الشهيد
مجيد كريم غاندي |
( بيدِ الجَبان فقط، يُقَتل الشجاع دوماً ) مثل كردي
عبد الحكيم نديم الداوودي في زمن البعث اللعين كان الوطن محاصراً بعيون عرفاء القبيلة، والانفاس مكتومة بتقارير الاقزام من اذلاء الامن والمخابرات. كتبَ شاعرٌ بهامش حياته العصيبة من التنكيل، سردّيةً من مخاض الايام.يا حيّنا الممسوحِ من خريطة العالم، ثمتَ بقايا من شواهد قبور السالكين لمجد تاريخنا التليد، تؤّرخ مآثرَ صمود رجال فرسان مريوان. بعدَ افول شمس امارات الاجداد من دسائس وطمع اسلاف الجيران1.هذا هو ابن خانقين الذي اذاقَ ضبّاط التحقيق في اقبية اللامن العامة ببغداد،علقماً من الصّبر على عدم البوح حتى ولو حرفاً واحداً من أسماء تنظيم الداخل او رجال الجبال الشجعان. مع انطلاقة الشرارة الاولى من ثورة الشعب بالكفاح المسلح في كردستان. مِنْ رُبى خانقين تبنَّى الثورةَ إبنٌ كرميانيٌ مثقفٌ مسّلح بالعلمِ والقلمِ والفكرِ. قال سَنضعَ حدّا لعمليات التعريب. ومن جبال سكرمة وعلى اطلال قرية عسكر قال ايضاَ الشهيد القياديعلي عسكري لثلّةٍ من أصحابهِ اني اوقف عمليات الترحيل القسرية، وسالتحقَ بمفارز المقاومة. مجيد غاندي هذا الفتى الأسمر الكرمياني،الذي شَرِبَ مع نهر الوند العذب حُبّ كردستان حَّد الشهادة. مع أول نطقٍ له لابجدية تاريخ الارض نَذرَ انْ يكونَ مناراً في الدفاع عن المبادئ الراسخة، في عمق روحه الظامئة لمنازلة خفافيش الظّلام. الشهيد غاندي زيّنَ بدماء انامله جدارن زنزانته المعتمة، وبجرح اظافره المقتلعة، وصية تاريخيّة لقوافل الصّامدين صَوْبَ وقف زحف عصابات آل الانفال والقصاص من سّراق الفرح من قرى كردستان المهدّمة: اليكم شمعةً من جوى قلبي، علمتني دهاليز الزنزانات وسواد وجوه الحراس، ان لا أطفئ في حياتي شمعةَ،وهي تنير بكل هدوءِ حجبَ الظّلام.غاندي امتداد لتلك المسيرة التي كادت ان تقوّض مهزلة البعث في زمن كانت الجبال كالرجال، والرجال في رد البعث كقامات الجبال ولم تقوى الجموع لحصرها، الاّبعد تكالب مؤامرات الاعداء عليها عشية شؤم الجزائر، وكانت الاتفاقية بداية النهاية لمهزلة سقوط البعث بعد سنين الغدر.وها هو هذا الزنيم كيمياوي علي يتحدث وعلى مسمع العالم في ايام البعث السوداء، ومن مكتبه مع ازلامه القتله واثناء مناقشاته حين ذبحه للاطفال والنساء في كردستان. هل كان في الامكان ان نبقيهم وبهذه الصورة الجميلة ونحبسهم، وماذا كنا نعمل بكل هذه العنزات انحترمهم او نخدمهم..لا بل انني أدفنهم بالبلدوزرات وتحت التراب....