مرة
أخرى مستقبل العراق بين
ناجي ئاكره يي
العراق طائر بثلاثة أجنحة ، جناح يمنع طيرانه هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق و مستشار سابق للأمن القومي الأمريكي
لا مصلحة لنا في ابقاء العراق موحدا هنري كيسنجر / لقناة CNN الأمريكية في 26/12/2004 خصوم الكورد لا يرون الحقائق ، و يعتبرون الكورد الحلقة الأضعف ، هم مثل تلك المرأة الخجولة الدلوعة الغبية ، التي ترفع فستانها لتغطي وجهها . نحن الكورد نذكر و نقول للقاصي و الداني ، أن العراق كيان مركب وعند تشكيله لم يكن متجانسا ، و أخطاء السلطنة الطورانية ، زادت من تفاقم اوضاع الخلافة العثمانية ، التي أستغلها الأنكليز و الفرنسيون و لأغراض استعمارية مصلحية ، خرج الكيان العراقي الحالي الى الوجود ، بعد الحاق كوردستان الجنوبية بهذا الكيان المصطنع ، دون أخذ رأي و موافقة شعب كوردستان ، و لا رأي بقية الأطياف العراقية ، و قبول العراق لاحقا في عصبة الأمم ، كان هذا القبول مشروطا بتشكيل حكومة كوردية في منطقة كوردستان ، الا ان الحكومات العراقية المذهبية و العنصرية المتعاقبة ، التفت حول قرار عصبة الأمم لأسباب معروفة . مما لا ريب فيه بأن حقوق الشعوب هي مثل عليا ، ما لم تتجسد افعالا فأنها تصبح أحلاما ، لذلك جاء في التاريخ من ان الحقوق لا تمنح بل تؤخذ ، و اعتبر موادعة الخصم هو معناه اغراؤه لألتهام المزيد من الكعكعكة ، و اعتبرت الشعوب الموادعة و المهادنة مع العدو او الخصم ، ضعف منها و لا سلام لمن ضعف ، و الضعيف في مثل هذه الحالات يصبح كالهشيم في متناول الأحتراق ، و الكورد بأرادتهم رغم تكالب الجميع عليهم لم يكونوا ضعفاء ، بل كانوا مهادنين ومسالمين ، و كانت نتيجة تلك المهادنة والمسالمة هي الممارسات و الجرائم التي مورست بحقهم ، و التي يندى لها جبين الأنسانية ، هذه الممارسات لا زلنا نلاحظها نحن الكورد كشعب و كأمة في أكثر من مكان ، حيث يفتك بحرية الكوردي و بحياته وهو في عقرداره . الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة ، تتطلب من الكورد حزما و حسما ، و شدة في السياسة مع رموز التسلط ، و على الساسة الكورد تجاوز شقاء المجاملات ، لكي لا تغمط الحقوق في ثناياها ، و على القيادات الكوردية ان يدركوا أين تكمن مصالح شعبهم ، عليهم ان يشرحوا له صدره ، و يضعوا عنه وزره ، الذي أنقض ظهره بيافطات الدين و الوطنية ، لأن خصوم الكورد لا زالوا تحت تلك اليافطات يطالبون من الكوردي ، السير معهم وسط الزحام ، دون ان يعرف هؤلاء الخصوم أنفسهم الى أين تأخذهم أقدامهم ، و في نفس الوقت يتجاوزون الكورد و يحرقون أوراقهم ، و يزورون تأريخهم و يقضمون جغرافيتهم ، جاعلين من الأناء الكوردي مأدبة للئام . على سبيل المثال ، بتأريخ 27/12/2004 يصرح العطري رئيس وزراء سوريا في انقرة و بدون خجل ، من أن الدولة الكوردية خط أحمر ، متناسيا لواء الأسكندرونه المحتل من قبل الطورانيين ، و ناسيا ارض الجولان التي أصبحت جزء من أرض الميعاد ، هذا العنصري البعثي ، يتناسى حقوق الشعوب السورية ، و يتناسى أحتلالهم للدولة اللبنانية لعقود مظلمة ، و التلاعب بمقدرات مكونات شعبها الذي صنع الحضارة ، و من ثم يتفق أعداء الأمس ، في دهاليز مخابراتهم ليتدخلوا في الشأن الكوردي ، و بنفس عنصري و مذهبي يتجاوب معه ابن شرطي حراسات جامخانات استنبول رجب طيب اوردغان ، الذي لبس لبوس الأسلاميين و يتحالف مع الجماعة الأرهابية ( كابلان ) التركية ، بعد طرد قيادات هذه الجماعة من أوربا و بالأخص من فرنسا ، و من ثم يعقد صفقة عن طريق الميت مع امامهم المدعو عمر اوزتورك ومساعده اوهران أرسلان ، هذه الجماعة الوهابية التركية القريبة من السعودية ، و هي الفرع التركي للقاعدة ، التي تنسق مع المخابرات التركية ، و بمباركة الحكومة الطورانية ، حيث يتم أرسال أعضاء هذه الجماعة الى الموصل و تلعفر و كركوك ، وغيرها من المناطق في العمق العراقي لغرض زعزعة الأستقرار و القيام بالأعمال الأرهابية ، و بتناغم اطلاعات الفرس معهم ، اجتمعوا كلهم رغم ما بينهم ما صنعه الحداد ، تحت يافطة الأسلام العتيد ، ليمنعوا جميعا و معا عن الكوردي حسه القومي ، و ليحرضوا أرذالهم و مريديهم ضد كل ما هو كوردي ، ليكتبوا هنا و هناك ويخاطبوا بعضهم البعض بالأصدقاء ، و ليدعوا الى بدعة جديدة أمة عراقية ، كأن ما حصل للكورد من معاناة ، على يد الأمة الأسلامية و العربية و التركية و الفارسية لا يشفي غليلهم ، لذلك يريدون ان يكملوا المسيرة بهذه البدعة الجديدة ، في حين يتجاهل هؤلاء ما يقوم به أسيادهم ، من قضم أرض أمتهم العراقية المزعومة ، من الشرق و الغرب و من الشمال و الجنوب ، أيوجد رياء و سخافة أكثر من هذه الخدعة البدعة التي أصبحت نكتة العراقيين . و مع هذا يشهر كل طرف سكينه ، ليقطع وصلة من جسد الأنسان الكوردي ، في المولد الكوردي ، حتى جعلوا من معاناة الكورد الى قصص خيالية ، كما سبقهم حقيرهم الخيالي المسعودي ، صاحب خرافات مروج الذهب ، الذي قال بأن الكورد من أحفاد الجن ، تكردوا في الجبال فسموهم اكرادا ، و ينشرها جماعة قذى في موقعهم ، و لا زال أصحابه يؤمنون بهذه الخزعبلات . ما يبعث على الألم بأن بعض الساسة الكورد ، يقومون بالوساطات لأطفاء النار المشتعلة بين بعض هذه الأطراف العراقية ، و تلك الأطراف نفسها لا تعير أذنا صاغية لهذه الوساطات ، لأن النار المشتعلة خارجة عن ارادتها ، و هي بالأساس تحريض من الدول الجوار ، لذا نطالب الساسة الكورد بأن يحترموا الأرضية التي يقفون عليها ، و لا يتدخلوا في مثل هذه النزعات بواساطاتهم ، لكي لا يفسر الكورد تدخلاتهم هذه بأنهم ، يتناسون الذات الكوردية من أجل الآخرين مثل النجمة التي ضيعت طريقها . لو كان لخصوم الكورد ذرة من الرحمة و العدل ، لكانوا قد أنصفوا الكورد ايام التهجير و التعريب و القتل و الأنفالات ، و لما دافعوا عن مخلفات النظام السابق في المناطق المعربة ، و ما نخشاه و كما يقول التاريخ من أن استمرار المعاناة ، يتحول أسترداد الحق الممتنع من أعادتها من الآخرين ، الى لغة الرصاص بدلا من قلم الرصاص ، طلقة بارود تكنس كل مخلفات الماضي . يجب ان يؤمن الجميع ، بأن الأتحاد الأختياري بين الكورد و الشعوب الأخرى ، ليس معناه ان ينوب عنا الآخرين في أعادة الحقوق او في تقرير المصير ، و خاصة في مكة الكورد كركوك المقدسة و المناطق الأخرى التي تعرضت للتهجير و التعريب و التبعيث ، لأن في عالمنا الجديد ، ليس هناك أبناء الست يكافؤن و أبناء الجارية يهملون ، على جماهير الكوردستانية أن تطالب و بألحاح تطبيق المادة ( 58 ) ، و على حكومة بغداد الموقتة او الدائمة ، عدم المماطلة و شراء الوقت ، بحجة المتنازع عليها يؤجل ، في مثل هذه الحالة تكون من صلاحيات الأدارة المحلية في محافظة كركوك ، تطبيق تلك المادة القانونية ، لأن حتى قانون ادارة الدولة السابقة في المادة ( 25 ) ، كانت تمنح صلاحيات الحكومة المركزية ، لتنفيذ بنود مواد قانون ادارة الدولة فيما يخص المادة (58) ، و هذه مدة ثلاث سنوات لم نسمع سوى التطمينات ، و سوف يندم الكثيرون ان أخذت الجماهير الكوردستانية ، المبادرة تقليص الوقت الضائع ، و تفتيت الوضع القائم ، و أرجاع الحقوق لأصحابها المغبونيين . ان ما قلناه ليست خواطر حزينة ، نابعة عن ضعف او تهديد مغلف ، او تلاعب بالألفاظ او تشويه موسمي ، لما يمر به الكيان العراقي ، بل نريد ان نذكر البعض من الصارخين ، من ان الكيان العراقي المستحدث ، فرض علينا فرضا كزواج قسري ، و بتواطوء بريطاني - فرنسي ، مع الحكومات المصطنعة في المنطقة ، و من ثم تعاقبت الحكومات العنصرية و المذهبية، على الكيان العراقي المستحدث ، وهي تستنفذ شبابنا و مواردنا و تقضم أرضنا ، و بررت الأطراف التي تعشق سماع مآسي ، التي حلت و تحل بالكورد بذرائع واهية ، كل حسب مصلحته ، قسم ارادوها زواجا قسري ، وهناك من أرادها زواج متعة ، و آخرين فسروها زواج مسيار ، و منهم من أعتبرها زواج مصياف ، كأن الذين أتوا