آلآن وقد عادت كركوك إلى أمها َوقتِلَ الخَرَّاصون !

محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني

 

أثبتت نتائج الإنتخابات التي جرت في 15122005 عن الفوز الساحق للكورد في كركوك وبالتالي إشغالهم أغلبية المقاعد الممثلة لهم في البرلمان الإتحادي.. وفي المقابل لم تحصد قائمة الجبهة التركمانية التي لم تتوان عن إقتراف شتى التزويرات إلا مقعدا واحدا.. والغريب أن مصداقيتها بين الأخوة التركمان فقدت إلى درجة أن عدد الأصوات هذه المرة كان أقل بكثير عن المرة السابقة وذلك بعد أن كذبت بالحقائق.. ولو كانت هذه الطائفة العميلة للأجنبي والضاحكة على عقول البسطاء المغفلين قد أخذت في المرة السابقة ( بالنواصي ) إلى جحيم الهزيمة والإنكسار والإحباط، فهذه المرة سِيقت إليها ( بالنواصي والأقدام ).

السويديون يقولون ( حتى تخفي كذبتك، عليك أن تضيف إليها سبع اُكذوبات اُخرى ).. صَدَق عقلاء وأجداد السويديين.! ولكن هؤلاء المساكين لم يعلموا بأن من بين الشرقيين من هو مستعد لكي يضيف قلاعا من الأكاذيب والتلفيقات حتى يُصدَق ولا يُعد من الكاذبين، ومتناسيا ( أن العذاب على من كذب وتولى )..حيث أنه في اليوم الذي بدأ موضوع الإنتخابات بالتداول والبحث بين الناس، لم يأل الشوفينيون والكذابون جهدا في إلقاء قوائم من الشكوك والإفتراءات على  الوضع التأريخي والجغرافي في كركوك التي أكد على عائديتها لكوردستان سواء المؤرخون أو الرحالة أو الجغرافيون أو السياسيون الترك قبل الكورد والعرب أو الإحصاءات التى سبق وأن أجريت منذ تأسيس الدولة حتى عام 1957.

ليس هناك في الشرق أمة اُهينت مثل أمة الكورد، وكذلك لن تجد مدينة في المنطقة تعرضت لأبشع حملة عنصرية عدوانية من طرد وتطهير عرقي مثل كركوك.. وياليت المؤامرات كانت محبوكة من الزمرة التي جعل الله عاليها سافلها وإبيدت عن بكرة أبيها، ورأسها الآن يبحث ويفكر ومن ثم يقترح حتى يطلَق عليه الرصاص بدلا من تعليقه على أعواد المشانق.. ولكن حدث العكس وجاءت من المكذبين الذين جاءوا وعادوا إلى البلاد بعد زوال الطاغية، وبعد أن أكرمهم الكورد لعقد من الزمان وإحتضنوهم في كوردستان المحررة وعاملوهم بكل إحسان.

تلك الفئة التي أبت إلا أن تتخرص على الأموات وتكذب على الأحياء وتتآمر وتدعي بأن الكورد العائدين إلى أرض آباءهم وأجدادهم، جُلبوا من إيران وتركيا وسوريا وما هم بأهل كركوك ولا هم شاربون من ماءها.. وإن أهل كركوك الأصليين هم من يتبعونهم ويصوتون للجبهة التركمانية ذات القاعدة الشعبية العريضة الضاربة جذورها في عمق المجتمع التركماني الذي يشكل الأغلبية السكانية فيها بلا منازع وعلى حد زعمهم.. وإذا بامتحانات البكالوريا تأتي الواحدة تلو الأخرى خلال عام واحد .. وإذا بها تسقط وتنهزم في كل إمتحان بدون أن تحصل حتى على درجة " الإكمال " ولو لمرة واحدة.. بل الأنكى انه كلما قدم إمتحان جديد كلما زاد سقوط أوراقها برغم التزويرات و "القوبيات "، إلى أن وصل الأمر بها أن تحصل بألف " ليت ولعل " على مقعد واحد وذلك في "سبيل الله " ! وأظهرت نتائج الإنتخابات بأن تضخيم نفوسهم إلى ملايين، لم يكن إلا ضحكا على ذقون قومهم، وإن عددهم لم يزد عن بضع مئات من الآلاف. في حال أن العدد ليس ولم يكن معيارا لقوة الأخوة والأواصر التي كانت دائما موجودة بين  الكورد والتركمان والآخرين في كوردستان طوال التأريخ، برغم أن الجبهة لم تتورع يوما ما في الإفساد بين الأشقاء والفرقاء.

إن الذي يناطح الكورد لن يكون مصيره أفضل من مصير الطاغوت الذي ينتظر حتفه اليوم.. وحمرين اليوم يغني نشيد الإنتصار للقوم الذين استضعفوا في كركوك وخانقين وسنجار ومندلي وبدرة وجصان وشيخان وكل أرض معرّبة غصبت من أهلها الكورد عنوة وظلما وعدوانا..  وقد أثبتت الإنتخابات كسابقتها أن كركوك المسلوبة هي أرض أبناء ها من أكثرية كوردية، وإخوة أعزاء من التركمان وألاشوريين والعرب الأصليين.

لا نقول فخرا ولا غرورا.. إنما صدقا وشكرا لله الذي أعاد كركوك إلى حضن كوردستان، برغم أن أكثر مفاصلها من الأقضية والنواحي والقرى لازالت مقطوعة عن جسد أمها وتنتظر الوصل والصلة بعد تطبيق المادة 58 في الدستور القديم و136 في الجديد.

 وقتل الخراصون والعملاء!

 

 

mohsinjwamir@hotmail.com

           

 

04/07/2007