اصحوا... يا مدمني الحشيشة!!
نصيحة الى الحزب اليساري الشديد..اصحاب تطبيق الاشتراكية هسة وليس بعد شوية

 
سامي أبو سلام

لا يحتاج المدمن على الحشيشة النصيحة، لانه يحتاج الى المصحة والعلاج. لكن عسى ولعل في بعض الحالات النادرة يسمع المدمن النصيحة ويذهب للعلاج.

في البداية انتابني الشعور بالغرور مثل جماعة (الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي) وهو ان اوجه رسالة مفتوحة الى اعضاء الحزب المذكور مثلما فعلوا هم. ولكن وجدت ليس هناك احد في صفوفهم. فالذي جمعوه قبل الامس خسروه بالامس. لذلك عدلت عن رأيي واكتفيت بكتابة هذا المقال او اسداء هذه النصيحة لهم مع أنه ايضا ليس من عادتي التعامل مع مسائل تخص افراد قد لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة فنحن موجودين لقيادة مجتمعات ودول.

ان (ليث الجادر)1 الذي تباهوا به كثيرا وما زال اسمه موجود في صفحتهم على الانترنيت بأنه عضو هيئتهم التنفيذية استقال قبل 7 اشهر ولكن لم يتجرءوا الاعلان عن استقالته. لانه ليس من المعقول ان هذا التنظيم الجديد الذي جاء منقذ للطبقة العاملة في العراق لم يعرفه احد، حتى ليستقيل منه احد قياديه. وكتب حينها عصام شكري مقال ينتقد فيه التيار الانتهازي داخل الشيوعية العمالية وكان احد اركان هذا التيار هو (ليث الجادر) ولكن لم يسميه. انه شاعر وكاتب وفنان ويريد ان يعيش حريته ويأسس عالمه الخاص به. لكن عصام شكري نَصَبَه ممثلا لتيار انتهازي داخل الشيوعية العمالية ثم بعد ذلك لينهال عليه بسياط تقده ليتوج نفسه دونكشوت العصر بعد عالم الحادي عشر من ايلول مثلما هاجم النسخة الاصلية طواحين الهواء مصور لنفسه ومن حوله انه هاجم الاعداء من الفرسان الاشداء. والمصيبة لم يذكر عصام ما هو اسم هذا التيار وشكله وحجمه ومعالمه واطاره واسم رموزه..الا انه اكتفى بصب جام غضبه على ممثله كأنه اكتشف فيروس جديد لكن لم يجد الاسم له. انه يذكرنا بتلك الروايات والقصص للشخصيات الدكتاتورية في التاريخ، بأن هناك مؤامرة تحاك للاطاحة بهم كما يصورها لهم بطانتهم للتبرير بشكل دائم وجودهم واهميتهم في حياة هذه الانظمة وهكذا يفعل بوش وحاشيته عندما يتلاعبون بأضواء الانذار في أمريكا بين الاحمر والبرتقالي تبريرا امام الشعب الامريكي لاستمرار وجودهم في العراق وتدميرهم للمزيد من منشآته وأهله الابرياء.

 وكما هو معروف ان عنصر المؤامرة يحتاج الى اشخاص. فيذهبون للبحث عن عاثري الحظ لينسجوا خيوط المؤامرة للإطاحة بنظام الحكم. وبعد ذلك يقدمونهم قرابين للنظام. هذا ما فعله عصام شكري مع المسكين ليث الجادر.

