شموخ الكورد.......وسموم الحقد العروبي 
صفوت جلال الجباري  

   

المثل الصيني يقول (الرياح العاتية والعواصف تهب على القمم دوما).... نعم كلما علا وارتفع هامة الشعب الكردي وقياداتها التأريخية نجد هنا وهناك اقلام عروبية معروفة بتأريخها المخزي في تجنيد اقلامها الصفراء دعم الانظمة المتهرئة والفاشية في المنطقة..... وها نجدهم اليوم يتباكون على المجد الزائف الذي سقط بسقوط الطاغية وصنمه في ساحة الفردوس.....احدهم كتب في جريدة عربية معروفة التوجهات ومصادر التمويل  ( الشرق الاوسط).... كتب هذا الذي افضل على تسميته (بالابله ) مع اعتذاري الشديد (للابله ) بطل رواية ديستوفسكي الشهيرة ولكون ابله ديستوفسكي كان طيب القلب والسريرة بعكس( الأبله) صاحبنا الذي جمع بين البله والحقد بشكل يستدعي الاستغراب....و على طريقة خالف تعرف كتب مقالة بائسة, ولكون القيادات الكردية وادائها الرائع باتت تجلب انتباه الكثيرين وسواء كان الكلام  عنهم مدحا او ذما فقد بادر الى الهجوم عليها ومن خلالها على مجمل القضية العادلة لشبنا المناضل.            

اننا ككتاب كورد و في معرض دفاعنا عن القيادات الكوردية لا نستهدف اصلا اسلوب الدفاع المدفوع الثمن او من منطلق التلميع والتقديس والتأليه لقياداتنا اسوة باغلب الكتاب العروبين على شاكلة ( الابله) , وعلى الرغم اعتزازنا الشديد بدورهم التأريخي الفاعل في مسيرة النضال الكوردي التحرري, فنحن نعرف ان القيادات الكوردية لها اخطاءها وزلاتها اسوة بكل القيادات السياسية في العالم اضافة الى الظروف الصعبة التي كانت ولا تزال تعيشها القضية الكوردية بابعادها التأريخية والجغرافية المعروفة وكونها من احدى اكثر القضايا القومية الشائكة والمعقدة محليا واقليميا ودوليا, فنحن احرار  وننتقدهم  وبلا هوادة  حينما يخطأؤن , ونثمن مواقفهم حينما يصيبون فصحف كوردستان وصفحات الانترنيت مليئة بمقالات من هذا وتلك .                                                 

اننا ككورد لقادرون على الرد على كل من يتطاول على شعبنا و قياداتنا من منطلق الحقد على الشعب الكوردي والنيل من قضيته المقدسة , ولقادرون ايضا على ان نرد على كل كلمة وحرف قالها (الابله) في مقالته الباهتة وتلك التي لم يقلها ايضا, لاننا لا نخاف النقد كوننا اصحاب قضية من اعدل القضايا على الاطلاق وندافع عن شعب بملايينه الاربعين والمحروم لحد اليوم من حقه الطبيعي في تقرير المصير وتشكيل دولته القومية اسوة بكل الامم.                         

بدأ ( الابله) مقاله بالتعليق على السيد جلال الطالباني (رئيس جمهورية العراق المنتخب) والتهكم على هيئته قائلا(اختفت الابعاد والفواصل في الجسم المرتهل) وشبهه بكيس الطحين!!!! ....... لقد بلغ افلاس العروبيين والشوفينيين درجة من السطحية والابتذال( وذلك شأن منهجهم وفكرهم )المنبهر دوما بالمظاهر والشكل على حساب الجوهر والكينونة ان يبدأ بنفث جرعات سمومه بالتعليق على جسم السيد الطالباني ....اي منطق هذا ان يقيم السياسي وفقا لمقاسات جسمه وشكله, طوله وعرضه!!! .....وهل سمعتم احدا عيب على بدانة تشرشل و سيجاره الذي لم يفارقه حتى الممات    ونسي دور تشرشل في قيادة الامة البريطانية في احرج مراحل حياتها.....وهل اعاب احد على صلعة لينين ونحافة غاندي وهوشي منه وانف ديغول وشارب ستالين..... ولماذا لم يعلق ( الابله)على كروش وبدانة اغلب  الحكام الامراء  العرب والخليجيين على رأسهم.... وهل ينبغي على الساسة من الآن ان يخوضوا مباريات جمال الاجسام حتى لا يكونوا مثار لنقد ( الابله ) وامثاله.... ام ان الحقد والغيض والحسد هو الذي دفع هذا ( الابله) ان يوجه جام حقده الاسود على منجزات الشعب الكوردي واداء قياداته البارعة رغم انني ككوردي اطمح فيهم الى اداء افضل  بكثير وبالاخص فيما يتعلق بحق الكورد في تقرير المصير واطالبهم بالاصرار على حل قضية كركوك وغيرها من المناطق المعربة كخانقين ومندلي وبدرة وجصان وزرباطية وشنكار واعادتها الى احضان الوطن الام كوردستان.......

ان الكورد ليسوا بحاجة الى الآخرين لكي يزكوا قادتهم فهم قد قالوا كلمتهم الفصل تجاههم عبر صناديق الانتخابات ... .. والشعب الكوردي لقادر على ان يرفد مسيرة نضالاته بقادة متجددين مع تجدد الحياة ومتطلبات النضال عبر العملية الديمقراطية المتصاعدة في كوردستان , و لكنه يكن في الوقت ذاته كل الاحترام والعرفان لقادته التأريخيين في كل ارجاء كوردستان اللذين ضحوا بالكثير من اجل ان تثمر نضالات هذا الشعب  والذي اصبح مثار اعجاب الشرفاء في العالم , وموطن الاوجاع   والاستهداف  المعادي من قبل الاقلام  الرخيصة والمأجورة  (كالابله) وامثاله الذين وصل بهم الامر  ان يتخذوا من بدانة السيد مام جلال مدخلا لمعادات الكورد ... ..... وللحديث صلة ....