الباحث الكردي عوني الداوودي 
في أمسية جمعية اصدقاء كركوك في ستوكهولم 

عبد الحكيم نديم الداوودي ـ السويد  

بدعوة من جمعية أصدقاء كركوك في ستوكهولم ألقى الباحث والكاتب الكردي القدير عوني الداوودي يوم السبت المصادف 14/ 1/ 2006 محاضرة قيّمة  بعنوان "بيبلوغرافية كركوك " بحضور نخبة من المثقفين الكرد . في مستهل تقديم الكاتب الأستاذ صفوت الجباري للمحاضر ذكر بأن الداوودي كاتب وباحث غنّي عن التعريف. ومن أنشط الأقلام الوطنية الكردية في الدفاع عن قضية كركوك على الساحة الإعلامية الكردية والعربية. ومن الباحثين المتميزين في طرح قضية كركوك بالأدلة التاريخية والوثائق الرسمية المعتمدة، لأثبات هوية كركوك كمدينة كردستانية.                                 

  ومنذ فترة ليست بالقصيرة وعوني الداوودي منهمك في جمع وتوثيق غالبية ما كتب عن مدينة كركوك وتوابعها من أقضية ونواحي أستقطعت عن جسدها من أجل تنفيذ سياسة التطهير العرقي. كما أشار صفوت الجباري في معرض كلمات تقديمه للداوودي بان كوردستانية كركوك: لا تتحقق إلا بارجاع الوحدات الادارية المستقطعة منها إلى أحضانها كالسابق، وقد سلط الضوء على المناطق الكردية المحيطة بكركوك من أقضية ونواحي وقرى منذ مئات السنين ولعمق يصل إلى أكثر من مائة كيلومتر في بعض المواقع. ومن أجل تجريد كركوك من صفتها الكوردستانية والجغرافية قام النظام البعثي بفصل هذه الأجزاء عنها, فالنضال من أجل كوردستانية كركوك كان ولا يزال يتطلب وفي المقام الأول العمل على أرجاع هذه الوحدات الادارية إلى سابق عهدها أي قبل أن تعبث بها أيادي البعث المجرمة.                                                                   

ثم  بدأ المحاضر الضيف محاضرته بعرض موجز لتاريخ مدينة كركوك والمناطق التابعة لها، وكيفية بدء النظام السابق بتطبيق سياسة التعريب  في كركوك. واشأر إلى أولى موجات التعريب، في بداية ثلاثينيات القرن الماضي. في عهد حكومة ياسين الهاشمي بحجة توطين العرب الرحل في منطقة الحويجة تحت ذريعة تعليمهم مهنة الزراعة. وأزدادت الموجات بعد تنفبذ فكرة مشروع ري الحويجة، ومرت خطة تعريب كركوك بعدة مراحل في ظل الحكومات السابقة، فبلغت أوجها بعد انقلاب البعث في عام 1968. بعد رصد  النظام البائد ميزانية كبيرة من عائدات الدولة بغية تطبيق سياسة تعريب وتطهير كركوك من سكانها الكرد. وتهجيرهم الى المناطق النائية من العراق بالقسوة والإكراه. واسكان العوائل العربية الوافدة في بيوتهم المهجرة وغصب ممتلكاتهم وأراضيهم الموروثة عن أجدادهم بالقوة دون أن يرتكبوا جناية بحق أحد. سوى أنهم في نظر الطغمة الشوفينية من العنصر الكردي وعدم جواز عيشهم في كركوك. وبعد انتهاء المحاضر من عرضه الموجز لمراحل تطبيق سياسة التعريب في كركوك. أثنى وشكر جهود جميع الكتاب المنصفين من أخواننا العرب، في العراق الاتحادي وقيّم عاليا جهودهم المخلصة في الدفاع عن قضية كركوك. كمشكلة تاريخية عويصة لا تقبل التهميش والمماطلة، ويجب أن تسوى وفق الدستور وتطبيق المادة 58 منه دون إضاعة الوقت في النقاش حول هوية كردستانية كركوك. منهم الكاتب الدكتور كاظم حبيب، والدكتور منذر الفضل، والقاضي الفاضل زهير كاظم عبود، والصحفي القدير عبد المنعم الأعسم، والاعلامي الكبير عدنان حسين وغيرهم. وأشار مقابل مواقف هؤلاء الكتاب، لبعض من الأقلام المأجورة والمعادية لتمتين أواصر الأخوة في كركوك. ومحاولاتهم الخبيثة في تمرير مخططات الأعداء للنيل من الأخوة الكردية والتركمانية والعربية والكلدواشورية من أبناء كركوك. كما أشار إلى أبرز الكتاب التركمان الذين كتبوا عن كركوك بمختلف مشاربهم ... كما ذكر أسماء عشرات الكتاب والمتخصصين الكرد في التاريخ والجغرافية الذين كتبوا عن كركوك من بحوث ودراسات ومقالات، وبعد ذلك عرض كتب مختلفة تعدت الثلاثين كتاباً عن كركوك، أو فيها فصول عن كركوك لكتاب كرد وعرب وآخرين مع تعليق موجز حول كل كتاب أو دورية  أو مجلة  منشورة حول كركوك. وعرضا للوثائق والقرارات الرسمية الصادرة من قبل مجلس قيادة الثورة المنحل، التي ساهمت بشكل فعال في تفعيل سياسة تعريب كركوك. مقابل الكم الهائل من الكتب والوثائق التاريخية والدوريات والرسائل والخراط القيمة المطبوعة في مراحل تاريخية مختلفة تثبت على أن كركوك تقع ضمن حدود وجغرافية كردستان. والتي تؤكد بلا شك كردستانيتها. وكانت أغلب العناوين التي تم عرضها باللغتين  العربية والكردية. وبعد استراحة قصيرة أستأنف الضيف المحاضر  محاضرته وسط أعجاب الحضور لجهوده وتفانيه من أجل الدفاع عن مشكلة كركوك بالطرق السلمية. ومن خلال النقاشات الهادفة والبعد عن التطرف وإلغاء الآخر والتمسك بالطرح الموضوعي لتفهم مأساة العوائل المنكوبة من أبناء كركوك. وقبل انتهاء المحاضرة تمت مداخلات واستفسارات من قبل بعض الأخوات والأخوة الحضور. وقد شكروا المحاضر على محاضرته وجهوده في توثيق مشكلة كركوك مع أمنياتهم بان تستمر هذه المحاولات الجادة في حل مشكلة كركوك في القريب العاجل بالطرق السلمية في ظل حكومة وحدة وطنية. كما شكر رئيس الجمعية الأستاذ حسن باسم جمعية أصدقاء كركوك، الأستاذ عوني الداوودي لمحاضرته القّيمة " بيوغرافية كركوك ". مع شكره لجميع السيدات والسادة الذين حضروا بكل شوق ومحبة أمسية جمعية أصدقاء كركوك.                                                            

           

 

04/07/2007