تعالوا نسأل الله

فينوس فايق

 

 نرسيس..دعك من السؤال

فأنت مازلت صغير

مازلت صغيراً على الرحيل

مازلت صغيراً على هذا الشكل من الموت

على هذا القدر من الموت

 

نرسيس تعال معي

نصطاد العودة من شعاع الشمس

نصطاد الخلود من عيون الذين رحلو قبلنا

تعال فمنذ سنين طوال و أنا أجلس مقابل هذا الباب

 

أوَتدري...

هذه سجادة أمي

التراب وحده يقف عليها... دون أن يتوضأ

يقف... و هو يجهل أين ضاعت القِبلة

يصلي و يردد آية لا يدري سيدفن بإسمها

 

نرسيس

هل تفهم لمَ أنا أقف هنا...؟؟

على هذا الطريق كُتِبَ أخرُ سطر

من آية الأنفال

برؤوس الأحذية العفنة

 

نرسيس... دعك الآن من السؤال

و تعال نستفيق معاً من هذا الكابوس

تعال نستفيق معاً

من حلم أصابه الصدأ

داخل عيون وطن حزين

تعال نشرب كأسا نخب هذه الصحوة

نخب هذا الموت الجماعي

تعال نشرب نخب هذا السفر العاجل

نخب هذا القبر الجماعي

تعال دون أن تتوضأ

فأنت أطهر من الكتاب الذي بين يدي

تعال لتقف معي على سجادة أمي الرثة

و لنقيم معا

صلاةًً للكفر الطهور

و لنصلي لهذا الغضب

لنصلي لهذا الوجع

فلا إله إلا السلاح و لا حول و لا قوة إلا بالسلاح

و أعوذ بالأرض من الغول اللعين

 

إبكِ معي نرسيس

أصرخ معي

ردد معي

آيةً من صراخ عربة مليئة بالأطفال

آيةً من دموع الصبايا ذوات الشعر الغجري

سورةً من الموت الجماعي

سورةً من دماء تفوح منها رائحة الربيع

مدفونة تحت تراب بلون الجحيم

قف بجانبي على سجادة أمي

و أمسح العرق من جبيني

و عانق خوفي و أمسك يدي

و لنصلي

182 ألف ركعة و ركعة

و لنردد 182 ألف مرة و مرة "أية الأنفال"

و أبحث معي بين حروفها

إن كان الله أجاز موت أمي وهي تصلي له

تعال نُلقي القبض على الله بدلاَ الغول

ونسأله 182 ألف سؤال

عن وطن كان شمسا

وصار دمعة

فتسلل إلى أعماقي كروح طفلة مؤنفلة

و لنحاكمه 182 ألف مرة

و نغرمه 182 ألف روح

و لنجعل التراب شاهداَ بيننا

ألا يقول هو أننا من التراب و إلى التراب؟؟؟

 

           

 

04/07/2007