جاء في أخبار تركيا أن عشرات الالوف من
المواطنين " الأتراك ؟!" في دياربكر قاموا بتظاهرات إحتجاجا
علي عدوان إسرائيل على الشعبين الفلسطيني واللبناني، نددوا
بالإعتداءات الصارخة التي تقشعر منها جلود من يملك ذرة من
ضمير، والتي تخالف كل المعايير، ولا يُسمح بإقترافها مهما كانت
الأعذار والأسباب.
من البديهي أن يكون الكورد مع كل شعب يتعرض
للعدوان والإبادة، وخاصة الشعوب التي تجمعهم وإياهم أكثر من
آصرة، ولأنه طالما تعرض للتصفية.. ولا يُتصور أن هناك بين
الكورد من لم يبك أو لم يرتعش لما شاهده ولا يزال من المشاهد
المفزعة والمرعبة التي تعرض ويتعرض لها الشعبان الفلسطيني
واللبناني المتمثلة في ابشع صور القصف والهدم والخراب والدمار
والتشريد، والتي طالت ومازالت الحجر والبشر، والشيخ والرضيع..
وقد يكون الشعور الكوردي أكثر حساسية، لكونه عايش المأساة من
خلال الأنفالات والتدميرات التي طالت العباد والبلاد.
يبدو أن المظاهرات تزامنت مع وجود الشيخ عكرمة
صبري مفتي القدس في عاصمة شمال كوردستان آمد ( دياربكر ) وألقى
فيهم كلمة أثنى فيها على موقفهم، ذاكرا أنه يرى بوضوح حب
الفلسطينيين لديهم وإن إجتماعهم للتضامن مع الفلسطينيين أعطى
دعما معنويا لهم.
والملفت للنظر
انه لم يُشر أي طرف أو جهة إعلامية أو خبرية إلى كون
المتظاهرين لدعم الشعبين الفلسطيني واللبناني كانوا من الكورد،
حتى لم نسمع خبر إتصال السيد نجم الدين أربكان رئيس الوزراء
الأسبق بجماهير دياربكر هاتفيا، والذي قال لهم : " إنكم أحفاد
صلاح الدين ولم يكن بالإمكان أن تكونوا أمام الظلم الإسرائيلي
متفرجين، لأن المسلم ينكر الظلم بيده ولسانه والقدس اليوم
بحاجة إلى أمثال صلاح الدين " .
وبالرغم من كون
الخطاب التلفوني للسيد أربكان إشارة ضمنية إلى كون المتظاهرين
من الكورد، فاننا ومن باب ( ولكن ليطمئن قلبي ) نؤكد لمفتي
القدس الشيخ عكرمة صبري وللجميع كورديتهم، ولكن لا نؤكد كونهم
يجيدون اللغة الكوردية، وذلك بفعل سياسة التتريك التي مورست
وتمارس بحقهم إلى يومنا هذا من دون إعتراف بهم كشعب أو حتى
كجالية سكنت تلكم الديار قبل أن يأتي إليها أجدادهم العثمانيون
غزوا.
وفي نفس الوقت
نذكره بأن الكورد بالرغم من آلامهم وحزنهم العميق لما يحدث
لإخوانهم في لبنان وفلسطين، فانهم بانتظار هجوم كاسح ـ يحرق
الأخضر واليابس ـ على مناطق في جنوب كوردستان على غرار جنوب
لبنان وقد يكون أشد، حيث أن الأتراك ـ وبدعم إيراني ـ جهزوا
جيشا جرارا يتجاوز 200 ألف جندرمة، صغارا وكبارا، برا وجوا،
مشاة وفرسانا، جحوشا وحمارا، ليجتاحوا المنطقة ويحتلوها ـ في
أقرب فرصة ـ على غرار ما حدث لكم ولشعب لبنان وتحت ذريعة
مكافحة الإرهاب.!
فيا سماحة المفتي
.. معذرة من كل تقصير.. فإن قلوبنا معكم، في وقت سيوف الأتراك
فوق رقابنا !