يقول الصحفي والكاتب الكردي شهاب القره لوسي في كلمة له في العدد من مجلة الانفال حول تعرض هذا الشعب الصامد بوجه سياسات الترحيل والتهجير الجماعي لسكان القرى الكردية في كردستان العراق ـ لم يتعرض شعب على وجه الارض لعمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي والتشرد على مر العصور مثلما تعرض له الشعب الكردي على يد الحكومات والانظمة التي تعاقبت في السيطرة على زمام الحكم في كردستان، وانتهجت شتى الاساليب لتجريده من حقوقه وشخصيته وكيانه. على الرغم من بشاعة هذه الجرائم الا انها مرت لفترة من الزمن مرور الكرام على المجتمع الدولي، ولف عليها صمت رهيب، حينما كانت المصالح السياسية والاقتصادية والدبلوماسية تستوجب ذلك2 ـ. ومن هذا المنطلق الشوفيني لسياسة النظام البائد في ابادة شعب كردستان،يجب ان نحيي بكل اعتزاز بمآثر شهدائنا الابطال الذين قدموا ارواحهم من اجل خلاص كردستان من دنس الطغاة المجرمين وكيف صمتوا وتحدوا جبروت المجرمين في خنادق الشرف في الجبال وفي اقبية معتقلاتهم الرهيبة, فهذا الشهيد مجيد غاندي نموذجا من تلك الرجال الشجعان الذين تصدّوا لوقف تبعيث وتعريب كردستان منذ مجيء البعث للسلطة، فشارك ككردي ثوري مثقف بمقالاته وكتاباته في السياسة والادب والفكر، وتعرية اساليب البعث الشوفينية في تجريد المدن الكردية من هويتها القومية.واليوم وبعد ربع قرن على استشهاد الشهيد غاندي، ورفيقيه الشهيدين يوسف حسين علي، وسيروان حسن ويسي بك الدلوي،في 4/7/ 1979. الذين اعدمهم نظام البعث الفاشي . ولقد احسنت صنعا مؤسسة الفكر والتوعية في الاتحاد الوطني الكردستاني، اصدارها كتيّبًا قشيباً في ذكرى اعدام مجيد غاندي واخوانه الذين استشهدوا معه في الامن العامة. فيذكرُ الباحث السياسي والروائي الكردي فاضل كريم حول هذا الكتيب، اريدً ان يتم احياء ذكرى ربع قرن بنشر ثلاثة وثائق لمديرية الاستخبارات العسكرية العامة وتحت رقم الملف 169 لسنة 1979 لكي لا يساق مرة اخرى،ابناء وبنات هذا البلد الى المقاصل بجرم مطالبتهم بالحرية. وكما اشار بان هذا العمل البسيط ليس الاّ تذكيرا لكل اولئك الذين وهبوا ارواحهم من اجل تحرير هذا الشعب والوطن، وتلك ماثلة امامي دوما ولن تفارق مخيلتي لبرهة واعتبر نفسي صاحب كل اولئك وليس ثلاثة اشخاص فقط. وكما لا اود ان اضع حزمة من وثائق الادانة امام المحكمة التي تحاكم صدام حسين والذين تلخطت اياديهم بدماء شعبٌ بريُ، والآَنَ هُم أذلاّء ينتظرونَ كالفئران رحمةَ الشعبِ وشفقته. مدينة الوند وبشارة ميلاد غاندي آخر.
مع اطلالة عام 1947 تكحل غاندي الشهيد عينه بمشهد اخضرار بساتين مدينته خانقين،وارتشف من ماء الوند كي يعشق معه كنه الحياة مع اسرار ثورة سيروان في مطلع كل ربيع. مجيد كريم ترعرع مع احداث شعبه وثورتهم ضد الطغيان والمحتلين ، تارجحت طفولته بين الانبهار بقوافل المقاتلين ببزتهم الخاكية وهم يرتقون شاهقة جبل بمو، وهو في سرّه الطفولي يتسآل حتما هناك حبٌ خفي بين الوند وقامات الجبال المطلة على افراح المدينة الغافية على الشريط الحدودي المفتعل. يحلم ويكبر شيئا فشيئا ليكون حقيقة مع اول حرف يتعلمه كي يكتب بعد تهجي اسمه وهج عشق كردستان. وعلى مقاعد الصف يندهش باستغراب كيف يلقي رسول العلم في الصّف دروساَ في الوطنية والاستقامة وكيف ينمي الطفل قابلته في حب كردستان، ولا يخون شعبه