يا جعفري شيل ايدك..... شعبنا الكوردي ما يريدك

 

 

الجعفري الذي لا يريد الا ان يسير على خطى سلفه صدام المجرم لا يترك مناسبة الا ويظهر عداءه السافر للكورد  شعبا وقيادة..... هذا المجهول الذي دخل عالم السياسة العراقية في ظرف صاخب و حرج ذلك الذي  يمر به العراق و صعدعلى اكتاف الضحايا المنبهرين بضياء الحرية  والذين خرجوا لتوهم من نفق البعث المظلم, الذين لا يميزون بين من يعمل لمصلحة الوطن وبين من يريد ان يهدم  صرح هذا الوطن, ويكون سكينة خاصرة في الجسد الكوردي الشيعي المعمد بالدم والجماجم...... وظهر معه متزامنا المراهق مقتدى الصدر( الذي لا يحمل اية صفة سياسية او تنفيذية ) , والاثنان صنيعة ظرف طارئ وها هم يدا بيد يتوجهان الى الدولة التركية ووريثة الكمالية وبؤرة الحقد العنصري الدفين تجاه شعب كوردستان ...... هناك عشرات الاسئلة المحيرة التي ايقضتها هذه الزيارة في وجدان ومخيلة كل كوردي وعراقي شريف....... ترى اية صفقات مريبة  بانتظار الكورد ومستقبلهم من  قبل اعداءها القدامى والجدد, وعلى رأسهم الدولة التركية الفاشية ,التي لا تخفي عداءها المكشوف للشعب الكوردي ليس ضمن دولتها فحسب بل في اي مكان يتواجد فيه الكورد....اية مشكلة عويصة تلك التي استدعت ان يفكر الجعفري ومعه الشاب المهوس مقتدى الصدر ليتوجها بهذه العجالة الى انقرة والعراق يعيش حالة اقتتال داخلي وعلى شفا حرب اهلية ..... أهي لطمأنة التورك بان الكورد باتوا محاصرين شمالا بالجيش التركي وجيشه الفاشي الذي ذبح من  شعب كوردستان الملايين ...  وجنوبا بالميليشيات الشيعية  وجيش المهدي الذي سبق وان رفع شعار (لا اله الى الله كوردستان عدو الله)... للتنسيق الميداني لاسكات اي صوت كوردي قد يتجرأ غدا لرفع شعار استقلال كوردستان الجنوبية فيما اذا تدهورت الاوضاع الى الحرب الاهلية المتوقعة وسط الاصرار المقيت لبعض اطراف المعادلة السياسية الشيعية (الدعوة وتيار مقتدى تحديدا)لخلق النموذج التوأم للدولة الايرانية المتخلفة على ارض العراق ..... وها ان التأريخ  يكاد يكرر نفسه في اكثر من مناسبة .... فهذه الزيارة تذكرنا بالاتصالات التي اجراها النازي كمال اتاتورك مع نضيره العراقي (ياسين الهاشمي ) في بداية تشكيل الدولة العراقية في العشرينيات من القرن الماضي , والتي كانت ثمرتها جلب عشائر العبيد والجبور الى مشروع الحويجة قرب كركوك, وكذلك حلف سعد آباد والاجتماعات الدورية التآمرية بين الدول الاربعة المحتلة لكوردستان(العراق وايران وسوريا وتركيا) بعد الانقلاب البعثي المشؤوم في العراق في الستينات من القرن الماضي,  وهل تتناسب هكذا زيارة متزامنة مع اسوء ظرف يعيشه العراق , وهل ان مسؤولية الامن والاستقرار السياسي الذي هو الآن من الاوليات في الشارع العراقي وتثبيته واحتواء الازمة المحيقة بالشعب العراق يمر عبر انقرة....  وهل ان  فك اسرارها وحل طلاسمها موجودة في انقرة فعلا ام في الداخل العراقي و عواصم اخرى تصدر الارهابين ليل نهار الى العراق, وهل هي ياترى تنسيق محكم بين بعض دول الجوار التي انهى المهوس مقتدى لتوه زيارته المكوكية لها لاحكام الطوق داخليا وخارجيا على الكورد الذين يطالبون بحقوقهم البسيطةوحقوق بقية الشعب العراقي   في تأسيس دولة ديمقراطية تعددية فيدرالية بعد دهور من التسلط والدكتاتورية , وهل هي البداية لفرض  وتاسيس الدولة الدينية المقيتة كما حدث في ايران تماما بعد ثلاثة سنوات من بداية حكم الملالي الجهلة الذين استغلوا احداث الحرب العراقية الايرانية وعواطف الشارع الايراني الضال , لجرّ البساط من تحت ارجل كل الوطنيين والتقدميين في ايران, واصبح صوت الملالي اقوى من صوت العقل المتحضر ودفعوا ايران وشعبه الى اتون الضلامية والقرون الوسطى,وتم اسكات اصوات الشعوب الايرانية المناضلة المطالبة بابسط حقوقها في خضم الهوس المذهبي والشعارات المدغغة لعوطف البسطاء من الناس.

