يستعد الكورد ومعهم احرار العالم
لإستقبال يوم محاكمة صدام حسين بتأريخ 21/08/2006 بتهمة قتل
وأنفلة اكثر من 182000 كوردي عام 1988 في عمليات ( الأنفال )
التي جرت ضد الكورد على إمتداد جنوب كوردستان، وكذلك انفلة 8
آلاف بارزاني عام 1983، ويذكر ان هناك المئات من الشهود
للإدلاء بشهاداتهم.. وينتظر أن يكون هذا اليوم من الأيام
الخالدات في تاريخ البشرية، وللكورد بالذات، ومليئا
بالتظاهرات.
ويذكر أن الكوردستانيين في
المهجر، سوف يقومون خلال تلكم التظاهرات بتقديم مذكرة إلى
الحكومة العراقية، يطالبون فيها بانزال اقسى العقوبات بالمتهم
صدام وجماعته، وتعويض اهالي المؤنفلين، وأن تقدم الحكومة
العراقية إعتذارا رسميا للكورد، وجعل جزء من المحاكمة على أرض
كوردستان، ودرج جريمة حلبجة ضمن جرائم التطهير العرقي، وكذلك
مطالبة حكومة كوردستان بتخصيص رواتب شهرية لعوائل الشهداء. هذا
وسيقف الكورد في الساعة العاشرة من صباح يوم المحاكمة الكبرى،
5 دقائق صمت في البلاد حدادا على أرواح الشهداء.
جدير بكل الشرفاء أن يعيشوا
مع وحي الأيام التي تجري فيها محاكمة الطغاة والمجرمين الذين
ظنوا أيام حكمهم وظلمهم وجبروتهم وطغيانهم ان لا أحد يرى
جرائمهم ولا احد يقدر عليهم أو ينتقم منهم، ناهيكم عن محاكمتهم
ووقوفهم أذلاء صاغرين.. ليكون ذلك عبرة لمن يريد أن يعتبر، و
يعلم كل متجبر كذاب بإن دم الإنسان أغلى من الأرض الحرام وأقدس
من كل المقدسات، وكل الدنيا لا تساوي قطرة دم إنسان يهرق ظلما
وعدوانا..
وما يهمنا القول هنا هو ان من
المهم جدا أن يجري كذلك من خلال التظاهرات، تنديد قوي بمواقف
الدول التي تحكم الكورد، خاصة تركيا التي تقوم ـ وبمساعدة
القوات الإيرانية ـ بقصف القرى والمناطق الكوردستانية المتاخمة
لهما في الوقت الراهن، والذي اودى بحياة الكثير من ألساكنين
هناك وجرح العديد منهم، إضافة للحرق الذي تعرض له الزرع
والضرع، وإضطرار الناس للنزوح عن مناطق سكناهم.. والأخبار
الواردة من الحدود الكوردستانية ـ التركية الإيرانية، تؤكد
حشود أكثر من ربع مليون جندي، إضافة إلى مئات الدبابات
والمدرعات والآليات العسكرية.. وكل هذا يجري بدعوى مكافحة
الإرهاب حسب إدعاءاتهم، في حين ان الطرف الذي يوصم بهذا
الإتهام الكاذب، أعلن أكثر من مرة عن إستعداده لإسكات لعلعة
الرصاص إذا ما اعلن الأتراك إستعدادهم وقبولهم للبدء
بالمفاوضات.. ناهيكم عن نداءات المسؤولين الكورد للتوسط بين
انقرة والمقاومة الكوردية، لأجل إنهاء النزاع الكوردي ـ التركي
الذي طال أمده.
إن صدام حسين رهين السجن
اليوم ويلقى آجلا أو عاجلا مصيره، وكفاه ما يعانيه من العذاب
النفسي في هذه الدنيا وهو مكبل، وقبل ان يلقى ربه.. إنما
الأهم الآن هو سد الطريق عن الأطراف التي تريد أن تطبق ما لم
يقدر عليه صدام أثناء حكمه وطغيانه، مثل تركيا وحليفاتها التي
تنتقد نفاقا إسرائيل لفعلها وفعلتها في لبنان.. ولكن تنسى أو
تتناسى بانها النموذج في القتل والتدمير وأنفلة الشعوب، وإن
إدعت الديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان.
إذا كان الرئيس العراقي
الأسبق قابع الآن في زنزانته منتظرا قرار المحكمة جزاء وفاقا
لما إقترفه من جرائم.. فهناك الكثير من أشباهه من هم طلقاء و(
يود أحدهم لو يعمر الف سنة ) كي يرى دم الكورد يجري أنهارا
تحت نير ظلمهم، دائما وابدا، ومن دون أن ينتقدهم أحد أو يتظاهر
ضدهم أحد.
|