لو قال رئيس وزراء السويد ما صَرَّح به أردوغان..لاُدْخِلَ مستشفى المجانين !
محسن جوامير ـ كاتب كوردستانيالسيد رجب طيب أردوغان أعلى رجل في دولة مازال يحكمها فكر واحد وأيديولوجية واحدة لم تصلهما يد التعديل والتنقيح بالشكل الذي يمكن ان يوائما ويواكبا العصر وبالتالي يُفك الاشتباك الذي طال أكثر من ثمانية عقود بين الكورد وتداعيات الفكر الذي يخالف كل القوانين الوضعية والسماوية التي تقر بالمساواة بين الشعوب في كل صغيرة أو كبيرة.. ويقال أنه أول رئيس دولة إضطر والده وبسبب الفقر والعوز للإنتقال بعائلته إلى إسطنبول، ليعاون إبنهُ العصامي أباه هناك في إعالة عائلته التي كاد الجوع يقضي عليهم، من خلال بيع نوع خاص من المعجنات والفطائر التي تسمى " سميت " بالتركية و " كليجة " في كوردستان وبعض المناطق العربية. أردوغان رئيس وزراء تركيا العصامي، يصدر أوامره ومن فرط حماسه الوطني الى الأجهزة المعنية خلال الإشتباكات الاخيرة قائلا : " لا تميزوا بين طفل أو إمرأة كوردية، أو شيخ.. اُقتلوا الجميع.! ماذا يفعل الأطفال في التظاهرات، مكانهم الحقيقي منازلهم وليس الشوارع والتظاهر" ؟! أجل إنه يأمر ويحض رجال الأمن والشرطة في مدن شمال كوردستان بعدم التمييز في القتل والتصفية بين " الطفل " الكوردي الذي حُرم من كل حق يجب ببراءته وحكم طبيعته أن يتمتع به أي صبي في أرض الله الواسعة، و " المرأة " الكوردية التي أنهكها غدر الأتراك بكل أشكاله وصوره من خلال تصفية وملاحقة فلذات أكبادها على مدى عقود، و " الشيخ " الكوردي الذي كان عجوزا مذ كان في المهد صبيا ولم يرَ لا عذوبة وبراءة الطفولة ولا عنفوان ورومانسية الشباب ولا رجولة وعطاء الرجال.. كل ذلك بسبب كونه كورديا ليس إلا ! تقول القوانين الإنسانية الطبية عن ضحايا وجرحى الحروب : إن أول من يداوى ويعالَج هم الأطفال ثم النساء والشيوخ.. والقوانين السماوية والوضعية تقول : حينما يُحمى الوطيس وتشتد الحروب، لا تقتلوا طفلا ولا تتعرضوا لإمرأة ولا تغتالوا شيخا ولا ناسكا في معبده.! ولكن صاحبنا العبقري أردوغان الذي وعد الكورد خيرا وبركة وقبل عدة أشهر ولبس مسوح المصلحين، لم يتمالك نفسه هذه المرة وإنقلب على كل مثالياته الشكلية ووعوده البهلوانية، وإنكشف ستره، وعاد إلى سيرة أسلافه، بل أضاف رجسا إلى رجسهم وبزّهم في الغي والغباء بتصريحاته الأخيرة التي لا تصدر إلا عن البلهاء والمغفلين والمخبلين. وحماقة رأس الدولة التركي الحالي ـ الذي اصبح مطية لرغبات العسكر وشوفينيتهم المعهودة ـ تكمن في كونه يأمر بقتل ومعاقبة الذين يكونون عادة وبداهة وبقراءة التاريخ البشري في حاشية الصراع والمواجهة منذ بدء الخليقة وحتى اللحظة ..الاطفال.. النساء..الشيوخ.. لهذا ليس بمستغرب ولا بمستبعد صحة ما قيل من أن القوات التركية أقدمت حتى على إستعمال الأسلحة الكيمياوية للقضاء على خصومها فى شمال كوردستان في الآونة الآخيرة. إن على أصدقاء الكورد من عرب وآخرين، وإنطلاقا من ضمائرهم الحية ومن أجل الدفاع عن القيم الإنسانية وأوطانهم، أن لا يمروا على هذه التصريحات الرهيبة مرور الكرام ويتركوا الساحة للئام .. عليهم أن يثيروها عالميا ويدينوها على كل المستويات.. لأنها ومن دون مواربة عدوى قد تنتقل إلى دولهم، وحكام بلادهم قد يقتدون بذلك الحاكم من أجل الحفاظ على كراسييهم ومقاعدهم التي إستخلصوها لأنفسهم على حساب أرواح وأشلاء الشعوب، وما أكثرهم في منطقتنا التي هي بعيدة عن الحضارة بعد القرود عن الانسان.! وعلى الكورد وفي جميع أجزاء كوردستان وخارج وطنهم مواجهة هذه الهجمة التركية الهمجية، والوقوف ضد هذه الممارسات.. ذلك لأن تركيا لا تقف عند حدها مادام هناك نفس كوردي يشهق ويزفر.. وإن كل قمع تقوم به تركيا ضد كوردها المغلوبين على أمرهم، إنما هو بمثابة رسالة للجنوب ولكركوك خاصة في انها لا تبقي ولا تذر، والأمور والمؤامرات لواحة للبصر. لو أن ما قاله أردوغان، صرح به يوران بيرسون رئيس وزراء دولة السويد التي يحتل الطفل فيها مركز الصدارة في الرعاية والدلال ولا يُحشر في زاوية البيت ولا يحرم من الخروج إلي الشارع واللعب فيه ـ كما يطالب به مربي تركيا الأول ! ـ ومن ثم تأتي المرأة ومن ثم الرجل، لقامت عليه القيامة ولأدخل السجن أو أرقد في مستشفى المجانين ولأخضعوه للفحوصات النفسية والعقلية، ناهيكم عن منع تعيينه حتى في وظيفة الكناسة أو كعامل في المحلات التي تبيع الحلويات التي هي على شاكلة الفطائر والمعجنات التركية " سميت " التي كان سيادة رئيس الوزراء التركي أردوغان مولعا ببيعها علي أرصفة شوارع اسطنبول أيام صباه وزمن عِصاميته !
|
|
04/07/2007 |