لقد تمت انفلة عشرات من المواطنين الكوردستانيين في
التاسع من حزيران عام 1963 المشؤوم اي بعد المجازر الوحشية
التي ارتكبت بحق الديمقراطيين و التقدميين و الشيوعيين من
القادة والكوادر و الاعضاء و الاصدقاء في اولى ايام الانقلاب
الدموي العفلقي , في مدينة السليمانية وسوقوا بقرار ارتجالي
جائر الى الحامية العسكرية واعدموا هناك فورا رميا بالرصاص
بامر مباشر من المجرم صديق مصطفى القائد العسكري للحامية ثم تم
دفنهم في مقبرة جماعية , وتم اعتقال كل من اشتبه به من النساء
و الرجال و تم تعذيبهم في مسالخ رهيبة وحمامات دم فضيعة , لقد
تعلق مستقبل الشعب على فرق الاعدام و قرارات منتسبي الحرس
القومي الذين عاثوا فسادا في العراق منذ ذلك
الحين.
ففي انقلاب 17 تموز عام 1968 وبتحريض مباشر من احمد
حسن البكر الذي كان رئيس وزراء حكومة 8 شباط الدموي , تمت
مكافحة القوى التقدمية والوطنية و الشيوعية كما حصل في انقلاب
1963 , اي استمر النهج التسلطي والشوفيني والدموي بذبح وقتل
وانفلة الاحرار وفتحت السجون والسراديب و الاقبية الرهيبة
ومنها قصر النهاية المشؤوم , لتستقبل في مسالخها ابناء وبنات
العراق الاحرار مرة اخرى , اي ان انقلاب 1968 اخفى وجوهاً
انقلابية مجرمة انفضحت، واعتمد بشكل ماكر وجوهاً بعثية اشرس
واقبح لم يسبق لها مثيل في تاريخ العراق ... وبعد 13 يوم من
انقلاب 17 تموز وبخطة بعثية غادرة طُبّق مشروع انقلاب احمد
حسن البكر على اصدقائهم وحلفائهم امثال المقدم عبد الرزاق
النايف وابراهيم الداود منفذي الانقلاب على عبدالرحمن عارف
...و ظهر كل من احمد حسن البكر و صدام حسين و طه ياسين رمضان
و صلاح عمر العلي واخرون على الساحة السياسية وطغت الشوفينية
وروح الانتقام والثار والغدر على قيادته منذ الوهلة الاولى
لانقلابهم الفاشي ....
ثمّ رويدا رويدا ارسل صدام اعضاء حزب البعث العفلقي
ذاته الى الجحيم بالاستفادة من خبرة اساتذته الغادرين
والماكرين من غلاة اعضاء حزبه الدموي و انقلب على رفاق دربه
ممن تلطخت اياديهم بدماء الشعوب العراقية وتم تصفيتهم بابشع
الطرق، فتحول صدام الى الامر والناهي وحول حزبه الى مؤسسات
قمعية صدامية اخطبوطية تكريتية رهيبة وبدأ عهد دموي جديد
لامثيل له حتى في تاريخ حزبه المنبوذ , حيث لم يترك شاردة او
واردة تخص المواطنيين الاّ ولوثها بسموم افكاره الموروثة
المريضة وتصرفاته الحمقاء وانتقامه من رفاق دربه ومعاونيه
ومساعديه واقاربه وراينا بام اعيننا كيف انتقم من صهره المقبور
حسين وصدام كامل عند عودتهم من الاردن بعد هروبهم مع زوجاتهم
...
بل وكان اشدّ قساوة مع الذين تحالف معهم منفذا وصية
معلمه ومؤسس حزبه الشوفيني السوري (ميشيل عفلق )
عندما قال ان التحالف مع الحزب الشيوعي ويقصد الجبهة الوطنية
في عام 1973 هو امر مؤقت , تمليه الظروف وليس حلفا ستراتيجياً
كما تم الأدعاء ...
