إلقاء القبض على إرهابي في الجبهة التركمانية.. ماذا يعني.؟

 
محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني

أعلن العقيد أنور قادر مدير شرطة الدوميز بأن شرطة كركوك تمكنت في حي القوريه بمدينة كركوك من اعتقال إرهابي وهو عضو في تنظيمات الجبهة التركمانية العراقية، كما وأعلن بأن قواتهم تمكنت أيضا من ضبط 10 كليو غرام من مادة الـ T.N.T وكمية من الأعتدة وعدد من الصواريخ في بيت الإرهابي المعتقل.

وأضاف العقيد أنور "حسب المعلومات الأولية لدينا، فان الأعتدة والمتفجرات التي تم ضبطها كانت معدة لتنفيذ أعمال إرهابية في كركوك"، وأشار الى أن التحقيق مستمر مع عضو الجبهة التركمانية العراقي المعتقل.

إن هذا الخبر رغم كونه رهن التحقيق والبحث، ولكن يحمل في طياته معاني ومدلولات كثيرة.. وجدير باعطاءه الأهمية القصوى من خلال دراسة أمر وعينة الجبهة التركمانية ومنهجها والأطراف التي تقف وراءها والتصريحات التي أطلقت من قبل مسؤوليها في أنقرة ولندن والعراق عدة مرات، بأنهم سوف يتوجهون نحو العمل المسلح.. وإننا كما ذكرنا في العديد من المرات فان هذه الجماعة ليست وليدة من رحم التركمان الأصليين المرتبطين بأرضهم وشعبهم وإن تحركها هو وفق برنامج معد لها.. وإنتماءها للأجنبي ليس مشكوكا فيه فحسب، بل واضح وضوح الشمس بانها مشتراة فكرا وتنظيما ومنهجا من أطراف هي بالمرصاد لكل ما هو داع للإستقرار في المنطقة.

إن هذه الجماعة تقف وراءها فئة آلت على نفسها محاربة الكورد بكل ما لديها من طاقة مادية أو كتابية، وبالتالي تعكير صفو العلاقات بين الأخوة التركمان والكورد خاصة.. فهنالك أقلام مغرضة تنفخ في روح بعض المراهقين واليافعين البغض والحقد والكراهية لكل ما هو كوردستاني، أمثال سليم مطر ومردان والثويني وعبدالسلام ملا ياسين وأضرابهم الذين يراهنون في بث سموم أفكارهم على البسطاء من الناس لتحقيق أهدافهم العدوانية ضد شعب كوردستان بتركمانه.

مع أن الإنتخابات ومجريات الأحداث في السنة الماضية أثبتت أن الربيع الذي كانوا يحلمون بقدومه وتصوروا أنهم سوف يعيشون في هواءه وتحت شمسه ويتنفسون عطر وروده، كان خريفا لأفكارهم وسقوطا لأوراق شجرتهم الخبيثة، حيث لم يحصدوا في موسمها إلا نصف ما حصدوه في السابق.. فان الحذر منهم واجب، حتى ولو كانوا شرذمة قليلة، لان سماً قليلا يتسبب في قتل وإنهاء حياة الكثيرين. وصعود الأصوات الخيرة والهادئة من أمثال الاستاذين الفاضلين عرفان كركوكلي ووليد شريكة والأخرين، إشارة إلى إنحسار التيار الشوفيني القادم من الأسلاك المرتبطة والمكهربة بتيارات العنصريين الذين يفضلون محو كل التركمان على أن يروا الكورد قد تمتعوا حتى بفتات من الحقوق، في وقت يعلمون يقينا بأن إنتصار الكورد هو في صالح التركمان أيضا.

إننا ومن خلال قراءتنا للواقع التركماني وتأريخهم وطبائعهم، على يقين من أنهم قوم مسالمون وهادئون ومحبون للآخرين ومتوددون للكورد أشقاءهم.. ولكن مع ذلك فان على الأحزاب التركمانية الوطنية مضاعفة الجهود لتبيان الحقائق وتعرية الأفكار العنصرية الغريبة عن التركمان أصلا.. وكذلك على الجماعات والأطياف الأخرى أن لا يشرد بها الفكر تجاه الجبهة وأن تكون في موقع مسؤوليتها والمطالبة بإدراج إسمها ضمن قائمة الأحزاب المحظورة والممنوعة سواء في العراق أو كوردستان..و( إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )..

نقول هذا، وقد أَعذرَ من أنذر!

والله الموفق !

@hotmail.commohsinjwamir