الشاعرالموهوب بندر أوغلو، معروف عندنا بمجاميعه الشعرية،
الطافحة بالأمل والحلم الكبير.الذي عكس في قصيدته ”أناس الشرق”
قدرة الناس الكادحين على تجاوز الصعاب.من أصحاب الأيادي
المتورمة الممتدة نحو الشمس. شاعرٌ يغني من أجل أولئك الذين
يحملون حب الأنسان في قلوبهم. بهذه البساطة وبهذا الفهم
الموجز، قيّمَ الأديب البروفيسور محمد عارف في باكو عالياً
قصائد بندرأوغلو. تعبٌ ذلك الطريق السالك نحوعالم شاعرمتجدد
ومتمرد على الأطر الكلاسيكية، في نمط الحياة، وفي أفق التفكير
الحر. شعراء من ذلك الوزن يعيشون الواقع ولكن يمزجون الأحلام
بالرؤى.شعراء ٌٌيتركون جروحهم كي تلتئمها نسائم صباح الوطن،ولا
تبقى مهملة كي تتقيّح من صمت المنفى. ينتظر مع مسارات الشاعر
الخالد البياتي من خلال قصيدته عائشة. تلك الروح المتمردة،
والرمزالصوفي في تشرد قلوب الحيارى،للبحثِ ما وراء حقيقة عشق
الأرض والإنسان. كتب بندر أوغلو في ساعة مرضه لعيون عائشته،
ولهموم الإنسان المتمرد، في زوايا وبوابات العالم توقاً
للحرية. وشوقاً لوجه أمه أينما حل، وأينما رسا به قارب
الغربة.في مستشفى أيسول من عام 1964 في صوفيا عبَّر عن تلك
الحسرة المكبوتة متطلعاً في وجوه الأطباء والممرضات ذوات
الأطواق البيضاء حمائم الرحمة والسلام كتب بندر أوغلو على طبلة
سريره بعد حيرة الأطباء من مرضه المجهول هذه
الأبيات.
لعلك تطرقين باب الحسرة في قلبي
في قلبي
لعلك تحنين الى عيوني التي ترقب الآمال
لعلك تحصين جراحات فؤادي
التي لا تندمل
وقبيل دخولي غرفة العمليات
ياليتك كنت ماسكة يديّ
وماكثة معي
وبينما الطبيب يشقّ قلبي
كنت تجدينَ
وطني ورفاقي المعذبين في حجيرات قلبي. بهذه الأبيات الموجعة
ولجنا وبحذر الى غرفته الهادئة، وهو في عناق دافئ مع رسل
السلام وحمائم المحبة. قبل الولوج الى عالم بندرأوغلو والذي
قادنا إليه الناقد التركماني المعروف هاني صاحب حسن في دراسته
القيّمة لأشعار الشاعر عبد اللطيف بندر أوغلو ومختارات مترجمة
من قصائده الجميلة. بدأ عن السبب الذي دفعه كي يكتب شهادته حول
الشاعر بندر أوغلو (( بدأت إهتماماتي بدراسة الشعر التركماني
الحديث في مرحلة مبكرة من حياتي، وفي بداية السبعينات بالذات
عندما كنتُ حينها طالباً في المرحلة الإعدادية بعدما نشرتُ عدة
مقالات في الشعر التركماني الحديث على صفحات القسم العربي من
مجلة صوت الإتحاد الصادرة من إتحاد الأدباء التركمان آنذاك
ومجلة الإخاء الصادرة من نادي الإخاء التركماني في بغداد.))