الى كركوك ، أصحاب العشرة آلاف قد جاؤا للنزهة و الأصطياف ، في حين كان الكورد في تأريخهم في هذا الكيان المستحدث ، يرفضون الوصاية و يريدون استرجاع الحقوق ، و يرغبون الطلاق و الأنعتاق من الظلم ، و الأنطلاق نحو الفضاء الرحب للحرية ، و لهذا قلنا دائما من ان الوطنية المفروضة مرفوضة ، و الآن وبعد 11 سبتمر ، و بعد تحرير أفغانستان و العراق ، القراءة أصبحت مختلفة ، و الرؤى واضحة ، حيث توضح كل شئ على حقيقته ، لذا نرفض ان نكون مرة ثانية ، غرباء في أرضنا مسلوبي الأرادة ، كي يستمر اعداؤنا كما كان أسلافهم ، يتاجرون بنا و بمصيرنا ، و خاصة بعد ان تبين بأن مواكب مجدهم كانت زائفة ، و نقول للناعقين و الغربان هنا و هنالك ، بأن تبني الحرص على وحدة التراب العراقي ، ليس حق شرعي لجهة دون أخرى ، بل من حق كل جهة أن تفسر مستقبل وحدة العراق ، حسب ما تراها مناسبة لها ، و وفق درجة الغبن الحاصل لها، نتيجة تشكيل الكيان العراقي المستحدث على الرمال المتحركة ، و ما نشاهده و نسمعه من ويلات و كوارث ، صباحا و مساء خير دليل على وضع هذا الكيان الهش ، و لا يمكن ان تكون الرمال المتحركة يوما حدودا ثابته ، او تتحول ببوس اللحي و بالكلام المعسول ، الى خطوط مقدسة او الى خطوط حمر ، او محرمات لا يمكن تجاوزها ، و خاصة اذا ما تعارضت مع مستقبل الشعوب ، و وجود الأنسان الذي هو جوهر الحياة . في الحالة العراقية شكلت الدولة ، على اسس غير سليمة و باطلة كما قلنا ، و بدون أخذ رأي مكونات حالتها العراقية الحالية المفروضة ، و الباطل مرفوض و مدان ، و خاصة اذا ما أدت الى تحكم أقلية في مصير و مستقبل الأكثرية ، و لا زالت تلك الأقلية العنصرية و المذهبية تدافع عن امتيازاتها ، محاولة جعل العراق يبابا خرابا ان لم تسود و تحكم ، لذا لا نسمح ان يطلع علينا من هنا و هناك ، جربوع ليعطينا دروسا في الوطنية ، في وطن لم نشعر فيه يوما بمواطنيتها ، و منهم هؤلاء النابحين من شذاذ الأفاقين ، و المنسيين المتسكعين في شوارع و بارات الغرب ، الذين يحاولون منع الكوردي، حتى من الشعور بالأنتماء لأرضه ، بعد ان جعل أسيادهم و حكامهم الوطن الكوردي ، كي لا يصلح حتى ككيان للسكن ، اي لا كيان وطن و لا كيان سكن بل كيان سجن ، ان ذهب النظام المجرم ، لكن عقلية النظام باقية و متعشعشة ، في افكار و عقول الساسة ، و في مفاصل الدولة الهشة ، و في توجهات الجوار الأخوة الأعداء ، و ما يبعث على الأشمئزاز هو أطلاق تصريحات خاوية جوفاء ، و التركيز على عمق تأريخي ، عن عشرات الآلاف من السنين ، لم نشاهده او نعيشه ، بقت منها أحجار يتشدقون بها ، و ذاكرة التاريخ تقول بأنها لم تكن لشعب او امة او قومية معينة ، انها تراكمات لممارسات شعوب جاءت و ذهبت و أصبحت في خبر كان ، و التشدق بقشور التاريخ هو ظلم للتاريخ و لحضارة الشعوب ان وجدت ، يقولون بان حمورابي وضع اسس القانون و كفى ، لم يذكروا مدى انسانية ذلك القانون ، ثلث شريعة حمورابي مبني على القصاص و الظلم ، و كلكامش قبله لم يكن سوى زير نساء و أناني يبحث للخلود لشخصه ، هل تفضل أحدهم بذكر هذه الحقائق ، قبل التطرق الى الملامح الأنسانية في تلك الأحداث و الوقائع ، التي حصلت في الأزمنة الغابرة ، لكي نأتي و نؤسس عليها ، و نضيف معاناة جديدة و مظالم الى التراكمات السابقة ، بعيدة عن الحس الأنساني ، و البعد البشري في التاريخ . أفيقوا أيها الكورد أعداؤكم لا يرحمونكم ، التجارب و الفواجع شاخصة أمامكم ، لذا يتوجب على المثقف الكوردي ، ان لا يعير أهمية لكل كلام معسول بدون فعل ، و عليه عدم المراهنة على نداءات البعض ، من في الدول التي تتقاسم كوردستان ، و هم يطالبون بأصوات خافتة بالأصلاح الداخلي ، و ان كان التجاوب مع نداء الأصلاحات عملا محمودا ، لكن يجب ان لا ننسى بأن لدينا رصيد من التجارب المؤلمة ، مع هذه النداءات و الطروحات ، و الذي يراهن على مثل هذه النداءات ، كمن يراهن على الغيب ، لأن عناصر الأصلاح و المصداقية ، مفقودة ان