لماذا يتخوف التركمان العنصريين من تطبيع الاوضاع في كركوك

صفوت جلال الجباري

 

ان قضية كركوك وحّل عقدتها تعتبر من المهام الشائكة امام اية حكومة تريد ان  تستمر في حكم العراق,وقد سبق وان وضّحنا  كيف ان قضية كركوك كانت القشة التي قصمت ظهر البعير البعثي الصدامي ,وكيف اضحت التراجعات والاحابيل التي حاول ذلك النظام اتباعها للتملص من حل قضية كركوك, الحفرة والنفق المظلم الذي وجد النظام نفسه فيه  معزولا مطاردا ,والان نرى ازلامه قابعين في قفص الاتهام بانتظار  كلمة العدالة الاخيرة بحقهم , والظاهر ان لعنة كركوك كتبت لها ان تلاحق الكثيرين قبل ان تقضي عليهم وعلى اوهامهم السوداء,

 

اليوم نرى ان الساحة السياسية العراقية تشهد تراشقا حامي الوطيس بين الكورد وقياداتها السياسية من جهة وبين اعداء الكورد المحليين والاقليمين من جهة اخرى , ومحور هذا الصراع انما يتجلى في قضية كركوك , والسبيل الوحيد للخروج من نفق كركوك هو الالتفات العقلاني والموضوعىلحلها حلا ديمقراطيا عادلا بعيدا عن اوهام  التحايل والغطرسة والعنصرية, بحيث يتم اعادة الحقوق الى اصحابها والحفاظ حتى لسالبي الحقوق بعضا من ماء الوجه والحياء لانهم اولا واخيرا مواطنون عراقيون  كتب لهم ولنا ككورد ان نعيش في وطن واحد اسمه العراق,  اولئك الذين اغرتهم امتيازات الامس وفتات موائد البعث الصدامي الزائلة والزائفة وقبلوا مختارين ان يدوسوا على بقية  ضمائرهم وارتضوا ان يكونوا اداة طيعة بيد اشرس نظام شوفيني عنصري عرفه تأريخ البشرية  على الاطلاق.

 

 ان الحل الاوحد المتاح امام العراقيين انما هو العمل الجاد من اجل تطبيع الاوضاع في هذه المدينة التي شهدت اوسع عمليات التطهير العرقي الذي كان المواطنون الكورد ضحاياها ووقودها, والغريب ان بعض العنصريين التركمان وبالاخص هؤلاء الذين تربوّا على قمامة الفكر الكمالي الفاشي , باتوا اكثر الناس  المعارضين لعملية تطبيع الاوضاع في كركوك على الرغم ان الكثيرين من الاخوة التركمان المظلومين(بالاخص التركمان الشيعة)  هم ايضا ضحايا سياسات التطهير العرقي للنظام البعثي البائد  , وهم بلا شك اول المستفيدين من تطبيع الاوضاع في كركوك وارجاعها الى ما كانت عليه قبل تسلط البعث على مقدرات الشعوب العراقية لاكثر من اربعة عقود من الزمن , ولانهم كانوا والحق يجب يقال  الضحية الثانية بعد الكورد من عملية تعريب كركوك السيئة الصيت التي انشغل بها النظام البعثي البائد لاكثر من خمسة عقود, وحاول بكل الوسائل اضفاء الطابع العربي المزيف على المدينة وضواحيها  مستخدما كل وسائل الترغيب والترهيب والتزييف منذ تسلمه للسلطة عام 1963 الى يوم سقوطه المشين في  اليوم الرابع من ايلول عام 2003.

 

العنصريين التركمان وعلى رأسهم المأجورين من بعض الاحزاب والمنظمات الكارتونية المصممة خارج الحدود و التي تتخفى وراء الاحلام والتطلعات المشروعة لشعبنا التركماني, والذين رضعوا من ثدي الكمالية العنصرية الغريبة عن روح المنطقة والمنطق و العصر , ومن اوهام اناس  لازالوا يحلمون ببعث امجاد هولاكو وجنكيز خان ,والمتربصين  بخيرات العراق و من هم قابعون وراء الحدود,يحاولون بشتى الطرق الخبيثة و الميكافيلة تشويه الحقائق الناصعة حول كركوك بماضيها وحاضرها ومستقبلها, ضاربين عرض الحائط حتى مصالح (بني جلدتهم),وكل ذلك  فقط من اجل معادات الكورد على الطريقة الشمشونية التي تقول(علي وعلى اعدائي).

