عاجل: القوات الأمريكية تطلق سراح الدكتاتور صدام حسين وزمرته

أحمد رجب

عضوالاتحاد الكوردستاني للإعلام الإلكتروني

 

وأخيراً وسط الزغاريد والهلاهل دخلت الفرحة والسعادة قلوب البعثيين وأنصار الرئيس الأسير إذ جاء في خبر عاجل لمحطات التلفزة والإذاعات العالمية والفضائيات بأنّ الرئيس الأمريكي جورج بوش قد صرّح بأنّ القوات الأمريكية تبقى في العراق في الوقت الحاضر، وإزاء هذا الوضع ليس من العجب أن تطلق القوات الأمريكية سراح الدكتاتور الأرعن صدام حسين وزمرته الباغية فمنذ وقت طويل تحاول أمريكا وأدواتها المتّمثلة بالسفير زلماي خليل زاده من جمع بقايا البعثيين وإعادتهم من الأردن والإمارات بعلنية ومن سوريا خلسةً وغيرها من الدول العربية التي تتناغم ألحانها مع الأمريكيين والبعثيين إلى العراق ودمجهم في """ العملية السياسية الديموقراطية""" الجارية في العراق حسب زعمها.

لقد بذلت أمريكا جهوداّ كبيرةً لجمع شمل بقايا البعثيين تحت واجهات عديدة، وأهّمها دفع العرب السنة للإشتراك في الإنتخابات التي جرت في نهاية العام الماضي، وحصولهم بمختلف تلاوينهم على عدد غير قليل من الأصوات، ومحاولاتها المريرة من أجل إيجاد أذناب ومرتزقة وعملاء حاقدون ولملمة القتلة والإرهابين ليشتركوا في عملية """المصالحة الوطنية """، وكل هذه الأعمال والمحاولات تصب في مواجهة الشيعة ومرجعياتها المختلفة التي إتجه بعض أجنحتها إلى التمسك بالطائفية البغيضة والإستفادة من المحاصصة بغية إثارة فتنة طائفية وإراقة دماء العراقيين الأبرياء وقتلهم بالجملة على الهوية والإستحواذ على الخيرات بالقوة وإستخدام العنف، ومثل هذا التوجه يحمل في طيّاته رائحة طائفية كريهة، ويساعد على بروز وتقوية عصابات الجريمة المنظمة، وأرادت أمريكا ولا تزال من خلق حالة فوضى تؤّدي في النهاية إلى نشر الجريمة والفساد في المجتمع بصورة أوسع.

وفي خضم هذه الأوضاع التي يعيشها العراق من تفجيرات وإنفلات أمني وإستشهاد الأبرياء من المواطنين يجري الحديث عن الفيدرالية ورفضها من قبل ""جبهة التوافق العراقية""" وجماعة مقتدى الصدر، وتتدخل الأمم المتحدة في الشأن العراقي ويجتمع فيها وزراء خارجية العراق ودول الجوار والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن للأخذ بمقترح أمينها العام كوفي أنان بشأن تأجيل النظر بمشروع الفيدرالية، والمهم في هذا الأمر لا يشيرون لا من قريب ولا من بعيد عن أية فيدرالية يتحدثون!!، ويقولون أنّ الوقت غير مناسب لطرح مشروع الفيدرالية لأنّ العراق يمّر في ظل ظروف صعبة، كما يتدخل السيد مختار لماني رئيس بعثة """جامعة الدول العربية""" في العراق ويذكر بأنّ طرح الفيدرالية قد يعرقل """ المصالحة"""، ولا يكتف مختار لماني بالتدخل في أمور العراقيين، وإنّما يضع خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها ويرى أنّ جامعتها ""العربية"" لا تريد تمزيق العراق إلى دويلات والتأكيد على وحدته، وإستقلاله التام وتواصل العراق مع محيطه ""العربي"" على الأصعدة كافة، ويرى لماني أن طرح الفيدرالية في الوقت الحاضر قد يعرقل عملية المصالحة الوطنية، ويدعو إلى """التوافق""" وهذا ما يتمناه كل بلد عربي لأهله في العراق.

في هذه الأيام يميل السيد كوفي أنان للتقرب من العراق، وهو بعمله هذا يقصد إنقاذ سمعته كرئيس للأمم المتحدة، حيث أنّ إبنه أساء إلى سمعته لوجود اسمه في قائمة المستفيدين من كوبونات النفط التي وزّعها الرئيس الأسير صدام حسين أيام ""الزهو والإنتصارات""، وجامعة الدول العربية تتدخل وتنافق لعلها تحصل على خيرات العراق عندما يعود إلى الركب العربي، والجامعة العربية ولحد الآن لا تعترف بوحود قوميات أخرى غير عربية في العراق، ولكن مهما عملت ستكون بلا شك خاسرة، لعدم إهتمام العراقيين بها.