لم تكن معدومة لدى أنظمة المنطقة ، و لدى الأكثرية من قواها السياسية المؤثرة ، لأن الأرث التاريخي المبني على انصر أخاك ظالما او مظلوما ، و التربية العقائدية السلبية قد تجذرت لدى اوساط كثيرة في المنطقة ، و خاصة لدى أصحاب القرار ، مما ولدت لدى هذه الأوساط أزدواجية المعايير ، في حالة ضعفها تظهر خوفها و جبنها بكلام معسول ، و في حالة توفر القوة لديها تنكر الحقائق ، و تنسى المصداقية و تحارب الحقيقة . حتى ان القوى التي تنادي بالأصلاحات السياسية و الأعتراف بالآخر ، هذه النخب التي نحترمها و نعتز بها ، و خاصة تلك التي تعارض الأوضاع السائدة ، فأن أياديها مكبلة ، لا تستطيع المطالبة بالأصلاحات الشاملة ، و لا تتجاوز نداءاتها اكثر من المطالبة ، بأستحياء بتحسين الأوضاع السائدة ، ان سنحت لها الفرص و نحن شاكرين لهم حسهم الأنساني . اما انصاف المثقفين ، الذين كانوا من أزلام السلطة ، و لبسوا عباءة الوطنية ، فحدث و لا حرج لأنهم أساسا فاقدوا الأهلية ، بسبب الأرث التأريخي الذي يسبحون فيه ، يؤمنون بالأنصهار القومي او المذهبي ، لذلك يدعون الى غريزة البقاء السياسي ، خير أمة أخرجت للناس ، اطيعوا الله و رسوله و أولي الأمر منكم ، كلام جميل سمعناه كثيرا ، لكنهم يساوون بين أحكام الله و رسوله ، و أحكام الحكام من ولاة الأمر ، و يسوغون الف سبب و سبب لأطاعتهم ، و الذي يطلع على تأريخ فترة خلفاء الراشدين ، مرورا بالدولة الأموية و من ثم الدولة العباسية و لاحقا الدولة الطورانية العثمانية ، وصولا الى نظام المجرم صدام حسين ، يجد جليا ما ذهبنا اليه . اما اذا تصور البعض ، من ان مصير و مستقبل الكورد ، مرهون بدول التي تتقاسم كوردستان ، و هذا ما يهددون به الكورد ، أو أدعائهم على الكورد أنتظار مجئ الديمقراطية ، بحجة أن الديمقراطية مكفولة لترجمة ارادة الشعب ، و على الكورد البقاء ضمن او مع هذا الشعب او ذاك ، تحت مسميات خيالية عفى عليها الزمن ، مثل الأمة العراقية او الأمة الأسلامية او الآرية او الأمة الطورانية ، هنا نرجع الى نفس أسطوانة الأكثرية و الأقلية ، مستغلين جوهر السياسي للديمقراطية ، التي تعكس ما تريده الأكثرية ، متناسين بأن لهذه القوميات الكبيرة لها كياناتها الموجودة على الآرض ، بغض النظر عن قوة تماسكها ، و تحت يافطة هذه الكيانانات جرى تقسيم و تجزأة اوطان ، و أضطهدت فيها شعوب و أديان و مذاهب ، و نرى ذلك جليا في الحالة الكوردية ، تأريخيا و جغرافيا كقومية و امة مضططهدة ، و في الحالة الكوردستانية كأرض و وطن مجزأ . أما في الحالة العراقية هناك شعوب عراقية ، لذا لا يمكن اعتبارشعوب العراق ، امة واحدة متجانسة قائمة بذاتها ، او حتى على شكل شبه أمة ، في أبسط حالتها ، لأن الحالة العراقية ، تفتقد اسس و معايير قيام الأمم ، نعم العراق يتكون من قوميتين رئيسيتين ، ليس فيه قومية كبيرة و اخرى صغيرة او أقليات بل شعوب ، و بأرادة التوافق المبني على المساواة والعدل و المواطنة الكاملة ، يمكنها العيش المشترك ، لأن الزمن الوصاية ، و الأخ الكبير و الأخ الصغير و السيد و المسود قد ولى ، و لا سيما بعد ان تفتحت العقول و العيون ، و نحن نعيش في بدايات القرن الواحد و العشرين ، لا توجد في مبادئ عصرنا ، هيمنة لأية قومية أ و مذهب على أخرى ، و ان وجد خلل لا زال قائم هنا و هناك ، فبحكم التقدم و شرعة حقوق الأنسان ، و ارتفاع رايات الديمقراطية و الحريات في العالم ، تلك المظالم و الغبن ، ستكون في طريقها الى الزوال ان آجلا او عاجلا ، و حياة الشعوب تتوجه نحو تبادل المنافع و المصالح ، على اسس التوافق و الأختيار حر ، وبعكس ذلك قد يطلع غدا من بين الكورد او السنة او الشيعة او من بين غيرهم ، من لا يؤمن بالديمقرطية و الحريات أو بالحوار و تبادل الآراء و الأفكار ، بل قد يركز على تناقض المصالح ، على اساس ان طرحه هو الأصوب و الأسلم ، فارضا رأيه بالأكراه او بالقوة ، مدعيا بأنه مخول من الله او من الشعب ، و بالتالي تؤدي