اما الاشخاص الاخرين مثل (عامر شايع) الذي هو الاخر اسمه وصورته على صفحة هذه الجماعة، عاد الى صفوف الحزب الشيوعي العمالي العراقي وهو الان احد الكوادر الفعالة في بغداد. وايضا احب ان اذكر ان (تنظيم الحسينية) الذين طبلوا وزمروا له فهو الاخر جزء من تنظيمات الحزب الشيوعي العمالي العراقي. وهو احد التنظيمات الفعالة كما هو واضح في اخبار وفعاليات الحزب. وفي الناصرية وحسب ما قاله بيان جماعة المدمنين  تنظيم قلعة سكر انضم لهم  فهو الاخر مع الحزب الشيوعي العمالي وان شخص (صلاح راضي) الذي حاولوا تشويه صورته بأنه انخرط في صفوفهم فهو الاخر لم يترك الحزب الشيوعي العمالي العراقي. والان  احد الفعالين الاصليين للحزب في تلك المنطقة ويشغل مركز مسؤول التنظيم الحزبي هناك. وفي كردستان ليس لهم ريشة طير تؤمن بهم أو موطئ قدم يرحب بهم، وكل ما عندهم الان هو شخصين احدهما في بغداد والاخر في الناصرية لا حول لهما ولا قوة رغم اني اتمنى في اعماقي ان تكون عندهم بعض القوة ان كانوا فعلا مؤمنين بحقوق الطبقة العاملة، فلذلك قلت لنفسي لا داعي ان اكتب رسالة مفتوحة الى اناس ليس لهم وجود على ارض الواقع لا من الناحية الاجتماعية ولا من الناحية الفيزيائية ولا من الناحية السياسية، ولكن نسيت ان هناك من يوزع نوع من الحشيشة وبشكل مجاني لتخريب هذه العناصر المؤمنة وهم جماعة تقوائي. فقلت اكتب لهم هذه النصيحة عسى ان اكون من يشكرون يوما، وايضا هذا المقال ليس موجه الى الخمسة المبشرين بالجنة في كندا والمانيا بل الى الذين غرر بهم حميد تقوائي بأن هناك حزبا يساريا وعماليا في العراق بيده راية حميد الشيوعية العمالية. وحسب ما سمعت ان لدى هذا الحزب وكلام يردد على لسان اعضاء الحزب الشيوعي العمالي الايراني بأنه يملك 200 عضو.. على الرغم يملك واحد او 200 او أي رقم لا يعني شيء. ولكن تخدير الاعضاء بهذه الارقام هو ما دفعني ان او ضح بعض الحقائق.

حقا ان هذه المجموعة تستحق الشفقة اكثر من أي شيء اخر. انهم حقا مدمنين ويجب علاجهم بأسرع وقت ممكن. فهل سمع احد ان من يقوم بالثورة في العراق يجلس في كندا. ان أي امرء عاقل لا يستطيع الا ينتابه الالم  لما وصل به هؤلاء الثوريين الجدد. فكل القادة والرموز والشخصيات السياسية عادوا الى العراق لتنفيذ خطهم السياسي الا هؤلاء متشبثين "بمحجر كندا" مثلما يتشبث المؤمنون الصالحون من الشيعة "بمحجر عباس والحسين في كربلاء" لنيل مرادهم. اما عصام شكري فهو يدرك اهمية وجود الفعالين في العراق، لذلك يذيل بياناته بأسمه ويكتب تحته "بغداد" وهو في الحقيقة ليس في بغداد بل كان في بيروت للبحث عن عمل شخصي وكانت مدة بقائه هناك اسبوع. الا انه صور لجماعته من المدمنين بأنه كان في بغداد، ولا يهم ان كان بغداد او بيروت فالعواصم العربية هي واحدة كما هو حال الامة العربية، أو ربما يريد أن يقود المؤمنين عن بعد على خطى الامام الخميني.

 والجانب الاخر ان هؤلاء لا يفكرون طوال اكثر من عام بأنه لم ينضم لهم احد غير اسرهم. صحيح ان الدعوة المحمدية اول ما انضم لها هو خديجة الكبرى لكن بعد سنة انضم لها عناصر جديدة. لكن هؤلاء لم ينضم لهم احد. لقد سمعنا كثيرا بمطاعم لها جناح خاص للعوائل ولكن لم نسمع ابدا بتنظيم سياسي عائلي وله فرع واحد وهو كندا وذيل في المانيا. ويبدوا ان هذه الجماعة لا تؤمن بالعولمة مثلما يؤمن مكدونالد بها ولها فروع في كل مكان في العالم. ان أي عاقل  بسأل نفسه كيف ينتمي لمثل هذه المجموعة وهذا هو حالها.