حيث اصدر صدام قرارات قراقوشية جائرة منافية لابسط
حقوق الانسان من( قطع الايدي والاقدام وجز الرؤوس وصلم صوان
الاذن ووشم جبهة المواطن بعلامة
x
ومعاقبة الشخص الذي يعمل على ازالة الوشم وقتل المراة (غسلا
للعار) بتهمة الزنا واعدام المواطنين الابرياء وامام دورهم
وطلب مبلغا ماليا ضخما مقابل اعادة جثة الضحية الى اهله وقانون
الوشاية القسرية السيء الصيت الذي كان يجبر البعثيين على
الوشاية القسرية ورفع التقارير على افراد عائلاتهم حتى الدرجة
الرابعة ومن لم يفعل يحاكم بالاعدام او السجن المؤبد (1)
وقرارات ومراسيم صدامية اخرى كثيرة من هذا النوع من العقاب
البدني وبشكل علني وامام الملأ لم يشهدها تاريخ العراق , ماعدا
حروبه لابادة الشعب الكوردي وانفالاته وسمومه و تجفيف اهوار
الجنوب، تلك المسطحات المائية الرائعة والتي كانت ملجا للثوار
من افراد المعارضة وللرافضين للانتماء الى اجهزة صدام القمعية،
وقتل علماء الدين و حماقاته ,حروبه , كوارثه , مصائبه التي ما
زلنا نرزح تحت وطأتها الدموية والكارئية الرهيبة فالى جانب
مئات القوانين الجائرة ظهرت الاف القرارات الارتجالية
والقراقوشية والبيانات والمراسم والتعليمات التي لها قوة
قانونية ملزمة وصارمة لانها صادرة من صدام حسين الجلاد الذي
لاعهد له ولا ذمة , وتكرارا مضاعفاً جداً لمسلسل الدم والمشاهد
المرعبة السابقة في 63 و68 . وبحنينه الى ماضيه الدموي حول
هذا الطاغية العراق كلّه الى قصر نهاية تحرسه كلاب بشرية
سائبة وروبوتات واشباه كواسر خالية من الضمير تنفّذ ما يامرها
به صدام دون تردد ....... نعم هكذا قبع الشعب العراقي
في قصر النهاية، هذا السجن الكبير الذي شيده اعتى نظام قمعي
بوليسي منذ اكثر من 38 عاما ..........
اخيرا اقول ان الهدف من هذا المقال وفي هذا الوقت
العسير وبعد كل هذا الانتظار وعجز الكلمات والافكار هو
اولا:
-ان
اناشد الحكومة العراقية المنتخبة , بان تفتح ملف مجازر 8 شباط
الاسود و ملف مجازر( 17 و 30 تموز 1968) (2) و لرد الاعتبار
لكل الضحايا و الشهداء واولئك الجنود المجهولين من ضحايا نهج
البعث الدموي كمسؤولية اخلاقية ومبدئية و سياسية و اجتماعية
....
ثانيا :
-هو
التذكير باهمية الدروس القاسية التي تلقتها الشعوب العراقية من
سياسة ونهج قمعي قام به حزب البعث الفاشي منذ اغتصابه للسلطة
ولحد اليوم ... ثالثا
-
:لاجتثاثه
واستئصاله وتحريمه تحريما جذريا وشاملا من كل المؤسسات و
الدوائر ومن الحياة العامة وان يكون من الاحزاب المحظورة فعلا
وليس قولا فقط , وان لا نقبل بتاهيل هؤلاء القتلة واعادتهم
الى الساحة السياسية العراقية تحت اي اسم كانت وعدم التعاون
معهم رغم الضغوطات العربية و الدولية ...... واتخاذ
قرار جرئ وحازم بعدم التعاون مع حزب البعث و البعثيين القتلة
والمؤيدين لافكاره لادانتهم بجرائم ضد الانسانية، وبانه حزب
دموي استبدادي شوفيني مقيت .........
