بكائية من القلب لإبن الوند آزاد خانقيني  

                       حكيم نديم الداوودي            

   

بالأمس رحل عن كوردستنا المحررة فنان مبدع وأصيل طالما صدح بصوته العذب أجمل أغانيه العاطفية المتدفقة بالعشق لوطنه كردستان ولمدينته الحالمة بعطاء الوند والمتيمة لأمسيات باوة محمود. الفنان الذي خطفه صوت الحجول الجبلية ودهشتة وعول سفوحها العالية. إمتشق بندقية الشرف ليصد بالرصاص والنشيد الحماسي شرور أعداء كوردستانه العزيزة. في وداعك نبكيكَ كلمات وأشجان وأنت لوحدك َصارعتَ آلامك مع صمت أحبائك الذين نسوك في أيام محنتك الموجعة. من هنا من ضفاف الوند بدأتَ سفرك نحو خنادق النضال من تاريخ مدينتك المنسية خلف هموم أبناء كرميان ومعاناة ضحايا الأنفال. ومثلك إستوقفتي عبرة طفلة كوردستانية وهي ترتجف من هدير طائرات الموت في إحدى أماسي نوروزنا الحزينة عشية تهديم قرانا الآمنة ومع زخات ذلك الربيع الدامي، وهي تنوح لأمها المسبية والتي كانت تفطر الحجر ببكاءها وهي تبحث بين شواهد القبور عن أمها المفقودة.هذه هي مأساة نكبة أبناء كردستان وفي أحلك ظروفها مع بشاعة وقسوة أعدائها. آزاد كان ذلك الفنان الذي أقسم أن لايدع سلاح المقاومة، وأن لا  يسكت على الغدر  في بث الحماس والأناشيد الثورية في روح الجماهير الكردستانية الثائرة .(( والذي جابه  الكثير من المواقف  العسيرة مع إخوانه رجال البيشمه ركه كما نوه إليه الأستاذ الأديب مدحي المندلاوي في مقاله آزاد خانقيني سيرة فنان ثائر: بإنه كافح  ودافع مع إخوانه البيشمركة عن كرامة هذه الامة ، وكم تحملوا من جوع وانتظار قاس ومرير ، وكم شاهدوا من انكسارات وعاشوا افراح الانتصارات !؟.

من يريد أن يعرف قساوة حياة البيشمه ركه في أيام النضال ليشد في وسطه مجموعة من مخازن الرصاص ، ويتمنطق بمسدس ، ويحمل سلاحا ثم يحاول أن يعتلي قمة بيره مه كرون أو كتو أو هيبت سلطان بوقت قياسي !! سيحس بالم فضيع في عموده الفقري ، ولن تقوى قدميه على حمله!

هكذا مضى شبابنا الى الأمام وهم يقاتلون أشرس عدو على ظهر هذه البسيطة . حتى الصخور تعبت من التصدي لدكتاتورية شرسة ومجرمة ، وضعت الشرف العسكري تحت قدميها ، والتجأت الى أخس أنواع الاسلحة المحرمة في إستعمالها ضد الحيوانات والضواري !

وحدهم رجال بمستوى آزاد تقدموا الصفوف بعناد وبطولة ، ليكتبوا أصعب فصل من تأريخ شعبنا في القرن العشرين)) .

 آزاد الذي رحل عنا لم يفتح لنا كل صفحات عتابه كيلا يدمع عيوننا من بعده في حزنه الثقيل أخذ معه ألمه الخفي وقلنا له نحن معكَ ولم نفعل له حتى لم نكلف أنفسنا بزيارته في ساعاته الأخيرة أوإرساله الى خارج كردستان أسوة بأبناء وأقارب المسؤولين الذين يرسلون على نفقة دماء الشهداء وضحايا شهداء حلبجة والأنفال الى المستشفيات الأجنبية. أقول لكم مات الفنان آزاد خانقيني شكراُ لكم ولمساعدتكم، مات فنان الوند الخالد آزاد شكراُ لمتابعتكم، ولإحترامكم لنضال بيشمه ركة كردستان في حياته وفي أيام مرضه ومحنته وبعد رحيله. أقول من الأعماق شكراُ لكل القلوب الطيبة. ولكل من ساهم في إحياء هذا المجلس التأبيني والذين قاموا بهذا الواجب الإنساني في تأبين فنانا الخالد آزاد خانقيني وكل التقدير لمن تجسم عناء حضور هذا التأبين.أقول في الختام آهٍ لأجساد شبابنا البيشمركة كيف يدفنون بحسراتهم بين صدى التأريح ونكبة أفول أماراتنا التليدة. وفي يوم تأبينك أضع إكليلاً من الغار والنرجس الكردستاني،أنثر في لحظات صمتي وحزني أوراق حبي في كلمات وفاء لذكرى مسيرتك في النضال والفن الأصيل. سلاماُ ومحبة لك وأنت من الخالدين.                                                                                                             

 

حكيم نديم الداوودي                                                       

 

           

 

02/09/2015