سياسته في أحسن الحالات ، الى مزيد من الدماء و الدموع . قد يقول البعض بأن السياسة تخدم الأقتصاد ، و ان الجانب الأقتصادي قد يخفف من المعاناة و الدماء المراقة ، و تؤدي الى العيش المشترك و تبادل المنافع ، لكننا نقول بأن الأزدهار الوقتي للأقتصاد ، غير المبني على ركائز ثابتة، و في مشاريع طويلة الأمد ، فيها تكافوء و فرص لأستفادة الجميع ، لا يؤتي بثماره على مدى المنظور، و لا يؤمن مستقبل الشعوب ، هذا ما حصل أثناء الحكم العنصري الطائفي البعثي في العراق ، بعد تأميم النفط ، سرعان ما تحولت اموال النفط بعد ازدهار آني ، الى ترسيخ حكم العفالقة ، و الى اسلحة وسجون والى كوارث و ويلات و حروب ، ليست على الشعوب العراقية فقط ، بل على شعوب المنطقة كلها ، و شاهدنا و سمعنا الحملة غير الأخلاقية ، التي رافقت قيام الكورد بحفر اول بئر نفطي ، بمنطقة زاخو من اقليم كوردستان الجنوبي ، في حين ان المسؤول النفطي في حكومة بغداد ، لا يذكر عن البحث الجاري و حفر الآبار النفطية ، في المنطقة الغربية في الرمادي او في الجنوب العراقي ، بل أنظارهم متوجه نحو جنوب كوردستان ، كانها ضيعة من ضياع أبائهم و أجدادهم ، التي عملوا في شعبها ماضيا السيف ، و لاحقا البارود و الطائرات و الأسلحة المحرمة ، لكن ارادة شعبنا كانت الأقوى من حديدهم . أذا تطرقنا الى وضع علاقات الشعوب العربية و الاسلامية، في آسيا و أفريقيا مع أنظمتها ، لا تقل مرارة عن الأوضاع التي سادت سابقا ، منذ فترة مسارها التاريخي الى وقتنا الحاضر ، حيث لا مكانة للأصلاح و لحرية التعبير ، و حقوق الأنسان في أدني درجاتها ، و الفقر و الجهل و المرض و الخرافات و الغيبيات ، تتوزع على مساحة شاسعة من هذه الأوطان ، و المآسي المفزعة التي نشاهدها في آسيا و أفريقيا ، ما هي الا نتيجة التخلف و افرازات أسلوب الحكم النابعة من الغزوات السابقة ، التي كانت تسمى فتوحات ، حتى اصبح الأنعتاق من هذه الآفات اكثر صعوبة ، بعد ما أقترن الأرهاب الفكري الجاهلي ، مع اسلوب الحكام السلطوي الغيبي ، الذي هو امتداد لحكم الولاة من غير أهلها ، و نجد ذلك جليا من خلال المحاولات ، الجارية لتحويل المجرمين الى ابطال ، و جعل المنهزمين منتصرين ، و أحدث الأقتران الظاهري المذكور ، بلبلة في ذهن الشعوب الغلوبة على أمرها ، بعد دخول بعض رجال الدين ، اصحاب الفتاوي على الخط ، و أنقلبت المعايير ايضا في أوساط الأكثرية الصامتة ، و أصبحت عاجزة عن التفريق بين الحق و الباطل ، و أنتشرت الموجة السلفية كالنار في الهشيم ، و شعوب المنطقة أخذت تشاهد بأعصاب باردة ، قطع رؤوس الأبرياء من قبل الملثمين ، و تحت يافطة و صيحات الله اكبر كأنه شيئ عادي ، و كأن تلك الأفعال الشنيعة ، هي جزء من تراث شعوب المنطقة ، حتى أصبحت أعذارهم أبشع من جرائمهم . الحريص على بقاء الكيان العراقي و مصلحة العراقيين ، لا تكمن في الأرتماء في حضن الأنظمة العربية و الأسلامية ، لأن هذه الأنظمة اما هي عنصرية استبدادية ، او غيبية متطرفة ، بل مصلحة العراق يكمن ، في أعادة بنائه و ترميمه على اسس جديدة ، و بخارطة حضارية حديثة ، بحيث يصبح العراق الجديد دولة من كونفدراليتين ، عربية و كوردية حسب الولايات السابقة ، و لاية بغداد و ولاية البصرة + ولاية الموصل ، و في حالة عدم التوافق جعله ثلاثة كونفدراليات ، على اسس تأريخية جغرافية ، و لاية الموصل + ولاية بغداد + ولاية البصرة ، و يمكن ان تتحول كل كونفدرالية الى عدة فدراليات ، حسب أتفاق أبناء الكونفدرالية الواحدة ، بذلك نبني مجتمعا ديمقراطيا تعدديا قويا حرا مزدهرا ، بعد ان يأخذ كل طرف حقه بعيدا عن الهيمنة بمسميات معينة ، ويصبح العراق نموذجا لشعوب و دول المنطقة ، بعدها نتوجه لخلق مجتمعات حضارية معرفية ، و ننسى مجتمعات المساحات و السكان داخل كل كونفدرالية ، بعد تأمين حقوق الجميع ، عندئذ تظهر على السطح في مجتمعاتنا ، رغبة حقيقية لترسيخ العيش المشترك ، و ترفرف عالية رايات التطور السياسي و الثقافي و الأقتصادي .