( شيرين هاشم عقراوي) و ( كل فتاة بأبيها معجبة ) 

 

محسن جوامير
كاتب كوردستاني

 

هاشم عقراوي من الرجال الذين كانوا في الستينيات مع الثورة الكوردية، وبعد إندلاع الحرب بين الحكومة العراقية والكورد عام 1974 إنحرف عن مساره وانقلب على شعبه وإلتحق بحكومة بغداد وأصبح وزيرا للدولة، ومن ثم أصبح صاحب إمتياز جريدة العراق التي حلت محل جريدة التآخي التي كانت تصدر في بغداد بعد إتفاقية الحادي عشر من آذار 1970.. والكل يعلم بأن المهمة المنوطة بجريدة العراق ومحرريها كانت تتمحور حول الأمور التي تخدم سياسة حزب البعث وتعادي الكورد وكوردستان.

 

وليس خافيا على أحد تلكم المجموعة الكوردية التي طبلت للطاغية وزمرت للنظام طمعا في وظيفة أومكسب، أمثال طه محي الدين معروف نائب رئيس الجمهورية وجعفر البرزنجي رئيس المجلس التنفيذي لمنطقة كوردستان وسيروان جاف محافظ أربيل ومحمد بيروز محافظ دهوك، وصاحبنا أبو السيدة شيرين السيد هاشم عقراوي.. وعلى الرغم من أن النظام البعثي قد تمكن من شراء كوكبة بعثية من الكورد من خلال منح الإمتيازات لهم ولأبناءهم وبناتهم، إلا أن هاشم عقراوي كان الأبرز من بينهم لكونه ماسكا بزمام الإعلام عن طريق جريدة العراق.

 

والمطلع على المواضيع التي كانت تنشر على عين المرحوم هاشم عقراوي وعنايته، يدرك بأنها كانت تمر عبر قنوات وعيون أمنية، وكلها كانت موجهة وفق خطة بعثية لإدارة السياسة الإعلامية على هدي مقولات واطروحات قائد الضرورة آنذاك.. وحتى وصل الأمر في ذلك العهد وبعده أن جُيشت أقلام وصحف وكتب لتشويه تأريخ وأصل الكورد وإعتبارهم عربا بالبراهين والأدلة، مثل كتاب ( القبائل العراقية ـ بجزأين ) الذي ألف من قبل يونس الشيخ إبراهيم السامرائي والذي وزع من قبل دوائر الأمن والإستخبارات، والمذكور لم يترك قبيلة أو عشيرة  أوشخصية تأريخية كوردستانية دون أن يرجع نسبها إلى جذور عربية.

 

والسيد هاشم عقراوي ترك صف شعبه والتحق بصفوف العدو في أشد المراحل حراجة في تأريخ الكورد، في وقت بدأ ضرب كوردستان بالنابالم وباحدث الأسلحة المتوفرة، ودمرت القرى والمدن ورُحل الناس إلى البوادي والصحاري وبدأ إخلاء كركوك وأخواتها من سكانها الأصليين وإسكان العرب فيها، وصعَّد النظام من وتيرة إضطهاده للكورد الفيليين وتشريدهم، وشرع في تقليص مساحة الدراسة باللغة الكوردية بعد أن توسعت بفعل إتفاقية آذار.. ولازلت أذكر أنه في نهاية السبعينيات وحينما أقدمت الحكومة العراقية على تعريب دروس الإجتماعيات، كان أبو السيدة شيرين ( هاشم عقراوي ) في مقدمة المدافعين عن هذه الحملة بذريعة أن اللغة الكوردية لا تحمل مقومات الكتابة في العلوم الإجتماعية، ناهيكم عن مواقف عجيبة غريبة لا تسعها هذه الخاطرة السريعة ذكرها.

 

لا يمكن تزكية تأريخ الجماعات والشعوب من الشوائب والشواذ.. و( لله في خلقه شؤون )، كم من أناس فلسطينيين مرتزقة اصبحوا عملاء لإسرائيل وعن طريقهم وبوشاياتهم قضي على الكثير من بني جلدتهم ودمرت الكثير من بيوتهم، مقابل حفنة من النقود أو لغايات في نفوسهم المريضة أو لأسباب تحتاج إلى تحليلات ووقفات من لدن مختصين نفسانيين .. وقد تكون بعض المواقف الشاذة وغير العاقلة وغير المنطقية والغريبة حتى عند الخصم، ناتجة عن سوء النشأة والبيئة التي تربى فيها الإنسان أو تأثير شخصية الأب عليه وعلى توجهاته المضطربة والمعقدة، كما هو الحال مع هلوسات  شيرين هاشم عقراوي التي لا تتسم بأي إتزان ويعلم كل ذي عقل أنها إما مدفوعة أو مخبولة، ولا يمكن وصفها إلا كونها معجبة بسيرة أبيها المرحوم الذي باع قومه لدنيا لم تبق لا له ولا للذين نكس رأسه لهم.!

 

mohsinjwamir@hotmail.com

 

 

 

           

 

02/09/2015