تابعنا في ( المركز الثقافي الكردي-استراليا ) خلال الأيام
المنصرمة تصريحات مفتي المسلمين في استراليا تاج الدين الهلالي
ونود هنا بيان موقفنا منها كجزء من كيان الجالية الكردية :
1/ إننا في الوقت الذي ندين الآراء الواردة في التسجيل الصوتي
لخطبة الهلالي نؤكد بأنها لا تعبر سوى عن رأيه والمجموعات
السلفية المحيطة به .
2 / ليست الآراء التي ورد في خطبة الهلالي إلا تعبير حي عن
العقلية المتخلفة التي تزدري المرأة وتنكر عليها أبسط حقوقها
الأساسية وهي حقها في إرتداء ما تشاء وممارسة حياتها الشخصية
بعيداً عن شتى أشكال الوصاية و التدخل في شؤونها وممارسة حقها
في المساواة الكاملة مع الرجل في سائر ميادين المجتمع.
3 / إن التشبيهات الواردة في الخطبة المذكورة والمقارنة الفظة
بين الإنسان والحيوانات في مقاربة العلاقات بين الجنسين ما هي
إلا تعبير عن عقلية بدوية مندثرة لا ترى في المرأة سوى ( قطعة
لحم ) وفي الجنس الذكوري إلا حيواناً مفترساً ( أو قطة كما ورد
في تشبيه الهلالي نصاً ) لا يهمه سوى إشباع نزواته الجنسية
أولاً وآخراً بعكس الرؤية الحضارية للجنس كشكل من أشكال
العلاقات الإنسانية في ترابطه مع مجمل الحياة الإجتماعية .
ليست الآراء الواردة في الخطبة بهذا الصدد سوى إزدراء مقيت
وحط واع من كرامة المرأة لا يقبل بها كل عقل منفتح ولا تتماشى
مع القيم البشرية والحضارة الإنسانية وتقاليد المجتمع
الأسترالي التي إختار الهلالي اللجوء إليها.
4 / إن الذرائع التي أوردها الهلالي في تبرير الإغتصاب وتحميل
مسؤليتها على المرأة تعبر عن عقل رجولي مريض ومتخلف تناقض مع
سائر القوانين والقيم الأخلاقية ومع القوانين السارية في
استراليا . إنها ليست ذرائع مقيتة لا يقبل بها عقل سليم ومنطق
سديد بل تحرض بصورة غير مباشرة على إقتراف مثل تلك الجريمة
النكراء مثلما تشارك في ترويع الفتيات و بث جو الذعر والرعب
بينهن .
5 / إن لمفتي المسلمين في أستراليا كامل الحق في إعتناق
الأفكار التي يحلو له إلا إن بث هذه الأفكار وجرح كرامة
الملايين من كلا الجنسين وسائر الدعوات التي تزخر بها خطبته
يخرج عن الإطار القانوني لحرية الرأي بل هي جريمة وفق القوانين
الاسترالية ويدخل في خانة الذم والقدح والتشهير وإفساد الذوق
العام والدعوة للتمييز الجنسي وبث الكراهية والبغضاء عدا
منافاتها لكل القيم التي تعلو من قيمة الإنسان وترسخ المساواة
وتكافؤ الفرص بين الجنسين .
أننا نود أن نبين بأن أفراد جاليتنا أرفع من ان تمثلهم رجال
لازالوا يعيشون في ظل عقلية تنظر إليهم بوصفهم مصدراً للرذيلة
والفساد الخلقي .
وقد عودنا مفتي المسلمين في السابق كما جرى أثناء تعليقاته
بصدد أحداث الفلوجة وجنوب لبنان و11 سبتمبر ، وبعد تزايد
النقمة على خطبه ، على اللجوء إلى ذريعة بات لا يصدقها أحد ألا
وهو سوء تفسير خطبه أو إنتزاعها عن سياقها العام او التذرع
بنيات الآخرين وغيرها مما بات لاينطلي على أحد وخاصة أمام
الدلائل الدامغة لخطبته المسجلة الأخيرة في جامع لاكمبا .
وختاماً لا بد من التأكيد بأن المكانة التي وفرتها الحكومة
الأسترالية لتاج الدين الهلالي بوصفه مفتي المسلمين وفر له
ذريعة إضافية لبث التفرقة وفقاً للجنس والدين بين المواطنين
الأستراليين حيث ينبغي إلغاء تلك الوظيفة وحظر الإفتاء
لمنافاتها مع مبدأ المساواة امام القوانين وسريان القوانين
المدنية بغض النظر عن الدين والعرق .
المركز الثقافي الكردي – استراليا
اكتوبر 2006 |