، و هذا لا يعني بأننا الكورد لا نفتخر بذاتنا ، وان كنا أمة مغبونة و مظلومة ، و كذلك من حق الشعوب الأخرى ، من مكونات العراق الكونفدرالي ، الأفتخار بأنتمائها و أصولها و تراثها . ندعو لهذه الكونفدراليات لكي نثبت حرصنا على وحدة العراق ، و في نفس الوقت لنقول بأننا، نرفض النفوذ والهيمنة بأي شكل اتت ، كما حصل في السابق و في الماضي الغابر ، و لأن الكونفدرالية هي الأسلم لوضع العراقي المقسم أساسا ، و لأن خارطة الناقصة للشعوب، لا تتوقف عن التغيير مثل الحياة ذاتها ، و لا يصح الا الصحيح ، وفق المسار التاريخي و الجغرافي ، لذا نكررها و نقولها صراحة بأن الجماهير الكوردستانية ، ترفض مناهج الآخرين التي تدعوا الى الهيمنة ، بعد تحرير العراق من قبل قوات التحالف و سقوط الصنم ، و قد يسميها البعض قوات غزو او غيرها من المسميات ، الا اننا نعتبر ما حصل نقطة تحول تاريخية ، و علينا تطوير و تعميق علاقاتنا مع بعضنا اولا ، و من ثم مع الوافد الجديد على اسس صحيحة ، و نحن لا يهمنا ، الذين لا زالوا لا يلاحظون التغيير الذي حدث ، ولا يلمسون المستجدات و التطورات ، التي جرت على الأرض بعد سقوط الهبل ، كأنهم يعيشون في كوكب آخر مع شعاراتهم القديمة ، سواء كانوا في داخل العراق او في خارجه ، الذين يدعون الى بدع و ترهاتات ، من خلال الحناجر العالية ، بدعم من بعض دول الجوار ، أنهم حقا يحتاجون للقصاص قبل الشفقة ، لأنهم حقا يريدون ان تقع الشعوب العراقية ، خلال بعض المسميات في نفس مظالم عهد الديكتاتور، او وقوع المسؤولين في تفكير ساذج ، على اساس هم ملهمين ، و وجودهم في الكرسي أكثر من ضروري ، ذاتيا و موضوعيا و دوليا ، و بالتالي ومن خلال المتملقين و من قبل اصحاب المصالح ، سيقعون في أخطاء مميته للجميع ، لعدم تقدير قوتهم و شعبيتهم بصورة واقعية ، كما حصل لقائد الضرورة حينما قالوا وجوده و وجود العراق واحد ، او حينما أكدت له المصادر الروسية و الفرنسية ، بأن قواته تستطيع مقاومة قوات التحالف ، و تبين لاحقا مدى التنسيق المخابراتي لهذه الدول مع امريكا . قد يختلف البعض مع الطرح الأمريكي حول الديمقراطية في الشرق الأوسط ، بسبب العولمة و هيمنة القطب الواحد ، و هذا من حقهم المشروع ، لأننا ايضا نؤمن بأن الديمقراطية ، جديدة على المنطقة ، و عقلية العدل المستبد لا زالت شائعة ، لذا الديمقراطية ليست رداء نلبسها ، او كرافنة نختار الوانها ، الديمقراطية تأتي بالأيمان بها بالتفاهم و الأقناع ، لا بالتهديد في بعض المواقع او الأماكن ، لكننا لسنا على أستعداد للذهاب الى التهلكة، بديمقراطية فضفاضة للعراق ، يتحكم فيها أصحاب الجحور من وراء الحدود ، لنصبح وقود معارك و حروب الآخرين و التضحية نيابة عنهم . نعم كما ذكرنا في مناسبات عديدة ، من ان العراق حاليا بلد مقسم ، و ان كان ظاهره جسد واحد يحمل اسمه ، الا ان هذا الجسد بثلاثة رؤوس ، ان لم تتوحد هذه الرؤوس في عقل واحد ، لا يمكن أنعاش الروح فيه بالتفكير الساذج ، و بالشعارات البالية الغيبية ، التي قد تؤدي الى الجدل التكفيري بين بعضنا البعض ، او الى الجدل الفكري العقيم بدون مولود او نحصل على مولود مشوه ، الذي يرفض الآخر دخل الشيعة و السنة ، او بين الكورد و العرب ، او بين بقية المكونات العراقية ، و كما حصل و يحصل للأخوة المسيحيين و المندائيين ، سواء كان مؤخرا او خلال اكثر من الف سنة ، و نحن الكورد دخلنا في معارك و حروب طاحنة رغم ارادتنا ، بل فرضت علينا فرضا ، و كلما سنحت لبعض رموزهم او لحكامهم فرصة ، يعيدون نفس الأسطوانة القديمة الجديدة ، يلطمون الكورد بقسوة و يضربون خاصرته بدون رحمة ، و حتى هذه اللحظة أتباعهم يذبحون الكورد على الهوية ، دون تفرقة بين الشيعي منا او السني ، و ينسق بعض رموز الطرفين مع دول الجوار في السر و العلن ، لطمس حتى معالم الحقوق الكوردية في ارضه التاريخي ، و طمس ملامح البعد الجغرافي لذلك الارض ، لذا في حالة عدم تأمين مستقبل