تشمل اتفاقية الامم المتحدة حول حقوق الأطفال على نقاط عديدة
اهمها
:ـ (يتمتع اطفال الاقليات و الشعوب الاصلية بثقافتهم و دينهم
و لغتهم بكل حرية .
لكل طفل الحق في اسم وفي اكتسابه جنسية منذ ولادته . تكفل
الدول ان يتمتع كل طفل بكامل حقوقه دون تعرض للتمييز او
التفرقة ايا كان نوعها .
تكفل الدول حماية الطفل من الضرر و الاهمال البدني او العقلي .
لا يجوز فصل الاطفال عن والديهم الا اذا قررت ذالك السلطات من
اجل صيانة والدفاع عن حقوق الطفل. تكفل الدول للطفل الذي حرم
من والديه الرعاية البدنية والنفسية المناسبة . للاطفال
المعوقين الحق في الحصول على علاج وتربية ورعاية . يجب ان يكون
التعليم الابتدائي الزاميا و مجانيا . تبذل الدول قصارى جهدها
بالقضاء على عمليات اختطاف الاطفال و التجارة بهم . لا تفرض
عقوبة الاعدام او السجن مدى الحياة بسبب الجرائم التي تقترف
ممن هم دون سن 18 سنة . يتعين فصل الاطفال عن الكبار في السجون
و يجب ان لا يتعرض الاطفال الى التعذيب . تكفل الدول حماية
الطفل من الاستغلال الاقتصادي و من العمل الذي يعرقل تعليمه او
يضر بصحته او رفاهيته
)........
اكتفي بهذا القدر لذكر الحقوق التي وردت في اتفاقية حقوق
الطفل .... ينتابني شعور بالخجل وانا اتذكر اطفال العراق
الذين
عانوا وما يزالون يعانون من بطش الارهاب و الارهابيين
وهم في حالة لا يحسدون عليها في هذا الزمان الرديء ...
اخجل فعلا وانا ارى هؤلاء الاطفال بعمر الزهور قد سرقت منهم
طفولتهم ....... وامام انظارنا نحن الكبار والبالغين
والراشدين ....... وينتابني شعور بالخجل اكثر عندما اسمع
الوعود من الكبار اعضاء مجلس النواب والسادة الوزراء ورئيس
الوزراء ورؤساء دول وحكومات لتحسين اوضاع الاطفال لانها فعلا
تصريحات مشمئزة ومقرفة وغير صحيحة ابدا ................ ....
ايها الكبار ....
ايها الكبار .....
يا ايها الكبار .....
انظروا الينا وافتحوا اعينكم واذانكم واسمعونا واسمعوا صرخاتنا
......انظروا ماذا حل بنا...... انظروا ايها
الكبار ....ماذا حل بنا ......
ايها الكبار ...
يا ايها الكبار
هل تعرفون ما المطلوب منكم اليوم قبل الغد ... اسمعوا ما نقوله
وبصوت واحد .... انتم مطالبون بوحدة الصف و التاخي وبالمحبة
....هل طلبنا معجزة ؟
ايها الكبار .....
ايها الكبار ....
يا ايها الكبار ....
بالتاخي والمحبة نبني بلدنا هل هذه معجزة ايها الكبار
........ الهاجس الذي طالما يراودنا نحن الاطفال العراق هو
هاجس الامان و الامن و الاستقرار و الاحترام لرسالتنا موروثنا
الحضاري ...
ايها الكبار كفى مؤتمرات و ندوات و دعوات و كونفرنسات في حين
انكم تفتقرون الى ابسط شروط المصالحة الا وهي الثقة ......
الثقة ايها الكبار .... الثقة ....... التي قتلت وصلبت على
جدار مجالسكم .....
ايها الكبار ...
ايها الكبار ....
ايها الكبار المصابون بسكتة الضمير .. !
ايها الكبار الصامتون امام كل هذه الانتهاكات اللا انسانية
التي اصابت الشعب و الاطفال منه بشكل خاص ......
ايها الكبار لا تجعلونا ندفع ثمن اخطائكم , ايها الكبار لا
تجعلونا ندفع ثمن فشلكم ...
ايها الكبار المهووسون بالسلطة والمصابون بداء الكراسي ......
اه ....اه ......الكرسي .....اللعنة على الكرسي .....
اختلفوا , ناقشوا , ولكن بشكل واع ايها الكبار ..... نحن نتحمل
كما فعلنا على الدوام , وليس غريبا ان نشهد المزيد من الالام و
المآسي في هذا الزمن الرديء الذي يحكم فيه كبار الأجسام صغار
العقول .... تحت هذا النموذج السيء لما سمي بالديمقراطية ....