 

والسؤال المركزي هو لماذا يتخوف هؤلاء من تطبيع الاوضاع في كركوك , وماذا يعني عملية التطبيع للكورد والتركمان وحتى العرب ( الاصليين والمستوردين)؟؟؟.

 

للاجابة الموضوعية والمنصفة على هذا السؤال علينا ان نرجع قليلا الى الوراء ,الى صفحات التأريخ المعاصر و الواقعي لمدينة كركوك حتى ندرك وبضمير صافي لا يشوبه شائبة , كيف كانت الاوضاع الديموغرافية والاجتماعية والسياسية في كركوك قبل ان تطالها يد البعث العبثي منذ اكثر من نصف قرن؟؟؟؟.

 

مدينة كركوك تقع جغرافيا  على التخوم الجنوبية لكوردستان العراق,وهي محاطة ولمسافة اكثر من 100 كم عمقا من جهاتها الثلاث ( الشمالية والشرقية والجنوبية) بعشائر كوردية عريقة سكنت المنطقة منذ مئات بل آلاف السنين(كعشائر الطالبانية,زنكه نه,الداوودية,الجاف, الجبارية, الكاكية, السالاية,شوان,اللك, البرزنجية,الهموند,الشيخ بزينية, الده لوية,البالانية ...الخ), وكانت نتيجة هذه التركيبة السكانية وانعكاسها على الوضع الديموغرافي لمدينة كركوك ذاتها,ان الاغلبية المطلقة لسكان كركوك (حتى من يعتبر نفسه الآن من القومية التركمانية) انما ترجع اصولها  الاثنية الى هذه العشائر, وهذه الحقيقة الناصعة معروفة للجميع في كركوك (حتى من قبل الذين يدّعون عكس ذلك) , والتغير الحاصل  عبر عقود وقرون من السيطرة العثمانية  وسيادة الثقافة الاستعمارية التركية هي التي مهدت للتغيير الديموغرافي الاول في المدينة ,فتحول عبر عملية تأريخية طويلة المدى وتدريجية الكثير من ابناء هذه العشائر المهاجرة الى المدينة ,  من مهاجرين معجبين( بحضارة وانجازات)  الاستعمار التركي ,الى الانبهار بثقافة الاجنبي المحتل ومحاولة تقليده, ومن ثم الى التخلي عن الهوية القومية  نتيجة الاحساس بالنقص والدونية تجاه القومية الاصلية , وتقمص قومية المحتل , ومما ساعد على استحفال هذه الحالة كون المحتل كان يدعي تمثيله للخلافة الاسلامية وتمسكه بالدين الحنيف السائد بين ابناء هذه العشائر,وكون الاستانة مركزا للخلافة الاسلامية وخليفة لحضارتها ايضا اضافة الى كونها منبعا وحيدا  للتحصيل العلمي والثقافي والعسكري آنذاك, وهذه العملية حدثت بصورة مشابهة الى حد التطابق في شمال افريقيا للامازيغ ( الذين يطلق عليهم ظلما وجهلا بالبربر)  فيما يخص الاحتلالين الاسلامي والاوروبي لبلادهم, ( وسنفرد مقالا خاصا حول الموضوع لاحقا), وما حدث لاحقا بعد انلاع الثورات الكوردية المتكررة منذ بدايات القرن الماضي ولغاية سقوط نظام البعث كان محاولة من هؤلاء المتنكرين لقوميتهم الكوردية اتقاء الملاحقة والعيش بسلام ,( والسير بجانب الحائط كما يقول المثل)) ومهادنة الانظمة المتعاقبة على دست الحكم في بغداد  لان مجرد المنادات والافصاح بالقومية الكوردية كان كافيا باعطاء الحجة بمتناول  اعداء الكورد المتسلطين ان يمعنوا في البطش بهم بدءا بالترحيل وانتهاءا بحملات الانفال  .

