کنا نتمشی ذات
أمسية ربيعية بالقرب من إحدی مواقع البيشمرکة، هو قيادي بارز و
أنا جندي مجهول، و کانت الحرب العراقية الإيرانية قد دخلت
سنتها الرابعة، قلت له:
لماذا نراهن علی
هذه الحرب، لنأخذ العبرة من ثورة أيلول، ماذا لو إنتهت الحرب
ببقاء النظام العراقي؟.
قال: مستحيل،
الحرب تنتهي فقط بسقوط نظام صدام حسين.
قلت: لکن لنفترض
إن هذا لم يحدث، مجرد إفتراض.
و بدأت أسترسل
في الکلام، و عندما مل من إفتراضاتي قال بالحرف الواحد:
أنت لا تفهم
بالسياسة.
إنتهت الحرب
العراقية الإيرانية بثبوت إفتراضي و صحة وصفه لي، فهو ما زال
قياديا بارزا و أنا ما زلت جنديا مجهولا، ذلك لأنني لا إفهم
بالسياسة کما يفهمه السياسيون.
هناك خلاف واسع
بين الأطراف الکوردستانية و البعض من الأطراف العراقية الأخری
حول مسألة الأقاليم و مسودة دستور إقليم کوردستان و تفسير
البعض للفدرالية و ما إلی ذلك، و الأهم من کل هذا الحدود
الإدارية لإقليم کوردستان و ضم المناطق المتنازع عليها و خصوصا
کرکوك و الحلول المقترحة التي لا يتفق عليها طرفان.
أنا أتصور بأن
أفضل الحلول (و هذا هو رأيي الشخصي) و لکي يبقی العراق موحدا
هو تقسيمها تقسيما قوميا طائفيا إلی ثلاثة أقاليم :
إقليم کوردي
ترکماني کلداني
إقليم عربي سني
إقليم عربي شيعي
المسألة بسيطة و
واضحة، إذا کنا لا نستطيع أن نعيش في بيت واحد بسلام و أمان
فليعش کل في بيته و يريح نفسه و الآخرين، قد يقول البعض: إلی
جهنم و بأس المصير، لهؤلاء أقول إلا يعيش الشعب العراقي ساعة
بساعة في جهنم القتل الطائفي و القومي، أتحدی أي کوردي أن
يتمشی في شوارع بغداد بالملابس الکوردية (التي لم تکن ممنوعة
زمن صدام حسين) و يرجع سالما إلی أهله. أتحدی عمر و عثمان أن
يتمشيا في شارع علي أو بالعکس و يرجع کل واحد منهم إلی أهله
سالما. أنا أتصور بأننا إقتربنا من نهاية الطريق المسدود و لا
بد من حل و الحل هو قبول کل الإطراف بقانون الأقاليم و
بالمواصفات الکوردية.
هناك نقطة مهمة
ألا و هي: قد يقبل جميع الأطراف بفدرالية إقليم کوردستان
بحدودها الحالية دون ضم المناطق المتنازع عليها و خصوصا کرکوك،
لکنه من المستحيل أن يقبل الکورد بذلك إنها فرصتهم التاريخية و
سوف لن يضيعوها. لکن في حالة إصرار الأطراف الأخری فسوف تبرز
إلی السطح حلول أخری لا أتمناها شخصيا إحداها علی أقل تقدير
يزعج الکثيرين و هو مسألة إحياء ولاية الموصل و دخول الکورد
في کونفدرالية مع الجمهورية الترکية، إن هذا يرضي الکثيرين فلا
معارضة ترکية علی ضم کرکوك و لا معارضة ترکمانية داخلية
بالإضافة إلی مبارکة إسرائيلية أمريکية، عندها يحد إقليم
کوردستان الکونفدرالي من زاخو شمالا إلی بدرة و جصان جنوبا، من
هورامان شرقا إلی الموصل غربا و تسقط الکثير من لافتات
الإعتراض، أليس من الأفضل أن نأخذ العبرة من تجربة الحکم
الذاتي الفاشلة و لا نعيدها؟ هل فکر الإخوة الآخرين من
المعارضين لفکرة الإقاليم بخطورة الموقف عندما يقول الکورد:
باي باي عرب!
لا تقولوا
مستحيل فلا مستحيل في السياسة، لکنني أتمنی من الصميم أن لا
نصل إلی ذلك اليوم و لا ضرورة لأخذ کلامي هذا (جملة و تفصيلا)
مأخذ الجد فأنا لا إفهم بالسياسة.
2006-10-18
|