الجزيرة
والقضية
الكردية
د.جبار
قادر بثت
قناة
الجزيرة قبل
ايام ندوة
تحت عنوان (الجزيرة
والقضية
الكردية). ويبدو
ان مكتب
القناة في
اربيل بادرت
الى عقد تلك
الندوة التي شارك
فيها عدد من
الكتاب
والأعلاميين
والأكاديميين
الكرد. لاشك
ان عقد
الندوات حول طريقة
تناول
الأعلام
العربي
للقضية
الكردية امر له
اكثر من مبرر
ويستحق
الثناء، اذ
يتسم اسلوب
تغطية هذا
الأعلام
للشأن
الكردي بالسطحية
وعدم الجدية. وتلجأ
وسائل الأعلام
العربية
وبخاصة القنوات
الفضائية من
اجل التغطية على
هذا القصور
المعيب في
تغطيتها الى
الأثارة وافتعال
الأزمات
ونشر
الأخبار
الملفقة ومن ثم
دعوة جيش
المحللين
السياسيين
والعسكريين
والمفكرين
الجاهزين
دوما للحديث
عن اي شئ وتحليل
ابعاده
الأستراتيجية
ومخاطره على
مستقبل
الأمتين
العربية
والأسلامية
...الخ . باستثناء
عدد من الأفكار
الذكية التي
طرحت حول
الطريقة
الأنتقائية
التي
تعتمدها
قناة
الجزيرة في
تناولها
للقضية
الكردية من
خلال
تقاريرها
الخبرية او
برامجها
الحوارية ،
فقد انشغل
المشاركون في
الندوة بقضايا
بعيدة عن موضوعها
، وهي سمة
تميز اغلب الفعاليات
الثقافية
والأعلامية الكردية
. لم
تكن قناة
الجزيرة
بحاجة كبيرة
الى تحليلات
المشاركين
الكرد
للحديث عن
الهزة التي
احدثها ظهور
الجزيرة على
الساحة
الأعلامية
العربية قبل
عشر سنوات.
كما ان
الحديث عن
مهنية القناة
ومدى
التزامها او
عدم
التزامها
بالأخلاقيات
المهنية
امور لم تكن
تدخل في اطار الندوة.
ويبدو
ان الجو
الحزبي
الخانق الذي
يسود الحياة
في كوردستان
قد خيم على
الندوة ايضا
فقد نسى العديد
من
المشاركين بأنهم
يتحدثون عن
وسيلة
اعلامية
وليس عن منظمة
أو حزب سياسي او
دولة . كما
تخللت صور
المداهنة
والنفاق
الشرقي للقناة
ومراسلها في
اربيل
مداخلات البعض
. لم
تكن الجزيرة رائدة
في تناولها للقضية
الكردية كما
زعم في
الندوة ، بل
ان قنوات
عربية اخرى
مثل MBC و ANN،
قبل ان تتحول
الأخيرة الى
صورتها
الحالية البائسة،
خصصت مساحة
لابأس بها
لتغطية
الشأن الكردي
وفي اغلب
الأحيان
بموضوعية اكبر
من الجزيرة . مما لا شك
فيه ان الجزيرة
تمتلك امكانيات
مالية واعلامية
وتقنية هائلة
وتستطيع
تجنيد افضل
الأعلاميين العرب
وغير العرب ،
الا انها تعبر
وبصراحة لا
تخفيها عن
أحد ، عن أراء
وتوجهات اشد القوميين
والأسلاميين
العرب تطرفا.
