|
متی يقوم السيد الرئيس بإنقلاب؟ |
|
فهمي کاکه‌يي (اللهم هبني السکينة لأتقبل ما لست قادرا علی تغييره، و الشجاعة لأغير ما أنا قادر عليه، و الحکمة للتمييز بينهما)* في العراق کما في الدول الأخری تروي قومية ما طرائف عن قومية أخری، أو أهل مدينة عن أهل مدينة أخری دون أن يکون القصد دائما من تلكم الطرائف الإساءة أو التنقيص من شأن القومية أو سکان المدينة التي تروی عنهم الطريفة. يروی أن کورديا قال ذات مرة: آه لو أصبحت رئيسا للجمورية ليوم واحد فقط. سأله الاخرون: و ماذا کنت تفعل؟ قال: لقمت بإنقلاب. (ثم يضحك الجميع) يظهر بأن للطريفة (النکته) أعلاه (من منظور مؤلفيها) دلالات کثيرة، أولها أنه من المستحيل أن يصبح الکوردي رئيسا للجمهورية، ثانيها حتی إذا أصبح الکوردي رئيسا فإنه بطبيعته متآمر، لذا فهو ينسی بأنه هو الرئيس فيقوم بالإنقلاب علی نفسه و هذا دليل علی عدم الفهم. لکن أحدا لم يسأل الکوردي لماذا يقوم بالإنقلاب مادام هو الرئيس. دحضت الأيام فکرة الطريفة أعلاه و أصبح الکوردي رئيسا للجمهورية يديرها بجدارة، و بدلا من رئيس واحد فللکورد الآن رئيسين، أحدهما يرأس جمهورية العراق و الثاني يرأس إقليم کوردستان، و لکنني متعجب جدا لعدم قيامهما بإنقلاب لحد الآن، مع أن هذا الأنقلاب ضروري جدا. الإنقلاب الذي تکلم عنه الکوردي في الطريفة أعلاه أيها السيدات و السادة له معنی آخر غير المعنی التقليدي، و هذا الکوردي الذي ينوي أن يقوم بإنقلاب ليس غبيا کما تصوره الطريفة بل هو ذکي جدا، الإنقلاب هو تشخيص مواطن الخلل و الضعف و القيام بتغييرها نحو الأفضل خدمة للوطن و الأمة. أصبحت الأمور في الآونة الأخيرة معقدة جدا، فهناك الکثير من الأمور التي هي بحاجة إلی تغيير، و قد کتب الآخرون کثيرا عن هذا الموضوع و لا أری حاجة إلی تکرار ما قيل و الرئيسين الطالباني و البارزاني عليمان بما يجب تغييره، فالجبهة الداخلية علی صعيد إقليم کوردستان بحاجة إلی تغييرات، و علی صعيد الحکومة المرکزية فالحاجة أکبر، أما علی صعيد التحالفات الکوردية من جهة و الأطراف العربية من جهة أخری فقد وصل السيل الزبی، و أصبح الإنقلاب الواحد لا يکفي فمتی يقوم الرئيسين کل من موقعه بإنقلابات لکي يغييروا ما هم قادرون علی تغييره يا تری؟
السويد 2006-02-15
) 1892-1971 Reinhold Niebuhr * من دعاء السکينة للعالم اللاهوتي(
|
|
|
02/09/2015 |