يستطردالأديب في معرض تبيان أسباب دراسته هذه((
الهدف الأساس من هذه الدراسة هو تعريف القارئ الكريم بالأدب
التركماني في العراق وإعطاءه صورة متواضعة عن الشعر الحديث في
هذا الأدب ومساهماته في طرح القضايا الوطنية وخدمتها)).وحسب
دراسته لبندر أوغلو، يمتاز قصائده بغزارة نتاجه الشعري قياساً
الى باقي الشعراء التركمان المعاصرين. لأنه أصدر حتى الآن عشرة
دواوين شعرية. يذكر هاني في كتابه. بأن أول كتاب صدر للشاعر
كان في عام 1962 في بغداد بعنوان خطوة في طريق الأدب التركماني
قي العراق والمسافة الزمنية بين نتاجه الأول وصدور ديوانه عام
1969 ويقول الناقد الى عدم ظهور نشاط أدبي له الى الظروف
السياسية القاسية التي مرت بالشاعر آنذاك وأدت به الى ترك وطنه
والإستقرار في بلغاريا في الفترة بين عام 1964-965 . لم يتوقف
عن نشر قصائد والتغني بقامة الوطن والمرأة والإنسان المغذب من
أجل رسم لوحات حريته على ضفاف شواطئ وطنه البعيد؟ نشر قصائده
في عدة المجلات أثناء إقامته في صوفيا. مثل مجلة الحياة
الجديدة الشهرية وجريدتي الضوء الجديد والشباب .كتب مسرحيته
الذين ماتوا في سبيل الحب آرزى قمبر المعبرة عن دفء الحب
وتضحية العاشق من أجل العشق. كما نشر قصائدة الخاصة للأطفال
ولأول مرة في مجلة الفرح الشهرية الخاصة للأطفال في يوغسلافيا
آنذاك.
يتميز قصائده بالواقعية الإشتراكية من دون أن يتقيد بخصائص
تيارالواقعية وهذا ما ذهب اليه هاني صاحب في دراسته المستفيضة
حول الشاعر حيث أكد على خصوصية العالم الشعري لبندرأوغلة
قائلاُ – بأن العالم الشعري لبندر أوغلو يجمع خليطاً واسعاً من
القضايا والأحداث والمفاهيم والرموز التي تعكس عمق وشمولية
تجربته الشعرية -. ويشير الناقد الى الأنماط الفنية الأخرى في
تجربة الشاعر كالرومانسية الحالمة بعشق الآرض، والإنسان المعذب
من أجل حريته، ولا سيما قصائده التي كتبها في أيام منفاه
وغربته. والتي عكستها دواوينه الصادرة بعد منتصف السبعينات مثل
بعض قصائد ديوانه نجوم منطلقة من البراكين. وديوان في صدر
الليل تختلج الصواعق. وعلى حد قول الناقد هاني بأن المراحل
الشعرية المختلفة للشاعر تضمنت أيضاً مدراس شعرية عديدة.
بندرأوغلو ودلالات الأمكنة في صوره الشعرية
الشاعر الحاذق هو الذي تتشظى نارالكلمات في ذائقته الشعرية
المزدحمة الى بوح مطرز بالصور المبدعة. والتي تتكئ على أنقاض
الأمكنة المستوحشة من لمس الرحيل والظلام. من صور ذلك المكان
وجه إمرأة شاخت قبل أوان الخريف. صورة محارب عّلق بندقيته بغص
زيتون أخضر، أو قصاصة ورقة من حبيب بعيد، يود إحياء ذكريات
طفولته. بالنسبة الى الصورة في أشعار بندر أوغلو أوجز هاني
صاحب رأيه لنا: بالنسبة الى الصورة في أشعاره أنها فن عملية
تشييد وبناء الصورة الشعرية تتم من قبل الشاعر لأداء وخدمة
