في ذكراهم
خليل نوري
لن انسى ذلك اليوم عندما اقتادوا النساء
والاطفال والرجال الى معسكرات الاعتقال واوضاعهم المزرية
ولاحول لنا ولاقوة ولن انسى المشهد عندما رأيت يدفنون
الاطفال المتوفين على جانب الطريق في احدى معسكرات
الاعتقال قرب قضاء الدبس والمعتقلون ينظرون من خلف السياج
ولا انسى منظر الملابس المنثورة على سياج المعتقل ولا
انسى تعابير وجوه العمال فوزي بيك وفوزي سعيد و وجدي
عندما ننظر بعضنا الى بعض ولم نتمكن ببت شفة ومع كل اهاتنا
وانزعاجنا ولا انسى منظر الجنود الذين يحرسون المعتقل
ويحومون حول الضحايا وينظرون الينا كأنهم كلاب مسعورة ولا
انسى عندماعدنا بعد بضعة ايام الى محل عملنا الذي طريقه
تمر من قرب ذلك المعسكر ولم نرى اي اثار لهؤولاء الضحايا
الا بعض من قطع ملابسهم الممزقة التي كانت ترفرف ومتمسكة
بالاسلاك الشائكة ولن انسى كلام الرجل الشايب (المسن)عندما
ترجلت من السيارة بحجة اشتري حاجة منه والذي كان جالسا في
دكانه محل البقالةوالواقعة على نفس الطريق وسألته اذا
يعرف اين ذهبوا بهم هؤولاء الضخايا فجاوبني بصوت مجهش (انت
تبحث عن الموت يا هذا اغرب من هنا) وهكذا عدت الى السيارة
فسألني احد زملائي ماذا اشتريت؟ قلت سألته عن اللبن فليس
لديه فقال الم رأيت اصحاب اللبن قبل ايام فأين يأتي باللبن
.
تحية اجلال لهؤولاء الضحايا
واسأل المسؤليين الذين كانوا يقسمون خبزهم ولبنهم معهم ما
فعلتم من اجل عوائلهم