شعبنا الكوردي ، يكون من حقنا مطالبة المجتمع الدولي بأجراء أستفتاء في كوردستان ، على حق تقرير المصيرلشعبنا ، و رفع علمنا على ارضنا ، ليتخلص شعبنا من القلق الذي يعيش فيه ، و نرى حينئذ من يكون النادم ، و خاصة اذا استمرت دول المنطقة ، النظر للقضية الكوردية بنظرة شوفينية متعالية ، لذا ننصح ساسة هذه الدول ، بأن دراساتها الفوقية لا تستطيع معرفة خفايا ثقافات الشعوب ، و مهما تجاهلت او لم تفصح ، عن عجز مخابراتها الألمام بتفاصيل ارادة الشعب الكوردي ، فأن الواقع سوف تفرض عليها ، مهما أعتمت مصالحها الأنانية بصرها و بصيرتها ، و المضحك المبكي في تصرفات هذه الأنظمة ، بأن كل منها تحاول ان تلعب دور الريادة ، في التمييز بين الشأن الكوردي و العراقي ، رغم التنافس الأحمق بين هذه الدول ، لكن الكورد أثبتوا فشل رهانات هذه الأنظمة ، بعد ان نزلت الأحزاب الكوردستانية بقائمة موحدة لأنتخابات العراقية ، و هذا الأرتباك جعلت هذه الأنظمة عاجزة عن املاء فراغ مهزوميها في العمق العراقي ، و سوف تثبت الأيام ايضا فشل هذه الدول الطامعة ، في ممارسة اي دور في تحديد مصير المنطقة ، و في حالة اعادة تشكيلها سوف تعاد النظر في حجومها الذاتية ، و بوادر أفلاسهم ستظهر هنا في العراق ، و هناك داخل كياناتهم ، مهما أستعانوا بأستشارات ، أشخاص نفعيين تعتبرها مخلصة لها ، و مهما نشطت أجهزة مخابراتها في هذه الساحة العراقية او تلك ، لأنهم هم وضعوا أنفسهم في المأزق الحالي ، حينما تسارعوا جميعا الى مد حبل النجاة لنظام الطاغية ، و من ثم قيامهم بخلق أجواء الأرتباك و الأهتزاز في العراق بعد التغيير ، و من ثم خلق العشرات من الأحزاب و التنظيمات الوهمية ، و تمويل اصدار صحف صفراء التي تروج لدولهم ، و من ثم محاولاتهم لوضع قوات التحالف في مأزق الأرهاب ، و وضع العراقيل في عجلة الديمقراطية و الحريات والأستقرار في العراق ، لكي لا تكون نقطة الأنطلاق لتصل الى دولهم ، اشعاع الديمقراطية ، و نور الحرية و المساواة . يعيش البعض الهاجس الكوردي ، لغرض ابتزاز المتخوفين من انطلاق المارد الكوردي ، فاذا تعثر رجلهم بحجر ، او اصابت مصارينهم العفنة بالغازات ، او تأخرت حافلة النقل عن موعدها ، فأنهم سرعان ما يتهمون الكورد ، حتى انهم احرقوا اوراقهم جميعها ، و أصبحوا مصدر التندر لدى شعبنا ، و قافلة الكورد مستمرة تواصل سيرها الى الأمام مهما نبحوا ، لأن هؤلاء من الجيفة العفنة ، لا يدركون ماهية المجتمعات المتقدمة و المتطورة ، وأن عاش بعضهم في الغرب ، لذا وجدناهم مترددين في الأختيار بين الحرية و الأستعباد ، و من ثم فضلوا الأستعباد على الحرية ، لأن الأستعباد يكفيهم مؤونة التفكير لتحديد غاياتهم في الحياة ، و لأنهم شربوا ماء البعث فيفضلون استعباد الآخرين معهم , و لكونهم نازيون جهلة ، يخبصون الدنيا في حالة مطالبة الكورد ، بحق تقرير المصير اسوة بشعوب العالم ، و لم يدرك هؤلاء السفهاء الذين يتبعهم بعض الغاوون ، من ان شعوب الأتحاد الأوربي لم تفقد قيمها بعد قيام الأتحاد ، بل تعايشت مع بعضها و تبادلت الثقافات، مما جعلتها تتقاربت و تتبادلت المصالح والمنافع ، و في اوربا المتحدة لم تصبح الشخصية الأيطالية فاشية ، و لم تتبنى الثقافة الفرنسية طروحات فيشيه و جان لوبيه ، لم ترجع المانيا الى النازية ، و لم تفقد هولندا وبلجيكا كرهها للعنصرية ، و استمرت بريطانيا في ديمقراطيتها الملكية تحت شعوب العالم على ارضها ، ولم تفقد هذه الدول مشاريعها التنموية ، بل أكثرها وحدت عملتها ، و حولت شركاتها الى كارتلات ، و حافظت على تقدمها التكنلوجي و الصناعي، و طورتها نحو الأفضل ، و لم تقطع رأس مواطنها لأنه أصبح مسلما ، او موطنتها لأنها تزوجت شرقيا اسودا او مسلما ، و لم تمنع بناء الجوامع ، بل و فرت الأراضي للمساجد و لمقابر المسلمين ، حتى الأرهابيين لم تسلمهم الى بلدانهم . و لكن اذا طلب أحدهم من ربعنا في الغرب ، توجيهه كي يصبح مسلما ، يشترط عليه اولا بان يختن ذكره