|
نقد هادئ لما
كتبه الدكتور طالب الرماحي في احدی مقالاته
أنا من
المتابعین لما ینشره موقع مركز العراق الجدید للاعلام
والدراسات(1)، وبالاخص لما یكتبه الدكتور طالب الرماحي، حیث
تصلني كثیر من مقالاته حول مواضيع متعددة متعلقة مباشرة
بالعراق عن طریق بریدي الالكتروني.
في ألایام
الماضية وبعد تجمع لبعض البعثیین، ومن یدور فی فلكهم، وبعض من
یعتبرون شخصيات عراقية، فی النرویج، بمشاركة الخالصي، الشخصية
الشیعیة العراقية. حيث أزعج مشاركة الخالصي لهذا التجمع كثیر
من الشخصيات الشیعیة العراقیة الاخری، ومنهم الدكتور طالب
الرماحی. وهذا ما اثار استغرابه الشدید
وآخرون، حیث هناك من وصف الخالصي
بالجحش البعثي، حسب مقال وصلني ايضا من نفس المصدر(2).
والاستغراب
الآخر للدكتور الرماحي في مقال له حول بهجت الكوردي، العدو
اللدود لتجربة اقلیم كوردستان، ولابناءه. حيث يبدوا انه قال
للشیخ الخالصي (أمسحها
بسكسوكتي سيدي الشيخ الخالصي)،
فلا اعرف كيف قال له هذا الكلام وباي مناسبة، لانني لم استطع
الوصول الی مصدر اقوال هذا البهجت.
للدكتور الرماحي
كل الحق في كلا الاستغرابین. وله كل الحق ان يعبر عن اراءه وان
يدافع عن النظام الجدید في عراق ما بعد الدیكتاتوریة، ونحن
بالتأكيد نناصره في ذالك طالما هناك عراقا دیموقراطیا فيدراليا
عادلا، وما من كوردي علی وجه الخلیقة یحبذ عودة البعثيين
ونظامهم الشوفيني، لیس الی ربوع كوردستان فقط بل الی كل
العراق، باستثناء الجحوش الذين باعوا ویبیعون ضمیرهم الی غيرهم
ضد مصالح ومنافع ابناء جلدتهم.
ونحن بدورنا لنا
كل الحق بان نسجل استغرابنا علی ما تفضل به الدكتور الرماحی في
مقاله (3) حول هذا البهجت، حیث جاء المقال تحت عنوان: "كرامة
الخالصي وسكسوكة بهجت الكوردي" .
إنما كتبه أثار
استغرابي وحتما استغراب الكثیرین من ابناء كوردستان، فالكورد
والشيعة وأطياف أخری علی خط مستقيم في مواجهة الارهاب، والعمل
من اجل العراق الجدید العادل. فالاهداف في هذه المرحلة واحدة
ضد الشوفینیین، اصحاب حملات الانفال، والابادة الجماعية لشعب
طالما وقف مناصرا لقضایاهم ونشطا في تطویر وتفسیر العلوم
العربیة والإسلامية. وضد الجلادين الذين حاولو اسكات كل صوت
عراقي حر. فبالرغم من معرفة الدكتور الرماحی عن كل ما يدور في
العراق، ومن المفروض ایضا معرفته لابناء كوردستان ولقضاياهم
واحترامه لمشاعیرهم، انه بمقاله ضد هذا المدعو بهجت الكوردی
اصاب الكورد في الصمیم، نتمنی ان لا یكون ذالك عن سوء نیة،
فانه ما كان له ان یخاطب هذا البعثي بهجت، بهذه اللغة،
ویعتذرني ان قلت (لغة شوفینیة) لان الدكتور لیس برجل عادی،
ویعرف بصورة جیدة ان يختار كلماته وما یخفی بین سطور مقالته.
والخبث لا يذهب بالخبث كما يقول المثل الكوردي.