أغراث فكرية مسبقة له ولا يصور الشاعر غالباُ تصويراُ عضوياُ
وإنما يستعين بما يثير فيك من إنفعات من جانب، ومن جانب آخر
تكشف طريقة الشاعر في التصوير مزجاُ فعالاُ بين الطاقة الفكرية
والطاقة الشعورية في ساحة شعرية ممتدة بسرعة ضمن
القصيدة.الشاعر يدرك بقدراته الشاعرية – بأن المعنى العظيم
لأية كلمة ضمن بيت شعري خاص لا يكمن في قوة تلك الكلمة فحسب
وإنما القوة تتأتى من قابلية الشاعر على إيجاد المكان المناسب
الأقوى لموقع الكلمة – يتجلى الإنسجام والتوافق بين كلمة وأخرى
ضمن المقطع أو بين مقطع وآخر ضمن القصيدة.وبالنسبة الى لغته
الشعرية يصف هاني صاحب لغة الشاعر بالرقة والشفافية بالخصوص
في القصائد التي أبع فيها مثل قصيدة قرنفل وملحمة العراق
وغيرها من القصائد على النمط نفسه ولكنه لا يأتي بها الاّ
نادراً ويقول بأن اللغة الشعرية لبندر أوغلو ليست كما يدعي
كاتب مقدمة ديوانه تربة الوطن المطبوع في تركيا بأنها أقرب
ماتكون الى اللهجة الأذربايجانية. بل هي لغة شعرية تستند الى
خصوصيات اللغة التركمانية في العراق في معمارها الرئيس. وعلى
مزيج من مداخلات لغوية وقاموسية تركية حديثة ويؤكد على نقاء
لغته الشعرية بأنها خالية من التعقيد ولا تتكلف أو تتصنع في
نسج تعابيرها وفي نفس الوقت خالية من البساطة والمباشرة.
ويستكشف الدارس عالماً مملوءاً بالحركة السريعة للصور الشعرية
الكثيفة من ناحية والمتنوعة من ناحية ثانية تنوعاً يجمع بين
الرقة والليونة- نوح وبكاء- وبين القساوة والوحشة الصاعقة
والرصاصات،سنوات عصيبة في جو شعري ذي طقس رهيب يتفق والأحداث
التي أفرزت هذا الطقس. بهذه الكثافة يوجز لنا الباحث المتألق
هاني صاحب الصور الشعرية في قصائد الشاعر عبد اللطيف والدلالات
التي تناسب الأمكنة وفق ملائمة توظيف الكلمة في صورها المعبرة
بصدق عن الحس الشعري لدى الشاعر.
معظم
القصائد التي زخرتها مجاميع الشاعر المنشورة في الصحف والمجلات
ومن دور النشر ، كانت أغلبها أتصفت بحب الأرض والإنسان،
وأرتسمت على أفقها العالي لوحات تأطرت بالفرح والتفاؤل بالآتي
من رحلة الشمس حول بقاع العالم كقضية تهم البشرية من بؤس
وحرمان وكوارث إنسانية. ويتفق معي الناقد هاني صاحب فيما وصفت
جانباً من علامات الشاعر من حيث إهتمامه بالطرح الحداثوي
لقضايا إنسانية عالمية برؤية ثورية ثورية واضحة ووعي ناضج
وإيمان عميق ويذكر ضمن سياق العلامات البارزة الأخرى في
شعره.من هذه القضايا على سبيل الذكر القضايا العربية وقضايا
الإنسان الأفريقي وقضية الزنوج في أمريكا . وغيرها من القضايا
المؤلمة لشعوب العالم التي تناولها الشاعر بأسلوب الشعراء
الإشتراكيي المتميز بتأشير وكشف بؤس ومعاناة الإنسان والمتميز
بالحدة والثورية المستشرفتين للمستقبل المشرق الملئ بالأمل
والتفاؤل والإنتصار.