ان التاريخ اثبت لنا جميعا بان هؤلاء القتلة يصعب
عليهم فهم اي درس يمكن ان يستفيدوا منه او اي امر يقتضي معه
اعادة النظر بتصرفاتهم وحماقاتهم و عنترياتهم الا دروس القتل
والتفنن في التعذيب والانقلابات , لذالك لا امل يرجى منهم و
لا شيء سليم ينتظر منهم فالاصح اذا اٌُريد للشعب العراقي
المظلوم التخلص من ماساته ومعاناته الشديدة يجب بل من الضروري
ان يتم التخلص من صدام ومن جماعاته من الصداميين القتلة لانه
الطريق الوحيد الذي يمكن ان يوصلنا الي بر الامان وشاطئ السلام
...
قلت واكرر من جديد المقولة التي اومن بها ويؤمن بها
الكثيرون حد النخاع ... الديمقراطية و البعث قطبان لا يلتقيان
..... ان العراق و العراقيين بحاجة الى حكومة و مؤسسات مدنية
وجيش وشرطة لحفظ الامن والاستقرار ونشر الطمانينة وليس الى
((نشامة واشاوس)) دمروا الزرع والضرع وانفلوا وعزوا و حرقوا
وعاثوا فسادا في العراق ومازال يعبثون باساليبهم البوليسية
القمعية القاتلة , نعم ليس هناك اي امل لتصحيح هذا الوضع
المقلوب وعودة الامن والاستقرار والطمئنينة والعافية الى بلد
الرافدين وشعبه المجاهد الصابر الا بالخلاص من قتلة الشعب
الحقيقيين ايتام صدام والتكفيريين القتلة، وليس باعادتهم
وتاهيلهم وتحسين صورتهم لان اي محاولة في هذا الصدد سوف لن
تجدي نفعا بل ستأتي بالعكس تماما لان هؤلاء مهووسون بالسلطة
وبالجرائم الشنيعة والمشاريع التدميرية وطبعا بالانقلابات
وحمامات الدم , ومن ولد من رحم مريض مسلول يبقى مريضا الى ابد
الابدين ......اليس كذالك ؟
اخيرا ... السوال الذي يطرح نفسه هو هل البعث مع
كل تجاربه الدموية والانقلابية يستحق الحياة ؟ الم ياخذوا كل
جميل ولم يتركوا لنا الا الدمار والقتل وحمامات الدم والسيارات
المفخخة والاغتصاب وجزالرؤوس ؟
اليس من حقنا ان نحلم ونطالب بعراق خالي من البعث
والبعثيين من اجل انهاء العنف والتطرف ؟!
..................................................................
1.
قرار 59 القراقوشي الصادر قي 4 / 6/ 1994 لقطع الايدي والاقدام
, قرار 115 الصادر في 25 / 8 / 1994 لصلم صوان الاذن , قرار
109 الصادر في 18/ 8 /1994 لوشم الجبهة بعلامة
X
, قرار 117 الصادر في 25/8 /1994 لمعاقبة الشخص الذي يعمل على
ازالة الوشم!! ... عدا جز رؤوس النساء والذي كان ينفذ من قبل
منظمة( فدائيي صدام ) سيئة الصيت وبقرارات ادارية حزبية او اي
منظمة تابعة لحزب البعث المنحل بقرار المرقم 111 الصادر عن
مجلس قيادة الثورة ... اما المواد التي تحكم بالاعدام فقد
بلغت 47 مادة وقرارقراقوشي في جمهورية الرعب ...
2.
في انقلاب 17 تموز على عبدالرحمن عارف قام البعثيون بالتعاون
مع معاونيه اي ضباط قصره امثال عبد الرزاق النايف رئيس
الأستخبارات العسكرية، و ابراهيم الداوود وسعدون غيدان مسؤولي
حماية القصر واخرين ممن سموا انفسهم بـ (الثوريون العرب) ,
عكس انقلاب 30 تموز الذي لعب حزب البعث واعضائه دورا رئيسا
فيه اي كان طبخة وانجاز بعثي بحت ... حول هذا النقطة انظر ..
كتاب العراق ...حنابطاطو الجزء الثالث ص 389 الفصل الثالث
والعشرون ..النظام البعثي الثاني ....
انتهى
2006-08-10
|