بمناسبة تأسيس الإتحاد الوطني الكوردستاني تمّنى السيد محمود
المشهداني رئيس مجلس النواب العراقي في برقيته إلى السيد جلال
الطالباني الأمين العام للإتحاد النجاح " لشعب إقليم كوردستان
" ولم يقل الشعب الكوردي في كوردستان ويستمر السيد المشهداني
في برقيته ويدعو الله سبحانه وتعالى أن ينعم على جميع أبناء
الشعب العراقي بالأمن والإستقرار والحياة الحرة الرغيدة.
أن عبارة " شعب إقليم كوردستان " بحاجة إلى وقفة صريحة وجادة
وبالذات في الوقت الحاضر، حيث تجري في السر والعلن دعوات
وطبخات وأحاديث تدعو إلى طمس الهوية للشعوب العراقية صغيرها
وكبيرها، وليعلم المشهداني بأنّه لا يوجد شعب يحمل ماركة إقليم
في هذا الزمان، وانّ التسمية التي أطلقها غير دقيقة، وأتمنّى
أن تكون زلة لسان، وغير نابعة من التنكرللشعوب أو ....
يعلم السيد المشهداني بصفته رئيساً لمجلس النوّاب العراقي عزم
دول الجوارعلى عقد إجتماع خاص في طهران لدراسة الأوضاع
المأساوية في العراق، كما يعلم بأنّ الأوضاع التي تمّر على
الشعوب العراقية هي من صنع وتدبير وقيادة هذه الأنظمة الدموية
التي هي أنظمة دكتاتورية شمولية رجعية عميلة تضطهد الشعوب
وتستخدم سياسة الإرهاب والملاحقة والإعتقال والقتل على غرار
نظام الدكتاتور صدام حسين الساقط، ولا ( تكتف ) هذه الأنظمة
الدموية إضافة نظام الرجس والعمالة في مصر، وهي دولة بعيدة عن
العراق في المشاركة معهم لوضع الخطط والبرامج التي تزيد في
عذاب وجراح المواطنين في العراق، وتلجأ إلى نقل الإجتماعات إلى
" المؤتمر الإسلامي " التي ستعقد في العاصمة الآذربايجانية
باكو، لأنّ حكامها دكتاتوريون من عائلة حيدر علييف، ومن الذين
وقفوا بضراوة في وجه الكورد، وقتلوا العديد منهم في ناكورني قه
ره باغ.
يعلم السيد المشهداني بأن الكورد يواجهون الموت يومياُ في
تركيا الكمالية وجمهورية إيران الإسلامية وسوريا، فالأنظمة
الدموية هذه تعمل بكل الوسائل والطرق الملتوية على إسكات صوت
الكورد والإلتفاف على حقوقهم باللجوء إلى إخلاء القرى والقصبات
والمدن الكوردستانية، وإعتقال وقتل سكانها، وإفتعال الأزمات
لتمرير مشاريعهم القذرة بغية محو الهوية لشعب آمن ينشد الحرية
والسلام.
على السيد محمود المشهداني أن يطلق عبارة الشعب الكوردي على
الكورد الذين يعيشون جنباً إلى جنب مع أبناء الشعوب العراقية
الأخرى دون خوف أو خجل، والمطلوب منه ومن مجلس النواب العراقي
الذي هو رئيسه أن يعترف بوجود شعوب عديدة تعيش في العراق طالما
يتحدثون مثلاً وعلى لسان قادة ورؤساء الكتل السياسية المختلفة
عن الشعوب الإيرانية وهلمجراً..، وأنّ عدد أي شعب صغير في
العراق هو أكثر عدداً وأكبر حجماً من الشعب الذي يعيش في سيشيل
أو لينيشتاين.
في السابق دأبت القيادة في الإتحاد السوفيتي تسمية الشعوب التي
عاشت ضمن جمهوريات الاتحاد السوفيتي، وهي حسب الإحصاءات
الرسمية أكثر من 180 قومية وشعب بالشعب السوفيتي !!.، ولم يكن
في يوم ما في التاريخ، ولن يكون أبداً شعب تحت اسم " الشعب
السوفيتي " وكان ذلك (تسمية الشعوب في الإتحاد السوفيتي)
بالشعب السوفيتي خطأً تاريخياً دفع ثمنه الحزب الشيوعي
السوفيتي، ففي البداية طالب الشعب الليتواني بالإستقلال، وفيما
بعد طالبت الشعوب الأخرى بالإستقلال، وحدث ما حدث إذ تهاوى
بصورة غير متوقعة النظام الذي يدير شؤون الدولة السوفياتية،
وظهر بدلاَ من الشعب السوفيتي الشعب الروسي، الأوكرايني،
التركماني، الآذري، الليتواني، اللاتفي، الأستوني، القرغيزي،
الأرمني، الطاجيكي، الكازاخي، الأوزبكي، الجورجي والمولدافي،
كما ظهر بدلاً من الشعب اليوغسلافي بعد إنهيار دول إتحاد
يوغسلافيا الشعب الصربي، المقدوني، البوسني، الكرواتي،
السلوفيني وهكذا.....