ليثبت فحولته ، و من ثم يبلغه اذا تراجعت عن اعتقادك الجديد ، فيقطع رقبتك بالسيف ، قطع و ذبح و دم ، نشاهد مثل هذه الحالات و مثل هذه المواقف ، هؤلاء الذين يجعلون من انفسهم حجة على البشرية ، أرحم عقاب نعطيه لمثل هذه النماذج المتخلفة عن الحضارة و التقدم ، هي وضعهم في دهاليز مزبلة التاريخ ، ليعيشوا فيها مرعوبين من رعب الحقيقة ، و من قمقم الغربيين التي لا وجود لها الا في تخيلاتهم المريضة . اعداء الكورد من حكام و احزاب و افراد ، هم مثل ذلك السكير الذي يمسك كأس الخمر بيده اليمنى ، لأنه يعتقد مسك الأشياء باليد اليسرى يعتبر حراما ، و لغباء أعداء الكورد و ضيق أفقهم ، يتصورون كوردستان مجرد قطعة ارض ، يفيم فيها شعب غريب و وافد ، يمكن ان يتفرغ لهمومه في حالة عدم أستطاعتهم وأده ، ناسين بأن الأمة الكوردية الباسلة و العظيمة قد خرجت من قوقعها ، و كسرت القيود و الأغلال بالدماء و الدموع ، و هي في طريقها لأن تتحول من شعب الله المحتار ( بالحاء ) ، الى شعب الله المختار ( بالخاء ) ، و سوف يستثمر الكورد علاقاتهم المتشعبة و المتينة ، في ارجاء المعمورة بدون أستثناء لما فيها مصلحتهم و رفاهيتهم ، لأن شعب كوردستان ينام على بحور من المياه ، و خزين من حقول النفوط ، و مناجم من المعادن الثمينة ، و كوردستان المقدسة تقع في محيط جغرافي و استراتيجي ، و في منطقة قلقة مضطربة يريد لها الغرب الأستقرار ، لا بد ان يكون للكورد دورهم المتميز في استقرار المنطقة ، و تأمين المصالح فيها ، لأنهم مفتاح المنطقة و هذا ما أثبتوه في عملية تحرير العراق من النظام السابق ، و لكونهم المعادلة الصعبة في خيارات أنظمة المنطقة المرشحة أكثرها للسقوط او التغيير ، لأن هذه الأنظمة لا تستطيع ردم الهوة السحيقة والكبيرة للتخلف عن طريق مشية السلحفاة ، ان كانت هناك أصلا نية لديها لردم هذه الهوة ، نظرا لصعوبة استعابها المتغيرات وكلفتها الباهضة و مردود التغيرات و نتائجها عليها ، لأنها تعيش في الماضي و تفضل الرجوع الى الوراء ، لأن حياة الماضي حية في شعورها و في اللاوعي لديها . لو لم أكن كورديا كنت أتمنى ان أكون كورديا ، لأن الكورد بأرادتهم التي لا تلين و عزمهم ، ضمدوا جراحهم و شمروا عن سواعدهم ، بدلا من البكاء على الأطلال ، و انطلقوا من الصفر لبناء بلدهم في وقت قياسي ، عزمهم و أصرارهم و جديتهم أدهش اصدقاء الكورد قبل الأعداء ، رغم الحصارات التي كانت مفروضة عليهم في كل مجالات الحياة ، و رغم البنية التحتية التي كانت دون الصفر ، 4500 قرية مسحت عن الأرض ، ينابيع المياه اغلقت بالكونكريت المسلح ، 182 ألف مؤنفل من الشيوخ و الأطفال و النساء ، 10 آلاف شاب من الكورد الفيلية غيبوا ، نصف مليون منهم هجروا من وسط العراق و جنوبه الى ايران في اوضاع مزرية ، ، ناهيك عن الأعدامات و السجون و أستعمال الأسلحة الكيمياوية في حلبجة الشهيدة و باليسان و بهدينان ، و عمليات التعريب و الترحيل التي طالت نصف جنوب كوردستان المدمى ، في مكة الكورد كركوك ، و في سنجار التين و العنب ، و زمار النفط و الشيخان الرمان و البلوط ، و قرى الورود و النرجس و الرياحين ، و الطبيعة الخضراء لأعزائنا من لكورد الأزيدية في سهل الموصل ، و لاننسى خانقين و كفري و جلولاء و الزرباطية و بدرة و جصان ، أليس من حق هذا الشعب ان يقول للعالم ؟ اني شعب لا أموت و لن أموت ، و أظل من غرائب معجزات الدهر و القدر ، و أن يقول أنا شعب سأم و رفض الحياة في الرفات ، لأني شعب أؤمن بأن عيش الكرامة ليست تحت الحفر ، و أرفض الوطنية المفروضة كزواج قسري ، تلك الوطنية التي تعتبر الكورد ، أقل من الضيف و ليس شريكا ، الا يستحق هذا الشعب وهو على هذه الدرجة من العزم ، بالمطالبة ليرفرف علمه شامخا شموخ صديقه الجبل ليناطح السحاب ، و كي يقول أجياله لحساده موتوا بغيضكم ، و من ثم ليلعنوا كل الحاقدين على الكورد ، ماضيا و حاضرا و مستقبلا و على مدى الدهر ، أينما كانوا و من كانوا .
|
|
04/07/2007 |