 

الجعفري الذي دشّن فترة حكمه المشؤوم باسقاط  الفيدرالية من قسمه ومارس ولا يزال نفس سياسات الحكم البعثي المباد تجاه مسألة كركوك ,ومقتدى الذي رفع مناصروه من بقايا البعث والمتحالفين معه من ازلام الدولة التركية في ساحة الاحتفالات شعارات غاية في العنصرية والتي لم يجرأ حتى النظام البعثي التفوه به, يا ترى ماذا يخطط لفترة حكمه القادمة التي لم تبدأ بعد ولا نتمنى نحن الكورد ان تبدا ابدا, لان  مراميه الخبيثةواهدافه  العنصرية واضحة للعيان , المعلن والمخفي في هذه الزيارة  المشبوهة , هو معادات الكورد واستفزازهم بشكل صريح وكذلك (التباحث حول مسألة كركوك)  وكأن تركيا هي صاحبة الحل والفصل في قضية كركوك,  ولماذا يريد اقحام الاتراك في هذه المسألة اقحاما , وماذا يروم من رفع العصى التركية المتهرئة بوجه الاماني الكوردية الصاعدة , اية رسالة يريد ان يوصلها الى الكورد وقياداته السياسية,اية صلافة هذا الذي يدفعه لمعادات الكورد وفي هذا الظرف  بالذات , والذي ترك لاجلها قادة الكورد مسؤولياتهم تجاه شعبهم خلف ظهورهم مفضلين السعي لتشكيل حكومة المركز على تشكيل حكومة الاقليم..... أهذا هو جزاء  الاخلاص للوطن  العراقي قبل الاخلاص للشعب الكوردي .....  اوليست مفارقة عجيبة ان  يتهافت المسؤول الاول في الحكومة الى كسب ود الجار الطامع قبل اعمار الدارالضامئ ...ولطالما عاد رؤساء الدول والوزارات في حالات مشابهة الى ارض بلادهم ليكونوا قريبين من الاحداث لا السعي لافتعال تشنجات وتوتير الاجواء اكثر وصب النار على الزيت واشعالها , اوليست هذه محاولة خبيثة ومدروسة من قبل المثلث (التركي _ الجعفوري _ القداوي) لتوريط الكورد ايضا في اتون الحرب الاهلية الدائرة رحاها فعلا على ارض العراق اليوم بين العرب السنة والعرب الشيعة.... اليس غريبا من  الجعفري الذي لم يكن لديه ( المجال)  للردّ على رسالة عتاب من رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني , والذي لم يكن يستغرق سوى ساعات , ان تسنى له الوقت و ان يجد(المجال ) لزيارته المفاجئة الىانقرة والتي ستستغرق عدة ايام, ماذا يعني كل هذا للكورد وقيادته السياسية القابعة في بغداد والمنهمكة في ترتيب البيت العراقي من الداخل على حساب مستقبل الكورد , وراعي البيت نفسه يزور بلدا يجاهر بعدوانيته لهم ولشعبهم, ماذا سيكون رّد فعل القيادات تجاه هذا العمل العدواني وفي هذه المرحلة بالذات , اولم يكن ترك بغداد تعيش تلاطم امواجها وتأكل نارها حطبها والعودة الى كردستان افضل من القيام بواجبات كان على الجعفري واطنابه ان يقوم بها ويتلضى بناره  بدلا من افساح المجال له للتوجه الى عاصمة اعتى دولة في معادات الكورد , اوليس هذا الفعل العبثي من القيادات الكوردية هي مسيحية اكثر من البابا او كالذي يقطع غصن الشجرة التي يقف هو عليها(كما تقول الامثال),الى متى تلتزم القيادات الكوردية بالصمت تجاه كل ما يجري , الا يشجع صمتهم الآخرين من اعداء الكورد وهم كثيرون للتمادي في استفزاز الكورد  والاستهتار بمقدساته القومية , ماذا لو كان احد القادة الكورد قد زار اسرائيل (عدوة العرب) مثلا , والكل يعلم ان الدولة التركية لا تقل عنها شرا  وعدوانا ان لم تفقها اضعافا مضاعفة.... اوليس السكوت يعني اطفاء النار المتأججة في صدور كل كردي شريف وهو يرى ارضه وبيته لا تزال مغتصبة  والضحايا يعيشون في الخيام التي تتلاعب باهدابها المهترئة العواصف  وتجرفهاالفيضانات.

 

 اسئلة كثيرة وكثيرة بحاجة الى الجواب ..... ونحن ننتظر من قياداتنا الجواب والفعل الجرئ .....فهل ان لذة الكراسي واضواء  الحكم والسياسة قد افقدتهم بريق النضال الثوري الذي زلزل عرش صدام ....واوصله الى قفص الاتهام ذليلا وصاغرا.... ومتى سيلحقه الذين لازالوا مصرّين على اتباع نهجه وسياساته..... وهل سيكون وجود الجعفري في الحكم خطا كرديا احمر .... ام ان الكورد تعلموا ان يلدغوا من الجحور مرات ومرات..... ولا يبالوا....

 

صفوت جلال الجباري

 

           

 

02/09/2015