 

 اوائل القرن الماضي  الذي شهد حدثين  هاميّن محليا واقليميا ودوليا., الاول:- بوادر اكتشاف النفط في اطراف المدينة ,وثانيهما انهيار السلطنة العثمانية واحلال السلطة العنصرية الكمالية محلها, ومن خلال هاتين الحدثين فقط يمكن النظر الى مسألة كركوك وتعقيداتها الى يومنا هذا, فيما يخص الاول اي اكتشاف النفط وبكميات هائلة في حقول بابا كوركور, ادى الى تغيير جوهري في السياسة البريطانية في المنطقة وادى الى تشكيل بل وتشكل الدولة العراقية الحديثة بالشكل الذي نراها اليوم,وكان الحفاظ على العراق الجديد (بعد دمج الولايات العثمانية  الثلاث , الموصل وبغداد والبصرة في كيان واحد) هاجس السيطرة الاستعمارية البريطانيةآنذاك, بعيدا عن طموحات وآمال الشعوب التي انضوت من رغما عن ارادتها في هذا الكيان المصطنع ,  اضافة الى الهجرة الكبيرة الى المدينة   للعمل في شركات النفط  وخاصة من المناطق الوسطى والغربية  من العراق, ومحاولات  البريطانيين تفادي تعيين الكورد في شركات النفط  الى الحد الادنى,والاقتصار على العرب والتركمان والآثوريين الاكثر ولاءا لها ولسياساتها , والاعتقاد ان القادة الكورد آنذاك (الشيخ محمود الحفيد)  يعملون على تشكيل دولة كوردية مستقلة ومعادية للسياسة البريطانية, بمساعدة السوفييت الطامعين في نفط كركوك!!! .

 

 ,اما الحدث الثاني :-   فقد كان    ( انهيار الامبراطورية العثمانية),حيث افرزت الاحداث  الدولية ومتغيراتها,ولادة دولة جديدة في المنطقة التي كانت تعرف ببلاد الاناضول, وتلك كانت دولة تركيا الكمالية, (الجمهورية التركية ) بقيادة مصطفى كمال (اتاتورك) الذي حاول الابقاء على بعض ماء الوجه , والغطرسة القومية لدى العنصر التركي  المهزوم عسكريا وتأريخيا,مقابل اجراء جملة تغيرات شكلية في هيكل النظام وصبغها بالصبغة العلمانية لتكون مقبولة بشكل وآخر في المجتمع الدولي الذي كان ينازعه قطبان , قطب قديم (العالم الرأسمالي) وقطب جديد متنامي (القطب الاشتراكي) الذي نشأ بعد نجاح ثورة اكتوبر الاشتراكية في روسيا القيصرية, وشكلت ما عرف بمشكلة الموصل ,( والتي استمر النزاع الدولي حوله لغاية 1925 ), المنفذ الذي حاول الاتراك ويحاولون ليومنا هذا النفوذ الى مجريات الاحداث في العراق مستخدمين مسمار جحاهم, المتمثل بمن يربونهم في دهاليز اجهزتهم الاستخبارية (الميت),  ومن بقايا من مواطنيهم الذين استقروا في كركوك عبر السنين, ويطلعون علينا كل حين باثواب واسماء  جديدة , مدّعين تمثيل اخوتنا التركمان ويتظاهرون بالدفاع عن مصالحهم او وجودهم في مدينة كركوك بالذات, دون غيره من المدن والقصبات التي يتواجد فيها التركمان ايضا!!!.

 

ان عملية تطبيع الاوضاع في كركوك يعني الامور الثلاث:

1- اعادة الاقضية والنواحي التي تم اقتطاعها من كركوك والحاقها ببقية المحافظات المجاورة ايام البعث الفاشي ,فكركو ك قبل ان يطالها يد التشويه البعثي كانت تتألف من  الوحدات الاداريةالتالية,(,مركز قضاء كركوك,جمجمال, كفري, كلار, طوز خورماتو, الحويجة, التون  كوبري)   وكل هذه الاقضية (عدا قضاء الحويجة المستحدثة في الستينيات, و ذات الاكثرية العربية)  كانت تضم الكورد بنسبة تتراوح بين 100% الى 80%,وواضح للعيان سبب  الاجراء البعثي الفاشي للجميع,وعلى الرغم ان آثار هكذا اجراء جائر قد طال التركمان ايضا وخاصة  في قضائي طوز خورماتو وكفري ,الا ان العنصريين التركمان لازالوا الى يومنا هذا ضد اعادة هذه الاقضية الى المحافظة الأم(كركوك) رغم ان فيها فائدة كبيرة للتركمان الساكنين ضمن هذين القضائين!!!! ,وهذا انما ينبع من نمط التفكير الشمشوني الميكافيلي العنصري السائد في اوساط هؤلاء المأجورين , وكما ينم عن حقد دفين لا يمكننا نحن الكورد ان نفهمه او نفسره سوى انه تأثر غريب وشاذ  بالتربية الكمالية الفاشية الذي ما انفك يغذي  ولعقود من الزمن هكذا اتجاهات غريبة عن اي مفهوم انساني وعصري ضد تطلعات الامة الكوردية,اضافة الى مركب النقص والشعور بالذنب الذي يعانيه هؤلاء من جراء تنكر اغلبهم لاصلهم الكوردي الذي كانت للسياسة الاستعمارية العثمانية ومن بعدها الافكار القومية العنصرية الكمالية الدور الكبير في ترسيخها وتأصيلها,ومن جهة اخرى فان اعادة هذه الاقضية والنواحي بسكانها الكورد  الى المحافظة الأم كركوك سوف تجعل الموازنة القومية في محافظة كركوك تميل الى جانب الكورد بشكل مطلق , وتفضح  بشكل صارخ وبالارقام والاحصائيات الدقيقة  والمنصفة كل ادعاءات اعداء الكورد من عائدية المحافظة الى هذا الطرف او ذاك,ويعيد الى الاذهان بل ويحي كل ما ذهب اليه المؤرخين اوالمستشرقين الاجانب في اوائل القرن العشرين او اواسط القرن التاسع عشر من ان ثلثي لواء كركوك كانوا من الكورد و دون منازع, اضافة  الى ما يتوفر لدينا الآن نحن الكورد كمّا هائلا من الوثائق الرسمية البريطانية, الغير قابلة للدحض او التشكيك  وهي كلها موجودة وفي متناول الايدي ويمكن الرجوع اليها في اي وقت (وثائق الادارة البريطانية الموجودة في ارشيف الخارجية البريطانية) والتي تفسر بمجموعها الكثير من الاشكاليات وعلامات الاستفهام  التي حاول العديدون من اعداء الكورد  بالتغاضي عنها او التستر على الحقائق الدامغة التي تثبت ان الكورد هم من كانوا الاكثرية المطلقة في كركوك منذ اواسط القرن التاسع عشر وقبلها بكثير  والى اكتشاف النفط فيها في عام 1927 .

 

 

 

 

2:- اعادة المرحلين  الكورد الى مناطقهم الاصلية في المحافظة:

 

