الجبهة الترك مانية  ......والسقوط المشين

 صفوت جلال الجباري

 

الحصاد المّر للجبهة( الترك مانية) هذه المرة فاق كل الخيبات  والاخفاقات السابقة , وهذه النتيجة لم تكن مفاجأة للمطلّعين على  ماهية هذه الجبهة الهزيلة , والتي هي في الحقيقة فرع من جهاز المخابرات التركي (ميت) في العراق, وقد ذكرّناهم في مقالات سابقة  بان مسلك الخيانة والعمالة للاجنبي , وطريق الدسائس

والمؤامرات لا يمكن ان يكون مصيره الا المزيد, والمزيد من الاحباط والخذلان والفشل, فها ان  نتائج الانتخابات العراقية الاخيرة قد  دقتّ المسمار الاخير في النعش المتعفن لهذه الزمرة  التي ارادت ان تتكلم باسم التركمان وتتقمص دورهم القومي والوطني, ولم تحصد في النهاية الا مقعدا واحدا !!!! تصوروا مقعد واحد مقابل اربعة  ملايين نسمة  من التركمان(كما كانت تدعي  هذه الجبهة وتحاول ايهام سادتها  الميت التركي والآخرين حول عدد التركمان في العراق), والحق يقال ان عدد التركمان اكثر من  عدد المصوتين لما يكفي  لمقعد واحد , ولكن الحقيقة التي غاب عن هؤلاء  الطورانيين  ان الولاء الحقيقي  لاكثريةالتركمان وهم من الشيعة لا يمكن ان يكون لحفنة عملاء من دولة اجنبية كتركيا التي تشهد تأريخا الاسود مدى حقدها  على الشيعة كمذهب,  والتي شهدت تأريخها الاسود صراعات تأريخية و دموية معهم  كان آخرها موقعة جالديران, فمهما تفننت هذه الجبهة العميلة في التضليل والتعمية  والدسائس,  وخلق مخاوف للاخوة التركمان من( الفوبيا الكوردية) المزعومة ومن انهم معرضون للتقتيل والابادة من قبل الكورد وغير الكورد فانها لا تستطيع بكل تأكيد طمس الحقائق  من بينها ان العلاقة الكوردية الشيعية على وجه العموم والعلاقة الكوردية مع اخوانهم  التركمان الشيعة على وجه الخصوص لم تكن عدائية ابدا بل بالعكس من ذلك تماما قفد كانت ودّية  ومتآزرة دوما, وطالما كانوا جميعا في نفس الخندق ضدّ الحكام العنصريين  والشوفينيين  الذين حكموا العراق بدءأ بالدولة الاستعمارية العثمانية وانتهاءا بنظام صدام الجائر وحتى الاطروحات السياسية  للتركمان الشيعة وتأريخ علاقتهم مع الكورد وباقي المكونات العراقية  والاتجاهات السياسية   الاخرى  تختلف كثيرا عن اطروحات الاتجاه الطوراني المشبوه وعلى رأسهم( الجبهة الترك مانية) , وقد ناضل عدد من الاخوة  التركمان الشيعة في صفوف البيشمركة وفي صفوف الاحزاب العراقية التقدمية والآن يناضلون ضمن الاحزاب الشيعية الحليفة للكورد, وبعكس التركمان الطورانيين الذين افتعلوا احداث كركوك عام 1959 بتدبير من المخابرات البريطانية وشركات النفط وبمشاركة المخابرات التركية وذلك لاجهاض ثورة الرابع عشر من تموز والتي جاءت متزامنة و متلازمة مع مؤامرة الشواف ضمن جهود عربية واقليمة ودولية منسّقة بهذا  الاتجاه اللئيم ,انظر:                                                         http:www.dengekan.com/doc/2005/1/jalalJabare2-12.htm

 

