لنا في كل زمان الف كاوه في كركوك محمود الوندي
شهر أذار الذي يستهل الربيع في إطلاته الرائعة والجميلة على الارض الكوردستانية ، ولهذا الشهر مكانته المميزة عند الشعب الكوردي ، فهو مليء بالمناسبات المفرحة والحزينة في وقت واحد . في مطلع هذا الشهر وتحديداً في الخامس من أذار عام 1991 كان ذكرى أندلاع الأنتفاضة الجماهيرية في مدينة رانية الصامدة ضد نظام البعث والدكتاتور الجائر، ففيه قامت الجماهير بمهاجمة أوكار الطغاة والمجرمين من البعثين والمنبوذين ، لتعم بعد ذلك في جميع مناطق كوردستان كالنار التي تصيب الهشيم ، وبدأت المدن الكوردستانية تنعتق من قيد الجائرين الواحدة تلو الأخرى بأيدي الجماهير المنتفضة الغاضبة. بعد تحرير مدينة أربيل في صبيحة 11/ أذار وقبلها في 7 / آذار مدينة السليمانية ، كان يوماً مرعباً وصاخباً وموعودا لأيتام صدام وجلاوزته ، وكانوا خائفين مذعورين كالجرذان من أنفجار الموقف وأنتفاضة الجماهير في مدينة كركوك تلك المدينة التي تعيش في النار الازلية وتتعطش دوما وأزلا الى الى لهيب النار الازلية ، تلك النار التي صنعت من فخار الشورجة بطلا مثل أربه ومن كايزه وشك قدمت نجم الدين ريشه ومن زيوي أينعت شيخ رضا طالباني ومن امام قاسم اعطت أسيري كوردستاني ومن كل محلة وحي وطرف وقرية وزاوية آلاف الابطال من البيشمركة ومئات من الفنانين وعشرات من فطاحل الادباء ممن زينوا صدر بابا كوركور بفسيفساء الشعر والقصة والكلمة الصادقة ، ذلك هو لطيف هه لمه ت الذي يعشعش الثوري في أدغال خياله بيوضات تفقس الانتفاضة التي تكنس الشوفينية من أرض شهدت اخوة اهلها الكورد مع تركمانها وسريانها وكلدانها ويهودها وارمنيها وكذلك عربها الاصلاء قبل استقدام الدخلاء الذين افسدوا الطبائع والخلق عند العباد ، لذلك أخذ النظام بتطويق المدينة ، وبدأت المفارزالأمنية والحزبية بالنزول الى الشوارع وألقاء القبض على شبابهم ، وقام النظام بأنفلة شباب المدينة من جميع أطيافها وشباب الكورد بشكل الخاص ، والهدف منه زرع الخوف والرعب في قلوب أهالي المدينة للحيلولة دون الانتفاض ، ولكن أهالي المدينة عملوا عكس ذلك ، لأنهم كانوا ينتظرون بفارغ الصبر تحرير مدينتهم من الأوباش، وتطهير المنافقين من المدينة ، وكانوا يتابعون أحداث ويوميات الأنتفاضة عبر أذاعة صوت شعب كوردستان يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة وقد كان العبدالله محمود الوندي هو و ثورة من الغليان المزمن في حي رحيم آوى ينتظر اشارة البدء مع بنات وأبناء المدينة . مع أشراقة شمس في صبيحة يوم 21/ أذار الذي يصادف عيد نوروز سمعنا دوي أنفجارات وأطلقات النارية من الجهة الشمالية والشرقية لمدينة كركوك ، لقد علمت أهالها بأن شرارة الأنتفاضة وصلت الى مدينتهم ، وخرج الجميع الى الشوارع متحمسين وفرحين بتحرير مدينة كركوك من النظام البعث الفاشي، وأخذوا يستقبلون البيشمركة استقبال الأبطال المحررين للمدينة بهلاهل النسوة وهتافات الرجال النابع من قلوبهم وعقولهم وبعد ذلك زحفت الجماهيرالكبيرة على الدوائرالأمنية ومقرات حزب البعث لأسقاط قلاع الجلادين اوالأجهزة الأمنية الذين طالما عاملوا الاهالي بالنار والحديد ، لأن الجماهير الغاضبة كانت على يقين بان الجبناء البعثيون وأعوانهم الخونة لا يستطيعون الوقوف أمام زحفهم المقدس ، حيث ولوا بوجوههم القذرة هاربين من الميدان ، لأن النظام كان منهارا من جميع النواحي مما سهل لأهالي كركوك تحرير مدينتهم لأول مرة طوال تأريخ الثورة الكوردية مذ فجرها الخالد مصطفى البارزاني الذي عرف بتمسكه بكركوك كي تكون مدينة لاهلها رحمه الله كم كان صارما وصادقا وصائبا وصابرا وصاغرا لنداء الكركوكيين ، وأنهمر الأهالي من جميع مكونات المدينة بالسعادة والفرح وعمت شوارع المدينة دبكات وأغاني متنوعة . للأسف الشديد لم تدم فرحة أهالي مدينة كركوك طويلاً بتحرير مدينتهم حتى جاء هجوم جيش الطاغية وحرسه الجمهوري الذليل مستخدما جميع الأسلحة بما فيها الطائرات المقاتلة والعمودية والمدفعية الثقيلة لأحتلال مدينة كركوك ، وقصف المدينة بقنابل النابالم للأنتقام من أهلها ، وقد صمد البيشمركة الشجعان لفترة طويلة أمام شراسة المرتزقة والجلاوزة للدفاع عن مدينة كركوك ، وعندما سقطت المدينة بأيدي الصداميين نزح أهلها (من جميع أطيافها) خوفاً من ألأضطهاد والقتل نحوالحدودالأيرانية والتركية بالأضافة الى ترك دورهم ومحلاتهم للنهب والسلب من قبل الغزاة والنفوس الضعيفة . بعد أن تحررت مدينة كركوك مرة أخرى بأيدي البيشمركة الأبطال وأنهارالبعثيين ونظامهم المستبد أمام أرادة الجماهير الى الأبد في المنازلة الجديدة التي وقف المجتمع الدولي فيها ولو بعد دزينة من السنوات العجاف تحت حكم الشوفينيين الاشرار تنفس الشعب الصعداء ، وهكذا يحتفل أهالي المدينة كل عام في هذه المناسبة في الحادي والعشرين من شهر أذاربذكرى تحرير مدينتهم كركوك مدينة النار الأزلية بابا كوركور وبأعياد نوروز عيدهم القومي ويشاركهم الاخرون بهذا العيد ، انه فعلا شهرالتضحية والتأخي والتحرير والعطاء ، ففي هذا اليوم سقط الملك الشرير ( ضحاك ) بأيدي الجماهير الغاضبة وبقيادة كاوه الحداد وتخلص الناس من جبروته المتغطرس ، وتحررت أيضاً مدينة كركوك بأيدي أبنائها وللكورد في كل آن و زمان ألف كاوه و كاوه . اللهم ، اجعل أيامنا كلها نوروز التحرير ، اللهم أعد علينا عيدنا في السنة القادمة وعلى رأس العراق رئيس وزراء وطني وغيور لا يخالف الدستور ويعمل على تطبيع الاوضاع في كركوك حسب القانون ولا نريد غير القانون لكي يشع الكركوكي ولو لمرة واحدة في تاريخ العراق بحرص الحكومة على مصالح الشعب قولوا ، آمين يا رب العالمين والخير للمتقين .
|
|
02/09/2015 |