يخطئ  كثيرا من يظن ان عملية ترحيل الكورد من كركوك  اقتصر على بضعة عشرات من الآلاف من الكورد الذين تم ترحيلهم من كركوك في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي...ان عملية ترحيل الكورد بشكل منهجي ابتدأ منذ الستينيات من القرن الماضي, ولم يقتصر ذلك على اسلوب واحد ومعين بل انتهجت الانظمة المتعاقبة وابرزها نظامي البعث الفاشي كل الاساليب الشيطانية لتقليل عدد الكورد في المحافظة...... وحتى الكورد الباقين في المدينة حرموا من امتلاك الدور  والعقارات لمدة 40 عاما...... تصوروا  قرابة نصف قرن والكورد في كركوك ممنوعين من امتلاك شبر من الارض ..... ولهذا كانوا يعيشون في بيوت آباءهم واجدادهم القديمة وكان ممنوعا حتى ترميم هذه البيوت الآيلة للسقوط , او يضطرون الى السكن بالايجار... سياسة جهنمية قل نظيرها في العالم.... وكان الشاب الذي يكبر ويتزوج يضطر ان يكون مؤجرا .... وهذا هو السبب من ان معظم العائدون الى كركوك اليوم  لا يمكلون دورا مما حدا بالعنصريين التركمان في التشكيك في كونهم  من اهالي كركوك.... بل ذهبوا الى ابعد من ذلك في خيالهم المريض من ان العائدين الى كركوك بعد سقوط البعث هم من اكراد ايران وتركيا وسوريا!!!!! كأن الخمسة ملايين كوردي عراقي قد انقرضوا ولذا يستعين الكورد باشقائهم من الاجزاء الاخرى من كوردستان لجلبهم الى كركوك!!!!, ونحب ان نوقظ خيالهم المريض ان عدد الكورد المهجرين من كركوك الى بلدان المهجر فقط يفوق عدد التركمان في المدينة باضعاف ... ولو قدر لكل الكورد الذين هجروا من كركوك بطريقة واخرى خلال نصف قرن , لو قدر لهم ان يرجعوا الى مدينتهم فانهم سوف يفاجؤون الآخرين باعدادهم الهائلة..... فكل الذين عادوا الى مدينتهم لا يمثلون ثلث عدد الكورد المهجرين من كركوك ....وانشاء الله سيعودون كلهم الى ديار آباءهم واجداده تباعا..... هذا عدا الكورد الذين يسكنون في الاقضية والنواحي المستقطعة من كركوك والذين يفوق اعدادهم ايضا اضعاف نفوس التركمان قاطبة......اضافة الى الكثير من العوائل الكوردية المستتركة والتي بدأت الآن تراجع نفسها وتصحح مسار الظلم التأريخي والخطأ الفادح الذي ارتكبه  آبائهم واجدادهم بحق انفسهم واجيالهم اللاحقة, واضطروا الى التخلي عن قوميتهم الاصلية خوفا او طمعا, اذ من المعروف ان اكثرية ( التركمان السنة) على الخصوص ينحدرون من اصول وعشائر كوردية,وكان المناخ الثقافي السائد والسياسة الاستعمارية المتبعة من قبل العثمانيين ,اضافة الى غياب الوعى الكوردي القومي قد ادى الى تتريكهم بدون وعي وادراك, ونسمع كثيرا ان بعض العنصريين التركمان يتحدثون عن تركمانية كركوك بكون اللغة السائدة فيها كانت التركمانية, وان كركوك ذات(نكهة  تركمانية!!!!!!) متناسين ان عامل اللغة ليست بالضرورة دليلا على الانتماء الاثني,فاكثرية سكان امريكا الجنوبية يتكلمون لحد اليوم اللغات التي اتى بها المستعمرون الاسبان والبرتغالييون, وما حدث في شمال افريقيا مثال اقرب لما حدث في كركوك,اذ طغت اللغة العربية والفرنسية على اللغة الام (الامازيغية) نتيجة لقرون من التعريب الاسلامي والفرنسة الاستعمارية.

  ان الواقع الجديد بعد تحرير العراق من نظام البعث العنصري يفرض حقيقة وواقعا  جديدا  وتلك هي التي اقضعت مضاجع اعداء الكورد وعلى رأسهم  العنصريين التركمان, وهي ان نفوس الكورد في كركوك في تصاعد مستمر يوما بعد يوم وبالمقابل يتضاءل نفوس التركمان يوما بعد يوم .... وهذا ما حدا ببعض كتابهم العنصريين الجهلة بقوانين الطبيعة و التأريخ ان يقولوا ان الكورد في كركوك يتكاثرون كالارانب!!!! وكأن النساء والرجال التركمان قد اصيبوا بالعقم!!!!انها  الخوف  والهلع من افتضاح حقيقة الوجود الكوردي والتركماني في المدينة خصوصا والعراق عموما .... لقد ذهب احد من هؤلاء الكتاب المأجوريين الى القول ان 200 الف عائلة تركمانية قد تم تهجيرها من كركوك ابان الحكم الصدامي !!!! والسؤال اين هؤلاء المئات من الآلاف الآن.... اين يسكنون ... في اية مدينةعراقية!!! اذا كان جلّ ما استطاعت الجبهة التركمانية العميلة ان تحصل عليها من الاصوات في عموم العراق لم تتعدى كرسيا يتيما واحدا .... فاين اصوات هؤلاء المئات من الالوف من التركمان..... وعلى اية حال وكما يقول المثل(الماء سيكذب الغطاس), الاحصاء السكاني القادم سوف يضع كل النقاط على كل الحروف , اضافة ما سيطالب به الكورد كرقم تعويضي عن 100000 كردي من اهالي كركوك كانوا ضحية حملات الانفال السيئة الصيت, ومطالبة الحكومة المركزية باعادة بناء سبعمائة قرية كردية في اطراف كركوك هدمها نظام صدام في تلك الحملة المشؤومة.... ونأمل ان يكف بعدها هؤلاء الدجالين الحاقدين من تضليل انفسهم والبسطاء من الناس .