والصراع سمة أخرى أساسية يطغى على معظم قصائدهم، وحسب رأي
الشاعر ينبغي أن يكون الشعر وسيلة لتطوير أفكار الشاعر
والمحافظة على ثوريته وأن يجابه كل المظالم ويقف إزاءها
كالمتفجرات . ويقارن الناقد مقارنة مع إحصائية بالأرقام بين
إستخدام الشاعر لمفردة الظلام حيث رمز لقوى الموت والظلم
والتخلف والإستبعاد والكراهية والذي ورد حسب إحصائية الناقد
ب159 مرة في دواوينه.وبين إستخدامه لمفردة القلب التي تمثل
الطرف الآخر في الصراع والتي تكررت ما يقارب ب 273 مرة. مفردة
القلب والموحية لأشكال الحياة والحرية والأمل والإشراق الى
النضال والمجابهة والحب والسعادة. ينبهنا الناقد الى السبب
المباشر في تعامل الشاعر مع التضاد الطبيعي،وبالذات مع إعتبار
القلب كمساهم فعال في الصراع، وهو إشارات الشاعر في قصائده الى
النشاط اللانهائي والدور المحسوس للقلب في هذه العملية من جانب
وعلى الآثار السلبية الظاهرة عليه من جانب آخر. يشير هاني صاحب
الى مضمامين أكثر قصائد الشاعر بأنه تحمل بطاقة حب وتأييد
لمعظم الشعراء الثوريين في الالم ، ويذكر لنا الباحث بعض
الأسماء المعروفة التي لها حضورها الفاعل في ميدان الأدب
والسياسة وأن الشاعر تغنى عن أشعار لوركا وبوشكينوبابلو نيرودا
وناظم حكمت وماياكوفسكي ولويس آراغون وغسان كنفانيوغيرهم من
الأدباء الثوريين في العالم مما يضيف الى أشعاره صفة التفاعل
الحي مع القضايا العالمية بأسماء شعرائها وكذلك يعطي عمقاً
ثقافياً لأشعاره-.وحول أصالة شعره وعدم اقتباسه او تقليده
لشعراء من أقرانه . يقول الباحث هاني صاحب بهذا الخصوص بان
الشعر تربطه بالأحداث وبالمشاعر الجماعية علاقة جوهرية وليست
علاقة وليدة المصادفة، ويؤكد على ترسيخ تلك العلاقة في فكر
ووعي بندرأوغلة من دون أن يؤدي ذلك الى أن تكون نتاجاته
تقليداً لأشعار أحد من الشعراءودون أن يحاكي أو يساير مضامينهم
، ويجزم بأن دواوينه ستبقى ذات صوت يختلف تردده عن ترددات
الأصوات الشعرية الأخرى ويظل هو كعلامة شعرية معاصرة في مسيرة
الشعر التركماني الحديث في
العراق.
أختار الباحث القدير هاني صاحب حسن مختارات جميلة من أشعار
الشاعر التركماني الكبير عبد اللطيف بندر أوغلو في نهاية
دراسته القيّمة حول الشاعر. نقتطف منها باقات كي يتطلع عليها
القارئ الكريم وأغلبها مترجمة من قبل الباحث نفسه . بهذه
المختارات نكون قد كشفنا جانباً من تجربة الشاعر بندرأوغلو .مع
محاولتنا المتواضعة ربما أستطعنا الإشارة الى إبداعات صديقنا
الكريم الباحث التركماني هاني صاحب حسن الذي قرأت له منذ سنين
كتابات جيدة في مجال النقد والشعر والدراسات . ويقيناً ان الذي
يكتب عن شعراء وطنه المبدعين وأقصد معا الشاعرات المبدعات
أيضاً وهو يكتب سيرة وفاء لسنين ذبلتها إنتظار طائر الشوق وهذا
الذي يكتب عن سفر الأبداع يؤكد مجدداً على عدم موت الجذور مهما
طالت أيام الرحيل.وقبل أن نطوي سجل رحلتنا الممتعة في عالم
بندرأوغلوا يجدر بنا أن نقلب بهدوء أوراقه الخاصة بنشأته
وآثاره المطبوعة وعن الباحث الذي نفض غبار الزمن عن الشاعر
بندرأوغلو. الشاعر الدكتور عبد اللطيف بندر أوغلو من مواليد
مدينة الملح ونهر التآخي (آق صوآوه سبي) طوز خورماتوا عام 1937
. مدينة طوز التي ألهمت طبيعتها الخلابة وعبق مروج بساتيها
الخلابة وأشجار نخيلها السامقة وخرير نهرها الضامئ لجلسات