یقول الدكتور
حرفيا:
فانت لست عربیا
قطعا ولسنا بحاجة لنثبت ذالك، بینما الرجل الخالصي عراقی ولا
شك في ذالك.
فانا اتساءل متی
حدث ان یعار الناس بنسبهم. هل لان هذا البهجت لقبه الكوردی،
یكفینا ان نعیره ولا ندیر بالا لكی نثبت نسبه ان كان ذا نسب
عربي نقي في نظر الدكتور العربي؟. فلا یعرف الرجال بانسابهم
وانما باخلاقهم وبمناصرتهم للحق والعدالة، الا اللهم عند
العرب. وللدكتور معرفة جيدة وهو یعیش في بریطانیا بان هذا
النوع من التمييز لا یعرف فی هذه البلاد الاوروبیة، فالانسان
كریم بإنسانیته ولیس بنسبه وعائلته، والعلم يزید احترام
الانسان ولكن لا یرفع من قیمته الكینونیة. فالانسان حر كریم
بذاته لا بعلمه أو بعائلته أو بنسبه، وإن هذا السمة بهذا الحجم
موجودة عند العرب والمسلمين فقط.
ثم ما الفرق
بین رجل مثل الخالصي وهذا البهجت ان كان هو اي الخالصي يذهب
بنفسه للجلوس جنبا الی جنب مع كل من هب ودب لتخریب العملية
السياسية في العراق الجدید.
فلا يكتفي
الدكتور بذالك بل یقول موجها كلامه الی هذا البهجت:
(انت تحمل لقب
الكوردی، وهذا يعني انك من عائلة مجهولة لا ندری من ای واد من
ودیان كوردستان الكبری، بینما سماحة الشیخ من عائلة معروفة في
الكاظمیة، ولها جذور في وادی الرافدین).
یا سبحان الله،
بمجرد حمله للقب الكوردی یكفی ان یكون من عائلة مجهولة، اي
منطق يتحدث به الدكتور. انا لا اعرف هذا البهجت سوی انني
سمعته مرة واحدة من خلال قناة الجزیرة، وهو یقول ما یقول ضد
الشعب الكوردي وقیاداته وتجربته الفتية، ولا اقول ضد ابناء
جلدته لاننی لا اعرف ما إذا كان كوردیا ام مستعربا، ام عروبیا.
ومن المحتمل ان یكون عروبیا ویحمل هذا اللقب لكي يسئ الی كل ما
هو كوردي.
فاذا كان
كوردیا فانه بلا شك إنسان مستعرب، فلا یضیره ما یحدث لابناء
جلدته، لانه بكل بساطة مستعرب، وحتی مناهضته او معارضته
لمؤسسات الاقلیم لیست لانه كوردی وطنی، ویعمل من اجل اصلاح
تجربة اقلیم كوردستان، لانني اعتبر ذالك من حق كل موردي وطني
يهمه امر امته. بل لانه مستعرب، وعنده عقدة النقص، ولا یسعده
أن یری الكورد في وضعهم هذا، وهو یتحدث من اجل سواد عیون
العرب، حسب اعتقاده حتی لو كان ذو عقيدة شوفينية، ولكننی لا
اقول له انه خائن، لاننی بكل بساطة أكره هذا المصطلح، وانه
بالتاكید یعرف أن من یعمل من الكورد من اجل مصالح الاخرین ضد
مصلحة شعبه یسمی فی كوردستان جحش.
واترك هذا الحكم
لبني اهله، واقول له ولغيره: عندما وشی احد الجحوش
الداغستانیین بالقائد الداغستاني شیخ شامل وقاد جنود القيصر
الروسی الی مأوی القائد شیخ شامل عندما هزم جیشه الداغستاني
امام الجیش القيصري، فجاء والده (اي والد العمیل الداغستانی)
بابنه وأخذه الی مكان اعتقال القائد شیخ شامل في معقله في
أعالي إحدی جبال داغستان، وقذفه من علی فوق الجبل حتی قطع
اوصاله. ومن الجدير بالذكر اصبح تقليدا لدی الداغستانیین انه
من مر بذالك الموقع ان يرمي حجرا باتجاه المكان الدي قذف منه
الجحش الداغستاني.