 

3:- ارجاع عرب التعريب الى مناطقهم الاصلية:

 

ان جريمة تعريب كركوك عن طريق استقدام  اناس من خارج المنطقة واغوائهم بالامتيازات والمغريات ,كانت اخر ما تفتق عنه فكر البعث العنصري من اجل محو الهوية القومية للكورد في المدينة,ونحن  بهذا الصدد لسنا  بحاجة ماسة الى

 الاتيان بالمزيد من البراهين والاثباتات  لتوكيد هذه الجريمة المعاصرة بحق الكورد في المدينة واطرافها .,فمعالمها  وشخوصها والوثائق المصادرة من مقرات واجهزة النظام القمعيةو الواضحة والكثيرة لا تحتاج الى اية براهين واثباتات,وما هو متوفر لدينا من وثائق وكتب رسمية خير دليل على مرامي واهداف هذه السياسة الظالمة التي ارتكبت بحق الكورد ....نحن لا نريد ان نظلم احدا من جديد, وخاصة ان اغلب هؤلاء( الضحايا ) هم من اخوتنا الشيعة, شركاء مقابرنا الجماعية ,ومظالمنا التأريخية,ولكن يحّز في قلوبنا ان نرى ان المظلوم بالامس يتقمص دور الظالم اليوم....وعلى اية حال نتمنى من الذين تم استخدامهم لمعادات الكورد بالامس ان يرجعوا الى رشدهم ويدركوا ان وجودهم في كركوك كان لغاية عنصرية مقيتة وقد آن الاوان ان يرجعوا هم بمحض ارادتهم الى من حيث اتوا....الغريب هنا ايضا , ان اكثر مظالم التركمان تتلخص في استيلاء هؤلاء العرب الوافدين على اراضيهم وممتلكاتهم, في منطقة تازة وداقوق على الاخص, والصراع الحقيقي هو بينهم وبين عرب التعريب وعرب العبيد والجبور, الذين استولوا على آلاف الدونمات من الاراضي  المروية من مشروع ري كركوك, وليس بينهم وبين الكورد, ومع ذلك  نجد ان اعداء الاخوة الكوردية التركمانية الحقة استطاعوا ان  يزيفوا الحقائق وان يصوروا للبسطاء من التركمان ان الكورد هم اعدائهم وسالبي حقوقهم!!!!!., وان المرحلين الكورد هم الغرباء عن المدينة وان العرب المستوطنين والذين اتى بهم النظام البعثي واسكنهم عنوة في اراضي واملاك الكورد والتركمان, هم مواطنون عراقيين يحق لهم السكن اينما يشاؤون( ازواجية عجيبة وكيل بمكيالين, لا يمكن تفسيره الا انها بدافع الحقد الاسود والكراهية العمياء!!!!), وبذا نجد انهم لا يعيرون اهتماما بالذين يحتلون اراضيهم وقراهم منذ عشرات السنين  بقدر حقد هم وكرههم للكورد العائدين الى موطنهم وموطن آبائهم واجدادهم, هؤلاء الضحايا الذين عادوا الى مدينتهم, ورضوا ان يسكنوا  في المعسكرات وملاعب الكرة في خيام , من ان يتجاوزوا على القانون ويقوموا بطرد الغرباء المستوطنين من كركوك. وهم لا يزالوا رغم كل المعاناة ملتزمين بالحل القانوني والسلمي لقضيتهم العادلة , والتي تم الاتفاق حولها مع الاحزاب والجهات ذات العلاقة واقر في فقرات الدستور العراقي.

 

 وختاما اقول ان من مصلحة التركمان وبالاخص الطبقة الواعية منهم ان يدركوا ان مصيرهم مرتبط بمصير الكورد وعليهم ان يراجعوا انفسهم قبل فوات الاوان..... وقد انتهت والى الابد سياسات التهميش والقهر الذي كانت تمارس ضد الكورد , ليس في كوردستان العراق فحسب بل في كل ارجاء كوردستان , وستضطر كل الحكومات المحتلة  لكوردستان ان تقر بحق شعبها في الحياة الحرة الكريمة...وان غدا لناظره لقريب...

 

 

 

 

 

صفوت جلال الجباري

 

Safwatjalal@hotmail.com

 

 

 

 

 


 

           

 

02/09/2015