|
(هذه
الکلمات البسيطة مهداة إلی طيبي الذکر ضباط الصف في کتيبة
إستطلاع صلاح الدين، کل من: العريف مجهول، رئیسي العرفاء جاسم
مطر و قاسم صکبان و کل من لم يمارس التمييز ضد الجنود الکورد
في الکتيبة المذکورة)
ما
أرويه هنا ليس من نسج الخيال و لأنني لا أريد أن أأتي بالکثير
من الحجج لأثبت للآخرين بأن البيشمرکة ليست ميليشيا و أن
الآلاف من ضباط الصف و مئات الضباط من خريجي الکلية العسکرية
العراقية کان يعملون في صفوف البيشمرکة بما فيهم قائدي الفرق،
فإنني أروي لکم قصتي مع العريف مجهول (وهذا هو إسمه الحقيقي).
کان
هذا في بداية السبعينيات و کنت أخدم کجندي مکلف في الکتيبة
المذکورة أعلاه، معلمي کان العريف مجهول، ذلك الإنسان الطيب،
هو يدربني علی إستعمال البندقية في النهار و أنا أعلمه القراءة
و الکتابة في المساء. کنا خمسة معلمين کورد، أوفدنا إلی
الکتيبة المذکورة من قيادة الفرقة الثالثة المدرعة و کان مقرها
أنذاك في تکريت لنعمل في مشروع محو الأمية. الکتيبة کانت
مستقرة في الصويرة، و ما أن إلتحقنا بها حتی بدأنا بفتح دورة
لمحو الأمية و شکلنا فرقة مسرحية مع جنود من البصرة و فرقة
للدبکات الشعبية، أکتب هذه التفاصيل لأقطع دابر الشك إن وجد.
ذات
يوم تکلم لنا العريف مجهول عن الإنضباط و إطاعة الأوامر
العسکرية و تطبيق النظام و أهمية کل هذه في حسم المعارك، و من
جملة ما قاله:
ـ أن
القوات الغير نظامية غالبا ما تخسر الحرب.
کنا
آنذاك شبابا و کانت تجربتنا في الحياة فقيرة و لم تکن هناك
حواجز تردعنا عن قول أي شیئ، فأنبريت قائلا:
ـ
عريفي، البيشمرکة قوات غير نظامية و مع ذلك ربحوا الحرب. (و
کان قصدي بأنهم ربحوا الحرب ضد الجيش العراقي)
و دون
أن يحاسبني هذا الإنسان الطيب، قال:
ـ و
من قال لك بأن البيشمرکة ليست قوات نظامية؟ إنظر إلي رئیس
العرفاء نامق و رئیس العرفاء صديق، هؤلاء کانوا بيشمرکة و
کانوا من ضباط صف وحدتنا فإلتحقوا بالبيشمرکة و دربوا إخوانهم
و إنك تراهم الآن بيننا فقد رجعوا بعد أن توقف القتال،
البيشمرکة قوات نظامية أستاذي.
و مرت
الأيام و تدربنا علی إستعمال الأسلحة الخفيفة ثم المتوسطة و
دخلنا دورة إستعمال قاذفات الصواريخ المحمولة علی الکتف (آر بي
جي)، ثم دورة مقاومة الطائرات بسلاح الدوشکا و أنتهينا منها
بتفوق، لتنهار بعدها إتفاقية 11 آذار سنة 1974 و نلتحق بالثورة
الکوردية جاهزين دون أن نحتاج إلی التدريب و تنطبق علينا مقولة
العريف مجهول:
البيشمرکة قوات نظامية.
fahmikakaee@yahoo.se
|