ما دام هو معمّد كيانه بماء وجمال كردستان. يستمر في مشوارة ويواصل هذا التعلق بالقلم وبحب ارضه، يبحر في بطون الكتب من الادب الى التاريخ واسرار اللغة والابحار بكل جرأة واقتدار بين امواج السياسة. ويتفوق في الدراسة ، ويعشق الكتابة من اجل التعبير عن معاناة شعبه المظلوم ، يبدع في عالم الكتابة وكما ابدع في ميدان السياسة ، يواصل ويواصل المسير في درب السياسة من اجل كردستان ويتعلم اللغات الحية ليّعبر بها عن ماساة امته المجزأة على دول الجيران، يكتب ويناقش ويدخل في جدال ونقاش في مواضيع شتى. يواصل الكفاح بقلمه وبفكره فيكتب مقالات رصينة في الصحف العراقية والكردية الصادرة في بغداد آنذاك . فيكتب القصة والنقد والمقالات ويترجم في التاريخ كي يجلي غبار الزيف من تاريخ شعبه وارضه . يقول الروائي والكاتب السياسي فاضل كريم حول الشهيد مجيد غاندي( لم يكن غاندي من اولئك الكتّاب الذين أنعمَ الله عليهم، كما انه لم يتعلم الكتابة في مكتبة الجامعات والقصور الفخمة، ولم يكن مثل أولئكَ الذين لم يسمحوا للبرودة والحرارة ان تلامس أجسادهم، انما ورط نفسه ومنذ المراهقة مع السجن والمطاردة وحياة البيشمركايتي).وحول مآثر الشهيد مجيد غاندي الادبية والسياسية، يقول الاديب والصحفي الكردي الكبير عباس البدري: كان ذلك في نهايات عام 1968 بمكتب صحيفة النور البغدادية عندما دلفَ الى غرفتي شابٌ غامق السّمرة، متوسط الطول تتخفى عيناه خلف زجاج نظارة، وبادرني بالقول اتابع كتاباتك، تُعجبني، انا اسمي مجيد كريم، وكُنيتي لدى اصدقائي: غاندي!.فقلت له مازحا لكي تكون نسخة طبق الاصل من مهاتما غاندي صوريا، اعتقد من اللائق ان تحلق راسك وتأتزر بازار من كلكتا!!. تقبلَ مزاحي، فيما تبين لي بعد فترة من الزمن ان الشهيد مجيد يعتبر المزاح طريقة غير لائقة للتعاطي مع الحياة.شهيدٌ في وزن مجيد كريم غاندي الذي داهمه مبكرا هم الارض والمبادئ الكردية السامية، وهو في تامل عميق في التعامل مع هذا الكم الهائل من ماساة شعبه وظلم الاعداء والتاريخ له، لم يكن حتما له متسع من الوقت للمزاح ، او السهر والجري وراء طيش احلام ايام الشباب. ويتابع الاستاذ البدري ذكرياته مع اول لقاء جمعهما في مكتب الجريدة في بغداد آنذاك ، كانت الكتابة ترصّ من بناء علاقتنا الشامخ ، وكانت كتاباته المنشورة في جريدة النور تتسم بالشخصية الكاسحة من حيث الاسلوب والموضوع والضياغة . الى جانب اتقانه المذهل للغة الانكليزية وكان مثار اعجابنا ، وربما حسدنا، وكان جريئا مثل الحقيقة، واقولها بتواضع : كانَ يتفوق علّي في هذه الميزة المتميزة.، ومن صفاته الجميله وسجياه انه كان يأنف الوساطة او التشجيع العاجل واللامعلوم النتيجة لكتّاب ناشئين حتى ولو كان احد هؤلاء الكتّاب يمت اليه بصلة الرحم.وينهي الاستاذ الاديب عباس البدري ذكرياته بحسرة ونبرة حزن عميقة: ان مشنقة الدكتاتورية الساقطة فَرَمتْ عُنَْقَ الشهيد مجيد ولكنها عجزت عن هزيمته.