ومنذ وقت طويل تستأنف المحكمة الجنائية العليا الخاصة بالنظر في التهم الموجهة ضد الدكتاتور الساقط الرئيس المخلوع صدام حسين وجلاوزته من المجرمين الذين قتلوا العراقيين وساهموا مساهمة فعّالة في إبادة الكورد والكوردستانيين، فبعد ملف قتل الأبرياء في ناحية الدجيل، جاء ملف عمليات الأنفال القذرة والسيئة الصيت، ملف الإبادة الجماعية لقتل الكورد والكلدان الآشورالسريان والتركمان والعرب والأرمن وكل من يعيش في كوردستان من مسلمين ومسيحيين ومن صابئة مندائيين وإيزديين،

وفي محاكمة مجرم محترف ودكتاتور على طراز صدام حسين وجلاوزة وقتلة من محترفي الإبادة الجماعية والجينوسايد، ومن أصدقاء صدام حسين يجري العجب، حيث يتمكن المجرم من خلال فسح المجال أمامه أن يتكلم بحرية وأن يهّدد ويصول ويجول ويتهم الكورد والبيشمركه بعملاء لإيران والصهيونية لأنهم كانوا مقاتلين أشّداء ومحاربين بواسل قارعوا نظامه الدموي، وحاربوا إستبداده، وحطّموا جبروته، وداسوا على عظمته حتى أوصلوه ورهطه الجبان إلى القفص ليكونوا عبرة لكل مجرم مستبد، ولكل دكتاتور دموي.

نعم يجري العجب في محكمة الجنايات العليا بحيث يستطيع مجرم قذر كصدام حسين أن يتحدث بروحية """الرئيس الشرعي""" ومثل ماضيه """الذهبي العفن""" ويقول لأحد المحامين الكورد الذين يدافعون عن المؤنفلين وضحايا إرهابه وحزبه المقبور، حزب البعث الفاشي:

سنسحق رأسكم ورأس كل من يكون عميلا صهيونيا وعميلا لايران، ويضيف ويشرح قائلاً: فكلمة البيشمركة تعني الفداء في اللغة الكردية ويقترح حذف تعبير البيشمركة وتثبيت التمرد بدلاً منها.

كانت غاية صدام حسين القذرة خلال سنوات حكمه الدكتاتوري البشع إبادة كل من أراد خيراً للعراق، فهو الذي أعطى الأوامر للجبناء من أمثاله بقتل كل العراقيين من شيوعيين وديموقراطيين من أبناء وبنات القوميات العراقية المختلفة، وأطلق العنان لهم بإعتقال كل المعارضين لحكمه الأسود ووصفهم كعملاء للصهيونية أو لإيران، وتعذيبهم بوحشية وقتلهم ومن ثمّ إيداعهم في مقابر جماعية، أو رمي جثههم في الأنهر، أو على الطرقات.

ورغم كل الأعمال الوحشية والأساليب الدنئية ضد الشعب العراقي والشعب الكوردي لم يستطع """القائد""" المهزوم صدام حسين من تحقيق جميع غاياته الخبيثة والقذرة، إذ لم يستطع قتل كل العراقيين الشرفاء الذين قاوموا نظامه الطاغوتي، ولم يستطع سحق رؤوس الكورد وأبناء كوردستان من مختلف القوميات بفضل قوات البيشمركه التي ضمت إلى جانب الكورد، العرب والتركمان والكلدان الآشورالسريان والأرمن ومن مختلف الأديان، ويعرف صدام حسين هذه الأيام أن يشرح كلمة البيشمركه، ويقول بأنّ الكلمة تعني الفداء.

لقد خسر صدام حسين وجلاوزته المنازلة، ويستطيع كل عراقي أن يطلق عليهم كما أطلقها كوردي في المحكمة، وهو شاهد على جرائمهم وأعمالهم المشينة:

مبروك عليكم هذا القفص، مبروك على صدام حسين، ومبروك على زبانيته.

لقد تغنّى صدام حسين كثيراً بأنه """فذ وقائد مغوار وبطل أمة وقائد ضرورة وحارس بوابة شرقية""" لكن العبارات والألقاب بقت حبراً على ورق، ولا تفيده بشيء، ويوم يعدم تسحقه (.......) العراقية والكوردستانية.

14/9/2006

 
           

 

02/09/2015

 

goran@dengekan.com

 

dangakan@yahoo.ca