وفي اثناء حديثه أكد الدكتور كمال سيد قادر عن
عزمه على مواصلة نشاطه ومساهمته في محاربة الظواهر لشاذة
والفساد الاداري حتى بعد اطلاق سراحه، فيما تراجع ما بدر منه
من اسلوب التطاول الذي اتبعه في الكتابة وقدم اعتذاره لكل من
تعرض له شخصيا واعترف بخطا وعدم جدوى مثل هذا الاسلوب واوضح
بوجود جهات مستفيدة من ذلك والتي دفعته لسلك مثل هذا الاتجاه.
كما وقدم شكره وامتنانه و تعاونه مع كل الاصوات المدافعة عن
حرية الرأي والضمير واكد على ضرورة الاستمرار في مثل هذه
النشاطات ودعا الى تأسيس منظمة كوردية ليس للدفاع عن حقوق
وحرية سجناء الرأي في كوردستان بل أكد على ان تشمل نشاطاتها كل
سجناء الرأي والتعبير في جميع اجزاء كوردستان ودول الشرق
الاوسط ومصر وتونس والجزائر والمغرب ودول أخرى.
هذا وقد تدخلت جهات دولية في قضية الدكتور كمال
سيد قادر وكانت من ابرزها منظمة العفو الدولية والصليب الاحمر
الدولي و
منظمة ائتلاف السلم والحرية
و منظمتا ” كتاب بلا حدود ” و
“اصدقاء القلم ” و اخيرا جاء التصريح الصحفي الذي عبرعن وجهة
نظر الحكومة الامريكية، حيث اعربت الادارة الامريكية عن قلقها
حول القضية واعتبرتها خرقا لمفاهيم حقوق الانسان في حرية الرأي
والتعبير. وقد جاءت تلك التطورات التي طرأت على القضية بعد ان
تعاظمت موجة الاستنكارات والاحتجاجات من منظمات وشخصيات عديدة
جاءت ابرزها من مركز حلبجة لمناهضة انفلة وابادة الشعب الكوردي
–جاك- و مجموعة كبيرة من الكتاب والمثقفين والاكاديميين وغرفة
(كوردستان يونايتد) للحوار وموقع الحوار المتمدن في الاتصال
بالجهات الدولية و نشر البيانات وحملات جمع التواقيع للاستنكار
وادانة تلك الاجراءات القمعية وكذلك الاحتجاج الذي نظم امام
السفارة الامريكية في لاهاي اضافة الى عشرات المقالات التي
تناولت القضية من كل جوانبها.
والجدير بالذكر، ان الدكتور كمال سيد قادر الذي
يحمل الجنسية النمساوية قد اختطف اثناء زيارته لمدينة اربيل
واودع الاعتقال و من ثمّ حكم عليه بالسجن لمدة 30 عاما في
محكمة صورية وذلك على اثر نشره عدة مقالات تعرض فيها لقضايا
الفساد الاداري و هاجم مسؤولين كبار في الحزب الديموقراطي
الكوردستاني وحكومة اقليم كوردستان. وقد لزمت السلطات الحكومية
في اقليم كوردستان والاحزاب السياسية الرئيسية التي تتقاسم
السلطة هناك، جانب الصمت الى ان اشتدت مظاهر الاحتجاج حيث
اضطرت السلطات الى الاعتراف بعدم مراعاة العدالة وان الحكم
الصادر كان حكما تعسفيا واضطرت بعد ذلك الى الايعاز بالغائه
والنظر في القضية مجددا مما يشير ذلك و بشكل لا لبس فيه الى
عدم استقلالية القضاء. و تفيد المؤشرات و التكهنات الى احتمال
اطلاق سراح الدكتور كمال سيد قادر نهائيا او تخفيف حكمه او فرض
غرامة مالية عليه.
ان السماح للدكتور كمال سيد قادر بالتحدث بحرية
و مباشرة من داخل معتقله، له مؤشر ايجابي يؤكد تراجع السلطات
وترجح التكهنات بأطلاق سراحه وتؤكد مجريات الامور وما وصلت
اليه تلك القضية، فاعلية دور منظمات المجتمع المدني والاصوات
المدافعة عن حرية الرأي و مدى ضغط الشارع الكوردي ودوره في
رضوخ السلطات الحاكمة في كوردستان لمطالبتهم باحترام الحريات
وان ذلك له انتصار كبير لصوت الحرية التي يتوجب اخذه في
الاعتبارسواءا الان او في المستقبل من اجل مجتمع مدني وعصري
يسوده فيه القانون و يراعى حقوق الفرد و يحترم الحريات
المدنية.