ماذا بعد توحيد الادارتين
وهاب شاه محمد
بعد سنوات عديدة من الانتظار والترقب من قبل الشعب الكردي في كل اجزاء كردستان من المفاوضات والجلسات التي كانت تقام من قبل الحزبيين الكرديين، حزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني لتوحيد الادارتيين التي شكلت بعد الاحداث المؤلمة في كردستان وكانت حصيلتها دماء الكثير من اعضاء الطرفيين وجمود في كافة المجالات، وخاصة الاقتصادي الذي كان له التأثير الاكبر عن وضع الانسان الكردي في الاقليم.
لقد كانت حصيلة الازمة بيين الحزبيين فقدان الثقة من جانب الشعب الكردي من جدوى استمرار مسيرة الخلاص الذي ضحى من اجلها عشرات الأف من الشعب الكردي ومناضلي الطرفيين الذيين استشهدو في سبيل الوطن وحرية الكردالذي كان دائمآ حلم الشعب بعد عشرات السنيين من النضال في سبيل الحرية. ان فقدان اللثقة من قبل الشعب كان لها التأثير المعنوي الكبير على كافة المجالات خاصة في يخص تحرير المناطق الكردستانية الأخرى التي كانت تحت احتلال البعثي.
ان الاقتتال الداخلي كان له التأثير على اصدقاء الكرد في الخارج الذيين كانوا على الثقة من ان الأكراد سوف يقومون من خلال هذه الحرية المتاحة لهم في بناء مجتمع متحضر يفرق الكثير عن المجتمعات في المنطقة التي كانت تعاني من ظلم الانظمة التي جائت من خلال الانقلابات العسكرية او التي جائت بعد الاستقلال في بلدان المنطقة. كل هذه التأثيرات جعل من الشعب الكردي واصدقائه ان يضغطو وبشكل مستمر على قيادة الحزبيين بأن يعيدوا النظر في سياساتهم الداخلية وعدم الاستمرار في النزاع الدائر بينهم. أن الولايات النتحدة الامريكية التي كانت لها التأثير الكبير على الحزبيين كانت ومن خلال العلاقات مع الاحزاب الكردية الجهة المؤثرة على تحسيين العلاقة بيين الحزبيين والتركيز على المصالح العامة للكرد وعدم الانجرار في خطط الدول المجاورة التي كانت ومن وراء الكواليس تخطط لأيقاف المسيرة الكردية وسياسات امريكا في المنطقة.
بعد مشاورات واجتماعات عديدة في اوروبا والولايات المتحدة تم الأتفاق على الية سياسية والعمل على تحسيين العلاقات بين الحزبين والاستمرار على توحيد القوة للخلاص من الشر الكبير وهو النظام البعثي. بعد مرور اعوام على الوضع السياسي في كردستان، المنطقة والعالم، وبعد احداث 11 سبتمر في امريكا اصبح اسقاط النظام البعثي من اولويات السياسة الامريكية في العالم.
المشروع السياسي الامريكي في المنطقة بعد احداث 11 سيبتمبر كانت تحتاج الى حلفاء جدد في الشرق الاوسط، بعدما رفض العديد من حلفاء امريكا القديمة مثل السعودية وتركيا التان كانت من معارضي اسقاط النظام البعثي، لهذا تركزت الأنظار على اكراد العراق، وخاصة الحزبيين الكرديين الكبيرين للمشاركة القوية في اسقاط البعث. أن الاكراد وبعد تجارب مريرة مع الحكومات في المنطقة فيما يخص القضية الكردية وايجاد الحلول لها من خلال المفاوضات، وخاصة الدول التي تحتل كردستان بينها رأت نفسها في الجبهة الأمامية مع الولايات المتحدمة الأمريكية.
ان الأكراد وفي خلال عشرات السنيين في المنطقة فقدو الثقة تمامآ بايجاد حلآ سلميآ للقضية الكردية مع حكومات المنطقة، ولهذا لم يكن امامهم سوى خيار التحالف مع امريكا لأسقاط البعث والوصول الى اهدافهم. الأهداف التي ناظلو من اجله عشرات السنيين بدون ان يصلو اليه من خلال نظالهم الوحيد.
ان دخول امريكا الحرب لأسقاط البعث كانت بمثاية الفرصة الوحيدة للأكراد للوصول الى حقوقهم، لهذا قرر الحزبيين وبعد المشاورات مع الأحزاب الكردية الاخرى المظي قدمآ مع امريكا التى رأت من الاكراد الحليف الذي يمكن الوثوق به.
ان سقوط الطاغية في بغداد ازالت اكبر خطر على الأكراد في العهد الماضي وأعطاهم الدور الكبير في رسم سياسة العراق الجديد، ولهذا اصبحت كردستان والأحزاب الكردية في مقدمة اللذيين يخططون لمستقبل العراق ونوع الحكم في هذا البلد.
الأن وبعد الأنتخابات الاخيرة في العراق و التسويط على الدستور الجديد جائت توحيد الادارتيين في كردستان التي كانت تشغل بال المواطن الكردي و مطلب الشعب الكردي للأسراع بتوحيده بأسرع وقت ممكن، وهذا ما حصل قبل ايام من خلال التصريحات المشتركة من قبل قادة الحزبيين الكرديين.
الأن وبعد توحيد الادارتيين ينتظر الكرد ليس في كردستان العراق فقط، بل في كافة الأجزاء الأخرى لتثبيت معالم المجتمع المدني والامؤسسات المدنية التي هي الظمانة الوحيدة لأستمرار الأمان، الاستقرار والأزدهار في كردستان. ان سقوط النظام البعثي و كتابة الدستور الجديد او توحيد الأدارتيين لايمكن ان يكونا ظمانآ للخلاص من المشاكل السياسية، الاقتصادية و الأجتماعية الذي عان منها الكرد خلال العهود الماضية، بل ان الخلاص يكمن فقط عن طريق بناء مجتمع مدني ديمقراطي يتمتع فيها الكردي بكافة حقوقه الأساسية بدون اي تدخل، ضغوط حزبية او التأثير على هذه المؤسسات لمصالحها الحزبية الضيقة.
ان بناءالمؤسسات المدنية اثبتت في العديد من الدول المتقدمة في العالم، بأنها القوة الوحيدة التي يمكن ان يبنى عليها مجتمع مزدهر في كافة المجالات، وان الكرد الذي يعيش اليوم في منطقة جغرافية تمتلأ فيها كل التعقيدات السياسية ، الاقتصادية والسياسية اليوم بحاجة ملحة لهذه المؤسسات، ولايمكن ازالة كل هذا المخاطر والتعقيدات السئدة في المنطقة على الكرد الى من خلال بناء المؤسسات المدنية الديمقراطية.
يجب على كافة القوة الكردية الداخلية والاصدقاء للشعب الكردي في الخارج الظغط على كافة الاحزاب والقوة السياسية الكردية بلأسراع في بناء المؤسسات المدنية والديمقراطية. يجب على الشعب الكردي وقواه الفكرية المساعدة للتسريع والضغط على الحكومة الكردية القادمة ان يكون من اولوياتها الشروع في بناء مؤسسات المجتمع المدني والديمقراطي.
|
04/07/2007 |