مأساة تضاف الى مآسي الكورد الفيلية



محمود الوندي

نعم مأساة تضاف بأمتياز الى مآسي هذه الشريحة المظلومة  من أبناء شعبنا من الكورد الفيلية التي أهملها الأشقاء والأصدقاء قبل غيرهم ، تتعرض هذه الشريحة لمأساة أنسانية في مخيم أزنا ومخيمات أخرى بأيران  ، التي تـفتقر لأبسط مقـومات الحياة ، وتواجه ويلات البؤس وقساوة الحياة والمعيشة في هذا البرد
القارس وتقاسي الذل والهوان  بعد أن  توقفت الأمم المتحدة مساعدتها لها وأنقطاع المساعدات من الأخوة المسلمين في جمهورية إيران الأسلامية ، وقطعت عنها أيضاً الحصص الغذائية  . وتعيش هذه الشريحة  على الهامش دون أرض ولا هوية ولا وطن .

إن ما يجري في مخيم أزنا كارثة أنسانية وموت بطيئ لهذه الشريحة من أبناء شعبنا الكوردي  أسوء من الكوارث الطبيعية التي تجتاح العالم ، لأنها تعاني  من المرض والفقر والجهل والجوع ، وتفقد لأبسط ما تتطلبه حياتنا اليومية من خدمات أنسانية في ظل البرد القارس ودرجة الحرارة التي تنخفض الى ما دون الصفر بدرجات .

للأسف الشديد هذه الكارثة بحق أبناء العراق الأصلاء من الكورد الفيلية، الذي أقترف صدام ونظامه بحقها أبشع الجرائم والتميز العنصري والتطهير العرقي ، فهجر جلها عنوة وصادرة أملاكها كرهاً وأعدم شبابها  بدون ذنب سوى أنهم الكورد ، وقدمت الكورد الفيلية أرواحها ليتحرر العراق من أعتى الأنظمة المستبدة في
التأريخ الحديث ، وأختلط دمائها بدماء أبناء العراقيين ولم ترضغ يوماً بحكم الطاغية ، وتحمل من الأعباء ما لم يتحمله أي قومية أوطائفة من شعوب في العالم ، واليوم تضاف اليها مآسي من الويلات والمعاناة  في مخيمات أيران ( وربما في دول العربية والأسلامية الأخرى ونحن لا نعلم ) في هذا البرد القارس لا يستطيع
أحداً أن يجرعه  .

من المفروض تبادر الحكومة العراقية ومنظمة حقوق الأنسان الأسراع بحل مشاكل الكورد الفيلية ومظالمها  ، ومعالجة هذه الكارثة الأنسانية  بحق من قدموا قوافل من الشهداء في سبيل العراق .

 

           

 

04/07/2007