سيرة ونضال الشهيد مجيد غاندي بعد ربع قرن من الشهادة. في بداية مراحل شبابه،وبعد اندلاع الحركة التحررية الكردية ينظم الشهيد غاندي الى صفوف اتحاد طلبة كردستان.وبعد فترة قصيرة يعتقل ويودع السجن مع رفاقه الابطال محمد ياور ومحمد جليل وآوات غفور ويلتحق بخنادق الشرف مع رفاقه في الجبال ويحمل السلاح ليدافع عن ارضه كردستان.وينظم بعد الانقسام بين جناحي المكتب السياسي والبارزاني الخالد الى جانب المكتب السياسي ، وبعد مضي عام يشتاق لاكمال مسيرته الدراسية ويستمر في معترك تحصيل العلم بتفوق وذكاء. ويختار الشهيد اللغة الانكلزية بعد قبوله في كلية الآداب، لتعلقة وحبه لاتقان اللغات الحية مثل الفرنسية الى جانب اتقانه للغات الكردية والفارسية والعربية.وبعد تنصل النظام البائد من تطبيق بنود 11 آذار واندلاع القتال في كردستان يلتحق الشهيد بالحركة الكردية، ويقول حول مغزى التحاقه بالجبل آنذاك رفيق طفولته وشقيقه الاستاذ فاضل كريم،انه عانى كثيرا من المرارة والامتعاض.بان التحاقه كان بعدالة عقلانية وليس بالعاطفة والحماس. ويقول الشهيد: صحيح لدّيَ الف انتقاد انتقاد ضد الثورة ولكن هذه الحركة اختارت الوقوف في الخندق ضد نظام البعث الفاشي، وهناك جبهة للفاشيه وجبهة ضد الفاشية، فاخترت لنفسي الانظمام الى صفوف الثورة،...............انما ينبغي ان نناضل ضد الفاشيين ولن ندع راية الاستسلام ترفع مرة اخرى. غاندي وشرف معركة القلم مع الامية ومحو افكار البعث
كان ذا ثقافة عالية وله علاقات بمستوى التنظير والتوجية مع الوسط الشبابي، منذ عقد الستينيات والسبعينيات. بعد اكماله الدراسة الجامعية وحصوله على الشهادة العالية في اللغة الانكليزية، يدخل سلك التعليم معلما وموجها في قرى بارزان ومنطقة ميركة سور ، ويتنقل بين مدن وقصبات كردستان كي يُعّلم الطفل الكردي المحروم ابجدية لغتة امه لكي يعرف الجيل القادم عدوه جيدا ولا ينطلي عليه خطط الابادة والمسخ تحت مسميات الاخوة الزائفة.وفي أخر لحظة من كفاحه الدؤوب بالقلم وتنوير الجيل الكردي المثقف، لنْ يبرحَ التدريس حتى لآخر لحظات اعتقاله في مدينة السليمانية، وهو منهمك في تهيئة اسئلة امتحانات طلابه بمتوسطة كازاو ، ورغم استطاعته الهرب الاّ انه لم يهرب من المواجهة مع ضواري البعث. ويكون يوم اعتقاله في مطلع عام 79 أول وآخر لقاء له مع طلابه ومحبيه من المدرسين. مع وباعتقاله يخسر الشعب وتنظيمات الداخل اكفأ وأجرأ كادرفي صفوف الاتحاد الوطني آنذاك. وجميع طلاب ومدرسي متوسطة كازاو. غاندي ورحلته مع الادب والسياسة. لا ادري لماذا لم يمهله القدر قليلا من الوقت!، كي ننهل من معين افكاره ومن ابداعات يراعه، فهذه هي سنة الحياة، والسجل الاسود لمجمل مخلفات الطغاة. انهم يحاربون اهل الفكرواهل الابداع، انهم يناصبون المثقفين العداء. ولا يروق لهم ان تعلو فكرة او رأي او طرح بديل على هراء وخواء فكر ولغة الطغاة ديدنهم هوخنق الصوت الهادر ومنع الحقيقة والمصارحة مع الذات. هذاهو باختصار كل المراحل الصعبة والمعتمة من حكم البعث المنهار.ومحنة الادباء واهل الفن،واصحاب النظريات الموضوعية في مجمل عناوين الحياة في السياسة والادب والاجتماع. وكيفية تفعيل عجلة الاقتصاد نحو التقدم ومحاربة اسباب التخلف والفقر في المجتمع. وفي هذا الجو الملّبد بالرعب وإلصاق التهم بصاحب الفكر والقلم ابسطها معاداة سياسة ثورةالبعث ،وختامها حرمان ذلك المثقف من التمتع بنعم الحياة، وغيابه النهائي بلا أثر أو عنوان. فغاندي منذ شبابه يمتطي صهوة الفكر والكتابةويتحفَ جريدة النور الصحيفة الكردية الصادرة في بغداد بالعديد من المواضيع السياسية والادبية. والرد على اصحاب العقول الشوفينية والعدائية للشعب الكردي. غاندي