المحامية بشرى الخليل تمارس الإرهاب العاطفي على الشعب العراقي
فينوس فائق
هولندا 11/09/05 بعد سقوط شاه إيران و وصول رفسنجاني إلى رئاسة الوزراء بعد إقامة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، تنبه الإيرانيون إلى أمر مهم و هو الجانب الأخلاقي للمجتمع الإيراني ، و بدا القلق الإيراني واضحاً في لهجة رفسنجاني من تلك المسألة عندما قال بشكل صريح : لقد نقلنا مراكز ممارسة الدعارة إلى داخل البيوت ، ففي زمن الشاه تلك الأماكن كانت معروفة و تخضع للمسائلة القانونية بشكل منتظم ، لكن بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران زادت نسبة الدعارة بين الشباب الإيراني بعكس توقعاتنا بأن تلك الظاهرة ستقل مع مجيء نظام إسلامي إلى الحكم ، و الذي حدث أن عدد بيوت الدعارة إرتفع في إيران و حتى أن ظاهرة زواج المتعة و الزواج العرفي باتت في إرتفاع ملحوظ ، و غيرها من الظواهر الإجتماعية السلبية .. يبدوا أننا نمر بنفس التجربة لكن على صعيد الإرهاب هذه المرة في العراق ، فمع سقوط صدام تصور الكل أن القمع و الإضطهاد و الإرهاب الذي كان يمارسه صدام سيزول و ينعدم من حياة العراقيين ، لكن الذي حدث كان عكس كل التوقعات ، فقد إنتقل الإرهاب إلى داخل البيوت و بين الطرقات و الدكاكين و المحال و حتى إلى داخل مؤسسات الدولة و إنغمس في العقول ، و بات الإرهابيون يلغمون العربات على مرئى و مسمع الكل و في العلن و التكفيريون و المتمردون يشدون الأحزمة الإنفجارية في العلن دون خوف أو رهبة من أي شيء.. ففي زمن صدام حسين ، كان الكل ينظر إلى الإرهاب من زاوية واحدة و يعرفه تعريفاً واحداً ، لأن النظام الحاكم كان الفاعل و يجسد الفعل "أرهب ، يرهب ، إرهاباً" و الشعب كان المفعول به "اي يقع عليه الإرهاب" ، لكن اليوم و مع هبوب رياح الديمقراطية هنالك أفعال تحدث بدون أن يكون الفاعل مرئي ، هناك فعل "أرهب ، يرهب ، إرهاباً" لكن الفاعل كاسبر غير مرئي ، و المفعول به مازال هو الشعب .. سقط النظام قام النظام ، و الإرهاب هو الإرهاب ، لكنه ينبع من بين الأحياء و الأزقة و المحال و بين البسطاء من الناس ، إنه متخفي بكل الألوان و تحت كل الستائر ، حتى تحت العربات و سيارات التاكسي و بين الدهاليز و الطرقات ، كلهم بملامح البشر ، لكنهم منتشرون هنا و هناك ، قد تركب حافلة و أنت مشغول البال بشراء علبة حليب لطفلك ، فتجد نفسك في السماء و بدون سابق إنذار .. لقد تحول الإرهاب إلى داخل البيوت و إلى عمق التحشدات البشرية و هم يؤدون شعائرهم الدينية التي حرموا من قيامها دهراً من الزمن ، الإرهاب موجود حتى بين أرجل الأطفال و هم يلعبون بالكرة أمام البيوت ، سقط الدكتاتور لكن سمومه مازالت منتشرة ، مع أنني لست أؤمن بالنظرية التي تذهب إلى أن نعلق كل الإرهاب الذي يحدث اليوم على شماعة الدكتاتور.. يعرف الكل أن الإرهاب الذي كان الطاغية يمارسه على الشعب المسكين كان معروفاً لدى الكل ، لكن الآن يأتي المتنعمين في خيراته سابقاً يبتدعون أساليب جديدة في تجسيد معاني و أبجديات الإرهاب ، فيتحول الإرهاب إلى مأكلنا و مشربنا و يتغلغل الإرهاب في كل تفاصيل حياتنا و حتى في خطابات الخطباء و دعاة الفكر و الثقافة و المدافعين عن المظلومين كالمحامين مثلاً و تحديداً هؤلاء المحامين الذين يتطوعون للدفاع عن الطاغية و هم على يقين أكثر من غيرهم أنه مجرم و لا مفر له من عدالة الشعب ، غير أنهم بذلك يتباكون على أيامه و خيراته التي كان يغرقهم بها لقاء بيعهم له ذممه و شرفهم ، هذه هي المصيبة ، فكأن يكون هناك إرهاب الشارع ، إرهاب الفكر ، الإرهاب الإجتماعي ، الإرهاب الديني ، الإرهاب القومي ، إرهاب عقلي ، ترى الإرهاب موزع على كل نواحي الحياة بدون أي إستثناء ، إلى أن يصل الحال بسيدة تدعي أنها محامية فتمارس الإرهاب العاطفي على شعب بأسره فوق ما يعاني هذا الشعب المسكين من ويلات و قهر و بإسم القانون ، و تمثل دور المحامية التي تدافع عن حقوق المظلومين في حين أنها تدافع عن شيطان بعينه هو صدام ، و الطامة الكبرى أنها أدت يمين الشرف بعد تخرجها و بدأها بمزاولة أهم و أشرف مهنة في الكون ، هي مهنة المحاماة لتقف و تدافع عن مجرم مصاب بكل أنواع سرطانات الجريمة هو المجرم صدام و تقول ملأ فمها أنه لو تكلم صدام حسين ستسقط عروش و تهتز كراسي ، و هكذا دون خجل أو حياء ، لا أدري أين راح الحياء و إحمرار الخجل من هكذا مغالطات و هكذا كذب ، تلك هي بشرى الخليل اللبنانية وكيلة طه ياسين رمضان و العضوة في هيئة الدفاع عن الطاغية صدام.. نعم سقط صدام و إنتقل الإرهاب من بعده إلى داخل عقول المتباكين عليه و بقاياه أمثال بشرى الخليل التي كانت متنعمة بشكل من الأشكال بنعمه و خيراته و واجب عليها أن تدافع عنه لترد ولو الجزء اليسير من كرمه و فضله عليها و الله أعلم بخفايا ذلك الدفاع الفريد من نوعه و بدون مقابل.. سقط صدام كما سقط الشاه و تغلغل الإرهاب إلى كل نواحي الحياة في العراق كما دخلت مراكز الدعارة إلى بيوت الإيرانيين ، و الضحية أولاً و أخيراً هو الشعب المغلوب على أمره ، بالإضافة إلى أنه هناك نوع آخر من الإرهاب الذي يمارسه البعض من أمثال بشرى الخليل هو الإرهاب العاطفي..