  كانوا من الاوائل الذين انتموا الى  البعث منذ انقلابهم    الاسود الاول في عام 1963 واصبحوا اعضاء في عصابات الحرس القومي السيئة الصيت ومارسوا ابشع انواع الاضطهاد ضدّ كورد كركوك بل وحتى ضدّ التركمان الشيعة انفسهم(حيث اضطر الكثيرين منهم ترك مدينة طوزخورماتو وسكنوا في الاحياء الكوردية  في كركوك, كاخي حسين وامام قاسم) هربا من البطش البعثي بعد انقلابهم الاسود عام 1963, واستمر حال الطورانيين  بنفس الوتيرة مع البعث  الصدامي والزمر الارهابية قبل وبعد سقوطه المشين..... واذا رجعنا الى اعماق التأريخ نجد ان التركمان الشيعة  هم فقط التركمان الحقيقيون في العراق الذين جلبتهم واستعانت بهم الخلفاء العباسيين في اواخر  ايام  حكمهم, وهم ينتمون اصلا الى العرق الآذري وليس التركي, وحتى لهجتهم ومذهبهم تتطابق مع اصولهم الآذرية في آذربايجان الايرانية,وكانوا مضطهدين ابان الحكم العثماني السنّي  في العراق اشدّ اضطهاد , وكان التركمان السنّة يطلقون عليهم لفظة ( الروافض) الى عهد قريب , اما الاكثرية المطلقة من التركمان السنة (عدا عدة عوائل تركية اتت الى كركوك في اواسط القرن التاسع عشر كموظفين او عسكرين استقروا في كركوك بعد جلاء العثمانيين), فهم من اصول  كردية  وينتمون  الى العشائر الكوردية في كركوك واطرافها (كالزنكنة والداووده او الجبارية او الكاكية), وهناك عائلتان  من اصول كلدانية  وهم احفاد اخوين كلدانيين  من قلعة كركوك اشهروا اسلامهم في اواخر القرن التاسع عشر وهم هرمز ويعقوب  واليهما ينتمي  عائلتي (الهرمزيين واليعقوبيين), كذلك هناك عائلة عربية واحدة سكنت كركوك من اهالي تكريت وهم معروفون( بالتكريتيين) ,اما الباقون والذين يراهن عليهم تركيا وعملاءها فهم كورد استتركوا مع الزمن نتيجة لسياسة التتريك التي اتبعتها الاستعمار العثماني لعدة قرون , انظر  http://www.dengekan.com/doc/2005/1/jalalJabare3-13.ht

 

ان المقعد الواحد والوحيد الذي حصلت عليه الجبهة(الترك مانية ) هو كل ما تمخضت عنه محاولاتهم الخبيثة و البائسة طيلة سنوات عدة وبدعم مادي مباشر  وسخي من جهاز المخابرات التركي , والذين صوروا انفسهم جبلا ولكنهم بعد مخاض عسير ولدوا فأرا صغيرا كما يقول المثل , علما  ان نصف  هذه الاصوات التي حصلت عليها جاءتها عن طريق التزوير والخداع  والكل سمعوا بفضيحة استانبول اضافة الى ما جرى في كركوك وتلعفر  ,وبدون هذه التزويرات  فانها لم تكن بمقدورها حتى ان تنال اكثر من بضعة آلاف من اصوات المأجورين من قبل الميت التركي و بعض المخدوعين من البسطاء من ابناء شعبنا التركماني, على الرغم ان الجبهة( الترك مانية ) لم تتوانى في الفترة السابقة في سلوك كل الطرق الملتوية واكثرها قذارة , وبضمنها الاصطفاف مع الارهابيين وفلول البعث او مع كل من يعادي الكورد ومسيرته الظافرة , وخلق الاعذار والاكاذيب المفضوحة ضدّ  الكورد وقياداته وادعاءات باطلة وخيالية حول عمليات تزوير قام بها الكورد والتي فنّدتها الادلة الدامغة وبشهادة اللجان المتخصصة وآخرها اللجنة الدولية المكلفة بتدقيق نتائج الانتخابات  ,  ولكنها مع ذلك لم تحصد الا مقعدا واحدا!!!!, في المجلس النيابي .

 ان الواجب الوطني  والحرص  على المسيرة الديمقراطية في العراق  ووحدة شعبه وتآلف مختلف مكوناته  الحقيقية  يتطلب الآن  العمل على طرد هذه الجبهة العميلة من اروقة المجلس النيابي وحجز هذا المقعد ايضا , وحضر نشاطه التخريبي في العراق , لكونها منظمة ارهابية  غير عراقية  اولا, وتتلقى تمويلها من جهاز استخبارات دولة لها اطماع معروفة في العراق  ثانيا , وانها تحرّض ومن خلال وسائل الاعلام على بث روح الكراهية والبغضاء بين ابناء البلد الواحد  ثالثا, وتفتري على رموزه الوطنية  والقومية  رابعا .... فالى ان يتحقق هذا المطلب العادل .... نقول  لهم هنيئا لكم يا طابور الدولة الكمالية الفاشية هذا ( الفوز العظيم!!!!!) وبلغوا (تحياتنا لاسيادكم الترك الفاشيين!!! )......( وتعيشوا وتاخذو غيرها) , كما يقول المثل المصري المتهكّم.......