حاقدون طائفيون يحتمون بالمظلة الإسلامية في محاربة الكورد

 


أحمد رجب

 

يحاول الشوفينيون والعنصريون العرب وعدد من الاسلاميين الذين برزوا بعد الإطاحة بنظام صدام حسين الدموي إستخدام كلمات وعبارات جارحة ضد الشعب الكوردي وقياداته ويزعمون بأن " الأكراد " دخلاء على المنطقة !!، ويحلو لهؤلاء العنصريين والشوفينيين الحاقدين إطلاق تسميات وألقاب غير لائقة على الرموز الكوردية وفي طليعتهم القائد الاسطورة والمناضل البارز مصطفى بارزاني، او وصف الشخصيات الكوردية المناضلة مثل هوشيار زيباري وزير الخارجية وبرهم صالح وزير التخطيط في حكومة الأشيقر ابراهيم الجعفري بالدمى الكوردية، وتردد هذه الببغاوات التي تعلمت من مزابل الغل الشوفيني والحقد الطائفي عبارات وألحان النظام العروبي الحاقد الذي حكم العراق منذ مجيئه المزري في مؤامرة البعث عام 1963، إذ تتطابق وجهات نظرهذه الببغاوات مع ما ردّده أزلام النظام البائد وأيتام مخابراته من أن الكورد يريدون الإنفصال عن العراق، ويحاولون بناء دولتهم كوردستان، ويزعم هؤلاء الجبناء من دعاة الغل العربي الشوفيني، ومن حملة الأفكار الطورانية من أنّ عملية الانفصال عن العراق واعلان الدولة الكوردية ستكون بالتأكيد اسرائيل اخرى في الجسد العربي الاسلامي.

قبل كل شيء نذكر بأنّ للكورد مشاكل عديدة ومتنوعة، فالمشكلة الكوردية الرئيسية هي مشكلة شعب محروم من حقوقه القومية داخل وطنه، إذ تمّ سلب أرضه، وأحتلال وطنه، وهي مشكلة أمة حرمت من حقوقهاالمدنية والسياسية، مشكلة أمة جزئت وشتت، لكي لا يتم الإعتراف بارضها، وبدون الأرض لا يمكن الإعتراف بالشعب، لأنّ الأرض جزء من كرامة الأمة ورمز لوجودها، وهناك حقيقة واضحة فبدون جغرافيا لا يمكن كتابة التاريخ، ففي العراق شن العروبيون القومويون والبعثيون أشرس الحملات لإبادة الكورد بمختلف الأسلحة الفتاكة بما فيها السلاح الكيمياوي والغازات السامة المحرمة دولياً، وبالإضافة إلى إعتقال أبناء الشعب الكوردي وقتلهم على شكل مجموعات تمّ تدمير قرى وقصبات ومدن كوردستان، وفي سوريا وبفضل الحكام الدكتاتوريين والشوفينيين من أمثال أكرم الحوراني وحزبه السوري القومي الإجتماعي ودعوته إلى الوحدة وصلاح البيطار ومنظمته السرية "الاحياء العربي" وزمرة أمين الحافظ وحافظ قرداحة ووريثه المراهق بشار قرداحة تم مصادرة حقوق الكورد وضرب طوق على مناطقهم باسم الحزام العربي العنصري، وأمّا في إيران الشاه كانت السجون تستقبل قوافل المناضلين الكورد، ويتم حالياً في ظل حكومة الملالي وآيات الله والعمائم قتل الكورد في وضح النهار، وفي تركيا الكمالية يتم إبادة الكورد وحرق قراهم ومدنهم وما يملكون بشتى الوسائل ووفق المعايير ( للإتحاد الاوربي )!!.

على موقع صوت كوردستان نشر يتيم طوراني يحمل صفة دكتور شتائمه على الكورد ولغتهم وأرضهم ووطنهم ورموزهم وقادتهم وشخصياتهم وكل ما يتعلق بالكورد وكوردستان، إذ يشير هذا الطوراني زاعماً : " اما الاكراد فلم يظهر منهم شيء من الحضارة، بل ان كل الذي اجادوه هو العبث بالحضارات الاخرى وعملوا ككيانات تتطفل على نتاج الاخر "، ويحاول هذا المرتزق من خلال تقمصه لأدوار عديدة كمتحدث باسم القوميات التي تقطن العراق، أو التحدث باسم الشيعة والتقرب إلى قائمة الإئتلاف الموحد، ساعياً إلى بث سمومه الحاقدة وتعميق الفجوة بين الشعوب والأحزاب والقوى العراقية، وهو يدري بأنّ الإرهاب في تصاعد ويحصد يومياً حياة المئات من العراقيين الأبرياء على مختلف مشاربهم، كما يحاول هذا الزنيم الساقط توجيه الوعظ والإرشادات إلى القادة الكورد، وغايته الأساسية البكاء والنحيب على مدينة كركوك التي سيبتلعها الكورد عاجلاً أم آجلاً، والدعوة إلى إيقاظ مشاعر الرهط الذي يصطف معه، محّذراً بأنّ الكورد يحاولون ضم كركوك إلى " دويلتهم " التي سمّاها بإسرائيل أخرى.

