دفاعـــــاً عن الكلمة
دفاعاً عن الدكتور كمال!

 

ريبين صدیق

سيدني \استراليا

‏الجمعة‏، 30‏ كانون الأول‏، 2005

يبدو إن التاريخ دائماً يكرر نفسه  ولكن دائماً كمهزلة والقيادة السياسية الكوردستانية بكلا جناحيه وإمارتيه ودولتيه وحكومتيه وإقطاعيته سمها ما تشاء لا يقرأن التاريخ أو بالأحرى لا يعرفان شيئاً يسمى بالتاريخ لان التاريخ في الشرق يبدءا من الخيال وينتهي في أسطورة ووضع حقوق الإنسان والتعبير والنشر والمعارضة في كوردستان العراق هو دليل واضح على النوعية الديمقراطية التي توفرها هذين المملكتين .

 

 فبغض النظر عن أي اتهام فان بحكم القادر نرى بان في كل انتخابات (ولا نعني فقط البرلماني أو الرئاسية –بل الطلابية والنقابية والبلديات والمختارين والتلفزيونية والتجارية والاتحادية ووو الخ )يجب إن يأخذ الحزبان الرئيسيان حصيلة الأسد وليس هذا فحسب أحيانا يطالبون بالإعادة إن قلت النسبة عن 99% إن حالة حقوق الإنسان في منطقة كوردستان لا تختلف إن لم تكن اسؤ من حالتها في شرق الأوسط عموماً.

 

 فعبادة الفرد والاستفراد بالسلطة وتأليه الزعامات السياسية والحزبية ونشر الثقافة الرجعية وتقوية العلاقات العشائرية والقبلية وقرابة الدم وانتشار شراء المثقفين وأقلامهم وضمائرهم وتفضيل الحزبية كما كان الأمر تاريخياً (وهذا هو المهزلة ) وظهور ظاهرة المنتفعين من تدهور القيم السياسية للسلطة الحاكمة  وغيرها من الظواهر الذي لم تكن غريبة على المنطقة بل كانت إحدى أطرها وأسسها الذي شيد عليهالنظام السياسي السابق، فالنظام السابق لم يكن يهتم بالتاريخ بصورة استقرائية إنما كان يعيد تكرار مشاهده بصورة هزلية(وبمجمل اخطاءه القاتلة ) وهذا ما يحصل ألان .

ان سجن واهانة الدكتور كمال سيد قادر ليس غريباً  وهي ليست بادرة فريدة في المنطقة والتنكيل بالإسلاميين ومن ثم باليساريين وكل من خالف سياسة الحكم هي جزءُ من النسيج الاجتماعي للاحزاب الحاكمة، والحديث عن الاوضاع الاقتصادية يحتاج الى مجلدات الف ليلة وليلة والى بلاغة الاخوين الصفا والى عيون المعري فظاهرة التهريب (كمثال ليس الا)لكل شيء إلى إيران في بداية التسعينات ومن قبل كل الأحزاب في المنطقة وصل إلى القمة بتهريب حتى اشجر البلوط وسياج الحدائق وعواميد النور والحمامات .

كل ذلك مقابل دفع الرسوم الكمركية لهذا الفريق او ذاك حتى ارزاق الأمم المتحدة وعلاج الضغط الدموي وأجهزة المستشفيات و و و الخ ومع ذلك نرى الجميع أنكر بعلمه بما يحدث ! حتى انه وصل بالبعض ادعاءه بأنه ظاهرة طبيعية غير معروفة ربما من فعل أناس من كواكب أخرى  وهكذا فربما سجن الدكتور كمال هو بالفعل من فعل سكان كوكب المريخ وقد تنكروا بالملابس الكوردية .

 

لنحترم الزمن قليلاً ولنعيد قراءة  التاريخ مرة أخرى ليس كـادونيس أو كـالتوسير بل على الأقل كطالب نصح فالدكتور كمال وغيره من المثقفين ليس غرضهم من الكتابة منفعة اقتصادية أو سياسية بل مجرد توضيح تاريخي لمسائل يعرفها الجميع ولكن يرهبون من ذكرها إن الدكتور كمال سيد قادر لم يكن مسئولا حزبياً أو زعيماً قبلياً أو رئيس عشيرة بل انه كاتب حر يحمل مسئولية تاريخية لقلمه فمن لم يحترم قلمه مكانه مزبلة التاريخ وهذا بالقطع ليس مكان الدكتور كمال فإذ كان النظام العراقي السابق ظن بأنه بقتله لآلاف من عائلة البر زاني بأنه سوف يبيد عائلة إحدى قادة المعارضة الكوردستانية البرجوازية  وبإبادته لآلاف من سكان القرى الكوردستانية في عمليات الأنفال السيئة الصيت ظن بأنه سينهي قضية نضال شعب بإكماله.

 

 فانه لم يكن مخطئاً فحسب بل غارقاًً في لذة الحلم وأسطورة الزعامة  وإذ كان الزعامة السياسية في كوردستان تظن  بسجنه لدكتور كمال وأمثاله سيتوقف ألأقلام الشريفة عن الكتابة فانه ليس مخطئاً فحسب بل غارقاً فيها إلى العمق فربما السجن ليس مكانا مستحباً للعيش وربما الموت ليس مصيراً مرغوباً ولكن الصمت حول جريمة كسر قلم وحرق ورقة البردي هو عار لكل إنسان وموت لكل كاتب وسجن لمدى التاريخ لكل مثقف  فطوبى لدكتور كمال وطوبى للكلمة الحرة