ماذا لو قال الکورد باي باي عرب؟  

فهمي کاکه‌يي
عضو الإتحاد الکوردستاني للإعلام الألکتروني

fahmikakaee@yahoo.se

                           

کنا نتمشی ذات أمسية ربيعية بالقرب من إحدی مواقع البيشمرکة، هو قيادي بارز و أنا جندي مجهول، و کانت الحرب العراقية الإيرانية قد دخلت سنتها الرابعة، قلت له:

لماذا نراهن علی هذه الحرب، لنأخذ العبرة من ثورة أيلول، ماذا لو إنتهت الحرب ببقاء النظام العراقي؟.

قال: مستحيل، الحرب تنتهي فقط بسقوط نظام صدام حسين.

قلت: لکن لنفترض إن هذا لم يحدث، مجرد إفتراض.

و بدأت أسترسل في الکلام، و عندما مل من إفتراضاتي قال بالحرف الواحد:

أنت لا تفهم بالسياسة.

إنتهت الحرب العراقية الإيرانية بثبوت إفتراضي و صحة وصفه لي، فهو ما زال قياديا بارزا و أنا ما زلت جنديا مجهولا، ذلك لأنني لا إفهم بالسياسة کما يفهمه السياسيون.

 

هناك خلاف واسع بين الأطراف الکوردستانية و البعض من الأطراف العراقية الأخری حول مسألة الأقاليم و مسودة دستور إقليم کوردستان و تفسير البعض للفدرالية و ما إلی ذلك، و الأهم من کل هذا الحدود الإدارية لإقليم کوردستان و ضم المناطق المتنازع عليها و خصوصا کرکوك و الحلول المقترحة التي لا يتفق عليها طرفان.

 

أنا أتصور بأن أفضل الحلول (و هذا هو رأيي الشخصي) و لکي يبقی العراق موحدا هو تقسيمها تقسيما قوميا طائفيا إلی ثلاثة أقاليم :

 

إقليم کوردي ترکماني کلداني

إقليم عربي سني

إقليم عربي شيعي

 

المسألة بسيطة و واضحة، إذا کنا لا نستطيع أن نعيش في بيت واحد بسلام و أمان فليعش کل في بيته و يريح نفسه و الآخرين، قد يقول البعض: إلی جهنم و بأس المصير، لهؤلاء أقول إلا يعيش الشعب العراقي ساعة بساعة  في جهنم القتل الطائفي و القومي، أتحدی أي کوردي أن يتمشی في شوارع بغداد بالملابس الکوردية (التي لم تکن ممنوعة زمن صدام حسين) و يرجع سالما إلی أهله. أتحدی عمر و عثمان أن يتمشيا في شارع علي أو بالعکس و يرجع کل واحد منهم إلی أهله سالما. أنا أتصور بأننا إقتربنا من نهاية الطريق المسدود و لا بد من حل و الحل هو قبول کل الإطراف بقانون الأقاليم و بالمواصفات الکوردية.

 

هناك نقطة مهمة ألا و هي: قد يقبل جميع الأطراف بفدرالية إقليم کوردستان بحدودها الحالية دون ضم المناطق المتنازع عليها و خصوصا کرکوك، لکنه من المستحيل أن يقبل الکورد بذلك إنها فرصتهم التاريخية و سوف لن يضيعوها. لکن في حالة إصرار الأطراف الأخری فسوف تبرز إلی السطح حلول أخری لا أتمناها شخصيا إحداها علی أقل تقدير يزعج الکثيرين و هو مسألة ‌إحياء ولاية الموصل و دخول الکورد في کونفدرالية مع الجمهورية الترکية، إن هذا يرضي الکثيرين فلا معارضة ترکية علی ضم کرکوك و لا معارضة ترکمانية داخلية بالإضافة إلی مبارکة إسرائيلية ‌أمريکية، عندها يحد إقليم کوردستان الکونفدرالي من زاخو شمالا إلی بدرة و جصان جنوبا، من هورامان شرقا إلی الموصل غربا و تسقط الکثير من لافتات الإعتراض، أليس من الأفضل أن نأخذ العبرة من تجربة الحکم الذاتي الفاشلة و لا نعيد‌ها؟ هل فکر الإخوة الآخرين من المعارضين لفکرة الإقاليم بخطورة الموقف عندما يقول الکورد:

 

باي باي عرب!

 

لا تقولوا مستحيل فلا مستحيل في السياسة، لکنني أتمنی من الصميم أن لا نصل إلی ذلك اليوم و لا ضرورة لأخذ کلامي هذا (جملة و تفصيلا) مأخذ الجد فأنا لا إفهم بالسياسة.

 

 

 

2006-10-18

 

 

 

 

 

           

 

02/09/2015

 

goran@dengekan.com

 

dangakan@yahoo.ca