وعندما اعتبر
هذا البهجت مستعربا فذالك یعنی انه لا یملك الخیر لبنی جلدته
فكیف یملكه لغیره. وان كان هو عربیا فكلام الدكتور الرماحی
مردود علیه، وهذا یعتبر نقيصة لباحث ما عندما یكتب علی شخص ولا
یعرف كنیته، ولا يكتب في إطار المنهج العلمي السلیم. وإما إنه
یعرف إن هذا الرجل فعلا من أصل كوردی، فكان حریا بالدكتور ان
یعرف إنه لا یملك قطرة خیر لابناء جلدته، وانه عندما یتحدث،
یتحدث كانه عربی اصيل، شأنه شأن طه یاسین رمضان، واخرون من
الذین استعربوا وعملوا ضد ابناء امتهم. ثم حتی لو يكن كوردیا،
فالخالصي عربيا وكلاهما حضرا مؤتمرا لمناهضة الواقع الجديد في
العراق فلماذا ألاول یعار بهذا الشكل والثاني اصيل ومن نسب
وحسب!!؟ فهل يكفي الحسب والنسب لكی يعفی من الهفوات والاخطاء
وبعد ذالك عندما
یقول انه من عائلة مجهولة، یستمر ویقول: (لا
ندری من ای واد من ودیان كوردستان الكبری(4))
فهذا یعنی في عرف الدكتور إن كل من یعیش في اودیة كوردستان،
مجهول الانساب ولا یبلغ مقامه مقام امة الضاد؟؟ وكانني عندما
أری كلمة (الكبری) بجانب كوردستان، أری أن الدكتور لا یلفظ
كلماته اعتباطيا، بل انه يستهزء حتی بآمال الكورد وتمنیاتهم،
لروئیتهم یوما ما وطنهم المقسم حرا مطهرا من دنس المحتلین
الاوباش. ولعلم الدكتور انني لم اسمع بمن یستعمل من الكورد هذا
اللقب في كوردستان الا اللهم في الشتات مثل الاردن او في سوریا
ولبنان ومصر، لكی لا يضیع نسبهم.
أنا لا اعتبر
الانسان الكوردی أطهر عرقا وافضل نسبا من القومیات الاخری،
ولكن ذلك لا يمنعني ان اقف في الصفوف الامامية للدفاع عن
الحقوق المغتصبة، ولا يمنعني ايضا ان اقول للدكتور الرماحي:
(لا تنه عن خلق وتأتي مثله)، فإننا نعير هؤلاء البعثيين
لشوفينيتهم، ولاجرامهم بحق الانسانیة، ولافتخارهم بالانساب
وتفضیلهم العرق العربي علی غيرهم، (فلا ننسی خیرالله طلفاح
عندما انتقد الله سبحانه وقال: ما كان علی الله ان يخلق الفرس
والذباب)، وليس لانهم عربا ام شیئا آخر. ولكنه مع الاسف عندما
نتمعن في كلمات الدكتور نأكد بأنه معاتب لمجانبته الصواب هذه
المرة، وإن كان ما كتبه كبوة جواد وغير مقصود ننتظر موقف
الدكتور وأسفه لهذا النهج المستغرب.
بریطانیا
23
دیسمبر 2006
(1)
www.thenewiraq.com
(2)
http://thenewiraq.com/tni/view.asp?ID=1952
(3)
كرامة الخالصي وسكسوكة بهجت
الكوردي. والمنشور في مركز العراق الجدیدhttp://thenewiraq.com/tni/view.asp?ID=1972
(4)
. نفس المقال.
|