بالصدفة مررت ليلة الأربعاء على الخميس المصادف للسابع على الثامن من هذا الشهر أي قبل أسبوع من الآن على قنواة التلفزيون أبحث عن شيء يرفه عني عناء اليوم ، فإستقر زر الريموندكونترول بالصدفة على قناة الـ anb الفضائية ، عندما رأيت سيدتان تتحواران ، مقدمة البرنامج و ضيفة ، تصورت أن يكون الحديث عن حقوق المرأة و مكانة المرأة ..ألخ من الموضوعات الشيقة ، لكن ما شد إنتباهي أن الضيفة و أثناء حديثها ذكرت إسم حلبجة مرتان ، مما شد إنتباهي كالعادة و تصورت مرة أخرى أنها ربما تتحدث عن المأساة التي آلمت بتلك المدينة و الفاجعة التي ألحقها بهم الطاغية صدام حسين ، لكنني تفاجأة بها و هي تقول و بكل وقاحة : أن السلاح الذي إستخدم في قصف مدينة حلبجة لم يكن موجوداً أبداً في العراق ، و أضافت يمكن سؤال أمريكا و إسرائيل ، و أن عدد الضحايا الذي يذكرونه (اي الأكراد) هائل جداً و غير صحيح ، و أن المنطقة كانت منطقة عسكرية و خالية من الناس العاديين ، لم أتمالك نفسي من الصدمة ، المرأة ذلك الكائن الرقيق و أرق ما خلق الله تتكلم عن مفردات الجريمة و تدافع عنها بهذه النبرة الشيطانية ، و بعدها إستمرت في الكلام غير الموزون و غير المرتب و غير المنطقي و غير الأخلاقي أبداً ، تلك المرأة التي كانت و دون شك متنعمة بخيرات صدام حسين كغيرها ممن باعوا ذمتهم و ضميرهم و شرفهم إلى صدام لتأتي اليوم و تقف أمام العالم أجمع و تقول لوحدها أن صدامها بريء و أن موقفها قوي جداً ، أنا أسأل بشرى: هل رأت صور ضحايا حلبجة التي تملأ أرشفة أخبار التلفزيونات العربية و العالمية؟ لو كان لديها ذرة إحساس إنساني و أخلاقي لما تفوهت بمثل الكلام الذي تفوهت به و أمام الملايين من مشاهدي التلفزيون الأمر الذي لن تضر به سوى سمعتها كمحامية و كإمرأة..و لدى سؤال المذيعة لها عن الأسس التي يعتمدون عليها في محاكمة صدام ، و يكف يبني الدفاع مرافعته للدفاع عن براءة صدام؟ قالت الخليل أن موقفهم قوي و أنه و حسب القانون العراقي أن الرئيس لا يلاحق جزائياً ، و أضافت أن القانون يُخرق في العراق (بضم الياء)..
هنا أريد أن اقول لبشرى أن القانون وجد لتنظيم حياة أناس عاديين و يسري على
الكل بشكل متساوي و لكن في حالة صدام حسين من غير الممكن إعتماد قوانين عادية
في محاكمته ، لأنه أساساً لم يكن في طفولته و لا في صباه إنساناً سوياً أو
عادياً ، فهو خريج الحانات الليلية و تعلم القتل و هتك الأعراض بين دهاليز
الحياة المظلمة و طبقها بكل حذافيرها عندما وصل إلى الحكم بالدم و النار ، فهو
لم يكن إنساناً أو حاكماً عادياً لكي يخضع إلى قوانين عادية كما أنه ليس مجرماً
عادياً و حتى أنه لم يرتكب جرائم عادية ليحاكم وفق بنود و قوانين عادية يحاكم
وفقها البشر العاديون ، إنه صدام المعتوه المتشرد الذي طرده زوج أمه من البيت و
تربى بين شوارع المدينة و كون عصابة مرتزقة أسماهم فيما بعد بحزب البعث الدموي
و صعد إلى سدة الحكم بعد أن أراق دماء خيرة ابناء شعبه و ظل قابعاً يحكم
بالحديد و النار طوال تلك السنين و اليوم تأتي الخاتون بشرى لتقول أن صدامها
بريء و أن
رغبتها في الدفاع عنه وعن اركان نظامه تمثل «دفاعاً عن القيم التي يؤمن بها
صدام». فعلاً فإن تلك القيم لا يؤمن بها إلى أشباههم و أن شبيه الشيء ينجذب
إليه و الله أعلم ما الذي كان يربط بشرى بصدام لتتباكى عليه بهذا الشكل
المشين..
|