لماذا قنصلیة بل نفتح سفارة

مصطفی چوارتایی

chuartaiy@gmail.com

کلما التقی مسؤول عربي بمسؤول کوردي، ساله عن العلاقة مع إسرائیل، کأن العلاقة مع اسرائیل هي لتوسیع الثغرة في طبقة أوزون التي تؤثر علی حیاة و مستقبل البشریة، یتکرر نفس السؤال في کل مرة والجواب واحد، فبدل ان یعتذر المسؤول العربي عن المظالم التي لحقت بالکورد و وطنه علی ایدي العرب، یسال عن اسرائیل و لا یقتنع بالجواب، ثم اذا اخذوا جوابا واقعیا من المسؤول الکوردي جعلوا من الحبة کبة، و تصدر البیانات و تصریحات الشجب والادانات.

ان وجوب العلاقة مع اسرائیل اصبحت بمثابة غرفة العنایة المرکزة للعرب یکرهونها و یحتاجونها في نفس الوقت، و هذا یذکرني بالایة الکریمة "عسی ان تکرهوا شیئا وهو خیر لکم" فاسرائیل هي خیر للعرب و شر للکورد.

من لا یحتاج اسرائیل؟

الصین بکبر حجمها و کثرة ساکنیها الملیار و ثلاثمائة ملیون و سعة اراضیها التی تتجاوز ملیوني کیلومتر، تشتري المنتوجات الاسرائیلیة و باشدا لحاجة الی اجهزتها التقنیة و قدراتها التکنولوجیة المتطورة و و طائراتها التي تطیر من دون طیار، امریکا سیدة العالم لا تستغني عن اسرائیل و عن علومها، اوروبا و روسیا والهند و اخیرا ولیس آخرا پاکستان المسلمة تتبنی علاقات مع اسرائیل هذا ما عدا الدول الاخری من دول مسلمة و علمانیة و عربیة و ترکیة و غیرها من دول العالم، هناک شیء مهم یجهله العرب، لایکلفون نفسهم بالسؤال عنه مرة، لماذا یا تری اسرائیل مهمة لهذه الدرجة و هي دولة صغیرة علی مساحة محددة من الارض، لم تعد هناک دولة تعادي اسرائیل بشکل حقیقي، والدول العربیة ایضا لاتعادیها اذا ما استثنینا منها الارهاصات الاعلامیة والضحک علی ذقون الجماهیر العربیة عامة والفلسطینیین خاصة. اذن لماذا یحرم علینا نحن الکورد ان نبني علاقة مع دولة متطورة مزدهرة دیمقراطیة کهذه؟ لاسیما لا یعترف العرب بحقوق الکورد و تاسیس الدولة المستقلة علی اراضیهم هذا مع العلم هم یعترفون باسرائیل و لایعترفون لیس بکوردستان مستقل فحسب بل حتی بالحکم ذاتي او الفیدرالي لکوردستان، اذا ماذا یمنعنا من ان نبي علاقاتنا الخارجیة حسب مصالحنا؟ و ماذا یهمنا ان ندد العرب بهذه العلاقة او لا، فهـم یثیرون بسرعة و ینسون بسرعة، کلنا نتذکر کیف کان موقف العرب من اتفاقیة کامب دیفید، ادانات و مظاهرات و قطع العلاقات الدیبلوماسیة، ولکن تراهم الیوم نفس العرب یصفون مصر بام الدنیا و نظام حسني مبارک زي الورد!! لا یعیرهم احد بوجود هذه العلاقة، نفس الشیء مع الاردن و موریتانیا و قطر، اذا نحن من حقنا یا سادة یا عرب ان نحذوا حذوکم و ان نلحق برکبکم المظفر و نبني العلاقة مع دولة اسرائیل....

ما سر کره العرب لاسرائیل؟

ان الاحتلال شیء بغیض، ربما یصدق البعض ان شدة معادات و کره العرب للیهود یعود لاحتلال فلسطین من قبل الیهود الصهاینة کما یصفون! لکن من قرأ شیء من الفباء التاریخ یعلم ان الیهود عاشوا وکان لهم دولة علی هذه الارض قبل اکثر من الفي سنة، و کان اورشلیم عاصمة لهذه‌ الدولة مع العلم ایضا کان العرب في هذا الوقت لم یتعرفوا بعد علی ودیان ومجاهل صحراء الجزیرة نفسها!! و لم یتجاوزوا مرحلة الرعي ولم یسمعوا بشيء اسمها الدولة، هذا للتوضیح فقط.

اذا لماذا یکره العرب الیهود؟

لدی العرب عقدة کبیرة و هي عقدة الشعور بالنقص والتخلف امام الیهود، فهم اي الیهود کاتبي کتب الدنیا المهمة التي غیرت التاریخ، وهم کنز العلوم والعلماء في هذه الارض، حتی هذه اللحظة یتخرج سنویا من جامعة بیرزیت فقط55% من علماء العالم، اکثریة العلماء المخترعین کانوا من الیهود، و بعد تاسیس دولتهم الجدیدة و في غضون عشرة سنوات او اکثر بقلیل واصلوا البناء و بنوا مؤسسات عسکریة و صناعیة بحیث اصبحوا من اصحاب السلاح النووي، و دخلهم السنوي لهذه الملایین الثلاثة من السکان یتجاوز ال82 ملیار دولار، دون ان یکون لدیم ابار نفطیة او معادن الحدید والذهب، و في المقابل و بعد اکثر من نصف قرن من تاسیس الدول العربیة لم یتطوروا و لم یتقدموا قید انملة، رغم الموارد الطبیعیة و الثروة النفطیة و الکثافة السکانیة الهائلة، لم یتقدموا لا في المجال الاجتماعي و لا في مجال الصناعي، فهم مازالوا یستهلکون!!! یستوردون الجلباب من الصین والشماخ من بریطانیا حتی سروج احصنتهم مستوردة، اذا ماذا بقی لدیم غیر الکلام، العرب والعروبة والاسلام والمؤامرة واسرائیل و اسرافیل، بحیث اثرت ثرثرتهم علی الاجیال الجدیدة حتی انهم اعادوهم الی العادة القدیـمة، الی الجهل والتخلف، الی الغزوا والانتحار و الذبح والقتل، ان الشعوب العربیة اصبحت من اشد الشعوب المتخلفة علی وجه الارض و ذلک بفضل قادة لیسوا بقادة و بفضل علماء لیسوا بعلما، و من یحکمهم یفتقرون الی الحکمة لیسوا بحکماء.

بعد کل هذا الذي شرحناه، لن ادعو کمواطن کوردي مثل ما دعی السید البارزاني الی فتح قنصلیة اسرائیلیة في اربیل بعد فتح سفارة في بغداد، لا... بل ادعو الی فتح سفارة اسرائیلیة في اربیل اولا یلحقها فتح قنصلیة في بغداد.