الدّامية؟ألستم من دفنتم الشيخ والرضيع في الصحراء، والمرأة الحبلى والطفلة البريئة والام الثكلى احياءا في الحَضَر والقرى؟!.. 3 وسادةٌ كانت حبلى بأسرار حسناء جامعتها الأخيلة في خطوط السفر فأنجبت ليلتها كراهية مؤانسة الرجال...
4 الجدار الآيل للسقوط في وسط البلد ادهش السائح وسايس خيول الرهان وفي أعلى الجدار ثمة نقوش لمكابدة امرأة خطفتها صرامة رَجُلٍ ابتاع سرّاً في مجالس الشرف جيفَ الدّماء...
5 في المدينة المضبّبة بدخان القنابل في أول استراحة الظهيرة وزعوا على الُعميان أطنان من النظارات الشمسية، وللأطفال مقاس أحذية الرجال! نادى صوت من السّماء خذوا حذركم! البلد مفعمٌ بشظايا المدارس، ورماد من بيدر السنابل...
ماذا تعرفون يا دعاة الانسانية والمتشدقين بالشعارات الديمقراطية عن ضحايا كارثة جسر الكاضمية. الهي هؤلاء جاؤوا اليك يشكون ضعف حالهم من بيوت الطين والاكواخ ومن الاحياء الفقيرة، وجاؤوا اليك بجاه اوليائك الصالحين ببطونهم الخاوية وبقلوبهم المفعمة بالايمان. ومن فرط حبك وحب نبيك محمد واهل بيته الكرام، انهم جاؤا ليجددوا الولاء للوطن الجديد، وللعهد الجديد. هؤلاء بكروا قدرهم المكتوب في صباحك المشرق بشمس الحرية، ومفرحين روح المقابر الجماعية بالنهاية الابدية لزمن البعث الفاشي.هؤلاء جاؤوا ليسجدوا لك شكرا لنعمتك عليهم بجوار الامام الشهيد موسى الكاظم الشهيد وعلى انتصار المبادئ والقيم العالية على سياسة القتل الجماعي وقمع الحريات وتشويه الحقائق عن القلوب المحبة للحق. اقول ويا حزني وحزن كل الشرفاء وعشاق اسعاد الانسانية على الابرياء والضحايا والمساكين من ابناء العراق ،والذين ذبحوا بقنابل الاشرار اعداء الانسانية. شهداء من الطبقة المسحوقة وقوتهم اليومي من خيرات النفط يسرق في وضح النهار امام ضباب تصريحات اصحاب الكراسي والنفوذالاقتصاديق القوية. حزني اليوم، كحزني على ضحايا الابرياء في ايام فاجعة حلبجة وعمليات الانفالال. الهي لقد توالت الكوارث علينا، ولا ندري اية حوادث جسام نتذكر نحن المجبولون منذ الطفولة بالنواح والفواجع، في عراق نازف بالانقلابات والحروب، فنحن جيل بل ثلاثة اجيال محرمون كل ضحك اوابتسامة بفعل جهل حكوماتنا المتشدقة بالقومية والوطنية، لا نعرف بين الامم من شدة الاهول في حياتنا لحظة فرح. ونتذكر فصل ربيع جميل من طول خريف ماساتنا العراقية.لعراق. فيا اسفي لكل الدماء المهراقة على جسر الائمة، وعلى كل الارواح التي حلقت نحو بارئها في هذا اليوم الحزين،لتثبيت الحق واندحار الباطل، ارواح نقية نادت في هذا اليوم حي على البناء، وحي على المساهمة في بناء المجتمع الديمقراطي. ولا للشعارات التي عفت عليها الزمن ولم تسمن الشعب اليوم في ظل المفهوم الحضاري ولا تغني من جوع.ولا للصمت وتدبير المكائد وراء الكواليس.فدعوا الشعب ان يعيش وينعم بالاستقرار المهزوز في ظل النفط العراقي المهرب لجيوب المنتفعين والمحتلين، فدعوا البطون الخاوية والعيون الذابلة ان تشبع من سواد ارض الرافدين، وتكفينا تدبيج الاقوا ل في مدح العراق بانه مهد الحضارات، و الحكومات العربية المتشدقة بالدين والهوية متفرجة على اشلاء ابناء العراق، ونعت الفضائيات العربية شهداء اليوم بالقتلى العراقيين، واي قلب هذا واي ضمير وموقف انساني يملكونه هؤلاء مايدعونه باصحاب المآثر والقيم العربية والاسلامية.
|