اتوا للحكم بالدم و لن يرحلوا الا بالدم*
شه مال عادل سليم لقد توصّل البعثيون الى اقامة سلطة قمعية فاشية في العراق وذالك بتطبيق شعارهم المركزي( من لم يكن معنا فهو ضدنا) و( البعثي الجيد هو المواطن الجيد) و شعارات عنصرية اخرى كثيرة , لقد اغتصب هؤلاء السلطة و بثوا سموم فكرهم الفاشي داخل المجتمع العراقي وبنوا مؤسساتهم القمعية الاخطبوطية الملفتة للدهشة و الاستغراب , حيث حولوا العراق الى دويلات داخل دولة واحدة مركزية صارمة واصبح لكل مسؤول صلاحيات كاملة لاتقل عن صلاحيات رئيس الدولة , وذالك لسبب بسيط الا وهو ان القائد و شلته الدموية ذوو عقول اجرامية و مخابراتية وعنترية , بعيدة كل البعد عن عقول رجال دولة مسالمين وامنين لا يهمهم الا مصلحة الشعب .... فهؤلاء اعتبروا كلّ المعارضين لسياستهم القمعية، خونة وماجورين وسليلي غدر و خيانة ووصفوهم بالعملاء والجيب العميل و المخربين , واصدروا قراراتهم الدموية الجائرة بحق كل معارض وبدات عمليات التصفية الجسدية مع وصولهم للحكم وضربوا بيد من حديد كل من عارضهم و رفع سبابته اعتراضا على همجيتهم او شكوا في ولائه( لحزبهم القائد ) . لقد شوه هؤلاء القتلة كل القيم و المبادئ الانسانية السامية داخل المجتمع العراقي و غرسوا فكرة الانتقام و الارهاب والنعرات الطائفية وبداو اولا بتبعيث المناهج الدراسية طبعا لاهميتها وحسب خطة جهنمية بعثية صارمة . . حولوا المناهج الدراسية في عموم العراق الى نظام داخلي( للحزب القائد) وربوا جيلا مشوها فكريا و ثقافيا و اخلاقيا , و سمموا بذالك الفكر العراقي الحر النابع من تاريخ الاخوة والحضارة والتسامح بين اطياف الشعب العراقي . اصبحت ثقافة البعث ثقافة سائدة داخل المجتمع العراقي واصبح حتى الشعراء و المغنيين و الفنانين و الاساتذة و المعلمين و الطلاب من متسبي حزب القائد راضين او مرغمين .. و ظهرت فصائل بما سمى ب( الطلائع و الفتوة و الجيش الشعبي) بملابسهم الزيتونية المطبوعة بخارطة الوطن العربي في المدارس ..وشملت سياسة التبعيث طلاب المراحل الابتدائية ايضا فكانت تاخذ منهم قسرا تعهدات للانتماء الى الجيش والتحاقهم بالمعسكرات القسرية( 1 ) لكسب اكبر عدد ممكن من اجل الولاء المطلق و الاعمى للحزب الذي شوه وحطم كل شئ جميل في بلاد الرافدين . لقد تحولت المدارس الى معسكرات للتدريب و الطلاب الى جنود والى قنابل موقوته رهن الاشارة و انتشر بين الطلاب التامر و والشك و الريبة والوشاية وتصرفات شاذه اخرى غريبة وبعيدة كل البعدعن سلوك الطلاب والزمالة الدراسية ,وبقرار قراقوشي حولوا يوم الاصطفاف و تحية العلم، الى يوم الشعارات والتمجيد واطلاق العيارات النارية و التصفيق للحزب القائد , نعم لقد طبقوا حرفيا مقولة ( كل عراقي مشروع استشهاد دائم) ,وحتى الشعراء لبسوا الزي الزيتوني وحملوا المسدس بدل القلم و اصبح كل واحد منهم يحمل اكثرمن نوط (شجاعة) الذي شوه الهامهم الشعري و اعاق عقولهم وقتل روح الانسانية فيهم ... نعم لقد استطاع حزب البعث الحاكم الانفراد بالحكم و تشويه كل القيم النبيلة وبدات المكرمات بنوايا بعثية حاقدة تمطر على الشعب المغلوب على امره و اصبح( كل العراقيين بعثيين وان لم ينتموا ). وبهذه الشعارات البعثية وتطبيقها حرفيا على ارض الواقع سمم العقول وافسد الاخلاق و شوه العادات و الاعراف العراقية الاصيلة . دخل نهج البعث الى كافة مرافق الحياة العراقية بدون استثناء ( اعلامية , ثقافية , تربوية , سياسية , ورياضية , و اجتماعية ), حيث لم يبقى مجال الا فسد وتلوّث بسموم البعث وحتى الحيطان و الاشجار و الشوارع و الساحات و الحدائق و المحلات و الدوائر، التي لطخت بالشعارات البعثية اضافة الى جداريات الطاغية التي لا تعد ولا تحصى .. ... و اليوم و بعد اكثر من ثلاث سنوات على سقوط الصنم نرى بان الارهاب و التفجيرات و الاخطتافات و عمليات الاغتصاب و جز الرؤوس والمفخخات ليست مستمرة فقط وانما تزداد حدتها يوم بعد يوم وهذا دليل واضح على استمرار نهج و فكر البعث ومواصلة اسلوبه الارهابي داخل المجتمع العراقي وبمعنى اخر سقط الصنم ولكن بقى الايتام الذين يعبدون الصنم , يعبثون ويقتلون الابرياء الذين لم تأت اجالهم في تلك الفترة المظلمة من حكمهم المقيت , ومن جهة اخرى دليل على فشل تلك الهيئة التي سميت بهيئة اجتثاث و استئصال البعث ...... لذالك فأن من المستحيل الانتقال الى مرحلة او حقبة جديدة , دون ايجاد الية جديدة يمكن من خلالها ان تجتث هذا الفكرالشمولي البعثي المتعشعش داخل المجتمع والمؤسسات المتمثلة في الاشخاص وجماعات والاحزاب السياسية وحتى في الوزارات واماكن حساسة كثيرة اخرى , كما يصعب ايضا الانتقال السلمي المباشر او غير المباشر الى مرحلة جديدة دونما المروربصالات جراحية واطباء ومختبرات لاجراء عمليات جريئة وسريعة لأاستئصال الورم البعثي الخبيث من الجسد العراقي، ثم تاهيله والعناية به في فترة النقاهة ليخرج العراق من واقعه السرطاني القاتل الى واقع عملي صحيح وجديد يتمكن من خلاله تحقيق مستقبل زاهر له و للعراقيين بدون استثناء .
ختاما اكرر المقولة التي اومن بها حد النخاع الا وهي .. ان فكر البعث و الديمقراطية قطبان لا يلتقيان ... اسرعوا في اجتثاثه واستئصاله و الا ..... (انتهى)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * الكلام لصدام حسين عام 1969 في احدى خطبه العنترية عندما قال(( اننا اتينا الى الحكم بالدم ولا نرحل الا بالدم)) , والجدير بالذكر ان صدام حسين طبّق هذا الشعار حرفيا وما نراه اليوم على ارض الواقع من خراب و دمار وارهاب خير دليل على ذالك . ( 1) كان النظام البائد ياخذ تعهدات من الطلبة في المراحل الابتدائية والمتوسطة تفرض عليهم الأنتماء لاحقا الى الجيش في حالة بلوغهم سن الرشد , وفي حالة هروب الطالب المتعهد وعدم الالتحاق بهذه المعسكرات القسرية ,يساق والده او شقيقه او احد اقاربه الى السجن .
كوبنهاكن
|
|
02/09/2015 |