كما تكرس
الجزيرة جل
جهدها
لتشكيل وتوجيه
الراي العام
العربي او ما
تسميه
بالشارع
العربي،
الذي يتسم في
مجمله
بالشعاراتية
واللاواقعية
والغوغائية. ويوضح
هذا الأمر الشعبية
الواسعة التي
تتمتع بها برامج
صراع الديكة
وصولات
الشعارات
الرنانة في
الشوارع
العربية. ورغم
الثقافة
الغربية
للعديد من
العاملين في
الجزيرة والتدريب
الأعلامي
الغربي الذي
حصلوا عليه
في اروقة
البي بي سي
وصوت
امريكا، الا
انهم يعانون
من عقدة
شديدة من
كل ما هو غربي. ترى
هل يعبر هذا
الموقف عن الأنتماء
الفكري
لموجهي قناة
الجزيرة ورفض
السياسات
الغربية في
المنطقة
العربية ، أم
يجب البحث في
التجارب
الشخصية
لهذه الفئة
المتحكمة
بالجزيرة في
بلدان المهجر
الغربية؟. من
هنا فإن
معاداة
الجزيرة للتطلعات
القومية
الكردية
المشروعة
ومحاولة
تعبئة الناس
ضد الكرد وحركته
القومية التحررية
تصبح مفهومة
ويمكن وضعها في
اطارها
الفكري
الصحيح . من
المؤسف أن
الندوة لم
تتطرق الى هذا
الجانب كثيرا.
وفي برامج
الجزيرة
خلال الأعوام
الماضية
مئات
الشواهد
التي تدعم ما
ذهبت اليه. لم
تتعامل
الجزيرة
أبدا مع
القضية
الكردية كقضية
امة مجزأة
تحلم كسائر
أمم الأرض
الى تحقيق
احلامها في الحرية
والعيش
الأنساني
الكريم وفي
سلام مع
الشعوب والأمم
المجاورة في
هذه البقعة
الجغرافية المهمة
من العالم ، بل
تعاملت مع
الكرد كمجموعات
وحركات
مسلحة مبعثرة
وخير دليل
على قولي هذا
هو الملف
الذي فتحته
الجزيرة على
موقعها تحت
أسم الملف
الكردي والذي
كتبه اناس لم
يعرف عن أي
واحد منهم إهتمامتهم
الواسعة على
صعيد
الدراسات
الكردية. هل
يعقل ان لا
تعرف
الجزيرة من
خلال
إمكانياتها
الكبيرة
وشبكة
اتصالاتها
الواسعة
المهتمين
والمتخصصين في
الشؤون
الكردية في
بلدان
العالم
المختلفة؟ . أعتقد
أن السبب
يكمن في
الطريقة
الانتقائية التي
تعتمدها
الجزيرة في
اختيار ضيوفها.
فعلى مدى
السنين
الماضية كان
الحديث عن
القضية الكردية
يجري على
شاشة
الجزيرة بغياب
الرأي
الكردي، اذ كانت
القناة تدعو
بعض
القوميين العرب
وحتى
الأتراك
للحديث عن
القضية
الكردية. لا
اعتقد ان هذا الأمر
بحاجة الى اي
تعليق . وفي
بعض الأحيان
ولأجل اضفاء
شئ من
المهنية
المزيفة على
برامجها
كانت
الجزيرة
تجلب بعض الحزبيين
الكرد الذين
كان وقع
حضورهم اسوأ
من غياب الرأي
الكرد. فهم
كانوا بمثابة
اسوأ الناس في
الدفاع عن
أعدل
القضايا. فقد كانت
قناة
الجزيرة تنتقي
من بين
السياسيين
الكرد
اكثرهم جهلا
وانشغالا
بالصفقات
التجارية بل
وارتباطا
بالمخابرات
البعثية.لا
ندري هل كان
الأمر يجري
بالتنسيق مع
محطة
المخابرات
البعثية في
الدوحة أم لا ؟.
