بعد صبرا و شاتيلا .. هل يزور المهرجون ضحايا حلبجة والأنفال والمقابر الجماعية ؟

                                                

 

  قبل أن أدخل مع طلابي و طالباتي الی قاعة العرض جلب أنتباهي صورة المهرجين المعلقة علی واجهة القاعة وهم مرتدين الملابس العربية کالعقال و الدشداشة و مرسومة علی وجوههم علامات التأمل و التعمق بين الضحك و الألم . نعم أنها منظمة مهرجون بلا حدود کمثيلتها من المنظمات الأنسانية الأخری (أطباء بلا حدود وغيرها) حيث لايعرفون حدودا في هذه الدنيا المليئة بالعنف والأظطرابات والحقد والکراهية من قبل الأنسان علی أخيه الأنسان دون التعمق في أسباب ســر وجودنا اللامتناهي علی هذه الکوکبة التي نسميها الأرض .

 هؤلاء المهرجون لايفرقون بين عربي و يهودي و سويدي و أمريکي و کردي و دانمارکي والخ عندما يرسمون البسمة علی شفاه الأطفال الذين لن ينعموا بعدالة الحياة في زمن يخلق الکبار المعجزات بعيدا عن الأطفال والنساء والشيوخ.

 المهرجون يشدون الرحال في باديءالأمر للتعرف علی مأساة الأخوة الفلسطينيين في مخيمات صبرا و شاتيلا من خلال عرضهم لفلما وثائقيا يحکي تفاصيل هذه الرحلة. لقد أظهروا للطلاب و الطالبات السويديين بأن هناك شعبا مشردا و يشکلون 15% من عدد اللاجئين في العالم .

 في لبنان مجالات العمل محدو‌دة لهم وليست کل وظيفة مناسبة لك ان کنت فلسطينيا ناهيك عن المجزرة التي تعرض لها هذا المخيم عام 1982 عندما اجتاحت القوات الأسرائيلية لبنان بمساعدة جيش لبنان الجنوبي آنذاك في الوقت الذي کانت أغلب الحکومات العربية تصفق و تمجد للقائد الضرورة وحامي البوابة الشرقية للوطن العربي .

من خلال لقائهم بأهالي المخيم والتعرف علی أحوالهم و أوضاعهم المعيشية وتقديم العروض الناجحة لهم و لأطفالهم مؤکدين لهم بأنهم غير منسيين رغم أشغال الشارع العربي بحرق الأعلام والسفارات. تستمر الرحلة الی الأردن و المخيمات الفلسطينية والعروض تستمر والأبتسامات الضائعة علی طرق الشتات تعود الی الشفاه ثانية.

علی الحدود الأردنية / الضفة الغربية تنقطع الأنفاس ويعود الأنتظار و القلق الی الساحة بعد ان منعت السلطات الأسرائيلية الفرقة بالدخول الی الأراضي الفلسطينية الا بموافقة الجيش الأسرائيلي وهذا أمر صعب. لم يتوقفوا المهرجون عن أدائهم فيقدمون عرضا رائعا علی خط الحدود بين الحراس الأردنيين و الأسرائيليين وقد تمکن أثنان منهم (ناللي ـ آنجيلا) الدخول الی الضفة الغربية بعد أفتعالهم الذهاب الی القدس (اورشليم) لزيارة العتبات المقدسة وهم في الأصل زوج و زوجة .

 بعد وصولهم الی مرکز السلام في بيت لحم وألتقائهم بالالاف من الأطفال الفلسطينيين الذين لم يروا غير صورة الشهادة والأنتقام والآليات العسکرية والجنود والحجارة والأجساد المفخخة ، لم ترجع فقط الأبتسامات هذه المرة بل تعالت القهقهات والأنشراح في صفوف الکبار والصغار و الشيوخ کي ينسون ولو لمرة واحدة رياء العالم المتحضر.

أنتهی العرض بأبو أسماعيل القابع علی الحدود اللبنانية ـ الأسرائيلية علی أمل العودة الی مدينته الأم وأشجار الليمون جنين.

 

 أطلب من الأخوة الأعزاء في حکومة أقليم کوردستان بتوجيه الدعوة الی هذه المنظمة لزيارة مدن کردستان و العراق التي    

 تعرضت الی القتل و الدمار والأبادة الجماعية کي ترجع الأبتسامات الی شفاه هؤلاء الذين ضحوا بکل مايملکونه من أجل البقاء

 والأستمرار في الحياة .

 

 ( في زمن أنعدام الضمير فالضحك أحسن وسيلة للتغلب علی متاعب الحياة)

  تحية الی کل المنظمات الأنسانية التي لاتعرف حدودها العرق و الجنس و اللغة والأرض.

   للمزيد أنظر الی صفحة مهرجون بلا حدود

www.skratt.nu

www.clowner.se

 

  آري کاکه يي /السويد   2006/03/03

 arikaki@hotmail.com

           

 

02/09/2015