توصيات مؤتمر أربيل للکورد الفيليين، جف الحبر و بهت

 فهمي کاکه‌يي

 
            

مؤتمر أربيل للکورد الفيليين المنعقد بتأريخ 3/12/2005 جاء بمبادرة من السيد جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق الفدرالي و برعاية السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم کوردستان، في وقت کانت الدعايات الإنتخابية في أوج عظمتها.

 

الکورد الفيليين نتذکرهم وقت الشدة و ننساهم ما عداه، هم في الحقيقة الشريحة الکوردية الأولی في معاناتها من بين الشرائح الأخری، يسکن إغلبهم خارج الحدود الجغرافية لأقليم کوردستان و بذلك فهم في الخطوط الأمامية لمجابهة تأثيرات الثقافة العربية عليهم و الحفاظ علی الأصالة الکوردية، هم علی مذهب آخر غير مذهب الأکثرية الکوردية و بذلك تقع علی عاتقهم مهمة صعبة ألا و هي التوفيق بين الإنتماء القومي و الإنتماء المذهبي إن لم أقل تفضيل القومية علی المذهب، هم ليسوا مثل الأکثرية الکوردية من التبعية العثمانية، لذا فهم في العراق إيرانيون و في إيران عراقيون، ، لم يخرجوهم من ديارهم لأنهم کانوا تبعية إيرانية بل لأنهم کانوا قبل کل شيئ کوردا و کانوا يملکون عقولا و قدرات إقتصادية، و إلا ما هو فضل التبعية العثمانية علی التبعية الإيرانية؟ هم کالشجرة التي أقتلعت من مکانها أکثر من مرة و من کثرة حنينها إلی بقايا جذورها الأولی فهي لا تريد مد جذور جديدة في أرض هي غريبة عليها.

 

الکورد الفيليين کانوا رافدا مهما من روافد الثورات الکوردية، فقد مدوها بالمال و السلاح و الرجال و الإعلام  دون أن تکون الثورة في مناطقهم کما الحال بالنسبة لأکثرية الکورد، الآخرون کانت الثورة قد ذهب إليهم في عقر دارهم، أما الکورد الفيليين فقد ذهبوا بأنفسهم إلی الثورة.

 

کنا قد نسيناهم، لکننا فجأة تذکرناهم، تذکرناهم لأننا کنا بحاجة إليهم، وعدناهم و وعدهم الآخرون فبدأت لعبة جر الحبل بيننا و بين الآخرين و إنقطع الحبل لا بسبب إهترائه بل لشدة طرفي اللعبة و قوة سلاح کل منهما.

 

مؤتمر أربيڵ کانت بادرة جيدة للم شمل الإخوة و الوقوف صفا واحدا من أجل کسب أکبر عدد ممکن من کراسي الجمعية الوطنية العراقية و لکي يکون للکورد صوتا قويا و مؤثرا، و لکن الکل يعرف بأن السياسة أخذ و عطاء، فمن أجل کسب أصوات الکورد الفيليين کان لا بد من أن تعطيهم القيادة الکوردية وعودا جاءت علی شکل مقترحات و توصيات، فکان من أبرزها:

 

1. أن تعتبر النقاط المتعلقة بحل مشاکل الکورد الفيليين الواردة في کلمة السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم کوردستان و التي ألقاها بإسمه و بإسم السيد جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق الفدرالي، کورقة عمل للجنة التنسيق و المتابعة المنبثقة عن المؤتمر و التي تضمنت:

 

 * ضرورة مشارکة الکورد الفيليين في السلطتين التشريعية و التنفيذية في کوردستان و حکومة العراق الفدرالي في بغداد.

 

 * دعم المؤسسات الثقافية و الإجتماعية و الرياضية الفيلية.

 

* العمل بشکل جدي علی تعويض الکورد الفيليين عن أملاکهم المصادرة(المنقولة و غير المنقولة) من قبل النظام العراقي المقبور.

