لا حاجة لكوردستان إلى إبراهيم تاتلى ساس او فتح جامعة
تركية !
محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني
كما
جاء في الأخبار فان مجلس التعليم العالي التركي أصدر قرارا بانشاء جامعة
مشابهة للجامعات التركية في جنوب كوردستان، وإنه بعد إتصالات مطولة مع
الجهات المعنية فان شركة ( اوياك ) حملت على عاتقها تنفيذ هذا القرار.. وقد
جاء هذا بعد ان تلقت الجامعات الكوردية أكثر من ( 1000 ) طلب من خريجي
إعداديات الكورد في شمال كوردستان وتركيا للإنضمام إليها للدراسة فيها.
إن هذا القرار التركي إن دل على
شئ فانما يدل على إعادة الكرَّة مع الكورد في تنفيذ مآربها وإدخال كوردستان
في دوامة جديدة، وذلك بعد أن فشلت محاولاتها السابقة في نشر أفكارها بين
شعب كوردستان من خلال إستغلال الميادين التي من الممكن عبرَها وفي ظروف
إستثنائية إحداث خلل فكري وثقافي في نسيجه، كما لاحظنا في بداية التسعينيات
حيث أرادت من تحت مظلة منظمات هلال الأحمر التركي وباسم توزيع المعونات
الغذائية من طحين ورز ومواد إستهلاكية من تنظيم قوائم بأسماء مئات الالوف
من المستفيدين وإعتباره تركمانيا كل من قال ( أكمك ) بالتركية والتي تعني (
الخبز ) ، وبالتالي رفعها إلى الهيئات الدولية والإدعاء بأن كل هؤلاء من
التركمان، مما حدا حتى بالمسكينة تانسو جيلر رئيسة وزراء تركيا آنذاك أن
تصرح بأن عدد التركمان يصل إلى 3 ملايين على الأقل، إستنادا إلى تلكم
الاستبيانات المرفوعة، حتى كاد الكورد يعتبرون أنفسهم أقلية !
إن
تجربة الكورد مع تركيا كانت طوال تأريخهم مريرة، ذلك بسبب محاولاتها
الدائمة لإيجاد موطئ قدم لتفتيت المجتمع الكوردستاني لا تأليفها. وحينما
تخفق في مؤامرة فانها تحاول سبك أخرى، لاسيما في تنشئة الكوادر والأفراد
وفق مدرستها الفكرية التي لا تقتصر إلا على معاداة كل ما هو كوردي وبشتى
السبل.. فكلنا يعرف الجماعة التي تربت أثناء حكم الطاغية فيها، فانهم ما أن
فتح لهم الكورد أذرعهم حتى تحولوا إلى أعدى اعداءهم وهم يعملون ليل نهار
لايقاع الفتن والمشاكل بين الكورد وإخوانهم التركمان وبقية الشرائح الأخرى،
ولولا صبر القيادة الكوردية وحكمة العقلاء لكانت العلاقات على وفق أهواء
تركيا والذين لا تتجاوز أنظارهم حدود ظلهم.
إن من يقرا مقالة الأستاذ فهمي كاكه يي والتي تتضمن بعض المقابلات مع بعض
مدراء المدارس التي فتحتها الحكومة الكوردستانية وبحسن نية بناء على طلب
أفراد الجبهة التركمانية في التسعينيات، يعلم ومن خلال سطورها نية هؤلاء في
تتريك أطفال الكورد عن طريق التربية والتعليم والأناشيد والقرطاسيات..
والذي يستمع إلى بعض اولياء الأمورالذين اضطروا إلى سحب أولادهم بعد أن
إنخدعوا ببعض المظاهر التي تميزت بها تلكم المدارس في تلك المرحلة الحرجة،
والتي تسير عليها المدارس التركية من توحيد في ألوان الملابس وربطة العنق
المفروضة على التلاميذ، وبجانبها رفض التحية بالكوردية ( به ياني باش أو
سلام عليكم ) في تلكم المدارس، يدرك جيدا حجم المؤامرة التي كانت تدبر خلف
الكواليس من أجل تحريف أصالة المجتمع الكوردي.. وكل هذه الممارسات كانت
تجري في غياب الرعاية المباشرة للحكومة بسبب مشاكلها الداخلية..
إن فتح جامعة تركية أو جامعات وتحت إشراف تركيا المباشر في كوردستان لا يشذ
عن القواعد التي إلتزمتها الحكومة التركية تجاه شعب كوردستان دائما وابدا،
فهو سيناريو جديد لشق الصف الكوردي وفق إستراتيجيتها التعليمية والفكرية
التي تمرعلى مراحل من تكتيكات معينة مدروسة دراسة دقيقة ومبرمجة.
إن كوردستان فيها من الجامعات والمعاهد ما تستوعب جميع الشرائح في
كوردستان، فالأفضل التفكير في فتح جامعة كوردية في بلدها حتى لا يضطر خريجو
اعدادياتها من الدراسة في جامعات أخرى.. ولو كانت تركيا حقا مخلصة واعتبرت
نفسها جارة صديقة لكوردستان، فانها قامت بعقد صفقات ثقافية مع وزارة
التعليم العالي فيها لتزويدها بالأساتذة والخبراء والأجهزة الضرورية
للإرتقاء بجامعاتها وحسب الأصول المتبعة بين الدول.
ما
أظن ان الكورد لم يستوعبوا دروس وعبر العلاقات مع تركيا وقد خبروا ألاعيبها
عن طريق عملاءها الذين بعد ان إحتضنهم الكورد بمودةْ، لعنوهم وتحولوا إلى
أفاكين وألِدَّةْ.. ولعل التوديع الملئ بالمذمة للمغني ابراهيم تاتلى ساس
الذي ظنوا فيه بعض الخير والكرامة ومن ثم ظهر من خلال تصريحاته بين مسقبليه
في هه ولير العاصمة انه ناكر لأصله وهو ذيل ذليل فاقد للشهامة، درس لكل من
يتصور أن الكورد وخاصة بعد تأسيس حكومتهم الموحدة المرتقبة تنطلي عليهم
خزعبلات تركيا تحت لافتة فتح جامعات تركية تبشيرية من دون شروط كوردية ..
فكوردستان لها ما يكفيها إذا ما اُحسنت الأدارة واُخلصت النيات واُخذت
الأمور بجدية.
mohsinjwamir@hotmail.com
|