في زمن نظام البعث البائد ردّدّ البعثيون أكثر من مرة عبارة
الشعوب الإيرانية، وقد شاركتهم مع الأسف الشديد قوى يسارية في
الترديد كالببغاوات، وكانت الغاية منها دفع الشعوب القاطنة في
إيران كالشعب الفارسي، والآذري، والكوردي، والبلوجي والعربي
وغيرها للإنشقاق والوقوف في وجه حكومة طهران، ولكن البعثيين
رغم إعترافهم بالشعوب في إيران، لم يعترفوا قط بالشعوب في
العراق وهي: الشعب العربي، الكوردي، التركماني، الكلداني
الآشوري السرياني، الأرمني، وبعد سرد ما مرّ ذكره هل يستطيع
السيد المشهداني أن يقول مثلاً : الشعوب العراقية بدلاً من
الشعب العراقي ؟؟.
على الشعوب العراقية بما فيها الشعب العربي في العراق أخذ
الحيطة والحذرمن حكومة السيد المالكي، والسيد المالكي يريد
عودة العراق إلى محيطه العربي والإقليمي على أساس أن العودة:
مطلباً ملحاً لإستقرار العراق!!، وهنا يقول المواطنون في
العراق ماذا جنى العراق عندما كان نظامه السياسي الذي قاده
البعثيون الأشرار والقوميون العرب الشوفينيون ملتصقاً بالمحيط
العربي غير الدمار والقتل الجماعي، وهل يريد المالكي تكرار
المأساة تحت لبوس جديدة ومسميات أخرى ؟؟.
الدستور العراقي يضم أصلاً نقاط ضعف عديدة، وخاصةً ما يتعلق
بالشعوب والقوميات العراقية المختلفة، وحكومة السيد المالكي
ومجلس النواب العراقي برئاسة المشهداني خليط عجيب، ولكن الأعجب
هو ان يطلق البعض عليه الموزائيك والطيف العراقي والقوس قزح
وما شابه !!، فالحكومة إلى جانب أحزاب مناضلة وشرائح وطنية
وعناصر مستقلة تضم بقايا البعث الساقط وعناصر إرهابية مجرمة،
ولهذه الأسباب، وأسباب أخرى تتزايد المخاوف عند الكورد، وهم
يتذكرون الأيام الصعبة والقاسية التي مرّت عليهم، وحجم
التضحيات والدماء الجارية ومأساة الأسلحة الكيمياوية وعمليات
الأنفال السيئة الصيت والمقابر الجماعية، وهم لا يريدون العودة
إلى تلك الأيام، بل يريدون العيش بسلام مع أبناء الشعوب الأخرى
وبناء مستقبل زاهر لهم وللإنسانية جمعاء.
ان العودة إلى المحيط العربي لا توفر الأمان والطمأنينة
والإستقرار للأوضاع في العراق، وأن الأوضاع تستقر عندما يكون
المواطن النزيه في سلك المؤسسات الدفاعية المخترقة من قبل
أيتام النظام البعثي الساقط ومن الملثمين المنتمين إلى
الميليشيات التي ظهرت فجأة بعد سقوط نظام صدام حسين الدموي،
والكف عن النهب والسلب في مرافق الدولة العراقية، وخاصةً
النفظ، والإعتماد على أبناء الشعوب العراقية، وعدم الإتكال على
جامعة عمرو موسى أو إجتماعات دول الجوار الدكتاتورية والرجعية
أو الهرولة إلى مؤتمريضم دول إسلامية، لأنّ حكام ورؤساء تلك
الدول هم مزيج من الساديين والدكتاتوريين ينشرون الفساد والموت
في كل مكان.
وأخيراً أكرر القول على رئيس الجمعية العراقية محمود المشهداني
وأقول : شعبنا هو الشعب الكوردي.
7/6/2006
|