 

* الإهتمام باللهجة و الثقافة الکوردية الفيلية من قبل الإعلام الکوردي و الجامعات و المراکز التعليمية.

 

 * تقديم تسهيلات للکورد الفيليين الموجودين في إيران و مساعدتهم في العودة إلی مناطق سکناهم الأصلية.

 

 * التعامل مع شهداء الکورد الفيلية کالتعامل مع شهداء الحرکة التحررية الکوردستانية.

 

2. إستحداث مرکز في بغداد لتوثيق مأساة الکورد الفيلية من کل جوانبها المادية و المعنوية .

 

3. الإهتمام بشؤون الکورد الفيلية في وسائل الإعلام الکوردية المختلفة.

 

4. تخصيص نسبة من المقاعد الدراسية في الجامعات و المعاهد الکوردستانية و ضمان مشارکة الطلبة من الکورد الفيليين في البعثات الدراسية خارج العراق سواء ا المتعلقة بإقليم کوردستان أو الحکومة المرکزية الفدرالية.

 

5. السعي لإيجاد درجات وظيفية لخريجي الجامعات و الکوادر و النخب الکوردية الفيلية في أجهزة و دوائر الحکومة الإتحادية بما يتناسب و حجم الکورد الفيليين.

 

6. إقامة مشاريع صحية لتقديم الخدمات في المناطق ذات الکثافة السکانية الکوردية خارج الإقليم.

 

7. دعم مساعي المرأة الکوردية الفيلية من أجل حصولها علی جميع حقوقها السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية و مساواتها بالرجل أمام القانون.

 

8. الإهتمام بالمشاعر الدينية للکورد الفيليين و إحترام طقوسهم الدينية.

 

9. تشجيع إصحاب رؤوس الأموال من الکورد الفيليين داخل و خارج کوردستان لإستثمار رؤوس أموالهم في الميادين التجارية و الزراعية و ذلك من خلال تقديم التسهيلات اللازمة لهم.

 

10. دعم مساعي قيادة الحرکة الوطنية لإعادة المناطق الکوردستانية التي مازالت خارج حدود إقليم کوردستان کمندلي و خانقين و بدرة و کرکوك و مخمور و وسنجار و غيرها من المناطق المسلوخة من کوردستان إلی الإقليم.

 

11. تثبيت الحقوق القانونية، الإجتماعية و الثقافية للکورد خارج الإقليم بما فيهم الکورد الفيليين في الدستور الکوردستاني و التأکيد علی تمثيلهم في البرلمان الکوردستاني و الأجهزة و الدوائر الحکومية في الإقليم.

 

12. العمل من أجل وضع هذه التوصيات في إطار قانوني و تشريعي يصدر في البرلمان الکوردستاني و المجلس النيابي العراقي حسبما يتعلق الأمر بهما.

 

و من أجل أن لا تبقی هذه التوصيات حبرا علی ورق فقد تم تشکيل لجنة لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات، لکنه من المعروف بأن هذه اللجنة قد قصرت في واجباتها و لم تقم بمتابعة توصيات المؤتمربشکل جيد و کأني بهم يحتاجون إلی (لجنة ملاحقة) لکي تجبرهم  من أجل أن يتابعوا تنفيد تلکم التوصيات.

 

لا يهمني کثيرا فيما إذا صوت الکورد الفيليين لصالح قائمة التحالف الکوردستاني أم لم يصوتوا، إن ما يهمني هو تفعيل تلکم التوصيات التي وعد بها السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم کوردستان بإسمه و بإسم السيد رئيس الجمهورية مام جلال، و لکي لا نکون کالآخرين يا سيادة رئيس الإقليم و سيادة رئيس الجمهورية إعملا من أجل أن تری توصياتکما في مؤتمر أربيل النور، فإنکما قد وعدتما و  وعد الحر دين، هذا ما عهدناه منکما.

 

 

           

 

02/09/2015