ملاحظات حول وقائع محاكمة صدام حسين

الدكتور بدرخان السندي

رئيس تحرير جريدة التأخي

اننا اذ نتمنى للمحكمة الجنائية العليا وهي تحاكم صدام حسين حول جريمة الانفال سيئة الصيت وهي واحدة من ابشع الجرائم ضد الانسانية، كل التوفيق في ارساء العدالة.. والعدالة وحدها فأن بعض الامور ارتأينا ذكرها من خلال بداية جلسات المحاكمة لا سيما وان عنصر الترجمة في اللغة الكوردية الى اللغة العربية قد وقع في حيثيات المحاكمة.

لا شك وكل مشاهد يستطيع ان يستنتج بسهولة مدى التحيز الوارد من بعض السادة محامي الدفاع الذين بدأوا يتمسكون (بالقشة) امام هول الفاجعة!. ومع هذا فأن الإشارة الى بعض المسائل المهمة حول وقائع المحكمة لتفادي ماقد يتكرر في المستقبل لابد وان يقع في باب الحرص على احقاق الحق ونحن اذ ندرج هذه الملاحظات لا نبغي الا احقاق العدل.

ان الترجمة ليست دقيقة للأسف ونأمل ان تكون اكثر دقة فعلى سبيل المثال لا الحصر احد المشتكين قال انه كان لا يبصر نتيجة السلاح الكيمياوي عندما وضعوه في خلفية احدى سيارات النقل واستطاع بطريق (السمع) أي سمعه هو ان يقدّر عدد الاشخاص الذين معه بين 10-20 شخصاً.. وقام احد المحامين ليسأل (بذكاءٍ عال) مفنداً اقوال المشتكي كيف استطاع ان يقدّر هذا العدد وهو لا يبصر وبعد نقاش للأسف الشديد مرر المحامي هذه المسألة على المحكمة، على ان المشتكي لم ير ولكنه سمع من الاخرين وهنا وظفت كلمة السماع على انها جاءت من خارج ذات المشتكي في حين ان المشتكي كان يقصد انه هو الذي سمع انين وتآوهات المصابين في السيارة الى جواره وقدّر من خلال انينهم وتآوهاتهم ان يكونوا بين 10-20.. لذا فان فهم الموقف لم ينقل للمشتكي في حينه بل استنتجه بحاسة سمعه لانه كان لايبصر بسبب استعمال السلاح الكيمياوي معه شأنه شأن اي مكفوف يمكن ان يدلي بشهادته السمعية ونرجو تبني منتهى الدقة في الترجمة فهي محكمة ليست ككل المحاكم رجاء..

المحامون يحاولون تكذيب المشتكي وليس البحث عن الحقيقة معه، احد المحامين يجهر بكل صوته وحركاته المسرحية (ما دام المتهم يطلب التعويض اذن هو كاذب!!) والله عجيب امر هذه الدنيا! لا ندري ما اذا كان هذا المحامي قد خسر من أرض تعود له متراً واحداً لاي سبب حكومي الا يذهب ويقدم شكوى الى امانة العاصمة على الاقل.. ويطالب بتعويض هل ان طلب التعويض عن اضرار مادية او معنوية دليل على الكذب..

نرجو عدم اهانة المشتكين.. هؤلاء اناس تضرروا وواجهوا عذابات لا يقبلها الضمير الانساني فرفقاً بهم وتحت مظلة القانون لانريد ان يساء لهم مرتين فهم امانة في عاتق المحكمة .. لا نريد لهم انصافاً اكثر مما ينصفه القانون.

كبير المدافعين للأسف لم يقرأ بعد اضبارة التحقيق.. يناقش وهو لم يقرأ اضبارة التحقيق!؟ شكراً لفضيلة القاضي الذي أصر ان يعرف ما اذا كان المحامي قد اطلع على اضبارة التحقيق ووجهه بضرورة قراءة الاضبارة ثم الادلاء بملاحظاته.

اننا نطالب بدقة في الترجمة وان يقال كامل ما يفيد به المشتكي والشاهد باللغة الكوردية الى العربية سواء كان الشاهد شاهد دفاع ام ادانة. فالحق.. والعدل.. مطلبنا.

للأسف جاءت الترجمة مبتورة.. وبالأخص ما كان يفيد في مجال المعلومات وما يفيد في تعزيز وحدتنا الوطنية. لقد كانت الشاهدة رائعة في عرضها وكنا نتمنى ان يسمع الشعب العراقي كل ما قالته وحتى صدام حسين..

لماذا يسمع العراقيون كل ما يقوله الشاهد بالعربي.. ولا يسمع العراقيون كل ما يقوله الشاهد بالكوردي؟.

نتمنى على المحكمة الموقرة اخذ ملاحظاتنا.. بصدر رحب ونقيم عاليا مهابة وموضوعية وكياسة فضيلة القاضي. ونسأل الله له ولهيئة المحكمة التوفيق في بيان الحق وانصاف المظلومين.

 

           

 

02/09/2015