يتألق في ميدان الادب ناقدا ويكتب في شؤون السياسة محللا سياسياُ ومترجماً متمكناً من الادب الانكليزي والفرنسي والكردي، في لغة انيقة وذا صياغة ادبية رصينة. وحول نتاجات الشهيد غاندي نقل لنا الروائي فاضل كريم جانباً من آثاره والتي بقيت محفوظة لديه، وفي ارشيفه الشخصي، مع دعوته ورجاءه من كل مُحبّي الشهيد غاندي اتحافه بما يحتفظون من مواضيع منشورة للشهيد الراحل آنذاك في الصحف والمجلات والدوريات اوالوثائق الخاصة بالشهيد. وبتعاونهم ذلك سيكرمون حتماً روح الشهيد غاندي ويحيون بكل حب ووفاءِ مَجده وذكرياته. ونحن بدورنا ايضا نهيب بالاخوة والاخوات ان يتحفوا مكتب الفكر والتوعية في السليمانية بتلك الآثار المتعلقة بالشهيد ويهدوها للمكتب المذكور لغرض حفظها في ارشيف الشهيد. وقبل ان ننهي هذا السفر الخالد للشهيد المناضل مجيد غاندي، ننقل للقراء الكرام جانبا من رؤيته ونظرته النقدية، وتذوقه للشعر الكردي الجاد، وتنبؤئه للشاعر المعروف فرهاد شاكه لى كصاحب صوت شعري مميز وبمستقبل كبيرله في ميدان الشهر الكردي الحديث. من خلال كتابته مقاربة نقدية مع ترجمة لقصيدته صديق السفار. ويكتب في العدد 107 من جريدة النور في 18/ 2/ 1968 حوله شعره بانه (نشرت له الاخبار اول نتاجاته باللغة الكردية، ومن القسم الكردي بالاذاعة العراقية اذيعت له بعض القصائد، ونشرت له مجلة العمل الشعبي الملحق الكردي بعض اشعارة). ويستمر في تقديمه للشاعر الشاكه لي،وقد ترجمتُ من الكردية قصيدته صديق السفار،( واعترف اني لم استطع ان انقل بامانة ما تضمنته القصيدة بدقة، والصعوبة تكمن في الكلمات الكردية التي وقفت امامها حائرا، لان الاختيار صعب، اختيار كلمة عربية تلائمه ، موسيقى، جمال، وتمرد ياقوتة كردية. يلاحظ ان اعماله تبشر بمستقبل زاهر، خاصة وهو لا يزال طالبا في المرحلة الاعدادية.ان قرته على خلق اجواء زمانطيقية حالمة عبركلمات مضيئة وتنسيقه للشكل بحيث يلائم المضمون واختياره لاجواء كوردستانية، كل هذا يجعلنا نقول انه سيكون علامة بارزة في مسيرة الادب الكردي،..........والقصيدة بعد ذلك سلسة ولا أثر فيها للتكلف،وقد استطاع كاتبها ان يكتبها بالكردية ولا تجد فيها كلمات اجنبية). وهذا بالاضافة للعديد من المواضيع الادبية والسياسية الاخرى التي نشرته على صفحات الجريدة النور آنذاك، وقد ابدع هذا الانسان الواعي لما يدور حول شعبه وارضه، ولقد اقحم نفسه وشبابه مبكرا في هموم وماساة قضية شعبه،ولقد احسن القائمين على مكتب الفكر والتوعية باصداره كراسا قشيبا في ذكرى اشتشهاده ورفيقيه الشهيدين يوسف حسين علي، وسيروان حسن ويسي بك الدلو. ويا حبذا لو سلطوا أيضاً قليلامن الاضواء على حياة وسيرة وصمود رفيقيه .وان جهودهم تثنى عليها من القلب، مع دأب مكتب الفكر والتوعيه برفع ستار النسيان عن العديد من شهداء الفكر والسياسة والتحرير في كرمياننا المنسية. باقة نرجس مخضبة بندى صباحات كردستان والمشرقة بشمس التحرير والبناء لروح الشهيد الخالد مجيد غاندي ورفيقيه. ولكل شهداء طريق الحرية والفداء والديمقراطية.
عبد الحكيم نديم الداوودي الهوامش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1ـ رفاتٌ تُناجي ملائكة السّلام شعر عبد الحكيم نديم الداوودي ط1 2002 سويد اصدارات مؤسسة دراسات كردستانية اوبسالا. 2 ـ مجلة الأنفال العدد 1 اواخر عام 2000 . الأنفال لماذا ... للكاتب الصحفي شهاب القره لوسي. 3 ـ مقالات الشهيد مجيد غاندي بعد ربع قرن. الاستاذ الاديب فاضل كريم أحمد. منشوارت مؤسسة الفكر والتوعية سليمانية 2005. 4 ــ تم نقل صورة الشهيد مجيد غاندي من كتاب الوند والأسطورة، للروائي فاضل كريم أحمد وزارة الثقافة2004 سليمانية.
|
|
02/09/2015 |