ايها الكبار ...
ايها الكبار .......
يا ايها الكبار ......
انتم من حشرنا في هذه اللعبة القذرة واشبعنا جوعا واهمالا
وتمييزا واصبحنا مشردين امام الجوامع وفي الأسواق الشعبية
والنقليات بعد ان اصابتكم لعنة الكراسي ....
اللعنة على الكرسي ......
اللعنة على الكرسي .....
اللعنة على الكراسي .... التي تغيّر القيم والمباديء و الاخلاق
.....
ايها الكبار لقد بعتم طفولتنا بابخس الاثمان وانتم تتفرجون على
قتلنا ....ايها الكبار , ايها الخارجون عن دائرة الجمال و
الانسانية و الضمير .....ايها الكبار يامن ودعتم ضمائركم
ووجدانكم وبقيتم اجسادا فارغا , خالية من الاحساس ......
ايها الكبار ...
ايها الكبار ...
يا ايها الكبار ...
نحن مائتون لا محال ... نحن مائتون لا محال .... انظروا الينا
وافتحوا اعينكم واذانكم واسمعونا واسمعوا صرخاتنا ......انظروا
ماذا حل بنا ... نحن اطفال العراق .. محبوسين خلف جدران حديد
ونحترق رويدا رويدا الى ان يبقى العراق بلا اطفال ...بلا امال
...بلا مستقبل ...... في بلد يحكمها الكبار ...
ايها الكبار
امعاؤنا تتمزق من الجوع وعيوننا جفت من البكاء ومصابيح قلوبنا
انطفأت من قهر الزمان و ظلامه المقيت المخيم على العراق
........
ايها الكبار
....
ايها الكبار
.....
يا
ايها الكبار .....
يا من تخافون الصدق منّا و نخاف الكذب منكم ....
اصحوا يا كبار لقد قامت القيامة في العراق ... اصحوا يا كبار
... لقد قامت القيامة .......القيامة ...
اصحوا لقد ذبلنا بين ارجلكم .. لاننا صغار وانتم الكبار
........ عشنا تعساء ونموت اتعس ......نحن ننبش الزبالة لنحصل
على الخبز اليابس والملابس القديمة وانتم تنبشون الماضي
وتجلبون لنا الويلات .......نعم انتم ايها الكبار ....
يا ايها الكبار
نصرخ بحجم جروح وطننا الممزق ونقول ........كفاكم ايها الكبار
......كفاكم ايها الكبار ....كفاكم ايها الكبار
نكتفي بهذا القدر ونقول اتعرفون ايها الكبار ما الفرق بيننا
وبينكم ..... نعم احسنتم ... الكبير يجرم والصغير يدفع الثمن
...
الكبير يقتل والصغير يُسجن ....
الكبير ياكل والصغير يموت جوعا ...
الكبير يعلق اماله في البنوك ... الصغير يعلق اماله على الصليب
الاحمر ...
الكبير يضحك والصغير يبكي .... الكبيرجيوبه منتفخة بالاخضر
الصغير لا جيب له ...
الكبير ينبش الماضي والصغير ينبش القمامة ...
الكبيريكذب والصغير يقول الحق ....
الكبير مذنب و الصغير بريء .....الكبير كبير والصغير صغير.....
الكبير له الحقوق الكاملة والصغير ليس له اي شيء لانه
صغير..... الكبير يرتكب الجرائم والصغيرشاهد العصر
............ضمير الواعد
الكبيريسكت الصغير ياذن في الناس، الكبار يخوضون الحروب
والصغار يتحولون الى وقودها ..الكبار رجال والصغار يتامى
...الكبار يملكون الاوطان والصغار متشردون ومنفيون في اوطانهم
..
الكبار قتلة ابرياء الصغار ابرياء مذنبين ...
الكبار يرسمون ويوقعون على الحقوق والمواثيق الدولية للصغار
في عصر الانحطاط ، الصغار لايقدرون على فهم وتحمّل هذ العبارات
والجمل ويتبرأون من طفولتهم، الكبار يعيشون ولا يهمهم كيف
واين وباية شروط الصغار يقتلون لان لا شئ في الزمن الا للقتل
.... في هذا البلد المصلوب على جدار الموت ... !!!!
الحياة لكم حق ايها الكبار ......وليس لنا سوى الموت والتشرد
والدمار ...
نعم ...نعم ...ايها الكبار .
ايها الكبار ......
ايها الكبار ......
ايها الكبار جداً في كل شئ .... !!!!!!
انتهى
|