روادها أيام الربيع وفي مناسباتها الوطنية. بندر أوغلو لا
يحتاج سفره الأدبي الى توضيح . إنه أديب تركماني معروف في
الأوساط الأدبية والثقافية والسياسية في العراق وخارجه . له
نشاط كبير وملحوظ في مختلف صنوف الأدب من الشعر والمقالة
والترجمة والتراث ومساهمة في تأليف القواميس التركية والعربية،
وله أكثر من 24 آثاراً مطبوعة. وشغل في حينه لمكانته الثقافية
والسياسية المرموقة في وسط محبيه وظيفة مدير الثقافة
التركمانية العامة في وزارة الإعلام السابقة.كتب عنه الكثير من
الأدباء والنقاد والوجوه الأكاديمية في العراق وخارجه.وقد
ذكرهم صديقي العزيز الباحث هاني صاحب حسن في كتابه عن الشاعر
بندر أوغلو ومنهم: د.علي عباس علوان أستاذ النقد الأدبي
المساعد في جامعة بغداد،والشاعر أسعد نائب وهو من رواد الشعر
التركماني الكلاسيكي في العراق، والبروفيسور د. فرهاد زينلوف
من جامعة أذربايجان والأكاديمي الأذربايجاني البروفيسور محمد
عارف، والأديب التركماني اللامع وحيدالدين بهاء الدينوالناقد
العراقي محمد صابر عبيد والأديب المعروف نصرت مردان والأديب
محمد عمر قزانجي والعديد لا يمكنني ذكر أسمائهم . ويتصف بندر
اوغلو بشحصية محببة والبساطة وعدم التكلف ، كثير التأمل
والأريحية، وكتب عنه أيضا صديقه الحميم الدكتور توفيق آلتونجي
بعد إستيزاره مؤخراً في الحكومة الكردية الموحدة كوزير في
الأقليم مقالاً منشوراً بعنوان الشاعر والأديب وزيراً في إحدى
المواقع الألكترونية:بأن
شخصية وطنية كالأستاذ عبد الطيف بندر اوغلو الذي التقيت به
العديد من المرات في أنقرة وبغداد ونشرت أولى قصائدي على صفحات
جريدة يورد أي "الوطن" عام 1977 أقول إن تلك الشخصية بعيدة
تماما عن النرجسية ومدى طموحه لا يتجاوز مكتبه وقرطاسه والفكر
الطيب الذي نشره دوما وكان وفيا لكل جزء صغير من التراث الادبي
التركماني النقي الذي جوبه وصد من قبل القوميين بكل الوسائل
التدميرية لمسخها بالكامل وتبديل مكوناتها بدا مع تغير اللغة
التركمانية الى اللغة التركية الحديثة وهجر كل كلمة واردة في
اللغة واستبدالها بالتركية مع نشر مبدأ "اللغة الأدبية" واللغة
الشعبية للالتفاف حول اللغة التركمانية الجميلة و الأصيلة .
بقى ان نعلم ان أكمل كتاب في قواعد اللغة التركمانية يحمل
توقيع اسم هذا الشاعر الكبير وان الصحافة التركمانية ومنذ أكثر
من أربع عقود تحمل توقيع الأديب والشاعر عبد اللطيف حيث كان
واخيه يجاهدان معا في نشر الكلمة الطيبة وإحياء الثقافة
الشعبية التركمانية الأصيلة. ويعود له الفضل اليوم في توثيق
ونشر الأدب والشعر التركماني خلال فترة عصيبة من الفترات
التاريخية والتي ساد فيها الحكم العفلقي على كافة جوانب
الحياة.كتب شاعرنا الكوردستاني العيد من الكتب ونشر مع الادباء
الاخرين كذلك. وساهم في تقديم العديد من الأسماء ألامعة في
الأدب التوركماني امثال" خير الله كاظم, نوزاد عبد الكريم,
إبراهيم الداقوقي, فاضل بيات اوغلو, عبد الحسين فارس, قاسم
صاري كهيه, رمزي جاووش, فلك اوغلو, رضا جولاق اوغلو, هاشم رشاد
اق صو, طالب سمين داقوقلي, عبد الخالق البياتي, محمد خورشيد
داقوقلي, عدنان صاري كهية, حمزه حمامجي واخرون وترك لنا العديد
من الكتب القيمة التي ساهم في نشرها مع نخبة من
أدباء
التوركمان-.