ان المثير حقا في هذه الجماعة هو وجود شخص مثل فاتح بهرامي الذي لم يَكُنْ يثق يوما بابطال" الاشتراكية الان مو بعد خمس دقائق"  وكان يسخرمنهم دائما ولم يعطهم أي اعتبار سياسي. وقضى طوال وجوده في كندا ينتقدهم ويزدري منهم ولم يكن يثق ابدا بأنهم سيفعلون شيئا يوما ما، لكن فجأة تتغير الاشياء ويرهن فاتح بهرامي كل تجربته ومصيره ومستقبله وعقله بالابطال الجدد الذين جل همهم حياتهم الشخصية، وهذا ليس عيب طبعا، ولكن الرهان على ابطال من الورق هو العيب بعينه. ان خبات مجيد الذي كان لديه سمنار قبل اسبوعين او اكثر بالبالتاك حيث هاجم الحزب بأسلوب مثير للشفقة اكثر من الازدراء، قد غادر عالم السياسة من الناحية العملية منذ سنوات وهذا ما يدركه تماما شخص مثل فاتح بهرامي. انه منشغل تماما بعالمه الخاص وقرر ان لا يغادر كندا، واذا به يتحول الى قائد الثورة الاشتراكية في العراق عبر كندا. وهكذا الحال بالنسبة الى ازاد حمة كريم الذي استقال من الحزب الشيوعي العمالي العراقي قبل احتلال العراق بسنتين او اقل لاسباب شخصية . واذا بأزاد حمة كريم يتحول هو الاخر الى قائد الاشتراكية في العراق عبر كندا ايضا. لقد سمعنا بصواريخ عابرة القارات، وسمعنا بأطباء بلا حدود، وسمعنا بمستشفيات متنقلة، لكن لاول مرة نسمع بأشتراكية متنقلة وقادة عبر الحدود. اليس هؤلاء فعلا يستحقون  الشفقة! اليس من الافضل لهم البقاء في البيت والاهتمام بعوائلهم واطفالهم بدلا من هذا الادمان. يا ترى أي عامل اية امرأة أي طالب اي انسان له ذرة عقل يتبع مثل هؤلاء المدمنينولهم كلمة اخيرة مني، فبعد ان يعالجوا انفسهم اقول لهم ان ابواب الحزب مفتوحة لكل الناس العاديين وغير المدمنين ويا مرحبا بهم ان ارادوا العودة الى صفوف الحزب.

ان درجة ادمان هذه الجماعة كبير الى الحد الذي لا يرون ما يجري من حولهم. فقبل خمسة اشهر كان هناك مقابلة لـ اذر ( ماجدي ) حول العراق في جريدتهم الرسمية وفي ردها على سؤال للجريدة عن بديلها في العراق أجابت إنه التيار العلماني والتحرري ولم تذكر (حزبهم اليساري)، هذا بحد ذاته يكشف على ان حتى موزعي الحشيشة عليهم لم يعترفوا بهم في العراق. فلا اعرف كيف يتصورون انفسهم وهم يقودون الثورة الاشتراكية.

ويبدو لهؤلاء المدمنين وخاصة موردي الحشيشة لهم، اكتشفوا شيئا جديدا وهو المقولة"الريبوارية" والمحفل"الريبواري". وكأنهم اكتشفوا سر وجودهم، ولهم الحق لان في عالمهم الخاص ليس هناك شخص يخالف خيالهم، ومن خالفهم يعتبر محفل، هذا هو اساس المنطق الذي استند عليه اكتشافهم الجديد، انهم يحاولون عبر هذا المنطق دق اسفين بين قيادة الحزب الذي يقوده ريبوار وبين القاعدة انها محاولة حمقاء لجماعة مدمنة وليس اكثر، ان الرفيق ريبوار احمد الذي يسمونه محفل انتخب بالاجماع ليدر للحزب في الاجتماع الموسع السابع عشر للجنة المركزية، وقرار مساندة الحزب الحكمتي وقد نال تأييد المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي العمالي العراقي، أي خرج من اطار "محفل ريبوار" ليكون في اطار محفل الحزب. وقرار انهاء اجواء التوتر بين الحزب الشيوعي العمالي العراقي والاتحاد الوطني الكردستاني لم يكن قرار الرفيق ريبوار لوحده، وانا اجزم على هذا، ان الرفيق ريبوار احمد لا يتخذ أي خطوة دون نيل موافقة المكتب السياسي. ومع هذا من لا يفخر بأن يكون الرفيق ريبوار احمد قائد لهذا الحزب وعضو في محفله ما دام محفله هو محفل الحزب. لكن ادمان هذه الجماعة على نوع الحشيشة السيئة التي يوزعها حميد تقوائي قد لحس عقولهم.

