العلم العراقي  بين اوهام البعثين وقرارات العراقيين الشرفاء

صفوت جلال الجباري 

 

 

 

من المفارقات العجيبة في مرحلة ما بعد سقوط الطاغية هو التمسك  برموز وقرارات البعث,رغم وجود نصوص صريحة في الدستور النمتخب واجهزة مستحدثة لاجتثثاث البعث فكرا وممارسة.

احدى هذه المفارقات هي  استمرار  تمسك القيادات والاحزاب التي اغلبها كانت في صفوف معارضة النظام السابق ودفعت انهارا من الدماء من اجل الخلاص من ذلك النظام الدموي المجرم, بالعلم البعثي الدموي والذي كان ولا يزال الى اليوم يمثل رمزا لاذلال الشعب العراقي  , العلم الذي رفع بعد مجئ البعث عام 1963 اثر انقلابه الدموي المشبوه ذلك الانقلاب الي دشن لحكم  استمر اكثر من اربعة عقود من الكوابيس والاضطهادات ضد الشعب العراقي وقواه السياسية والدينية الخيّرة اضافة الى دول الجوار التي بدورها لم تسلم من شرورها وآثامها تحت يافطة الامة العربية الواحدة  والرسالة الخالدة المزيفة.

 

من المتعارف ان الأعلام تمثل رموز وتأريخ وحضارات الشعوب  وتعبر عن كينونة  وجوهر النظام السياسي السائد في اي بلد .... وفي حالة حدوث تغييرات كبيرة في الوضع السياسي يتغير العلم تبعا لذلك وهذا ما حصل على مر التأريخ , فثورة اكتوبر الاشتراكية حينما تسلمت مقاليد الحكم لم تبقى متمسكة بالعلم القيصري البائد بدعوى انه علم مقدس يعبر عن وحدة الشعب السوفيتي المتعدد الاعراق والاديان , وحينما انهار النظام النازي  في  المانيا بعد الحرب الكونية الثانية لم تتمسك لا الدولة الالمانية الاتحادية ولا  جمهورية المانيا الديمقراطية  بالعلم النازي المشؤوم, ولا يزال هذا العلم يمثل رمزا يخجل منه الشعب الالماني (عدا بعض النمظمات النازية الشاذة عن روح العصر والتي لا تزال تتباهى برفعها )..... فانه امر عجيب بالنسبة لاغلب القيادات العراقية الجديدة , كيف لاتخجل وهي ترفع هذا العلم المشؤوم في مكاتب وزاراتها واروقة برلمانها ودورائرها الرسمية والشعبية, وهي وجماهيرها العريضة اكتوت بنار البعث وتحت يافطة شعاراتها وعلمها  المشؤوم ..... هل هو حنين لايام الدكتاتور ام هي تهيئة لقدوم البعث مرة ثانية لحكم البلاد والعباد ..... ان دعوى التمسك برمز البلاد ووحدة الشعب لا يتم عن طريق التمسك بعلم نظام دموي قاتل اهان مجمل الشعب العراقي وجرحه في الصميم, وهو نفس النظام الذي فرق بين ابناء الشعب الواحد على اساس العرق والطائفة والدين والانتماء....وبالمقارنة مع النظام الجمهوري الاول وحتى النظام الملكي البائد فان العراقيين كانوا افضل حالا بوحدتهم وانتماءهم الاصيل للعراق وتربته..... فلم لم تبادر الحكومة العراقي المنتخبة باتخاذ احدى هاتين العلمين رمزا للعراق وللعراقيين ريثما يتم استحداث علم آخر يعبر عن كافة رموز الشعب العراقي الموحد ...... واذا كانت القيادة الكوردية الحكيمة قد بادرت الى منع رفع علم الذل والبعث في ربوع كوردستان , اوليس حريا ان تنحى القيادة العراقية في بغداد العاصمة نفس المنحى ...... اوليس بكاء وعويل البعثي (صالح المطلق) وهيئة علماء الشياطين , دليلا كافيا ان هذا العلم البعثي يجب ان يقذف به في اقرب   صندوق   للقمامة  ويستبدل ان تعذر امر ايجاد علم بديل باية خرقة قماش بالية وعتيقة , فهي والله اشرف من علم البعث  .... وافضل بكثير من علم يعبر عن فكر متعفن عنصري اذاق العراقيين الويل والعذاب منذ اتقلابه الاسود الى يوم سقوطه المشين... الى متى سيستمر التمسك برموز وقرارات  البعث في عراق سقط فيه البعث كنظام والى الابد  , بوركت يا سيادة رئيس اقليم كوردستان بالقرار الشجاع بانزال علم البعث من فوق مؤسسات ودورائر كوردستان .... ولتكن افعالكم ترجمة لاقوالكم ايتها القيادات العراقية في بغداد واحذو حذو الرئيس مسعود بدفن البعث وكل قاذوراته في مزبلة التأريخ الى الابد وتنظيف   ارض العراق من كل مفاهيمه ورموزه وشعاراته ....

 

 

 

صفوت جلال الجباري 

 
           

 

02/09/2015