وفي إحدى زياراتي الى بغداد في تش2 من عام 1990 مع الأستاذ
الراحل المحامى المعروف صالح البياتي جمعتنا جلسة ممتعة في
مكتب المقاول علي والمعروف في طوز علي بطاقة وتحدثت معه حول
الشعر والأدب ومشاريعه الأدبيه وعن أثر الحصار الأمريكي في
حينه على المطبوعات الأدبية. وبالنسبة للآثاره الشعرية
المطبوعة وكما يقول عنه الباحث هاني ( بأنه يمتاز بغزارة نتاجه
الشعري قياساً الى باقي الشعراء التركمان المعاصرين حيث أصدر
الشاعر حتة الآن عشرة دواوين شعرية وهي حسب تسلسلها
الزمني:أغنية الشمس بغداد 69 ثرى الوطن أنقرة 71 بالحروف
اللاتينية، ملحمة كوركوربابا بغداد 73 أناس الشرق بغداد 75 لحن
الحمائم أنقرة 76 بالحروف اللاتينية قرنفل باكو 77 بالحروف
الكريلية الصرخة والجرح بغداد 79 نجوم منطلقة من البراكين
بغداد 82 في صدر الليل تختلج الصواعق بغداد 86 خفقات القلب
أنقرة 87 بالحروف اللاتينية.بالإضافة الى كتابه الأول حول
الأدب التركماني بعنوان خطوة في طريق الأدب التركماني في
العراق عام 1962 في بغداد وكتاب باللغة التركمانية حول
الشاعرالتركماني الكبير الراحل عماد الدين نسيمي البغدادي
والذي قتل بطريقة بشعة لأسباب عقائدية وسياسية.ومن كتبه
المترجمة، وتحت عنوان من أدب الرحلات، ست سنوات على ضفاف دجلة
والفرات للبروفيسورغضنفر باشاييف. وكتاب آخر مطبوع من
منشورات دارالشؤون الثقافية العامة 97 بعنوان نظرة الى
أذربيجان أوزباكستان توركمانيستان قازاخستنان وقيرغيزستان نظرة
في أوضاعها التاريخية والجغرافية والسياسية.وكتبت دار النشر
النيل والفرات عن الكتاب:
يقدم المؤلف في هذا الكتاب للقارئ العربي نظرة مختصرة في أوضاع
الجمهوريات المسلمة المستقلة التي ظهرت
الى الوجود بشكلها الحالي بعد تفكك الإتحاد السوفيتي، وفيه
يتحدث المؤلف عن أوضاع هذه الجمهوريات من النواحي التاريخية
والجغرافية والسياسية مع إستقراءات وإستنتاجات في بعض القضايا
الساخنة.وكتب أخرى مترجمة من التركمانية الى العربية وبالعكس
وبالإضافة الى كتابته العديد من الضائد باللعغة العربية والتي
نشرت معضمها في الصحف والمجلات العراقية , وبالنسبة للباحث
القدير هاني صاحب حسن يعتبر من ألمع النقاد التركمان الذين
يكتبون باللغتين التركمانية والعربية وله عدة كتب في مجال
الشعر التركماني وكتابات نقدية قيمة في القصة والمسرح ويربطنا
علاقات وصداقات قوية منذ سنين في مدينة طوز الحافلة بالشعر
والفن.