واخيرا ما لكم وما لهذا الحزب؟.لماذا نصبتم انفسكم أعداء له؟ خذوا هذه النصيحة المجانية مني وأنا أقولها لكم عن تجربة ، لقد تركت صفوف الحزب الشيوعي السوري دون أن اعتبر الحزب واعضائه اعدائي ، لماذا؟!! هل انتهت حربنا مع امريكا التي تستبيح سكان الارض ؟ هل انتهت حربنا مع الاسلام السياسي ومن يودون قتل كل ماهو جميل في الحياة بشرا وحضارة؟ هل انتهت حربنا مع كل السلطات الدكتاتورية في سوريا وغيرها؟ عندها فقط تبدأ معركتي مع الحزب الشيوعي السوري،  صدقوني يامن كانوا رفاقا قبل الادمان انكم ستربحون.

 ان أية جماعة او تنظيم او حزب ما يستند تأسيسه على منافسة جماعة او تنظيم او حزب اخر لا يكتب له النجاح. انهم يذكروننا بصاحب ذلك الدكان الذي اجتاحه الغضب والحسد والغيرة عندما افتتح سوبر ماركت بجانب دكانه. فسَخّرَ جميع وقته وهمومه ومشاغله العائلية لمنافسة الـ (سوبر ماركت). فبدلا من جلب بضاعة جيدة وراقية وبأسعار منافسة لسوبر ماركت ذهب صاحب الدكان مثلكم  يشهير ببضاعة سوبر ماركت وعلى ان صاحبه جاء بأموال سوبر ماركت من مال الحرام...الخ.

 اتركوا هذا الحزب وشأنه، ان العالم كبير جدا وساحة العراق مفتوحة وهناك مليون مصيبة تحدث يوميا في العراق كل هذا لا يشغل بالكم الا الحزب الشيوعي العمالي العراقي، تنتظرون فترة طويلة حتى تسمعون كلمة او بيان للحزب الشيوعي العمالي فيدب الدم في عروقكم. فكروا كيف تقوضون مكانة الاسلام السياسي والعصابات القومية وجرائم امريكا. فكروا واتركوا الادمان على حشيشة تقوائي..ان لينين اعطى جزءا كبيرا من روسيا الى الالمان وضحى بفلندا وذهب الى مؤتمر اقتصادي للدولة الرأسمالية انذاك وقال يجب ان نذهب كرجال اعمال...الخ ان منطق المدمنين هذا، يصور لينين يميني اكثر من (الحزب الريبواري) كما يحلوا لهم ان يقولوا.

 من يحمل راية الاشتراكية في كندا لا يراه من في العراق، لان كندا بعيدة جدا. ومن يريد الثورة الاشتراكية ليذهب الى العراق مثلما ذهب سادة البرجوازية من علاوي والحكيم والجلبي وليس النضال عبر الانترنيت وغرف بالتاك التعبانة...

وكلمة اخيرة لا بد منها هي كلما شدد تقوائي والمدمنين من حوله الهجوم على الحزب الشيوعي العمالي العراقي، كلما نالوا ازدراء الناس واستهجانهم في العراق وخارجه. لا تضعوا انفسكم اضحوكة والعوبة بيد حميد تقوائي. ان رايته انتكست منذ اقسم اغلظ الايمان يجب تدمير الحزب الشيوعي العمالي العراقي في غابة ليس فيها غير الحزب المذكور وتسمى بالعراق. انكم محل استهزاء ونكتة اعضائنا في العراق. اني انصحكم بأعادة وعيكم واتركوا حشيشة حميد تقوائي..

 

سامي ابو سلام

شيوعي سابق من سوريا وعضو في صفوف الحزب الشيوعي العمالي العراقي حاليا

كتبت المقال معتمدا على المراجع التالية:

  نقطة بؤرية واحدة- مقال لعصام شكري في 16 حزيران 2005.

معلومات حصلت عليها من اتصالي بالحزب في داخل العراق. والاتصال الشخصي بسمير عادل معاون ليدر الحزب ورئيس الهيئة التنفيذية لوسط وجنوب العراق.

بيان الاجتماع الموسع للجنة المركزية السابع عشر في حزيران 2005.

 وثائق المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي العمالي العراقي.

 تعمدت استخدام بعض الكلمات التي لا تأتي الا في اللهجة العراقية.