يحاول الأعداء ومنهم في المقدمة الطورانيون البحث عن كل شيء يضر بالكورد ويؤذيهم، فلهم مخيلة مملوءة بالروائح الكريهة، وهي كالوباء القاتل، ويتمسكون بحجج واهية، وينسجون روايات وأقاويل كاذبة، فتارة يزعمون أنّ العراق بلد عربي، ويحاولون عن طريق الكذب والدجل الإيحاء للآخرين بان الكورد يستحوذون على كل شيء، وهم يستنجدون بالجامعة " العربية " لمساعدتهم والتخلص من القادة الكورد، وتارة أخرى يزعمون بأنّ الفيدرالية تؤدي إلى تقسيم العراق و " الأكراد " يحاولون بناء دولتهم الخاصة.

ينسى هذا الدكتور الطوراني بأنّ أتباع المظلة التي يحتمي تحتها يقفون ضد توجهات الجامعة "العربية"، بل ويكرهون رئيسها ومن فيها بدءاً من عمرو موسى، ومنتهياً بابن الحلي، أو يحاول عن طريق الخداع والنفاق التغلغل والتدخل في الأحداث الساخنة على الساحة العراقية، كمساهمة من مرتزق لا يريد الخير للعراق والعراقيين.

لقد تمّ إلحاق كوردستان قسراً بالدول الرجعية ذات الأنظمة الشمولية ومنها العراق وسوريا وإيران وتركيا، ونزولاً لرغبات الأعداء تمّ إلحاق جنوب كوردستان بالعراق العربي عملياً نتيجة ضغط الإستعمار البريطاني في عصبة الأمم التي صادقت على قرار الإلحاق عام 1925، بالرغم من رفض الشعب الكوردي للقرار الجائر، ويحاول اليوم عدد من الذين فقدوا شرفهم وكرامتهم إبقاء كوردستان كجزء ملحق بالعراق دون التمتع بالفيدرالية التي يريدها الكورد كنظام للعيش الإختياري مع الآخرين.

يتهم الأعداء ومنهم الدكتور الطوراني الشعب الكوردي بأنّه شعب غريب عن هذه المنطقة ناسين أو متناسين بأنّ الكورد ينتمون إلى أعرق أمم الشرق الأوسط الذي يعتبر مهداً للحضارة القديمة، ولا تزال دراسة التاريخ الكوردي غير وافية، الأمر الذي أوجد مختلف الآراء حول أصل الكورد وتطورهم التاريخي، ويعمد بعض المؤرخين من ذوي الأفكار الشوفينية إلى تفسير الحقائق التاريخية تفسيراً مغلوطاً للتوصل على أحكام لا أساس لها في محاولة يائسة للبرهنة على أنّ الكورد من أصل سامي أو تركي، فهم لا يقرون بوجود مستقل للأمة الكوردية، ويشوهون التطور التاريخي.

إذا أراد المرء أن يدقق  في مزاعم الحكام الدكتاتوريين الذين حكموا ويحكمون البلدان التي ألحقت كوردستان بها بالضد من إرادة الشعب الكوردي يعلم بأنّ هؤلاء الحكام الحاقدين ينظرون إلى الكورد كجزء من العرب أو الفرس أو الترك، لذا فإنّ الكورد عملوا ويعملون ضد هذه التفاهات، وعلى ذوي النفوس الهزيلة ومنهم الدكتور الطوراني  أن يعلموا بأنّ الكورد ليسوا جزءاً من أمة أخرى، وان أرض كوردستان ليست جزءاً من أرض المحتلين، ولم يعبث الكورد بالحضارات الأخرى.

أن الكورد في العراق ناضلوا وبكل بسالة مع الأحزاب والقوى الوطنية في مقارعة الحكومات العراقية الرجعية ودكتاتورية القومويين العرب وعلى رأسها الحاقد عبدالسلام عارف، ودكتاتورية البعثيين بقيادة المجرم الساقط صدام حسين، وهم اليوم يناضلون في سبيل بناء عراق ديموقراطي فيدرالي وإرساء دعائم المجتمع المدني والعيش الإختياري بسلام وطمأنينة مع أبناء الشعوب والقوميات الأخرى، كما يناضلون من أجل عودة المدن والقصبات والقرى الكوردستانية وفي المقدمة كركوك وخانقين إلى أحضان الوطن الأم، وانّ الكورد يطالبون من كل الأخيار في العراق والعالم الوقوف معهم، وليعلموا أن محنتهم كانت كبيرة وثقيلة، ولكنهم بذلوا جهوداً جبّارة وضحّوا بحياتهم في سبيل البقاء والعيش بكرامة وهم يقولون : لتخرس الأصوات الناعقة.

                                        9/3/2006

 

 

           

 

02/09/2015