تحية إلى روح كاني يلماز !

 

 محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني
mohsinjwamir@hotmail.com

 

 جاء في أخبار كوردستان انه على اثر انفجار سيارة بالقرب من كراج بغداد بمدينة السليمانية يوم 20060211 توفى السيد كاني يلماز القيادي في حزب حماة الوطن الديمقراطي في كوردستان، إضافة إلى قيادي آخر هو السيد صبري سردار.. هذا وقد أعلنت الكشوفات الأولية التي اجريت  على الحادث بأنه لم يكن ناجما عن وجود متفجرات بداخل السيارة أو كان مقصودا، ولكن  بحسب صحيفة ئاسؤ الكوردية الصادرة بتأريخ 12/02/2006  والتي أستقت المعلومات من مصدر الشرطة والتحريات في السليمانية فان العملية كانت مدبرة ولم تكن لأسباب فنية، وملابسات الإنفجار تشير إلى ذلك.. وفي كل الأحوال ليس هناك دخان بلا نار !

 إن الراحل كاني يلماز من الرجال الشجعان الذين نذروا حياتهم وشبابهم وشيبتهم لوطنهم كوردستان، ومن الأوائل الذين أدركوا آلام وتطلعات شعبهم في التحرر والإنعتاق من الظلم الذي مازال ساريا في شمال الوطن.. لهذا تحمل كل منغصات الإضطهاد وعذابات وسموم السجون وأثقال وعلقم الغربة وفراق الوطن والأهل والأحباب.. وحتى في الغربة وبلاد الحريات ونتيجة لوشايات وأكاذيب أعداء الكورد، أدخل السجون والمعتقلات وتعرض لمسائلات ومحاكمات، ومن ثم أبرئت ذمته ووصل أخيرا إلى الجزء المحرر من وطنه، ليستقر به الحال في العاصمة هه ولير ومن ثم في السليمانية، وهناك إخطتفته يد المنية في حادث مؤسف وغامض.. وقد مات قرير العين ليعش في قلوب أمته !

  لا يهمنا إنفصال السيد يلماز عن حزبه الذي كان من مؤسسيه ومن ثم إقدامه  على تأسيس حزب جديد وبتطلعات وأطروحات مختلفة والناس أحرار، بقدر ما يهمنا أنه سار إلى أخر شهقة في صدره وآخر نبضة في قلبه المحب لوطنه، على نهجه في النضال من أجل شعبه وإصراره على الوصول إلى الهدف الأسمى الذي نذر هو وأصحابه أنفسهم لتحقيقه مهما إستبدت بهم ألأعاصير والأهوال ومهما حاول الخصم إطفاء شعلة شمس النضال وحجب نور الحرية والمطالبة بالحقوق من أجل مستقبل آمن لشعب كوردستان في شمال الوطن، للعيش بسلام مع شعوب المنطقة وتحقيق المساواة للجميع، ومن دون مساومة.

 جدير بالكورد أن لا ينسوا مناضليهم مهما أختلفوا معهم في التوجهات والمشارب وطريقة الوصول الى الغاية، فكوردستان نقطة إنطلاقنا وواحة للكل والعمل من أجلها ليس حكرا على طيف معين أو آيديولوجية بذاتها، ومركب الصراع مع الباطل يحمل الجميع إلى شاطئ الجميع.

  وكما ان عيون الكورد اليوم على جنوب كوردستان لحظة بلحظة، كذلك يستوجب علينا أن تكون عيوننا وقلوبنا وبنفس الدرجة على قامشلو ودياربكر ومهاباد ومناضليهم.

  فلا تبخسوا حقهما بالذكر الطيب يا شعبي، ولا يجعلنكم رصد الأعداء الذين يقعدون للكورد كل مرصد  موانع من ذكر تضحياتهما وفنائهما في حب الوطن، فالعدو ينظر إلى الكورد بمنظار واحد أينما حلوا وارتحلوا (فانها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) !

 رحم الله الأستاذ كاني يلماز ورفيق دربه  صبري سردار، وأسكنهما فسيح جناته.. ونرجو الصبر والسلوان لعائلتيهما الكريمتين ولرفاقهما والسلامة للجميع!..

 إنا لله وإنا إليه راجعون !

 

 

           

 

02/09/2015