ان من احد مزايا الشعوب الاصيلة والعريقة هو
الوفاء لتاريخها والشخوص المساهمة في هذا التاريخ ، وفي كل
المجالات منها الادبية والثقافية والانسانية وحتى الرياضية
منها ويستحقون الذكر دائماً لانهم اصبحوا تراث هذه الامة .
ففي تاريخ 27 / 5 / 1994 رحل عنا المربي
والاديب والصحفي الكبير مصطفى سيد احمد شيخ محمد البرزنجي
والمعروف بـ ( مصطفى نريمان ) والذي يعتبر بحق احد اعلام
الكورد ، وهو غنى عن التعريف في اوساطنا الادبية والصحفية حيث
له مساهمات ادبية وصحفية منذ العام 1942 في العديد من المجلات
والصحف منها مجلة ( كلاويز ) ، ومساهماته ناهز الـ( 500 ) .
هذا بالاضافة الى عدة مؤلفات غنية .
والفقيد من مواليد مدينة كفري سنة 1925 نشأ
وترعرع فيها لحين التحاقه بدار المعلمين العالية ببغداد وذلك
سنة 1940 حيث تخرج منها سنة 1944 وبعدها اصبح مدرساً في مدارس
كركوك وجلولاء وكفري وابعد الى مدينة الكوت سنة 1961 وذاق
مرارة السجون عدة مرات في كركوك والكوت وجلولاء وبغداد وذلك
لمواقفه الوطنية .
وحظيت بالتعرف اليه وبلقائه مرات كثيرة في
بغداد منذ منتصف السبعينات واصبح فيما بعد لقائي به انا
ومجموعة من الشباب بشكل منتظم كل اسبوع تقريباً وله الفضل
الكبير علينا وكان يدعمنا ويحثنا على القراءة المستمرة الفكرية
والثقافية ، وكان يحدثني دائماً عن المسائل التربوية والصحفية
وكان يذكر لي معاصريه مثل حُزني موكرياني والعلامة المرحوم
رفيق حلمي والمرحوم الاستاذ ابراهيم احمد والمرحوم عمر دبابة
وغيرهم ، وكان الفقيد بحق مربياً كبيراً من خلال نصائحه لي
حيث كان يحثني داثماً على المطالعة الدائمة وعدم الانقطاع .
فالف تحية لذكراه الخالدة وذكرى الخالدين جميعاً .
|