وفي
حالات مثيرة
للسخرية لجأت
الجزيرة الى تحضير
الأرواح ، اذ جاءت
بأناس لم
يسمع بهم أحد
منذ عهد
عبدالكريم
قاسم وتجمدت
افكارهم عند
اعتاب الستينات
. تصوروا معي
أن احد هؤلاء
رفع اثناء
مظاهرة لندن
ضد الحرب على
صدام عام 2003
شعار يطالب
بإسقاط نزيهة
الدليمي
الوزيرة في
عهد
عبدالكريم
قاسم . لم تكن
مهمة هذا
الكردي تحليل
القضية
الكردية وتنوير
الرأي العام
العربي بابعادها
بل كانت
تتلخص في شتم
القيادات
الكردية الأمر
الذي قام به
على أحسن وجه. لا
أقول هذا
الكلام
جزافا ودون
دليل ، فقد
أتصل بي
مسؤول سابق
في قناة
الجزيرة مرة
وتحدث معي في
الشأن
الكردي لمدة
اربعين
دقيقة. أدركت
منذ جمله
الأولى بأنه
لا يبحث عن خبير
في الشؤون
الكردية بل
عن شخص يعبر
عن وجهة نظر سياسية
معينة ومن الأفضل
ان يهاجم
القادة
السياسيين
الكرد. انهيت
المكالمة
قائلا اذا
كنت تبحث عن
متخصص في الشؤون
الكردية
فأهلا بك
واذا كنت
تبحث عن من يشتم
الناس فقد
أخطأت في
العنوان يا
سيدي . أما
من قدموا على
انهم
متخصصون في
الشأن الكردي
فقد رأينا منهم
ابداء مواقف
سياسية وترديد
شعارات اكثر
من تحليلات
سياسية أو
كانوا رجال
أمن عملوا سابقا
على قمع الكرد
وبعد
التقاعد وجدوا
بأن
تحقيقاتهم
مع
السياسيين
والمثقفين
الكرد
وتقاريرهم
الأمنية
يمكن ان تجعل
منهم متخصصين
في الشؤون
الكردية مع
انهم لا
يفرقون في
كتاباتهم
بين مطرب
كردي مشهور وقائد
سياسي كردي.
وكانت هناك
فئة أخرى من
الناس من الذين
يقومون على
عجل وبسبب طلبات
السوق وعند
الحديث عن اي
بلاد بجمع
ولصق مجموعة
مقالات
وكتابات
مبعثرة
لطبعها
ككتاب ومن ثم
الظهور
بمظهر
الخبير
والمحلل بل وحتى
المفكر ايضا. قلما
شاهدت
متخصصا في
الشؤون
الكردية من الكرد
أو من غير
الكرد ظهر في
الجزيرة
وقدم تحليلا
معمقا وموضوعيا
عن القضية
الكردية . قامت
الجزيرة
أحيانا ومن
منطلقات لا
علاقة لها
بالمهنية او تغطية
الأحداث
بتخصيص
مساحة لابأس
بها لألقاء
الأضواء على
القضية
الكردية في
تركيا. ورغم
ايجابية هذا
التوجه الا
ان الأمر لم
يكن يدخل في
اطار
الاهتمام
الاعلامي
اوالسبق
الصحفي الذي
يجب ان تسعى
اليه كل
وسيلة
اعلامية ، بل يمكن
وضعه في اطار
مشاكسة
تركيا
والنيل من نظامها
العلماني
وعلاقاتها
القوية
بالغرب واسرائيل
. أما
مراسلوا
الجزيرة في
العراق
وكوردستان فلم
يدعوا اية
فرصة تفلت
دون ان
يحاولوا زرع
الفتن
والنيل من
الكرد ليس
كأحزاب
وقيادات
سياسية بل
وكشعب . فقد حاول
مراسلهم
التركي
اثناء سقوط
نظام صدام زرع
الفتنة في
كركوك
واختلاق
الأخبار
الكاذبة
لاثارة
الرأي العام
التركي
وبخاصة
القوى الفاشية
من انصار حزب
الحركة
القومية
والذئاب
الرمادية ضد
الكرد
وتجربتهم في
كوردستان. أعتقد
أن الخطاب
الذي تتبناه
قناة
الجزيرة من
خلال صياغة
الأخبار
والتقارير الخبرية
وبرامجها
الحوارية
مناقض تماما
للتنوير
واشاعة
ثقافة
الحوار
والأعتراف
بالآخر ويصب
في خدمة
القوى
المتطرفة
والفاشية في المنطقة
.
|