وطني أجمل الأشياء
ياصديقي
ثمت ما يميزني عن المنفيين
الواقفين على بوابة صوفيا
فأنا ما زلتُ ممتلكاً جواز سفري العراقي
وأنا لم أشتم الأزهار التي غرسْتها في أرض وطني
ومثلما لم ينس المنفيون
كذلك لم أنسَ شمس وطني
ولم تفارقني ضحكات أطفالي الآربعة
ولم تغب عن ذاكرتي قطرات المطر الساقط
على أرضنا الحبيبة للوهلة الأولى
يا صديقي ثمت ما يميزني عن المنفيين
الواقفين على بوابة صوفيا
فأنا لم أفهم النظرات الحزينة لحبيبتي
ولم أداعب الشعر الذهبي
لصغيري الذي كان يحبو
يا صديقي ثمت ما يميزني من المنفيين المتجولين في أزقة صوفيا
فأنا لا أدري أين تكون إقامتي؟
ولت تستقبل عيناي حبيبتي
حينَ أخرج من غرفة العمليات
ويا ليت رائحة ثرى وطني الذي في إنتظاري
تهبّ من أمامي كالنسيم
ستأخذني غفوة
وأنا أردد يا وطني
يا بغداد ، يا كركوك، يا طوز
وربما يوظني شخصٌما من حلمي السعيد
لكني سأصيح
ياوطني
يا عراق أنت أجمل الأشياء.
صوفيا تموز
1964
غداً
غداً سأكتبُ لك أجملَ قصائدي
وألحن أحلى الأغاني،
سأعيش معك دون الآخرين
وأتعب معك
وأمضي الأيام السعيدة معك وسأموت أمام ناظريك
وأنتِ ستعيشين من بعدي
وترتقين الى الأقمار
الى النجوم
الى السموات
وستغطين الكون
كإشراقة وكشمس لا تغيب
13 1 1972
تناقضات ما بين الموت والميلاد
1
سقى الحداد
الحديد المتقد بالماء
فتحول الحديد فولاذاً
2
سَقى البستانيّ
الأرضَ
فاخضرّت ِ الأشجار
3
سقت الأم رضيعها
حليباً كبرَ الرضيعُ
من أجل تحقيق
الهدف
4
مرت الأعوام
شاخَ الحدادُ يبست الأشجار
شبَّ الرضيعُ وتبدّلَ العالم
5
إنتشرَ الظلم
وأُغتصبت الأراضي عنوةً
6
مرّت الأيامُ قامت الحروب
ظلّت عينا الأم ترتقبان الطريق
في إنتظار ‘بنها الدي لم يأت
7
من فولاذ الحداد
صُنِعَ القيدُ
ومن خشب الشجر اليابس
نُصِبَت المشنقة
وإمتدَّ حبٌ
وعُلّق شاب
8
عبْرَ التاريخ
وفي سبيل الحرية
عُلِقت جورأً ملايين الشباب
9
فوقَ الأرض – الأمُ
سقطت قطرات العرَقْ الندية بالتراب
وعليها أيضاً
حلّت التناقضات الكائنة
ما بينَ الموت والميلاد
10
مرة أخرى
بقيت التناقضات الكائنة
بينَ الموت والميلاد
في فولاذ الحداد
وشجرة البستاني
وحليب الأم
تحكي نضارة العالم وبشاعته
للأجيال القادمة
1-هذه القصائد تمت نقلها من دراسة الباحث هاني صاحب حسن حول
الشاعر عبد اللطيف بندر أوغلو الشعر التركماني الحديث في
العراق ، دراسة في أشعار الشاعر عبد اللطيف بنر أوغلو ومختارات
مترجمة من قصائده الصادرة من دار الشؤون الثقافية بغداد 1988 .
كردستان. الدكتور توفيق آلتونجي. الشاعر والأديب وزيراً.
www.krg.com
2-موقع حكومة كردستان 2005مايس.
صورة الشاعر تم نسخها من موقع كركوك نامة كوم.
|