علم ودستور ومجلس امة ...... كل عن المعنى الصحيح محرّف *
شه مال عادل سليم ان مسؤولية الحكومة العراقية الجديدة عن تدهور الاوضاع لا يرقى اليها الشك . و بالتالي فهي مسؤولة عن كل ما يحدث من المواجهات الاخيرة وعن التدهور الطائفي و العرقي والامني . لقد مرت اكثر من ثلاثة اشهر على اجراء الانتخابات ومازالت النخب السياسية الرئيسية لم تحسم القضايا التي تختلف عليها من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية رغم الضغوط الداخلية المتنوعة، بل وانتقادات وضغوط الولايات المتحدة عليهم، ومن المضحك المبكى ان يقول السفير الامريكي زلماي خليل زاد لقادة الكتل المتصارعة على الكراسي بان بلادكم تنزف و تحتاجون الى التحرك سريعاً !!! كانهم لم يسمعوا او لم يشاهدوا او لم يروا مايحدث في بلدهم . لذلك على كل القوى و الأحزاب و الكتل الحريصة على العراق ان تتخلى عن صراع الكراسي وعن الهواجس و النزاعات الجانبية و الخلافات الثانوية وان تبتعد عن تاثير وضغوطات القوى الاقليمية وبالدرجة الاساسية سوريا , تركيا , ايران , التي بات تدخلها واضحا وجليا في تدهورالاوضاع وفي اشعال نار الفتنة الطائفية والسعي لأفشال تجربتنا الجديدة . . رغم ادعائهم وتصريحاتهم الرسمية بانهم لا يتدخلون في شؤون العراق الداخلية وانهم يحترمون ارادة الشعب العراقي !!... ولكن افعالهم واقوالهم تحفل بمتناقضات كثيرة والواقع غيرهذه التصريحات الوهمية , لذالك يجب على القوى العراقية المخلصة ان لا تترك المجال لاولئك الذين يفتحون الطريق لتلك الدول التي تراعي كل شيء الا دور الحكومة العراقية الجديدة وذالك بضم مؤيدين لها من المغامرين . ولو تمعّنا قليلا في التصريحات الاخيرة لرؤساء وزراء تلك الدول و دعواتهم للشخصيات العراقية في الفترة الاخيرة نرى فيها عكس ما يدّعون تماما . فعلى سبيل المثال طالبت تركيا من الولايات المتحدة ان تاجل الاستفتاء في مدينة كه ركووك الكوردستانية الى اربعة سنوات مقبلة و باتت تهدد علنا، بانهم سوف يتدخلون لحماية توركمان العراق في حال نشوب حرب اهلية وسوف يعارضون في حال ارجاع كه ركووك الى حالتها الطبيعية اي ضم كه ركووك الى الاقليم الكوردستاني وتصريحات اخرى لعرقلة تنفيذ المادة 58 من قانون ادارة الدولة حول تطبيع الاوضاع في كه ركووك ومناطق مستعربة اخرى , في حين كانت تركيا ساكتة سكوت الموتى عندما نفى صدام وجود الاقلية التوركمانية في العراق ..!! اما دور ايران وسوريا فانه ليس اقل شأناً ان لم يكن اكثر، فهم يدعمون الارهاب و الارهابيين من جهة ومن جهة اخرى يدعمون الميلشيات في الجنوب و الوسط لعرقلة العملية السياسية و للهيمنة و الفوضى وعدم الاستقرارلافشال التجربة العراقية الجديدة ، لان نسيم الديمقراطية و الفيدرالية وحقوق الانسان و العدالة و دولة القانون سوف يهب على دول الجوار بشكل خاص و المنطقة بشكل عام، الذي يلخصوه بأنزعاجهم ايضا من وجود الولايات المتحدة في المنطقة , لذلك يحاولون بكل جهودهم ان يثيروا الاضطرابات في العراق لتخفيف التهديد الامريكي عليهم، ولو كان ثمن ذلك المزيد من تحطيم العراقيين بكل اطيافهم، وبلا قيود هذه المرة . ومن سخرية القدر ان يلبي السيد ابراهيم الجعفري دعوة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ويترك العراق في زيارة غير متوقعة وبدون علم رئيس الجمهورية و وزراء اخرين في حكومته المنتهية ولايتها، ويصل الى انقرة ويطالب المساهمة التركية في الامن و الاستقرار ويحمّلها الدور الاساسي في العراق بعد فشل الولايات المتحدة حسب قوله .. في حين يعرف السيد الجعفري مدى حساسية هذا الموضوع في هذه الظروف المعقدة الخطيرة والاستثنائية وكان عليه ان يتحاشى استفزاز مشاعر الاخرين وان يجد القواسم المشتركة لازالة الحساسيات وتجاوز مشاكل متراكمة كثيرة اخرى من ضمنها اتهامهم بالانفرادية وتهميش دور الاخرين . اخيرا اطالب الكتل والاحزاب المتصارعة ان يتوقفوا برهة لمعاينة عواقب ما يفعلون في هذه الظروف الحساسة و الخطيرة نعم برهة ...... اقول لهم ماذا تنتظرون ؟ اليس شعبكم الذي اعطاكم ثقته مهدد بالقتل و الدمار و الفناء امام اعينكم ؟ من يتحمل مسؤولية الدماء التي سالت ؟ اليس ما تفعلونه هو مغامرة بمستقبلنا كلّنا ؟ الا تضيعون علينا فرصة لاقامة دولة القانون و العدالة الاجتماعية ؟ الا يكفيكم صراع الكراسي ؟ من هو المستفيد من كل هذه الاخفاقات والخروقات ؟ من هو المستفيد في اطالة مدة تشكيل الحكومة الجديدة ؟ ولماذا ؟ هل هذه هي الديمقراطية ؟ واسئلة كثيرة اخرى تتزاحم في راسي غير اني اشك ان القلائل منكم يريد تحمل العبء التاريخي للاجابة عليها ... اما الاخرون فلا يهمهم الا كراسيهم وبس ...
2006-03-28 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *احد الأبيات الشهيرة من قصيدة طويلة للشاعر العراقي المعروف ( معروف الرصافي )لوصفه تزييف الانتخابات في زمن نوري السعيد و ادعاء الحكومة بالديمقراطية والتي كانت دون محتواها وكان وصول النواب الى المجلس برضا الانكليز وليس بدعم الشعب لهم ...... اي كان كل شيء شكليا وفارغا في محتواه .
|
|
02/09/2015 |