لا يا سيد يشار أصلان ! لا تتملق للجعفري.. فالرجل يأتي لتطبيق الدستور، لا لإحياء من في القبور! |
محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني
نشر السيد يشار أصلان مقالة بعنوان ( الرئيس الطالباني والسفير الأمريكي خليل زاد وسيناريو الإنقلاب ) يحاول فيها تصوير حالة العلاقات الكوردية الشيعية وكأن هناك أزمة حادة لاتبشر بأي خير وإن الكورد والشيعة في حالة خصام وإنفصام، والوضع لا يسير بالصورة التي يحلم بها الكورد وإن الحديث عن كركوك هو الخوض في أمر ضائع أصابه موت زؤام.. ويستشهد بقول صدر سابقا من السيد الجعفري بصدد هذه المدينة، وقد حوره هو حسب مزاجه.. هذا ناهيكم عن التهجم الجاهز الذي إعتاد عليه أفراد الجبهة التركمانية على الكورد ورموزهم مثل السيد هوشيار الزيباري، بعد كل هزيمة يبتلون بها وخاصة عقب ما حدث لهم في الإنتخابات الأخيرة والتي كانت بحق بمثابة ( إذا وقعت الواقعة.. ليس لوقعتها كاذبة ) حيث لم يحصد هؤلاء المساكين بكل ما أوتوا من قوة وتزوير بيِّن إلا مقعدا واحدا، بعد أن تزمجروا وأقاموا الدنيا وأقعدوها مدَّعين أن عددهم يقارب 4 ملايين، وإذا بأحزاب لم يمض على تأسيسها سوى عدد سنوات ما بعد زوال الطاغية تحصل على أرقام أعلى من أرقامهم، في حين هم حسب إدعاءهم يمثلون شعبا والآخرون يمثلون أفرادا.
ويبدو أن السيد يشار وأمثاله الذين يريدون اليوم أن يضربوا على لحن التودد الى السيد الجعفري بمقالاتهم، هو من أجل كسب الشيعة هذه المرة بعد أن فقدوا شعبيتهم حتى بين بني قومهم وبعد أن أثبتت الإنتخابات كوردستانية كركوك برغم عدم تمكن مشاركة كل كورد كركوك فيها.
نعم يبدو أنهم في هذه المرة لم يفقدوا الأصوات فحسب، إنما فقدوا عقولهم أيضا ومسهم الخبل والهلع والجزع ( إن الإنسان خلق هلوعا، إذا مسه الشر جزوعا.. ).. وإلا فانه لم يأت السيد الجعفري للحكم ولا تسنم السيد مام جلال رئاسة الجمهورية ولم يحتل السيد مسعود البارزاني رئاسة كوردستان ولا الآخرون مناصبهم بالإنقلابات المعهودة والدبابات المكسورة والطائرات الساقطة، إنما أتوا وشغلوا ويشغلون هذه المناصب وفقا لمستحقاتهم وبموجب الأرقام التي حصلوا عليها من شعبهم وجماهيرهم في الإنتخابات.. وكذلك الحال معكم وأحجامكم التي أعطتكم كرسيا واحدا فقط، ولم يظلمكم أحد ولم يقل لكم أحد لا قبل الإنتخابات ولا أثناءها ولا بعدها بأن على عيونكم حواجب.. وإذا حصل التزوير فبعثة الأمم طبقت قواعدها على الكل وخصمت من الكل، والكل لحاله بكى وقدم إعتراضاته واشتكى.
إضافة إلى الأرقام والحسابات، فإن الأمور قننت مسبقا وتصفية القضايا وحلها مثل كركوك وبقية الأراضي التي طرد منها الكورد وأمثالكم، حسمت بموجب الدستور الذي يحمل موادا وبنودا، ووفق خطة زمنية وليست كيفية، ولا حسب ذوق هذا السياسي أو مزاج ذاك الحزب أو إعتبارات تلك الدولة أو مقررات طائفة أو أكثرية أو أقلية، وكل تملص عن التنفيذ يعني العودة لعصر الحكم البغيض وسقوط الحكومة في الحضيض.
فالسيد الجعفري أو مام جلال أو كاك مسعود ليسوا سوى أقطاب تنفيذ البنود وإعادة الأمور إلى مجاريها وتصحيح المسار الخاطئ الذي سارت عليه الدولة البائدة.. وهذه القاعدة مفروضة كذلك على البرلمان الإتحادي والكوردستاني وكل الأحزاب والشخصيات السياسية، لا على طرف بعينه أو عمرو أو زيد..ولا يمكن أن يُضحى بكل هذه المكتسبات من أجل عيون مجموعة لم تحصل إلا على مقعد واحد وبعد ألف ليت ولعل.. فالدولة الإتحادية يجب أن تحكمها الإتفاقيات المؤصلة بالدستور وكذلك المقاعد التي فازت بها الأطراف.
بقي أن نقول لكاك يشار أصلان وربعه بأن لا فائدة من التملق لا لمام جلال ولا للسيد الجعفري ولا للسيد البارزاني ولا لهذا الحزب او ذاك أو هذه الطائفة أو تلك.. فالدستور هو الحكم وهو السيد أولا وأخيرا، والذي بموجبه تتبين عائدية كركوك ـ التي تبينت في الإنتخابات الأخيرة ـ وتحل وتحسم الأمور الأخرى في البلد الإتحادي إذا خلصت النوايا، وليست بمقالة أو توسلات عاطفية مكتوبة في المقرات والزوايا !
|
|
02/09/2015 |